منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الساده الكتانيين

ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسات في التصوف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمرالحسني




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 27/09/2010

دراسات في التصوف Empty
مُساهمةموضوع: دراسات في التصوف   دراسات في التصوف Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:48 pm

يقف الباحث في حاضر الأمة و مستقبلها متحيرا لما يجد من الثنائية ، ومن المتناقضات التي تطفح على السطح، أمة منخورة مستضعفة غامضة الحاضر نيرة المستقبل المثمثل في الموعود النبوي الصادق الذي بشر به الحبيب صلى الله عليه وسلم.
يجد هذا التنوع في التربية ، والمدارس العلمية ، وفي أعلام الهدى المجدددين في كل الزمان ، في كل الفنون والصناعات و الأفكار، فيظل متفكرا متسائلا : متى تجمع هذه المكاسب الثمينة في مشروع نبوي يتزعمه رجل نوراني بفقه جامع يجمع الأمة حوله ، وبجهود الصادقين معه ؟.
المعية و الكينونة مع رجل من هذا النوع رحمة و نعمة ؟.
نجد البشير الحبيب صلى الله عليه وسلم يبشر بغد أغر : نزول عيسى عليه السلام ، ظهور المهدي عليه السلام ، الملاحم ، فكيف لا يتطلع المؤمن لمثل هذه البشارات بعمل اصيل مؤثل على المنهاج و السنة و الشرعة و القرآن.
نبحث في التاريخ ، عن هؤلاء العارفين بالله الذين أثروا عالم المسلمين بفيضهم و خيرهم ، يقول مولانا عبد السلام ياسين رضي الله عنه :
*.........انحاز طائفة من العلماء والأئمة المربين إلى صفوف الأمة يرومون إصلاح الناس على هامش الحياة العامة لَمَّا يئسوا من وجود أنصار على الحق قادرين على إنجاح القومة. هكذا فعل أئمة آل البيت بعد خِذلان الناس للأئمة الحسين، وزيد، والنفس الزكية، ويحيى.

من هؤلاء المربين من عُرفوا باسم طارئ على القرون الأولى. سُمُّوا صوفية، وعرفوا بسُمُوِّ المَطْلَب، وعلُوِّ الكَعب في العبادة، والزهد، والورع. كانوا أقربَ العلماء صلة بالعامة، وأشدَّهم تأثيرا في أخلاق الأمة، وأكثَرهم حِفاظا على روح السنة.

كان الفقيه يفتي في النوازل، وكان المحدث منكبا على العلم يخدم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكلا الوظيفتين حيوي لحياة الأمة.

لكنَّ المشايخ العارفين بالله اختصوا بتنوير القلوب، وتقريب العباد إلى خالقهم، بحملهم على الاستقامة، وتسليكهم بمجاهدة النفس،ودوام الذكر،ومراقبة الحق عز وجل.ولم يُقَصِّروا في الجملة في نشر العلم وبث الفضيلة في الأمة، إذ تتعدى تربيتهم الخاصة من تلامذتهم إلى العامة. وكانوا إلى جانب هذا يُؤْوُونَ البائسين، ويَفْصِلُون الخصومات، ويشفعون عند الحكام للمظلومين.

وعلى مر القرون تطور ما يسمى بالتصوف فدخل تحت المرقعة التي كانت شعارا للزهد مرتزقةٌ باسم الطريق. وتبدأ الزاوية أو الخانقاه مدرسة علم وتربية في حياة الرجال المؤسسين، فلا تلبث أحيانا أن يدخلها بعدهم الانحراف.

ووقعت فتنة الخلاف المزمن بين أهل الحديث الذين حافظوا على الشريعة من بدع الضالين وبين المنتسبين إلى الخرقة، أعني الصوفية. المحامون عن الشريعة من خارج القوم يحكمون بظاهر ما ينطق به ويفعله لابسو المرقعات، وحاملو المسابح، ورواد حلقات السماع، وفيه الهُجْرُ والبِدعة. فيعممون الحكم ويسَوُّونَ في اللعنة الأصيلَ الزكيَّ، والدخيلَ الغبيَّ.

لكنَّ العلماء الراسخين يعلمون أن الطريق، والسلوك، والوصول، ومعرفة الله، ومقام الإحسان، والفتح، والمشاهدة، كلَّها حق. هؤلاء تتلمذوا للمشايخ المربين، ما منعهم ذلك من محاربة البِدع في صفوف الأدعياء.

لا يكادُ يُحْصَى عددُ العلماء الذين درسوا الحديث والأصول والفقه حتى تبحروا، ثم سمت همتهم لمعرفة الله عز وجل فبحثوا عن الطريق، فما وجدوا إلا هؤلاء المشايخ أولياءَ الله مَن يدلهم على المنهاج النبوي في التزكية والتوحيد. نخص بالذكر منهم بعض أهل الحديث ممن بدأوا بمحاربة كل من سمته الأوضاع صوفيا، ثم ميزوا آخر الأمر بين ثياب التقوى وأثواب الزور.

منهم الحافظ ابن كثير -وهو محدث آخر غير صاحب التفسير المشهور بمذهبه التيمي. في آخر عمره أخذ ابن كثير عن نجم الدين الإصفهاني الشاذلي كما ذكر ذلك الصفدي في كتاب "نكث الهميان". ومنهم من المتأخرين الإمام الشوكاني حاملُ لواء السنة المجتهد البَحرُ.في آخر حياته تتلمذ هو نفسه لشيخ نقشبندي كما ذكر ذلك في كتابه "البدر الطالع".

إن حديثنا عن مقام الإحسان وعن الصوفية وما هنالك من خلاف لا يتسع له هذا الكتاب. لكنَّ لُبَّ الإيمان كما عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو هذه "الحقيقة الصوفية" كما كان يسميها مربي هذه الأجيال الشيخ حسن البنا رحمه الله.

من الناس من لا تتسع حويصلته ليفهم أنَّ السنة النبوية هي أقوال الرّسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وأحواله، ينقصنا من السنة بقدر ما ينقصنا من العلم وهو مجال الأقوال النبوية، ومن العبادة والمعاملة والجهاد وهي أفعاله، ومن إثبات أعراف المجتمع واجتهاد المسلمين الذي لا يصدم الشريعة وهو مجال التقريرات. وأهم من كل هذا، إذ هو ثمرة العلم والعمل، الأحوال الشريفة. ومجال الأحوال الأخلاق الظاهرة، والمشاعر القلبية الباطنة، وثمرة كل ذلك هو الكمال الروحي.

يتصور بعض الناس أن دولة الإسلام يمكن أن تقوم وتكون إسلامية حقا بمجرد انتشار الفكر الإسلامي، و"الالتزام" بالصلاة، والأمر والنهي، ثم الجهاد. ما نتحدث عن الرحمة والسكينة ومعاني القلب وعن الكمال الروحي كما عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا لنؤكد أن تلك الأحوالَ الشريفةَ هي اللب وهي العماد.

فبدون تربية تغرس شجرة الإيمان، وتسقيها حتى يزدهر عليها ريحان الإحسان، ثم يثمر، لا تكون الجماعة الإسلامية مؤهلة لجهاد ولا لبناء.

لا حاجة بالمسلمين إلى القتال حول المصطلحات، ولا لتبديد الجهود في نبش الماضي للدفاع عن زيد وعمرو من أمةٍ خلت، لها ما كسبت، وعليها ما اكتسبت، ولا يسألنا الله عن عملها. لكن إن ضاع من المسلمين مفتاحُ التربية الإحسانية،وجف من القلوب الشوقُ إلى الله عز وجل، فيا حسرة على العباد !

ألا وإن الله عزت قدرته، وجلت منته، قيض لهذه الأمة رجالاً كُمَّلا، يا من يتنسم معنى للكمال ! كانوا ولا يزالون وسيبقون إن شاء الله ورثة الأنبياء وخلفاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته. جامعين بين الأقوال والأفعال والأحوال.*
من كتاب رجال القومة و الأصلاح.

لاينفع البحث الأكاديمي في مثل هذا الموضوع ، وليس عبثا أن تجد البحوث والدراسات تبحث عن اصول حركة التصوف ، فهي عند البعض حركة شاذة في تاريخ المسلمين مشرب طارئ لأسباب أجتماعية و أقتصادية و سيايسة معينة ، أو هروب فردي لجماعات من الناس أتخذت من التحذير النبوي الصادق عن الفتنة ، ذريعة بأن تكون كأحلاس البيوت لا تشارك في الشأن العام للمسلمين ، متعففة مستكنفة عن دخان الفتنة و نيرانها .
ومن الباحثين من يعتبره نتيجة أخلاط من الأفكار الأفلاطونية و اليونانية و الغنوصية والأشراقية و المانوية ، فيسعى جاهدا في تأصيل هذا العلم كعلم دخيل لا أصل له ، فهو مستحدث حادث طارئ كالطفيليات الجرثومية تستحق الأستئصال. فكيف يضع القارئ نفسه أمام هذه البحوث و بأزائها ومن أعالي التاريخ لينظر أليها دون أن يربط هذا التنوع الخلاق بمنبع الأختلاف و شره ، منذ أن أنفرط عقد الجماعة الأولى عقد الخلافة الراشدة.
يسعى جدلا البعض في جعل التربية الأولى التى ربت الرعيل الأول أنها تربية لحظية بالزمان و المكان و النشأة و البيئة ، ولن تتجدد هذه التربية و لن تعود ، فأين نضع ميزان الوراثة النبوية ، التي تثمثل في هؤلاء المجددين الذين بلغوا نوعا من الكمال ؟.
أم هي مجرد تربية ووراثة فردية لا تنفع الأمة ، مجرد رقي فردي و سمو روحي لفرد من الأفراد وهو محل نظر الله في خلقه و أرضه في كل وقت وحين؟.
أم هو تجديد متنوع في مناحي الدين ، أنتظارا لموعود الله الصادق في الرجل الفرد القطب الختم المكتوم التي تجتمع عليه الأمة في آخر الزمان.؟.
أم نحجر على فضل الله ، والمثل القائل بأرتفاع مائدة الولي بموته ، وتبقى بركته الميمونة في الأتباع و أتباع الأتباع الى يوم الدين ؟.فأن نسبت الختمية و الكتمية لولي في زمن من الزمان ، تبقى و لايته الختمية مطلقة لا تتجدد و لا تنتهي.فكيف يسعنا أن نعلم ما في غيب الله من المقامات و الدرجات و القربات وهو وحده من يعلم ذلك ؟. أو تجد من يصف الولي بيمين الله في أرضه و ينسبها ألى شيخه فان سمعها في غيره أنكرها ! وكأن الشيخ لا نظير له في الشكل و الصورة و المعنى ؟ فأن أنتقلت ألى غيره نسب ما يقوله الآخرون بحديث النفس وأوهام و خيالات المغفلين ؟.
ومن الباحثين من لا يسعهم في هذا العلم ، الا باب البحث عن موضة العصر و هي خرق العادة وعلم الكشف و المكاشفة و الفراسة و النورانية و مسالة التصرف و الأستدراج الشيطاني ، وكأن التصوف لا يساوي ألا هذه الأمور فأن لم توجد في ولي من الأولياء او ممن يدعون الروحانية ، كان أنتسابه محط الشك و الريبة.؟.
ومن الباحثين لا يرى في التصوف الا تلك الحركة المبالغة في الدروشة و الكدية و التمسكن والرقع و العصى و سجادة الشيخ الميمونة ، فأن كان الولي قائما بأمر الله في نفسه و خلقه مجاهدا في الله ، نسبت اليه أمور الحمقى من أصطلاحات جغرافية الكلام : السياسوية ، والنهضوية وووو.....
ومن الباحثين من يعتبر التصوف ذالك المبحث الفرع في الألهيات ، و الماورائيات ، والفلسفات المنسوبة الى الحلول و الأتحاد و الوحدة ، فلا يرون في معارف الولي ألا تلك الكلمات المغرقة في الغموض ، والمجازات و الكنايات ، وان وجدوا غير ذلك مروا على ثراث وتجربة الولي مرور الكرام ، وكأنه لئيم من اللئام ، وكان علوم القوم مجرد علوم غامضة ممتنعة عن الفهم و الأدراك و من ثم صعبة المراس و السلوك.
امام ما ذكرنا من العوائق أن صح التعبير ، في البحث و الدراسة ، يوجد عائق وجداني ، فعلوم القوم لا تدرك و لاتفهم ألا أن كان هناك تسليم مسبق ، وقابلية للذوق ، واستعداتد للتلقي ، ويقين في أن في طياتها من العلوم و دقائق القول هو في الأصل خطاب نبوي متجدد عبر الزمان باطنا يظهر ظاهرا في خطاب الولي حاضرا ، وهو أمر لا يستسيغه العقل لبعد الشقة بينه و بين بركة المدد و الفيض بالصحبة عبر الأجيال. ومن جهة أخرى لعجز المدركات العقلية على استقبال مثل هذه المعارف التي يعتبرها الكثير من الناس مجرد وهم أو التوهم.
وفي نفس الوقت يوجد عائق ذاتي عند كل باحث ، وهي لازمة ضرورية لمن أراد فهم كتب الوقت : أن تصدق كل ما تقرأ في كتب القوم ممكن ، ومع ذلك لا يمكنك أن تكذب فيها حتى لا تحرم من بركة القوم : الجذبة ما يسميه بعض العلماء.لا بد لك من عين ناقدة تنظر بأدب لكنها لا تتجاوز نظرها لتستهزئ و تكذب و تولول ، وهذا ما يقع لكثير من الباحثين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرالحسني




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 27/09/2010

دراسات في التصوف Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات في التصوف   دراسات في التصوف Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:49 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه اما بعد،
يعتبر حديث الولي الذي رواه سيدنا ابي هريرة من اشرف الأحاديث التي رويت في حق الأولياء ، وقد أوردنا الحديث ، قبل ان ندخل في عائق المعرفة التي تعتري الأنسان في جهله بالله ، الا لنؤكد على أمر مهم : أن أدوات الأجتباء التي وهبها الله لخلقه : السمع و البصر و الفؤاد وقد ذكرت في هذا الحديث.
روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن فعل شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته و لكن لا بد له منه*.
بقدر ما يؤصل هذا الحديث النبوي الشريف ، عن نور الذات و فرحها بالله و شهودها ، بعكس ما ينذر في معنى عكسي عن انصراف الجوارح و الفؤاد و الحواس ، عن الأنشغال بغير الله ، وتصريف الجهد و الأرادة في خدمة من يعادي الله و رسوله صلى الله عليه وسلم.
وانصراف الحواس و الجوارح في غير خدمة الله يِؤثل لمعنى كثيف يحجب الخلق عن الله و هو غرق الذات في الظلام. وهو درجات ، ومراتب و منازل كثيرة نسال الله أن يعيذنا منها آمين ، تبتدأ بالعصيان ثم الفسق ثم ظلم الأنسان لنفسه ، وقد يتردى الأنسان في دركات النفاق ثم الكفر وهو قمة الجحود ..
تتآلف الذات مع عبادة الجوارح ، وبالأخص الذكر ، و الأعمال النورانية ، فتمتزج بأطيافها و حقائقا في جوهر الذات ، فتصير من عادتها السكينة عوض الهلع و الجزع ، والطمأنينة في مقابلة الغضب والبشر الحسن في الوجه وحسن الظن بالله و الناس ومقابلة السيئة بالحسنة و التسامح و البعد عن الأنتقام، فيصير للذات ذالك النور الذي يتشعشع فيها ، فتثبث القدم في الطاعة.
تحرص جميع الرياضات الروحية على هذه الحقائق الخمس العالمية ، ليصير للأنسان وجود ومعنى.
لكن ظلام الذات امر طبيعي في بعض الخلق من جعل نفسه في خدمة معبود الذل و الخزي و العار : أبليس وجنده عليهم لعنة الله.
يستحيي الله كما جاء في الحديث النبوي الشريف ، ان يقبض نفس عبد المؤمن المحسن الولي في قبض روحه ، ويتردد في مسائته ، لرسوخ قدمه في المحبوبية ، والقبول المنطبع في قلوب الناس، و لوجوده الأستمدادي الأمتدادي في الخلق. فيحزن الخلق لفقده ، وأهل الله من رحيله ، لكن لابد له من لقاء ، ومن أفراح بعد شدة و الم الموت.
الحديث النبوي المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه مليئ بالأسرار و الحكم.
في معنى العمل بأمر الله ، و ما طلبه من فرائض ، وملازمة طريق الشكر بآداء النوافل طلبا للعتق من رق الدنيا وشهوات النفس فتحا لباب الأنس بالله ، و الفناء فيه ، حتى يصير العبد كله نورا فلا يمضي الا بالله نفي لسائر حركاته بحواسه من سمع و بصر و فؤاد ، فيقطع النجذ المؤدي للسعادة بعون الله.
خاطب الله تعالى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة آل عمران قائلا : * وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ .* سورة آل عمران ، آ :152.
خاطب الله صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم يوجه نياتهم لما هو خير و هو طلب الآخرة. فأرتقى من مطمحهم الأدنى النيل من قافلة قريش ومغانهما الى مطلب الأسنى وهو وجهه الكريم.
يرى المحدثون ، وبعض أهل التحقق من أهل التصوف و خصوصا مولانا عبد العزيز الدباغ ، أن حديث *...أنما الأعمال بالنيات .* يؤثل لمعنى نور الذات . نورد الحديث النبوي بسنده كما جاء في شرح الباري لصحيح البخاري لأبي حجر العسقلاني : *حدثنا ‏ ‏الحميدي عبد الله بن الزبير ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد الأنصاري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏محمد بن إبراهيم التيمي ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏علقمة بن وقاص الليثي ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏على المنبر ‏

يرى المحدثون أن هذا الحديث اصل من أصول الدين العظيمة ، وأنه يدخل في سبعين باب من العلم. وهو من الأحاديث المشهورة عن الفاروق رضي الله عنه ، شأنه شأن حديث المكنى بحديث جبريل :* عن الأسلام و الأيمان و الأحسان.* حديث يدخل الفرد و الجماعة في مبعث القصد ونبعه. ما أرادتي ومن أكون و ألى أين أسير وما مآلي بعد الموت ؟ وكيف القى ربي ؟ أالقاه على المجوسة المحضة كما يقول القوم وهي عبادة نفسي ، أم ألقاه و قد شهدت معبودي في كل آن وحين.
تتصادم الأرادات حينما تختلف الحقائق ، وتتشعب بالأنسان منابع معرفته ، من الناس من يتخذ الدولة ربا ، ومن العلم رسولا ، ومن هوى نفسه طريقا ، ومن المجتمع المدني وحيا ، فلا يعترف الا بما تنتجه العقول الفارغة ولو كان في ذلك هلاك نفسه ، يرى في التقنية البارعة الصنع المستقبل ، ولامستقبل غيره ، يصير فيه الأنسان عبدا لغايته المنشودة و هي المدنية الصاخبة ، في جهلها و جاهليتها و علمها ، وغضها و سمينها ، فما أن يعود الى وحدته الا وأعجزه السؤال الوجودي التافه ، ما بعد السؤال مصيرين : الموت أو الظلام.
خاطب الله تعالى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة آل عمران قائلا : * وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ .* سورة آل عمران ، آ :152.
خاطب الله صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم يوجه نياتهم لما هو خير و هو طلب الآخرة. فأرتقى من مطمحهم الأدنى النيل من قافلة قريش ومغانهما الى مطلب الأسنى وهو وجهه الكريم.
يرى المحدثون ، وبعض أهل التحقق من أهل التصوف و خصوصا مولانا عبد العزيز الدباغ ، أن حديث *...أنما الأعمال بالنيات .* يؤثل لمعنى نور الذات . نورد الحديث النبوي بسنده كما جاء في شرح الباري لصحيح البخاري لأبي حجر العسقلاني : *حدثنا ‏ ‏الحميدي عبد الله بن الزبير ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد الأنصاري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏محمد بن إبراهيم التيمي ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏علقمة بن وقاص الليثي ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏على المنبر ‏

يرى المحدثون أن هذا الحديث اصل من أصول الدين العظيمة ، وأنه يدخل في سبعين باب من العلم. وهو من الأحاديث المشهورة عن الفاروق رضي الله عنه ، شأنه شأن حديث المكنى بحديث جبريل :* عن الأسلام و الأيمان و الأحسان.* حديث يدخل الفرد و الجماعة في مبعث القصد ونبعه. ما أرادتي ومن أكون و ألى أين أسير وما مآلي بعد الموت ؟ وكيف القى ربي ؟ أالقاه على المجوسة المحضة كما يقول القوم وهي عبادة نفسي ، أم ألقاه و قد شهدت معبودي في كل آن وحين.
‏قال سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إنما الأعمال ‏ ‏بالنيات ‏ ‏وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا ‏ ‏يصيبها ‏ ‏أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ‏.* انتهى. ‏قال سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إنما الأعمال ‏ ‏بالنيات ‏ ‏وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا ‏ ‏يصيبها ‏ ‏أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ‏.* انتهى.

ابتدع احد الحمقى في نيوجرسي اورليانس في مطالع الستنينات كنيسة الشيطان ، ولها أتباع بالملايين في دول الغرب ، كثقافة و جنون عند من أراد أن يغرق في عالم المثلية جنسا كاللواط و السحاق ، والغناء الصاحب الذي يصم الآذان ، والعنف الدموي طبعا و منحى.
لم تنشأ هذه الكنيسة ألا بعد ياس الأنسان من جميع معتقداته ، رب خلق العالم و تركه لمصيره هملا ، وأنبياء في الثراث الديني المحرف مصابون بالعاهات النفسية ، كما تصورها التوراة و الأنجيل. وسلبية الألهية تنظر بعين الرضا لما في الكون من التناقضات.
لم تستسغ العقول الحرة ما في الأنجيل من الترهات حول الأرض ، دونية المرأة ، وكبت للعقل. توج هذا ألأنهيار الديني ، حمام الدم الذي عرفه الغرب منذ القرن الثامن عشر ثم بالحربين العالميتين.
انهارت المثل و الأخلاق. لم يصبح الوجود الأنساني عاريا من كل معنى ، شك في القصد ، وجهل في الغاية ، فلا معنى لكل الأخلاق و المبادئ.
ردد اتباع الكنيسة الأنجيلية في أمركا نبوءات القس دون ماتيو الفار من هيرودس ، حول المسيخ الدجال ، والفرسان الأربعة ، ومعركة أرمغدون المرتقبة ، وخروج المسيح عليه السلام .....فما أن ياست من الخرافات توجهت بعد اربابها لعبادة القوة المناوئة : الظلام ، وملك الظلام : أبليس لعنه الله.
الحركة ناشطة ولها أتباع في عالو الغرب ، وفي بعض بلدانينا ، ننقل من موقعها الرسمي اسباب هذه العقيدة :

1 .كنيسة الشيطان في دول العلم : Bienvenue au site web officiel de l’Église de Satan. Fondée le 30 avril 1966 par Anton Szandor LaVey, nous sommes la première organisation visible de l’histoire à se vouer ouvertement à l’acceptation de la nature véritable de l’Homme — celle d’un animal de chair vivant dans un univers animé par la Force obscure que nous appelons Satan. Au cours des âges, l’homme a utilisé plusieurs vocables pour désigner cette Force et celle-ci fut méprisé par ceux dont la nature même était d’être séparé de cette source d’existence. Ces individus nous envient avec obsession, nous qui vivons en nous laissant couler naturellement avec le terrible Prince des Ténèbres. C’est pour cette raison que les individus vibrant au même diapason que Satan ont toujours formé une élite étrange, ceux-ci étant souvent des étrangers dans des cultures dont la masse cherche à se consoler grâce à une divinité extérieure. Nous, les satanistes, sommes nos propres Dieux et nous sommes les explorateurs de la Voie de la Main Gauche. Nous ne nous agenouillons pas devant les fictions et les mythes des disciples spirituels décharnés de la Voie de la Main Droite.
Aujourd’hui, nous continuons à défendre notre héritage en bâtissant à partir du fondement ferme que Anton LaVey a créé et qui est présenté dans ses écrits, ses enregistrements et ses vidéos. Étant donné que nous avons été la première organisation dédiée à Satan, nous avons reçu une couverture médiatique détaillée et avons été affublés de plusieurs noms au cours des tente dernières années : la Première église de Satan, l’Église satanique ainsi que l’Église satanique d’Amérique ; pourtant, nous continuons à porter la dénomination la plus audacieuse et la plus simple, incarnée par les mots Église de Satan.

Certains individus voudraient bien vous leurrer en vous faisant croire qu’ils sont affiliés à nous d’une manière ou l’autre, qu’ils ont ´ évolué ª à partir de nous ou qu’ils nous remplacent d’une certaine manière. Ces gens mentent. Au moment de sa mort, le 29 octobre 1997, Anton LaVey laissa l’Église de Satan sous le commandement de notre Grande prêtresse actuelle, Blanche Barton — sa conjointe, la mère de son troisième enfant, Satan Xerxes Carnacki LaVey, et l’officier administratif en chef de l’Église de Satan depuis les quatorze dernières années. Anton LaVey prenait la préservation de son Église au sérieux, il a donc nommé plusieurs individus au Sacerdoce de Mendès afin d’agir comme ses avocats du Diable ; et ce Sacerdoce — conjointement à l’Ordre du Trapèze et au Conseil des Neuf — travail présentement de concert avec la Grande prêtresse Barton pour faire avancer la philosophie iconoclaste synthétisée par LaVey.

La Maison Noire qui a longtemps été la demeure de LaVey et un des ses chefs d’oeuvres nous a été enlevée, mais nous cherchons toujours à en conserver l’essence. Pressez ici pour obtenir plus d’informations concernant l’état actuel de cette courante bataille.

Ce site servira de portail pour entrer dans notre philosophie, de ressource pour de plus amples recherches, de célébration de nos réalisations passés et de forum pour les nouveaux développements innovateurs de satanistes qui évoluent avec furie et grâce dans cette culture actuelle de médiocrité galopante.

À la gauche, vous trouverez un guide pour vous naviguer dans notre labyrinthe. Ici, vous trouverez tant de merveilles que de mystères, ainsi qu’une montagne de faits. Il se peut que vous tombiez sur quelques liens cachés — des trésors pour les zélés.

Nous vous demandons de bien vouloir débuter par le Mot de bienvenue de notre Grande prêtresse, Blanche Barton, qui vous apprêtera pour votre voyage dans notre monde de magie et de logique, de mystère et de sagesse.

Profitez bien du temps que vous passerez ici, et si vous réalisez que vous faites partie de notre tribu, alors il vous sera assez facile de vous affilier à nous et de vous embarquer dans l’aventure avec d’autres personnes qui partagent votre lucidité.

Nous vous demandons de lire préalablement nos textes de base avant de nous poser des questions ; de plus, il y a beaucoup d’informations dans ce site ainsi que des références à des écrits complets qui vous donneront un aperçu détaillé de notre philosophie et nos pratiques. Si vous frappez vraiment un point portant à confusion, vous pouvez alors rencontrer l’un de nos représentants officiels sur le web ou contacter notre représentante online, la Magistresse Peggy Nadramia à l’adresse [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا].

Les journalistes désirant une représentation médiatique peuvent également contacter la Magistresse Nadramia. Nous étudierons votre demande.

Ainsi s’ouvrent les Portes infernales d’adamante — entrez courageusement ou fuyez furtivement dans l’ignorance et la peur. Le choix vous appartient — que la partie commence
يكره ذرارينا أصحاب العلم المنهجي ، والدراسات الألمعية مثل هذه النصوص ، ويعتبرونها مبالغة في قد ح اسيادهم ، كيف استطاع الرجل الغربي النموذج في التقنية و التنظيم و المنهج العلمي الحر القائم على الشك و الأشكاليات و الملاحظة أن تنطلي عليه الحيلة.؟ و الكنيسة في منشورها تتبرئ من الأفلام الهوليودية المغرقة في الخيال الجامح ، و الأسرار التي تنشرها حول الكنيسة أنها مجرد أكاذيب و ترهات ، وان عبادة الشيطان لها اسس و تقاليد ومراتب .
للظلام تجليات ، و لأولياءه تصاريف و أعاجيب كما يذكر أولياء الله من أهل العلم ، لكن تظل في شراكها الوهمي الخيالي تزين لصاحبها الكرامة و الخصوصية ، لكنه في أخير مجرد أبليس من الأبالسة يزين و يخدع و تنطلي حيلته وتسقط بمجرد ما يذكر العبد ربه.
نسأل الله أن يرحمنا آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرالحسني




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 27/09/2010

دراسات في التصوف Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات في التصوف   دراسات في التصوف Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:50 pm

نجد مولانا عبد العزيز الدباغ في كتابه الأبريز الذي دونه تلميذه الأغر أحمد بن المبارك في فصل: ذكر الظلام الذي يدخل على عباد الله وهم لا يشعرون ص 251 :
*.....فأما الفاسقون فهم الذين يعبدون و تخرج الطاعة و العبادة من ذواتهم بغير نية و لاقصد ، بل جرت عادة الذات بذلك ، فصارت حركاتهم و سكناتهم في حال الطاعة لأجل العادة ، وعلى وفق الطبيعة من غير غرض من الأغراض ، فلا غرض عندهم لا صحيح و لافاسد ، فليست عبادتهم لله ، ولالغير الله، وأنما عبادتهم لمجرد الطبع والعادة....
أما المحرومون فهم الذين تكون أعمالهم لنفع أنفسهم و لتحصل أغراضها ، و لا تكون لله عز وجل ، وهذه الأعمال لا تزيد الا بعدا عن الله عز وجل ، لأنها مخالفة لسر حقيقة الذات . فأن حقيقة سر الذات أنها مخلوقة لله مفعولة له مملوكة له منسوبة أليه ، لا نسبة لغيره فيها بوجه من الوجوه. فلو جرت أفعالها على هذا السر لكانت كلها خالصة لله ، فكأنه لاحظ لي في شيء من أفعالها ، أذ هي كلها مخلوقة لله ، فتخرج عنه الأعمال عند صدورها على سر حقيقة الذات.
وأما أن يقول ذاتي هي لله و أفعالها لي فينويها لنفسه و لتحصيل أغراضها ، فهذا لا يجري على حقيقة سر ذاته ، و لايمكنه أن يوفي بشيء من حقوق الله ، لأنه يفعل لغرض نفسه ، لا للقيام بحق لله ، فقد انقطع عن الله في أفعاله ، فتنقطع عنه العطية من ربه عز وجل ، فيكون محروما من المحرومين....*كتاب الأبريز ص 251.252.
تحدث أهل الله عن القواطع ، وما تعتري العبد من العوائق في الطريق ، وكلها تتعلق بالنية و القصد.
فكيف ما يعيشه الناس في الغرب ؟
لا تكتمل آدمية العبد الا بعد أن ينزع حظ الشيطان منه و يسعى لحربه ن ينفر من الباطل و صوته ، ومن الغضب و سلطته ، ومن الغفلة و سهوها ، و من الشهوة و هيجانها.
لكن للظلام جند و قوى مارقة في الكون تجلب بخيلها وصوتها على العبد ولها حبائل وهي الهوى و النفس و ايحاءات ووسوسة الشيطان ، وتيزين للأنسان ما يتمنى و تسعى في خرابه .
يرى ابن تيمية رضي الله عنه في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمان و أولياء الشيطان ، ص 71:*.........وبين كرامات الأولياء و ما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة :
- أن كرامات الأولياء سببها الأيمان و التقوى ، و الأحوال الشيطانية سببها ما نهى الله عنه و رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى قل أنما حرم الله الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، والبغي بغير الحق ، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )، الأعراف آ 33.
فالقول على الله بغير علم و الشرك و الظلم و الفواحش قد حرمها الله و رسوله فلا تكون سببا لكرامة الله تعالى بالكرامات عليها ، فأذا كانت لا تحصل بالصلاة و الذكر و قراءة القرآن بل تحصل بما يحبه الشيطان ، وبالأمور التي فيها كالأستغاثة بالمخلوقات ، أو كانت مما يستعان بها على لم الخلق و فعل الفواحش فهي من الأحوال الشيطانية.*
تتقزز النفس عندما تقرأ ما أوردناه من نص الشطاني المقتبس من مو قع كنيسة الشيطان ، تخضع أرادة الأنسان أحياتنا لدوابيته و عنفه و جاهليته ، و يظل في عماه المطلق لا يتحسس نور ا يذكره بالوحي ، يقول مولانا عبد السلام ياسين ن متحدثا عن العقل المعاشي عند الأنسان المعاصر:*....عقلانية علومية تنظيمية هي في حوزة غيرنا. تتقمصها العقلانية الفلسفية وتحتج بها لتُؤكد للإنسان أنه إنسان لأنه يفكر، ويخترع، ويصنع.

لا مكان في بلاد العقلانية الفلسفية لطرح سؤال المعنى والوجود والغاية. لأن الضجيج الذي أحدثته العقلانية الأخرى يغطي على همس الفطرة ويسكت صوتها ويُنسي سؤالها.

عجزت العقلانية العلومية الاختراعية التصنيعية التنظيمية عن إدارة نتائج ما صنعت يدها. في بلاد التكنولوجيا المتطورة الاوتوماتيكية الروبوطية اختصار للعمل، واقتصاد في الوقت، وتسريع للإنتاج السوقي تغرق به متاجر من يدفعون ولا ينتجون. ومع التقدم المهول للعقلانية العلومية المصنِّعة يختفي الداء العُضال، والعمَى والصمم عن الحق. لا يعرف هذا العقل العلومي المادي الله، ولا يريد أن يعرف، ولا وقت لديه ليسمع من يضع عليه سؤال الفطرة.

إنه مشتغل بالأمراض الاجتماعية البيئية الاقتصادية السياسية التي أوقع فيها العالم، لا يجد لها حلا. الصناعة تلوث البيئة. هذا هو المشكل. الروبوطية تسبب البِطالة. هذا هو المشكل. ونسي وتناسى مشكل وجوده، من أين وإلى أين؟

هذه العقلانية المتفَرعنة بإنجازاتها تقول بلسان حالها وفلسفتها الضمنية ووجودها الثقيل المالئ للآفاق: أنا الله كما قال فرعون: )يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري(.(سورة القصص، الآية: 38) وما هي في الحقيقة إلا مظهر وآلة للهوى يتصرف بها في العالم بنزغ الشيطان ونزوات النفوس الجاهلية.

هذه العقلانية المعاشية آلة نطلبها، يجب أن نطلبها، بجهاد تشترك فيه المومنات. جهاد لامتلاكها وتكييفها وصياغتها صياغة تخدم الحق لا الباطل، العدل لا الظلم، الإحسان إلى الإنسان لا تردية الإنسان.

النفوس الجاهلية المتمردة على الله الماسكة بسلاح العقلانية واهية هلوع حائرة. طلقت الدين فأدبر عنها مع الدين الأخلاق والرحمة. طردت الدين وصمت عن السؤال الفطري، وعميت عن تدبر آيات الله في الكون، فهي سابحةٌ في صحبة الهوى والشيطان، متقلبةٌ في رغباتها الاستهلاكية المُنوّعة المجددة، غاطسة في أوحال الرذيلة الشهوانية، مرتدةٌ إلى الشعوذة الشيطانية، والأوهام الصبيانية تملأ بها فراغا كان يشغله الإيمان بالله.

المديرون الكبار في الشركات عابرة القارات، ورؤساء الدول منهم ومن بني جلدتنا، وكبراء القوم، يذهبون إلى المنجم والعرافة في باريس ونيويورك وهامبورغ ليختار لهم المنجم وتحدد لهم العرافة الوقت السعيد لعقد صفقة، أو دخول انتخابات، أو شراء سنَدات في البورصة، أو افتتاح معمل.

نفوس متفلتة يحركها الهَلَعُ، منزلقة يؤثر فيها تصريح وزير، ويهزها الجزع من حادثة في أقصى الأرض، فتهبط قِيَم السندات، وتنهار إمبراطوريات رأسمالية، وتُفلس أبناك، وتنشب حروب اقتصادية.

أو يأتي زعيم جديد ينفخُ في الوعود الانتخابية فتنتفض الأموال، وترتفع أو تنخفض أسعار الفائدة الربوية، ويتجدد أمل في ارتفاع مستوى المعيشة وفي انخفاض أرقام البطالة.

يقول الله تبارك وتعالى، وهو أعلم بما خلق، يصف لنا الإنسان في حالة تمرده على الله وحالة رجوعه إليه: )إن الإنسان خلق هَلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا. إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون. إن عذاب ربهم غير مأمون. والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم بشهادتهم قائمون. والذين هم على صلاتهم يحافظون. أولئك في جنات مكرمون(.(سورة المعارج، الآيات: 19-35)

في هذه الآيات الكريمة استُثني المومنون ونُزهوا من الهلع الإنساني بشروط ترسم معالم مسيرة العقل إلى التحرر من قبضة الهوى، ومسيرة النفس إلى التحرر من الهلع والجشع وجاذبية أرض الغرائز الحيوانية والأنانية الدوابيّة.

إذا آمن الإنسان بالله وأسلم وجهه إليه ووفّى بالشروط التحريرية أكرمه الله فأزال الغشاوة عن بصره القلبي، والوَقر عن أذنه التي تسمع الحق فتؤديه غير مشوب بطفيليات هوس العالم. وأكرمهُ سبحانه بالعقل القلبي الذي يتفكر في خلق الله، ويتدبر في حكمة الله، ويتعجب من حسن صنع الله، ويعقل عن الله. ويطيع الله بعد ذلك لا يطيع الهوى ولا يستزله الشيطان.

يكرم الله المومنين به والمومنات بنور العقل القلبي فيفقه عن الله ما يخاطبه به في آياته المنزلة في القرآن، ويعقل عن الله ما يخاطبه به من الآيات المخلوقة في كونه الجسمي والنفسي، وفي الكون الخارجي عنه من أرض، وشمس، وقمر، وكواكب، وإنسان، وحيوان، ونبات، وجماد، ونظام بديع. يفقه ويعقل خطاب الله له المزدوج يدعوه لينظر في ملكوت السماوات والأرض وما خلـق الله من شيء، وفي فعـل الله بالناس حين خلقهم من نطفـة ثم من علقـة ثم أطوارا إلى أن خرجوا من ظلمات الأحشاء إلى عالم البلاء. وكيف يعمرهم عمرا طويلا أو قصيرا، وينكُسُهم في الخَلق حين يبلغون الكبر. كل ذلك ليتذكر الإنسان المتحرر من ربقـة الهوى والهلع أن له أجلا وموعدا مع الله في الدار الآخرة.* كتاب تنوير المؤمنات
يرى الغرب أن الله و الغيب قوى خارجة عن عقل الأنسان ، ومن ثم يستحيل أن يخضع الأنسان للوحي ، كما كان يفعل في عصره الطفولي فعبد كل شيء الحجارة و الطوطم والصنم والكوكب.














الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرالحسني




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 27/09/2010

دراسات في التصوف Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات في التصوف   دراسات في التصوف Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:50 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتى و السر الساري في سائر الأسماء و الصفات و الأوقات ، وبعد
نشا العقل المسلم في المسجد وفي رحاب الوحي ، يستمد الحكمة و الرحمة منه ، وينضبط بميزان الربانية ويتتلمذ عليها ، ونشا العقل المعاشي في رحاب ساحة الأكورا يستفسر عن الكون و أسراره ، فطرح الأشكاليات ، لكنه ظل عاجزا عن جواب السؤال الوجودي : الى أين؟.
يستحلي العقل المعاشي اسئلته وان كان فيها نوع من البحث و السبر و الأستكشاف ، لكن يظل في جحوده لاينظر ألا بحواسه و يحكم بقوالبه و يخضع لمناهجه العلمية الكونية المنظمة ، ولإجتهاده الذي لا ينكفئ في البحث عن كل صغيرة و كبيرة ، وجزئية من الجزئيات ، وكأنه أحاط بكل شيء .لكنه سرعان مايقع في قطيعة معرفية مع كل ما سبق ان وجد في معارفه نوع من التراكم. تستحيل الإجابة عنها بالوسائل العلمية المتاحة ، فيتجاوزها الى بساط أرفع و علم انفع مجددا كل ما سبق بطريقة علمية متجددة.
هذا ما يعلم باشلار ذرارينا المتفيهقين الغارقين في وحل المناهج و مستنقعات الأفكار البليدة الجاحدة لما أعطاها الله من العلم في رحاب الوحي ، ولا حول و لاقوة الا بالله.
يقول أبن تيمية رضي الله عنه في نفس الكتاب ص72:*......ومن هؤلاء من حضر سماع المكاء و التصدية يتنزل عليه شيطانه حتى يحمله في الهواء و يخرجه من تلك الدار ، فأذا حصل رجل من أولياء الله تعالى طرد شيطانه فيسقط. كما جرى هذا لغير واحد. ومن هؤلاء من يستغيث بمخلوق أما حي أو ميت ، سواءا كانذلك الحي مسلما أو نصرانيا أو مشركا يصور الشيطان بصورة المستغاث به و يقضي بعض حاجة ذلك المستغيث ، فيظن انه ذلك الشخص ، أو انه ملك على صورته ،وأنما هو شيطان أضله لما أشرك بالله كما كانت الشياطين تدخل في الأصنام و تكلم المشركين. ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ويقول له : أنه الخضر. وربما أخبره ببعض المور وأعانه على بعض مطالبه ن كما جرى ذلك لغير واحد من المسلمين......
وهذه الحوال تحصل الشيطانية تحصل لمن خرج على الكتاب و السنة وهم درجات ، و الجن الذين يقترنون بهم من جنسهم وهم على مذهبهم.* كتاب الفرقان.
أورد النص لسيد ابن تيمية سلطان المذهب الشاعري السلفي ، والرجل لا ينكر الفتح الشيطاني ، ولاخرق العادة ويذكر كيف يهجم الظلام على ذات العبد.
يقول الشيخ عبد السلام ياين في أحدى فقرات كتابه الأحسان متحدثا عن شخصية ابن تيمية :*.....برز ابن تيمية من بين الحنابلة الذين انضمت قلوبهم على كَمَدِ فتنة الإمام الجليل أحمد بن حنبل وتعذيبه وجلده على يد المامون والمعتصم.ونبغ ببيانه وقوة عارضته ومتانة شخصيته. فكان كنقطة بيان وإعلان في أوج المشاغبة الحنبلية المستديمة في وجه السلطان ومن معه من جمهرة فقهاء المذاهب الفقهية الأخرى. يجمع هذه المذاهب في نظر أهل الحديث الحنابلة إجماعُها على الأشعرية الماتوريدية في العقائد، وشبه إجماعها على التصوف من حيث كونه السلوك الأخلاقي الروحي الضروري لكل طالب للحق.

وطفق الفريقان من أهل الحق، الحنابلة من جهة، ما خلا ابن الجوزي المؤول، وسائر العلماء من جهة أخرى، يختصمون في أخبار الصفات، وفي الاستواء على العرش وحقيقته، وهل تثبت الصفات بما تثبت به الذات أو بشيء زائد، وهل النص المروي بخَبر الآحاد تثبت به عقيدة، وهل تُحمل الأخبار الصفاتية على الحس أو على المجاز،وهل نؤول بعض تلك الأخبار أو كلَّها لنعرف كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، ولنعرف كيف يأتي الله عز وجل إلى عبده هرولة إذا جاء العبد إليه يمشي، وهل القول بالجهة في حق الباري جل وعلا يُلزم القول بالجسمية أم أن اشتراك الحق سبحانه في الصفة مع العبد اشتراك في الاسم لا في الحقيقة.

في قضية التشبيه والتنزيه قضى علماء الأمة زمانا في الجدل والخصومة. لكل فريق من أهل الحق، ما بين صوفية أشاعرة وفقهاء مناظرين ومحدثين أثريين، خيارُه وعيارُه، وحظه من العقل والنقل والإرادة. سفينة الأمة اختلف على مقادتها ربابنَة متَعَددو الوجهات والنيات والقدرات.كل يدعو إلى اجتهاده ومَبْلَغ علمه، مخلصا مصيبا مرة مخطئا أخرى،ولم يخل الجو أبدا من أصحاب النعرات والنفاق والتعصب والمسابقة إلى الرئاسات والمِنَح والمناصب بالتزلف إلى الحاكم السائر برياح هواه. البشرية لم تتعطل، والشيطنة الجنية والإنسية لم تُعزل.

أنماط من التفكير، وألوان من المذهبيات، واختلاف في الأهداف والأساليب. انتقضت عروة الحكم بعد ثلاثين سنة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانفرطت ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال، وذات البَيْن الحالقة للدين، حبّاتُ العقد الإسلامي، وانفرطت جامعة الإيمان السمحة التي جاء بها الوحي بغياب وازع السلطان.اشتغل السلطان العاض، الذي يمثل في تاريخ الإسلام بدعة أعظم بدعة، بحرب القرآن وأهل القرآن. وأعانه هؤلاء على أنفسهم بالخصام والتراشق.

أفنبقى، ونحن على أعتاب الخلافة الثانية إن شاء الله، أسرى التجربة الخلافية التي خاضتها الأمة ؟ من أين نبدأ ؟ وما السبيل إلى إيمان لا إله إلا الله، وعصمة "قل ربي الله ثم استقم" وفلاح )رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا( ؟(سورة آل عمران، الآية: 193).* كتاب الأحسان
كان ابن تيمية رحمة مثاليا شديد المراس قوي الشكيمة في الدفاع عن الله تعالى و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، نافح ودافع و جاهد واختاى بنفسه بتوفيق من الله في سجن القلعة ، فأذاقه الله نعم المراتب و المقاعد فعرف ما للصوفية من الحق.
لم يستسغ ابن تيمية ما في كتب الفصوص من الأشارات ، وصرح كم من مرة انه كان معجبا بكتاب الفتوحات المكية ، نترك هذا النقاش لدراسة لاحقة ان شاء الله.
وقد اعتاد الوهابية ان ينكروا الفتح الشيطاني و الرحماني معا.
نسال الله الرحمة آمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرالحسني




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 27/09/2010

دراسات في التصوف Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات في التصوف   دراسات في التصوف Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:52 pm

كيف يفسر العقل ما يشاهده من خوارق العادة في عالم الغرب ؟ اتصال بالأرواح ، تحدث أمرأة عجوز بلغات ميتة من الآرامية و البابلية و العبرانية القديمة ، تحرك الجماد ، ظهور الأشباح في المنازل أو ما يسمونها عادة بالأرواح الشريرة.؟
يرى المسلم الذاكر لربه أنها مجرد ألاعيب شطانية يزينها الشيطان لأولياءه ، وتخذير نفسي متقن لم يتقن ألاعيب السحر النفسية فيوهم المشاهد وأن كانت هذه اللاعيب تكتسب بالرياضة و التمرين.
ويراها بعض عقلاء المسلمين وما اكثرهم أوهام و أحلام و خرافات.
وينكرها بعض المسلمين بالجملة لا وجود لهذه الأمور الخارقة ، فالغيب و الشهادة لا يلتقيان أبدا حسا ومعنى و صورة.
نقف مع مولانا عبد السلام ياسين في كتابه الأحسان يشرح لنا هذا الأستدراج الشيطاني الكئيب قائلا :.....*البرخيون، أصحاب الكرامات يسخرونها بالحق في الحق، أولياء مهتدون، والبلعميون مخذولون مستدرجون، ابتلاهم الله بظهور الخوارق على يدهم فزلَّت أقدامهم وأبلسوا. وإن لله عز وجل أبواب فتح لأوليائه، تخرج إليهم الهداية من باب (إنا فتحنا لك)، وله عز وجل أبواب فتح على المستدرجين، تخرج عليهم البلية من باب )فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ(. بين فتحنا لك وفتحنا عليهم تكمن حكمة الله البالغة التي يتقابل فيها النظراء في المظهر النقضاء في المخبر. مع المفتوح لهم من أهل النور الأولياء خوارق، ومع المفتوح عليهم من أهل الظلام خوارق. هؤلاء مُبعَدون ملعونون، وأولئك مقربون محبوبون.

قال الإمام الرفاعي قدس الله سره: "أي بني! اعلم أن الله تعالى ربما يزين أعداءه بلباس أصفيائه وأوليائه حتى إنهم يغترون بصفاء الأوقات، ويحسبون أنهم من أهل الولاية. فهذا من الله لهم استدراج"[1].

مخالفة الخوارق للشريعة في أهدافها وما ترمي إليه هي الدليل على أنَّها من قبيل الاستدراج. وهي عندئذ إما شيطانية من أعمال الجن، وإما نفسية من مظاهر المَلكات الخارقة التي تكتسب بالرياضة، أو يُظهرها الله فيمن شاء ابتداء وابتلاء بلا رياضة ولا تعمل. الكرامات إلهية ملكية قلبية، والاستدراجات شيطانية نفسية شهوانية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو يتكلم في الموضوع كلام خبير مجرب مطلع: "الخارق كشفا كان أو تأثيرا، إن حصل به فائدة مطلوبة في الدين كان من الأعمال الصالحة المأمور بها دينا وشرعا. إما واجب وإما مستحب. وإن حصل به أمر مباح كان من نعم الله الدنيوية التي تقتضي الشكر. وإن كان على وجه يتضمن ما هو منهي عنه نهي تحريم أو نهي تنزيه كان سببا للعذاب أو البغض، كقصة الذي أوتي الآيات فانسلخ منها: بلعم بن باعوراء. لكن قد يكون صاحبها معذورا لاجتهادٍ أو تقليد، أو نقص عقل أو علم، أو غَلَبة حال، أو عجز أو ضرورة.(...).

قال: "والنهي قد يعود إلى سبب الخارق، وقد يعود إلى مقصوده. فالأول مثل أن يدعوَ الله للظالم بالإعانة، ويعينَه بهمته كخفراء العدو وأعوان الظلمة من ذوي الأحوال"[2].

من قوله: "خُفراء العدو وأعوان الظلمة من ذوي الأحوال" يتبين لأهل هذا الفن ما عند الرجل من خبرة دقيقة بموضوعه. فإن من الذاكرين والمجاذيب وأصحاب الخوارق طائفة لا تتقيد في طلبها من الله بقيد. وقد يدعو أصحاب الأحوال بنصر العدو، وقد يقفون بهمتهم المتيقظة بجانب الظلمة ضد المُصلحين من أمثال ابن تيمية. وإن سألت أيها الأخ الكريم : لماذا؟ فجوابك في قوله تعالى: ) إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ( (سورة الأعراف، الآية: 183).

ويغتر العامة ممن لا خبرة لهم بأن مَكر الله خيرٌ وكيده متين بالخوارق والتصرفات والتأثير بالهمة التي تظهر على من يكون شيطانيا محضا أو مستدرَجا بلعميا أو متريضا نفسيا. قال شيخ الإسلام: "وتجد كثيرا من هؤلاء ( المغترين ) عُمدتُهم في اعتقاد كونه وليا لله أنه قد صدر منه مكاشفة في بعض الأمور، أو بعض التصرفات الخارقة للعادة، مثل أن يشير إلى شخص فيموت، أو يطير في الهواء إلى مكة أو غيرها، أو يمشي على الماء أحيانا، أو يملأ إبريقا من الهواء، أو يُنفق بعض الأحيان من الغَيب، أو يختفي أحيانا عن أعين الناس، أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه جاءه فقضى حاجته، أو يخبر الناس بما سُرق لهم، أو بحال غائب لهم أو مريض"[3].

إن الظواهر الخارقة، ما بين شيطانية جنية وما بين نفسية رياضية، تملأ حيزا واسعا من حياة الناس في عصرنا، وحيزا أوسع من اهتماماتهم وعقائدهم. فالمصابون بالجنون الذين اعتدى عليهم جني، يعمل في حرفته الإجرامية مفردا أو مع عصابة شيطانية منظمة، يُهرعون إلى العرافين والعرافات للاستشفاء، فيسقطون في الأحضان الشيطانية سقوطا كليا. وقد كان ابن تيمية رحمه الله خبيرا بصرع الجن وقهرهم، صرعُهم بالقرآن والذكر سنة وعمل صالح ودفاع عن المظلومين، والتفاوض معهم في ردهات العرافين بِدْعة وغواية وتورط فظيع، ولا يزداد الجن العادي إلا عدوانا.

منذ نحو مائة سنة ظهرت في أوربا حفلات ما يسمى باستحضار الأرواح. وشاعت هذه البدعة وذاعت، واشتغل بممارستها ودراستها هواة متخصصون وبحاثون. وما هي إلا لعبة عصرية من ألاعيب شياطين الجن، يوهم القرينُ الشيطاني ورثَة الميت "المستحضر" أنه هو روح ميتهم ويُدلي إليهم بما يعرفه من حال الميت من دقائق وأسرار فيقنعهم ببراهين واقعية أنه هو، حتى أنه ليكتب لهم خطا مثل خطه، أو ينشدهم شعرا مثل شعره كما وقع في مصر في سنة 1949 من تاريخ النصارى، حين أملى قرين جني على امرأة تسمى بديعة قصائد طنانة هي أشبه شيء بشعر شوقي رحمه الله. والمرأة لا ثقافة معها ولا معرفة بالشِّعر.

وجود القرين الجني الذي يعيش مع كل آدمي عمرَه، يلازمه ويطلع على كل أحواله ثم يموت الآدمي ويعيش الجني قرونا بعده، يفسر جانبا كبيرا من النشاط الشيطاني الذي يُقعد الناس في الشرق والغرْب إلى الموائد الدَّقاقة يستمعون إلى "الوسيط" وهو يترجم لهم كلام "الروح" المتسكعة، أو يحسبون النَّقرات ويجمعون الحروف ليتلقوا "برقية عالم الغيب" في إخراج مثير يتقنه الشياطين دائما.*....من كتاب الأحسان.
نسال الله أن يرحمنا آمين

زخرت الأنتاجات الهوليودية في نهاية القرن العشرين بقراءات و تساؤلات عن الغيب ، عن نهاية العالم ، عن المسيخ الدجال بحسب أناجيلهم ، تساؤلات تنم عن خوف الغرب و هلعه وجزعه من النهاية يتعجلها أحيانا في خياله لا لشيء ألا لتعبه الوجودي ، الذي لم يحل ألا أمرين : شهوة الفرج و البطن الحسية ، والتفاخر بملأ البصر في أختراعاته العلومية ، وسيطرته الجنونية صلفا بالعدوان وحمية الباطل الجاهلية. لايريد ان يعترف الغرب بنهاية حتمية بيد الله و أرادته ، بل ينسبها لفعل الأنسان و شرهه و انانيته ، اعتراف نوعي لكنه في عمق الحقيقة مجرد عزاء والم وبؤس و كآبة ، كيف ينتهي العالم و الأنسان في قمة عقلانيته ، يشيد ويؤسس.؟
ثم تاتي حكمة الله بأعجز خلقه و في برهة من الزمن ، يضع الأنسان في نسبيته الكئيبة حقا كما يصر عليها شوبنهاور الفيلسوف الألماني المغرق بالتشاؤم ، وامام الحقيقة المرة ، صورها ابن عربي رضي الله عنه في فصه الآدمي : ما أعز الأنسان بربوبيته ، وما أذله بعبوديته.!.
من هذه الأفلام الهوليودية :

2.la neuvieme porte.
3.revelation.
4.le fins des temps.
5.le cas d emily rose .
7.damien.
8.l antichriste.
تدخل هذه الأنتاجات في البحث عن الكيد الشيطاني ، ولضعف نفوس القوم هناك ، بنوع من المبالغة في الخيال والأتقان في المشاهد ، يتأرجح الشيطان هناك بين جسد المرأة و الرجل ، والفتاة المرهقة والرجل الكهل ، وكلها حكايات تنم عن حكمة توحي بها هذه الترهات العقلية النفسية : حكمة الشيطان، وحبائله وقيمة العقل ، وانحطاط الأيمان ، ومصير الأنسان الذي يخلقها بنفسه فيتغلب على المكر الشيطاني.وسلبية الخالق كماذكرت، وهراء القدر .
وكلها قيم يصنعها الغرب بنفسه في صور متجددة ، استعداد لثقافة كونية جامعة يغيب فيها الدين ويمجد العقل.
يلعب فيها الجنس بجميع أشكاله الحبل الأول في الكيد ، لاتخلو تلك الأفلام من أعتبار الجنس مجرد متعة ، خالية من كل قيمة ومبدأ ، يختلط فيها الزنا المباح بهتك المحارم و المثلية الذميمية ، الى تمتع لشيطان نفسه بجسد الرجل والمرأة ، وأحيانا العقل الأنساني العاجز عن مواجهة كل شر.
يقول الشيخ عبد السلام ياسين في كتاب الأحسان ، في فقرة الأستدراج مجددا:*...أخطرُ من لعب القرناء بالمستدرجين من كل صنف، وأخطر من الرهبنة النصرانية، دعوة "الروحانية" الهندية الهندوسية. عرفت هذه الهَوَسِية مدّا واسعا وشهرة عالمية بما يظهره رهبانها المتزهدون من خوارق عجيبةٍ، وبما يبعثونه في نفوس الغرب المادي المتعطش للروحانية من آمالٍ في نعمة الهدوء النفسي والطمأنينة التي تصبو إليها الفطرة البشرية، والتي لا تحصل إلا بذكر الله بعد الدخول في الإسلام وتعلم الإيمان.
1.l avocat de diable.
ظهر في القرن الماضي في الهند مجدد كبير لديانتهم الوثنية اسمه "راما كرشنا". قال عنه غاندي: "إنه مَثَلٌ للعقيدة الحية الساطعة التي تحمل في طياتها العَوْن والقوة لآلاف من الرجال والنساء لولاه لظلوا محرومين من النور الروحي".

يدعو راما كرشنا وغاندي في أثره وأشياعه من بعده إلى توحيد الأديان، لأن كل الأديان العظمى في زعمهم تنتهي، بواسطة طرق متباينة، إلى إله واحد.

هذه الدعوة الظلمانية فتح الله على أتباعها من يوكيين ومتزهدين أبواب كل شيء مما يحيِّر العقول ويبهر الناظرين. ومع بضاعة الاستدراج الخارقة يقدم دعاة راما كرشنا، الذي أصبح اسمه هُتافا عاليا في شوارع العواصم العالمية، طَبَقاً مسموما، هو طبق وحدة الوجود الوثنية. قال كرشنا: "اختر لنفسك أي اسم، واختر من صور الله وأشكاله وألوانه أية صورة وأي شكل وأي لون، واعبد الله فهو في كل شيء".

إلى جانب "الروحانية" الهندية، والحفلات القرينية، والزار، والسحر، والعرافة، يبدو وكأنَّهُ لعبُ أطفال ما وُلع به الغربيون في أمريكا وأوروبا، وما تخصص فيه الروس الملاحدة أنفسهم، من أبحاث في "الباراسيكولوجيا" و"التلباتي" و"التلكنزيا" وغيرها من الظواهر التي لا يحصيها العد نوعا ولا كما. يهتم الغرب، ويتسابق مع روسيا، لمعرفة الأسباب الخفية وراء انتقال الأشياء من مكان إلى آخر دون أن يَمَسَّها أحد، وانفتاح النوافذ، وانطفاء الأضواء، وظهور أشباح في أماكن معينة، وارتفاع أشخاص في الهواء، وقراءة بعض الناس بأصابع اليد بدل العين، وقراءة بعض الناس أفكار الآخرين، والتنويم المغناطيسي، ورؤية الخفايا، وسمع ما لا يمكن للإنسان العادي أن يسمعه، ورهافة الحواس حتى إنها لتدرك ما لا تدركه إلا الآلات الإلكترونية، والنبوغ المبكر الخارق عند أطفال يحسُبون أسرع من الحاسوبات الإلكترونية ويدخلون الجامعة في الخامسة من العمر، وتحدُّثُ بعض الناس بلغات ميتة أو حية دون سابق تعلم، والصحون الطائرة إلخ.
*.كتاب الأحسان، فقرة الأستدراج.
نسأل الله العفو و العافية آمين

فتح الله أبواب كل شيء على الملحدين في أسمائه، المستدرجين إلى حيث يعلم هو وحده. العقلانية المخترعة المنظّمة تحاول أن تُحكم قبضتها على ما يستعصي قبضه ويستحيل. معاهد للبحث العلمي المتخصص، وجبال من المعطيات، وإحصائيات تتراكم، ومناهج تكتشف وتُصَوِّب. والقوم جادون كل الجد في أبحاثهم، ينفقون على مشاريع هذه العلوم، التي يستحدثون لتسميتها قاموسا جديدا، بسخاء، رجاء أن يسبقوا إلى سرّ يمكن استعماله، يعطي تفوقا استراتيجيا.








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرالحسني




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 27/09/2010

دراسات في التصوف Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات في التصوف   دراسات في التصوف Emptyالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 1:53 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،أمابعد
يمنع الأنسان نفسه من النور أن أستمع لنداء الهوى و النفس و الشيطان ، وتزداد الحجب كثافة كلما اقترب العبد من دائرة العصيان ، ويبتعد عن النور كليا أن كفر بالله ، وألحد في أسمائه وصفاته.
في أكثر النصوص شرحا لهذه الحقيقة ، وكيف يبتعد أهل الباطل من المعرفة الألهية ، نجد نصا فريدا لمولانا عبد العزيز الدباغ، قال :*......وأن الحق نور من أنوار الله سبحانه وتعالى تسقى به ذوات أهل الحق، فتشعشع أنوار المعارف في ذواتهم ، وأن الباطل تسقى به ذوات أهل الباطل فتسود عقولهم وتعمى أبصارهم عن الحق، وتصم آذانهم عن سماعه ، بل لايقع في عقولهم و لايخطر ببالهم، وأنما الحق عندهم بمنزلة شيء في طي العدم لم يسمع به قط فغفلتهم عن الحق كغفلة ذوي العقول عن مثل هذا الذي هو في طي العدم على الصفة السابقة.
ولذلك يفتح على أهل الباطل في مشاهدة هذا العالم سمائه وأرضه و لايشاهدون فيه ألا الأمور المتعلقة بالأجرام الحادثة وهيآتها ، مثل ما يذكرونه من أحكام النجوم مثل النجم الفلاني موضعه في الفلك كذا وأنه أذا قارنه بنجم كذا كان كذا وكذا، ومثل نسبة لغة العرب الى برج العقرب ولغة العجم الى المريخ وغيرذلك..* ص 448
يفتح الله على أهل الباطل عن طريق الرياضة والسهر و المجاهدة ، واخبار أصحاب الرياضات الروحية في الغرب ملأ الأفق، أمثال البوذية و الريكي وغيرها ، و للغرب ولع في هذا المضمار نظرا للعطش الروحي الذي يعانونه.
تمكنت الجاهلية بفكرها وعاداتها في النفوس ، ورغم العلم و التقنية و التنظيم البارع في الشان العام ، كما يقول البعض مشيدا بالعقلانية الحديثة لكن في صميم المر و عمقه ، لاتجد الا الظلام الجاثم على القلب ، والجحود المتأصل في الروح ، وحب السيطرة ما يسود في عالمنا المعاصر يول الأستاذ عبد السلام ياسين في كتابه : الأسلام والقومية العلمانية :*....أسلوب ديني، ويبذلون جهود القانط حتى يوفقوا بين معتقداتهم وبين روح حضارتهم. ولكن هؤلاء شواذ فقط. إن الأوربي العادي، سواء عليه أكان ديمقراطيا أم فاشيا، رأسماليا أم بلشفيا، صانعا أم مفكرا، يعرف دينا إيجابيا واحدا هو التعبد للرقي المادي، أي الاعتقاد بأنه ليس في الحياة هدف آخر سوى جعل هذه الحياة نفسها أيسر فأيسر، أو كما يقول المثل الدارج : "طليقة من ظلم الطبيعة". إن هياكل هذه الديانة إنما هي المصانع العظيمة، ودور السينما، والمختبرات الكيماوية، وباحات الرقص، وأماكن توليد الكهرباء. أما كهنة هذه الديانة فهم الصيارفة، والمهندسون، وكواكب السينما، وقادة الصناعات، وأبطال الطيران. وإن النتيجة التي لا مفر منها في هذه الحال هي الكدح لبلوغ القوة والمسرة، وذلك بتكوين جماعات متخاصمة مدججة بالسلاح، ومصممة على أن يُفنيَ بعضها بعضا حين تتصادم مصالحها المتقابلة. أما على الجانب الثقافي، فنتيجة ذلك تكوين نوع بشري تنحصر فلسفته الأخلاقية في مسائل الفائدة العملية، ويكون أسمى فارق لديه بين الخير والشر إنما هو التقدم المادي"[1].
وردت كلمة "جاهلية" في القرآن الكريم مقترنة بالحمية والعصبية القومية اليوم هي الرباط الاجتماعي الذي لا يزال السمة الغالبة عمليا على تكوينات الدول المصنعة. وإن كانت شعوريا وثقافيا تعم أنها تجاوزت القومية بعد استقرارها وبعد الحروب الدامية، ومنها الحربان العالميتان، التي اصطدمت فيها القوميات.
الجاهلية بعد هذا تحمل معنيين آخرين : الجهل ضد المعرفة، فهي لا تعرف الله تعالى، والجهل ضد الحلم، وهو العنف. بهذا تكون الجاهلية مفهوما عاما لا يصف حالة الجيرة العربية قبل الإسلام، بل حالة كل مجتمع توفرت فيه السمات الثلاث : حمية وعصبية تنافيان التحزب لله عز وجل، ثم الجهل بالله عز وجل ولو كانت المعارف الكونية غزيرة، ثم ما يترتب على تينك المقدمتين من عنف. ولا مراء في أن المجتمعات التي ولدت فيها الحضارة المادية كردة فعل ضد الدين الكنسي، وولدت فيها الدولة القومية كحقيقة الحقائق السياسية، وعرفت أشنع الحروب، وصنعت القنابل الذرية وسائر الوسائل الجهنمية، هي مجتمعات جاهلية. يرحم الله شهيدنا سيدا قطبا فقد كان الصوت الناصح الذي لا يعرف الهوادة حين ندد بالجاهلية وقابلها بالإسلام، فأوضح مفهوما كان يتردد تحت قلم أبي العلاء المودودي رحمه الله.
لكن أين تمر الحدود بين الجاهلية والإسلام ؟ أين يقطع الخيط الفاصل بين الحق والباطل ؟ أيمر عبر الدول ؟ أم عبر الطبقات ؟ أم عبر الأحزاب السياسية ؟ أم عبر المذاهب ؟ أم في قلب الإنسان ؟ أم في عقله ؟ أم في التاريخ ؟
نرجع إن شاء الله لكل هذه المعاني : إنما نضع هنا صوة من صوى الطريق في انتظار العودة المنهاجية. والله المستعان.
إننا معاشر المسلمين في أوائل هذا القرن الخامس عشر المبارك، أمة مستعبدة، أمة اختلطت فيها القيم بفعل الاستعمار والغزو الثقافي، وتشعبت أمامها الطرق، وتأزمت فيها السياسة، وتأزم الاقتصاد، وعلت فيها الآراء العلمانية القومية، واختلفت المذاهب. وكل هذا يهون في جنب الدعوة المعلنة أو الضمنية للعلمانية، وبالتالي والتابع المنطقي للإلحاد. فالأسئلة المنهاجية أمام هذا الخطر، وعلى ضوء ما آل إليه أمر النصرانية، هي : هل نتحرر ضد الإسلام أم بالإسلام ؟ هل القومية والعلمانية خدنان لا يفترقان ؟ هل العنف ضرورة للتحرر ؟ إذا كان، فضد من ومع ومن ؟
إن للإسلام الرسمي الموروث، إسلام الواجهة، إسلام أجهزة الحكم الجبرية في بلادنا، ارتباطات بأعداء الإسلام في الخارج، وارتباطات طبقية في الداخل، وصبغة محلية قومية، ووظيفة تخديرية. وإن تأملا بسيطا لاستعمال "المارشال - الإمام" النميري للشعارات الدينية كاف أن يقنع كل من لا يعرف من الإسلام إلا إسلام الوجوه المنافقة بأن الدين أفيون الشعوب. كاف أن يقنع من يعرف تاريخ الجاهلية المعاصرة ومداخلها ومساريها إلينا أن "الإسلام بخير" فما الإسلام ؟ وما الجاهلية ؟ وما الطريق ؟*.الأسلام و القومية العلمانية ، فقرة : الجاهلية.
يظن مسبقا القارئ لهذ المقال و كأن الغرب قبح في قبح ، وظلام و ظلام ، لامكان للنور فيه.
لكن نور العقل وحده لا يكفي أن لم يكن الوحي منبعه وملاذهعند الأشكال و الريب و الظن و الجهل.
كما لايستقيم النور وحده في القلب ، دروشة وأستكانة و ذل بين الخلق .
وحجب الظلمانية التي نتكلم منها ما يجثم في العقل ، فيقطع عليه الطريق في التدبر ، وما يقر في القلب من الواردات والمواهب النفسية الشيطانية البعيدة عن الصفاء.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسات في التصوف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسات في التصوف ، في المعرفة :
» دراسات في التصوف : الختم و الكتم
» دراسات في التصوف: 1.الأنسان و الغيب
» دراسات في التصوف، في الرحمة و الرأفة
» دراسات في التصوف ، الغوث الجامع:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الساده الكتانيين :: المنتدى الخاص :: علوم ودراسات صوفيه-
انتقل الى: