قال الأخ الشيخ محمد أبوبكر باذيب حفظه الله تعالى:
إنا لله وإنا إليه راجعون
نعزي السادة الكتانيين سيما أبناء العلامة السيد المكي الكتاني، وأبناء شيخنا الجليل الفقيد، السيد محمد تاج الدين بن محمد مكي الكتاني، سيما أخانا في الله السيد الدكتور عبدالرحمن بن تاج.
بوفاة مولانا السيد محمد تاج الدين، الذي توفي بدمشق الشام ظهر أمس الأحد، رحمه الله رحمة الأبرار، وأعلى نزله في دار القرار.
وقد كان مولانا الفقيد ممن إذا رئي ذكر الله، وكان عامرا أوقاته بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يقيم مجالس الذكر في المساجد ما استطاع الى ذلك سبيلا، يطيل الاعتكاف في المساجد، مقصودا بالزيارة من الأنحاء، لا يكاد يتحدث في غير ذكر الله.
كان نادر المثال، يذكر بالسلف الصالح، المنقطعين إلى العبادة، عوض الله الأمة بوفاته خيرا.
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقال الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي حفظه الله:
نعي العارف بالله السيد تاج الدين الكتاني رحمه الله
بلغنا اليوم نبأ وفاة العالم العامل والولي الصالح العارف بالله الشريف الجليل السيد تاج الدين الكتاني بدمشق عن خمس وثمانين سنة قضاها في التعليم والإرشاد وذكر الله تعالى وإحياء سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام.
إنه لمصاب جلل وخطب عظيم تتصدع له القلوب وتنهد له الجبال، فالفقيد أحد أركان الولاية والإرشاد في بلاد الشام.
كان رحمه الله رجلا ربانيا مُلئ صدقا وفاض إخلاصا وازداد بالتواضع والزهد كمالا.
وهو ابن العلامة الشهير السيد محمد المكي الكتاني مفتي المالكية ورئيس رابطة العلماء بدمشق، لازم والده واغترف من بحار العلم والتصوف في صحبته، وأخذ عن مشاهير علماء العصر علوم الشريعة وعلوم العربية وتخرج من الأزهر الشريف ثم اشتغل بالتعليم في ثانويات دمشق فتخرج تحت يده أجيال من الطلبة، مع الاشتغال بإقراء الدروس في العلوم الشرعية والإرشاد والتربية إلى أن تقاعد فلازم داره وتفرغ لإخوانه. أجازه والده واستجاز له عددا من العلماء منهم المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني، وأجازه السيد عبد الكبير بن الماحي الصقلي، وسمع عليه الأربعين العجلونية بحضور والده، وكان قائما على مجلس الذكر في دار والده بعد وفاته رضي الله عنه كل ثلاثاء ثم نقل المجلس إلى جامع الدلامية بالصالحية.
كان رحمه الله من أهل التمكين، قوي الحال، صاحب همة في عالم الأرواح، مجاب الدعوة، ميالا للعزلة، بعيدا عن التكلف، يتباسط مع الإخوان، صادق اللهجة، قليل الكلام،
ملازما الذكر، محافظا على السنن النبوية والآداب الشرعية، معظما للنبي عليه الصلاة والسلام أشد تعظيم كما كان آباؤه.
وكان رحمه الله محبا لآل بيتنا آل اليعقوبي حبا عظيما مجلا للوالد رحمه الله وحضر في شبابه بعض دروس الوالد في الرسالة القشيرية وشرح الحكم وكان يرجع إليه في معضلات العلوم ومشكلات التصوف. وله رحمه الله فيّ محبة أعتز بها وشهادات وثناء أفتخر به، فلقد عرفته منذ وعيت وقد بلغت الآن خمسين سنة، فما عرفت فيه إلا الاستقامة والثبات. وعرف هو كيف نشأت في أحضان والدي ووالده وكان للسيد المكي رحمه الله تعالى علي نظر وأجازني مرارا وسمعت منه المسلسلات، فكان يعرف لي ذلك.
والسيد تاج الدين هو الثاني بين أبناء السيد المكي ويكبره بسبع سنين شقيقه السيد محمد الفاتح الكتاني إمام العارفين وبقية السلف الصالحين الآن بدمشق وبلاد الشام، وأحد من يشار إليه بالبنان ويتبرك به من الأولياء والعلماء في العالم الإسلامي، نسأل الله تعالى أن يمد في عمره ويمتع المسلمين به.
ونحن إذ تلقينا نبأ هذه الفاجعة بالرضا والتسليم نسأل الله تعالى للفقيد الرحمة والرضوان ونتقدم بأحر التعازي وأصدق السلوان لولديه الجليلين د. عبد الرحمن ود. عبد الكبير ولشقيقه العارف بالله تعالى عمدة البيت الكتاني بدمشق السيد محمد الفاتح ولإخوته السادة الأشراف الأستاذ المهندس خالد والدكتور عبد الله والدكتور عبد القادر والأستاذ المهندس محمد علي ونقدم تعازي خاصة لعمه الجليل رأس هذا البيت الجليل العلامة الدكتور إدريس بن سيدي محمد بن جعفر الكتاني بالرباط ونتقدم لآل الكتاني جميعا في دمشق والمغرب ولتلاميذ الفقيد بالتعازي داعين المولى عز وجل أن يجعل في ذريته وإخوانه الخير والبركة وإنا لله وإنا إليه راجعون. بقلم العضو صوفي
رحم الله شيخنا الجليل وكم كنت ملازما لزياته في بيته بالميدان بدمشق وكنت أحضر مجالسه التي كان يقيمها وقد أجازني رحمه تعالى إجازة عامة شفاهية ولله الحمد عزائنا لشيخنا الجليل مجيزنا السيد محمدفاتح التاني واخيه مجيزنا السيد عبدالرحمن الكتاني وجميع الأسرة الشريفة الكتانية
كتبها تلميذه المجاز عبدالعزيز بن علال الحسني الجزائري الدمشقي
