أقـول : الـحـقـيـقـة : مـا فـاز نـبـي بـآيـة و كـرامـة إلا و أعـطـي نـبـيـنـا صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم مـثـلـهـا و أمـثـل مـنـهـا ، كـان هـذا تـكـمـيـلاً لـتـلـك الـمـرتـبـة ، حـيـث أوجـد الـمـســيـح عـلـيـه الـســلام مـن غـيـر أب مـن بـطـن الـبـتـول الـبـكـر ، و أوجـد الـلـبـن فـي ثـديّ ثـلاث جـوار أبـكـار ، كـرامـة لـحـبـيـبـه الـذي هـو أشــرف بـريـة الله صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم.
يـقـول الإمـام أبـو بـكـر ابـن الـعـربـي : لـم تـرضـعـه مـرضـعـة إلا أســلـمـت . ذكـره فـي كـتـابـه " ســراج الـمـريـديـن ".
أرأيـت هـذا الإرضـاع ، ألـيـس فـيـه الـجـزئـيـة ؟!.
الـمـرضـعـة الـثـالـثـة : لـرســول الله صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم : اســمـهـا بـركـة ، و تـكـنـى : أم أيـمـن ، تـنـبـئ هـاتـان الـكـلـمـتـان عـن الـيُـمـن و الـبـركـة و الاســتـقـامـة و الـقـوة ، كـانـت مـن الـصـحـابـيـات الـجـلـيـلات ، رضـي الله تـعـالـى عـنـهـا.
كـان الـنـبـي صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم يـقـول لـهـا : " أنـت أمـي بـعـد أمـي " كـرامـة لأم أيـمـن.
ظـمـئـت فـي مـهـاجـرهـا ، نـزل دلـو بـحـبـل نـورانـي مـن الـســمـاء ، فـشــربـت و رويـت ، ثـم لـم تـحـس بـالـعـطـش قـط ، كـانـت تـصـوم فـي شــدة الـحـر و لا تـظـمـأ . رواه ابـن ســعـد عـن عـثـمـان بـن الـقـاســم.
و قـابـلـتـه صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم حـيـن ولادتـه تـأمـل اســمـهـا : شــفـاء . رواه أبـو نـعـيـم عـنـهـمـا.
و هـي أمّ ســيـدنـا عـبـد الـرحـمـن بـن عـوف ، الـصـحـابـيـة الـجـلـيـلـة رضـي الله تـعـالـى عـنـهـمـا.
و امـرأة كـانـت شــاهـدة عـنـد مـولـده صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم : فـاطـمـة بـنـت عـبـد الله الـثـقـفـيـة ، هـذه أيـضـاً صـحـابـيـة رضـي الله تـعـالـى عـنـهـا.
يـا عـيـن الإنـصـاف ، هـل كـان اجـتـمـاع هـذه الأســامـي الـطـاهـرة الـمـبـاركـة فـي كـل نـســبـة و عـلاقـة مـحـض صـدفـة ؟؟ !!.. كــلا و الله ، بـل الـعـنـايـة الأزلـيـة تـعـمـدت هـذه الأســمـاء ، و انـتـخـبـت هـذه الأشــخـاص.
ثـم هـاهـنـا مـحـل لـلـتـأمـل ، أفـمـن يـجـنـب هـذا الـنـور الـطـاهـر ذوي الأســمـاء الـقـبـيـحـة يـضـعـه صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم فـي الـمـرتـكـبـيـن الأعـمـال الـقـبـيـحـة ؟؟ !! و أي فـعـل قـبـيـح ؟؟ !! الـكـفـر و الـشــرك ، مـعـاذ الله ، حـاشــا ثـم حـاشــا ، الـقـابـلات مـســلـمـات الـمـلـعـبـات مـســلـمـات ، أمَّـا بـطـون مـد فـيـهـا ســيـدنـا مـحـمـد صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم رجـلـه ، و دمـاء طـيـبـة مـطـيـبـة حـصـلـت مـنـهـا أجـزاء فـي هـذا الـجـســم الـنـورانـي . . فـأولـئـك كـذا و كـذا ، أي : كـفـرة و مـشــركـون ، كـيـف يـقـبـل هـذا ؟؟ !! حــاشــــا لله.
منقول