منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الساده الكتانيين

ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دور القيم الروحية في إنجاح الحوار الديني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمزة الكتاني

حمزة الكتاني


عدد المساهمات : 222
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

دور القيم الروحية في إنجاح الحوار الديني Empty
مُساهمةموضوع: دور القيم الروحية في إنجاح الحوار الديني   دور القيم الروحية في إنجاح الحوار الديني Emptyالسبت مايو 22, 2010 7:08 pm

مما هو معلوم أن الذات الإنسانية مكونة من قسمين: مادي وروحي، والمادي هو ما يصطلح عليه تارة بالترابي، أو بالكثافي، أو بالظلماني، أو بالحيواني، أو الناسوتي، كل بحسب الصفة المعتنى بدراستها، وهو المتعلق بشعور الحاجة إلى الأرض وإلى الكون، من حيث الأكل والشرب، والشهوات النفسية والجسدية، وما يتعلق بذلك من طمع وجشع، وحب تسلط وتملك، وظهور وتميز وصراع، وهي صفات ترمي – في العادة – إلى التباين والتشاجر.

أما القسم الروحاني؛ فهو ما يصطلح عليه بالنوراني، وعالم اللطافة، والرباني، واللاهوتي، وهو كل ما يتعلق بالعالم العلوي، أو الإلهي، من السمو الروحي، والتجرد عن الحاجات النفسية والذاتية والشهوانية، والتعلق بالتأمل والصانع الأول، والحقيقة المطلقة، وهي بذلك جانب توحيدي دمجي، يصل في أرقى معانيه إلى ما يصطلح عليه بـ: "وحدة الوجود".

وحيث إن الإنسان هو مزيج بين هذين الصفتين، فهو يترنح بينهما من قرب إلى الجانب الروحي، يتجلى في كماله في التصوف بمعانيه المختلفة لدى الأديان. وبين الفكر المادي البحت الذي يقدس الطبيعة ويعتبر الإنسان ما هو إلا جزء منها، وسيفنى بفناء حياته، ويمثل ذلك الفكر العلماني واللائيكي والوجودي.

وكلما اقترب الإنسان إلى الجانب الروحي؛ تشبع بالقيم الروحية التي يمثلها، والتي تتجلى فيما سبقت الإشارة إليه، من تجرد عن الحظوظ النفسية، والتعلق بالحقيقة المطلقة، فهو يقتطفها ويقتنصها أينما وجدها، وحيثما التقى بها، ويبتعد عن الحظوظ النفسية، والمكتسبات المادية التي تصرف المرء عن الحقيقة المطلقة، وتجعل الحقيقة رهينة بالمصالح والحظوظ المادية، المبتعدة عن القيم الروحية التي وجدت الأديان أساسا لحمايتها والسمو بها.

إذ المعرفة هي: الاعتقاد الصادق المبرر، والصدق عند الناس يتقلب حسب معايير تتعدد بتعدد الاهتمامات، من معايير رياضية، أو سلطوية، أو منطقية، أو روحية. والمعيار الروحي متعلق بالحقيقة المطلقة، وحيث إن المعرفة ستتنوع تبعا لتنوع معيار الحقيقة، وحيث إن المعايير الروحية واحدة وهي المرادة بالأديان؛ فإنه كلما اقتربنا من القيم الروحانية، كلما اقتربنا من الحقيقة المطلقة، وبذلك اقتربنا – بلا شك – من معرفة موحدة، وحوار بناء ناتج.

والحوار – أي حوار – يهدف إلى مرامٍ أساسية لا يتخلف عنها، وهي:

- التقريب بين وجهات النظر.
- معرفة الآخر.
- تضييق الهوة الفكرية بين الطرفين.
- فهم المقاصد التي يرمي لها الآخر، وتفنيد الاصطلاحات الظاهرة التباين.
- وبذلك يمكننا أن نصل إلى الهدف الأسمى: وهو السلم العالمي.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن حوارًا بناء سيصل بنا إلى ما يمكن أن يصطلح عليه بـ: "وحدة الأديان"، أو الدين الواحد، وهو الأمل الذي يظهر جليا بعدُنا عنده، ولكن لا شك أنه – في ديننا – قال الله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}، فتوحيد الأديان من توحيد الخالق سبحانه وتعالى.

وقد ذكر الشيخ الأكبر محمد بن عربي الحاتمي في كتابه "الفتوحات المكية" قصة ذات دلالة وبعد، في مجال حوار الأديان وقيمة القيم الروحية في إنجاح الحوار وجعله حوارا بناء هادفا، ناجعا، ليس حوار سفسطة وتجاذب مصالح.

ذلك أنه ذكر أنه في بعض سياحاته الروحية، أثناء طيرانه في الهواء – والطيران في الهواء مصطلح روحي معروف لدى مختلف المدارس الروحية بغض النظر عن ديانة أربابها – التقى برجل هندوسي يطير أيضا في الهواء. فقال له: "كيف وصلت إلى هذا المقام وأنت هندوسي؟". فأجابه الهندوسي: "بتجردي عن حظوظ نفسي ومطامعها، ارتقيتُ حتى بلغت هذا المقام". فقال له: "وهلا تجردت عن حظوظ نفسك، وتركت الآلهة المتعددة، والفلسفات المتراكبة، وارتبطت بالخالق الله تعالى الواحد الذي خلقها كلها؟". قال: "فما لبث الهندوسي أن خمم قليلا، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأسلم!".

هذه القصة على غرابتها بالنسبة لمن لم يمارس القيم والتجربة الروحية، ذات دلالة واضحة في أثر القيم الروحية في إنجاح الحوار الديني، وتقريب الهوة بين المتخالفين، وكسر الحواجز النفسية التي تبعد عن الحقيقة المطلقة والحوار الهادف، وبذلك الوصول إليها في أقرب مدة وأقل عناء، وهي شبيهة بقصة ذكرها جد والدي العلامة محمد الزمزمي الكتاني رحمه الله في رحلته الهندية، حصلت له معه مع رجل من الديانة الجينية أسلم على يديه.

ومن هنا؛ يبرز لنا أنه لإنجاح الحوار الديني، أو دفعه للأمام؛ يجب اختيار رجال الدين الغالب عليهم الجانب الروحي ممارسة وسلوكا، وانتقاؤهم من أجل الحوار والحجاج، وهو الأمر الذي سيؤدي لا محالة إلى التقريب الناجع بين وجهات النظر المتباينة، والوصول إلى النتائج المطلوبة في أقصر وقت، وبأقل كلفة، وأقصر طريق.

أما الحوار المبني على المكاسب المادية الضيقة، وصراع النفوذ والمصالح، وحظوظ النفس المختلفة، والأبعاد الاستعمارية الزائفة، وفهم الآخر من أجل معرفة مواطن الضعف فيه، واختراقها من أجل القضاء عليه بتجرد عن البحث عن الحقيقة؛ فهو ليس حوارًا دينيا بمقدار ما هو مناورة سياسية من أجل كسر جسور الحماية لدى الآخر، ولن تكون لها أية نتيجة في اتجاه حوار الأديان والتقريب فيما بينها، وبذلك تعبيد طريق السلم العالمي.

محمد حمزة الكتاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hamza.kettani@gmail.com
 
دور القيم الروحية في إنجاح الحوار الديني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "أهمية التصوف في تجديد الفكر الديني عند محمد إقبال" محاضرة لحمزة الكتاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الساده الكتانيين :: المنتدى الخاص :: علوم ودراسات صوفيه-
انتقل الى: