منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الساده الكتانيين

ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى الجعفرى
المراقبيين
المراقبيين
مصطفى الجعفرى


عدد المساهمات : 352
تاريخ التسجيل : 22/01/2009
العمر : 35
الموقع : mohamedyehya.page.tl

موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه Empty
مُساهمةموضوع: موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه   موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه Emptyالجمعة أكتوبر 30, 2009 6:33 am

بسم الله الرحمن الرحيم

كنتُ أتمنى أن أجد موجزًا يفيد عن الأسرة " الكتانية " المغربية ، يبين أصولها وعلاقتها بالتصوف و نشأة تسميتها ، ونبذة عن مشاهيرها ؛ إلى أن وقع بين يدي كتاب : " معلمة المغرب " ، وهو " قاموس مرتب على حروف الهجاء يحيط بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية والحضارية للمغرب الأقصى " - كما جاء على غلافه - . صدر حديثًا ( عام 1425) عن الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر . وقد أفردوا للأسرة الكتانية ومشاهيرها الصفحات ( من 6746إلى 6770) . معتمدين على بعض أفراد الأسرة الكتانية في تحرير المادة ؛ مما صبغ العبارات بصبغة تبجيلية ، لا مجال للنقد الشرعي أو التاريخي فيها . ولهذا أحببتُ أن أنقل أهم ماكتب ، وهو المتعلق بالأسرة ككل ، وبعلمين من أعلامها ، طالبًا من الإخوة طلبة العلم - من المغرب خاصة - ، أن يفيدوا بما عندهم من إضافات أو استدراكات تفيد البعيد ، ويكون ذلك بالأسلوب العلمي المحقق . مع مراعاة أن بعض فضلاء الأسرة يُقرون بما وقع في تاريخهم من انحرافات ( بسبب التعلق بالطرقية ) ؛ فلعل على أيديهم يكون تصحيح مسيرة الأسرة " الكتانية " ؛ بأن تُصبح أسرة علمية ، تنشر عقيدة وسنة جدها صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام - رضي الله عنهم - ، وتكون أول مبتعد ومُحذرٍ عما يخالف ذلك ، وأن تجمع مع شرف النسب : شرف الاقتداء ، متذكرة قوله صلى الله عليه وسلم : " من بطأ به عملُه ، لم يُسرع به نسَبُه " . والله الهادي .

( أسرة الكتاني :
" ينحدر الشرفاء الكتانيون من أمير الناس يحيى الثالث المدعو بالكتاني ابن عمران بن عبدالجليل بن يحيى الثاني بن يحيى الأول ابن محمد بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وسيدة النساء فاطمة البتول بنت مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله. وقد عدهم النسابة عبدالسلام بن الطيب القادري في الطبقة الأولى من الأشراف.
وسبب تسميتهم بالكتاني، أن جدهم أمير الناس يحيى الثالث المذكور خيم لجيشه بخيام الكتان، حينما كان أميراً بزواوة، وكانت العادة أنه لا يخيم إلا بخيام الصوف أو الشعَر، فأطلق عليه ذلك اللقب وعلى بنيه من بعده. وكانوا يسمون في الماضي بأمراء الناس نسبة لجدهم المذكور آنفاً، وبالزواوين؛ نسبة لزواوة التي استوطنوها فترة من الزمان، وبشرفاء عقبة ابن صوال؛ نسبة للمحل الذي استوطنوه أولاً عند رجوعهم لفاس في القرن العاشر الهجري.
وأول من انتقل من سلفهم لتلمسان هو العارف عبدالجليل بن يحيى الثاني (تـ303)، وأول منتقل إلى منطقة شالة قرب الرباط محمد بن عبدالله بن هادي (تـ 542) على الأرجح، وأول منتقل إلى مكناس موسى بن أبي بكر بن محمد (تـ646)، وكانت لهم بها حظوة عند ملوك بني مرين، وتعظيم كبير من لدن أهلها. وفي هذه الفترة انتقل مجموعة من الكتانيين إلى بلاد جاوا بإندونيسيا، ونشروا الإسلام بها، ولهم قبور وضرائح معروفة بمنطقة "سورابايا" بها، بحيث الصغير والكبير بجاوا يعلم أن فضل انتشار الإسلام في تلك الناحية من العالم بفضل الرحالين الكتانيين إليها، كما ذكره الأستاذ الرحالة الهاشمي التونسي في مجلة المقطم الصادرة بتاريخ 13 سبتمبر 1929. وأول عائد إلى فاس هو محمد بن قاسم الكتاني (تـ949).
وينحدر جميع الشرفاء الكتانيين المعروفين الآن من والد الحي مولاي علي بن القاسم بن عبدالعزيز بن محمد بن قاسم بن عبدالواحد بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن أبي بكر بن محمد بن عبدالله بن هادي بن يحيى الثالث الكتاني (تـ1054)، من نجليه محمد وأحمد. وقد قسمت فروعهم الشجرة الكتانية الأخيرة التي أنشأها سنة (1415- 1995) الدكتور حمزة بن الطيب الكتاني إلى ثمانية عشر فرعاً؛ عشرة منها ينتمون إلى الفرع الأحمدي، والمسمى بالطيبي؛ نسبة للقطب مولاي الطيب بن محمد الكتاني، وثمانية منها للفرع المحمدي، ويسمى الحلبي نسبة للشيخ أحمد بن عبدالحي الحلبي الذي زوج بنته السيدة فاطمة من الشيخ محمد الفضيل بن العربي بن محمد بن علي الكتاني.
ويستقر غالب الشرفاء الكتانيين الذين يقدر عددهم الآن بين ذكور وإناث بحوالي ألف وخمسمائة فرد بالمغرب، منهم فرقة تقطن بسوريا، وينحدرون من الشيخ محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني (تـ1393/ 1973)، وفرقة في تونس ينحدرون من الزعيم مولاي الطاهر بن أحمد الكتاني (تـ1258)، وقد تخلى عقبه عن لقب الكتاني، واشتهروا بلقب إدريس، ومنهم الوزير والسفير السابق، الوطني المكافح الأستاذ رشيد بن محمد بن أحمد بن مولاي الطاهر الكتاني.
كما تواتر في البيت الكتاني منذ القدم الصلاح والبعد عن الظهور وتولي المناصب الرسمية. غير أنه في القرنين، الثالث عشر والرابع عشر الهجريين اشتهر منهم مصلحون مجددون، كان لهم دور هام في المساهمة في إدارة عجلة التاريخ المغربي دعوياً وعلمياً وسياسياً.
وتجدر الإشارة، إلى أن هناك جمعاً من أعلام المغرب والأندلس والمشرق، اشتهروا من قديم الزمان باسم "الكتاني"، حصر جملة من أسمائهم صاحب "النبذة اليسيرة"، و"تحفة الأكياس". كما تسمى جمع من المحبين في العائلة الكتانية باسم "الكتاني"، وهم موزعون في أطراف المغرب، محصورة أسماء جلهم في سجلات المؤسسة العلمية الكتانية بالرباط.
الشجرة الكتانية:
عرف الشرفاء الكتانيون بالحرص الشديد على نسبهم، وقد حازوا أكثر من ثلاثين رسماً تثبت نسبهم منذ الزمن المريني إلى الآن، ضمن جلها الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني (1323/ 1904) في كتابه المخطوط "الرياض الريانية في الشعبة الكتانية". وقد حافظوا عليها جيلاً بعد جيل، فمن الشيخ جعفر الكتاني انتقلت لنجله الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، ومنه لأخيه الشيخ أحمد بن جعفر الكتاني، ومنه للشيخ عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني.
ومن أهم الشجرات التي حفظها لنا التاريخ :
-شجرة الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني (1323/ 1904) وقد ضمنها في كتابه "الرياض الريانية في الشعبة الكتانية"، ويرجع تاريخها إلى أواسط شوال من عام 930.
-شجرة الشيخ محمد بن جعفر الكتاني (1345- 1926) وقد ضمنها في كتابه "النبذة اليسيرة في أحوال الشعبة الكتانية، ويرجع تاريخها إلى أواخر ربيع الثاني عام 994.
-شجرة الشيخ عبدالكبير بن هاشم الكتاني (1350/ 1930) وقد ضمنها الشيخ عبدالحي الكتاني في كتابه "المظاهر السامية" وتعد بذلك أول شجرة منمطة للعائلة الكتانية، حيث يرجع تاريخها إلى 14 جمادى الأولى عام 1303. وقد حيّنها بتاريخ 6 ربيع الثاني عام 1334.
-شجرة الباحث "ميشوبيلير" حيث استند في إصدارها بالفرنسية إلى كتاب "الدر السني" للشيخ عبدالسلام القادري ، وإلى "سلوة الأنفاس" للشيخ محمد بن جعفر الكتاني. وقد نشرها في مجلة العالم الإسلام (R.M.M) سنة (1327/ 1908).
-شجرة الشيخ محمد المنتصر الكتاني (1419/ 1994). ذيل فيها على شجرة الشيخ عبدالكبير بن هاشم الكتاني، ويرجع تاريخها إلى سنة 1984.
-شجرة الشيخ محمد الطيب بن محمد المهدي الكتاني ذيل فيها على شجرة الشيخ عبدالكبير بن هاشم الكتاني بتاريخ 15 ذو الحجة 1354، وقد حينها بتاريخ 17 ذو القعدة 1391.
-شجرة الدكتور علي بن المنتصر الكتاني (1424/ 2001) وهي محفوظة لدى ورثته، وقد أضاف إليها النساء والرجال، سنة 1984، ثم حينها رحمه الله قبل وفاته.
-شجرة الدكتور حمزة بن الطيب الكتاني: ويرجع تاريخها إلى 29 ذو الحجة 1400/ 1981، وقد تم طبعها عام 1415/ 1995، ثم حينت عام 1425/ 2004 وتشمل الذكور والإناث، وهي أول شجرة للعائلة الكتانية مطبوعة بذكورها وإناثها.
الزاوية الكتانية:
أول زاوية كتانية بنيت بفاس هي : "الزاوية الكتانية الكبرى" بحومة القطانين من عدوة فاس القرويين، حيث أسسها أبو المفاخر الشيخ محمد بن عبدالواحد الكتاني (تـ 1289/ 1872)، شيخ الطريقة المحمدية الكتانية.
وفي عهد الشيخ أبي الفيض محمد بن عبدالكبير الكتاني (تـ 1327/ 1909)، شيخ الطريقة الأحمدية الكتانية ازدهرت الزاوية الكتانية، وأصبحت مأوى لعلماء المشرق الواردين على فاس، وزعمائه الفارين إليها، كعلي بن ظاهر الوتري، ومحمد بن علي الحبشي، وعبدالكريم مراد، وخير الدين التونسي... إلخ. وقد أضيف إلى تدريس مختلف العلوم الشرعية بها تدريس العلوم العصرية من جغرافيا وتاريخ .. وغيرهما، وأصبح لها دور مهم في الحياة العلمية والدعوية والسياسية.
وفي عهد الطريقة الأحمدية الكتانية المذكورة؛ امتدت للزاوية الكتانية عدة فروع بالمغرب والمشرق، أهمها: الزاوية الكتانية بمراكش، ومكناس، وسلا، وتطوان، والرباط. وكان للزاوية الكتانية بآزمور وزعير والرحامنة دور كبير في إلهاب الثورة المغربية المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي.
الطريقة الكتانية:
عرف البيت الكتاني عدة شيوخ تربية كان لهم أتباع ومريدون على مدى تاريخه؛ ومن الشيوخ المربين الذين ازدهر بهم البيت الكتاني: عمران بن عبدالجليل بن يحيى الثاني (تـ340)، وعبدالله بن هادي بن يحيى الثالث الكتاني (تـ490) صاحب المدرسة الكتانية بقسنطينة بالجزائر، ومحمد بن قاسم الكتاني (949)، وعبدالعزيز بن محمد الكتاني (997)، ومحمد الطاهر بن محمد الكتاني (أواسط القرن العاشر)، وعبدالله بن أبي طالب الكتاني (1163) ومحمد بن محمد الكتاني الملقب بالحمدوشي (1214)، والطيب بن محمد الكتاني (تـ1253)، والوليد بن هاشم الكتاني (تـ1259)، والطائع بن هاشم الكتاني (تـ1264)، وسليمان بن عبدالحفيظ الكتاني (تـ1274)، ومحمد الزمزمي بن إبراهيم الكتاني (تـ1295) وغيرهم. غير أن الطريقة الكتانية بالمعنى المصطلح عليه تنقسم إلى الطريقة الكتانية المحمدية، والطريقة الكتانية الأحمدية.
أ-الطريقة الكتانية المحمدية: أسسها الشيخ أبو المفاخر محمد بن عبدالواحد الكتاني (تـ1289/ 1872) بفاس، وهي طريقة مستقلة، مبنية على الكتاب والسنة، مستغرقة في الذات المحمدية من حيث التخلق بشمائله صلى الله عليه وسلم ، والتعرف على سيرته الزكية، والتبحر في معرفة السنة النبوية وكتب الحديث، ومن استغراق أتباع هذه الطريقة في السنة النبوية أن كتب الحديث كانت تسرد وتشرح بها على طول السنة.
ولهذه الطريقة أوراد يومية؛ متمثلة في الورد اللزومي، وورد السحر ، وورد للنساء، ولها أكثر من أربعين حزباً يواظب عليها أتباعها. وهي طريقة مستقلة، لا قادرية ولا شاذلية، انتشرت في فاس وضواحيها. وأهم شيوخها: أبو المفاخر محمد بن عبدالواحد الكتاني، وأبو المكارم عبدالكبير بن محمد الكتاني، وأبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني.
ب-الطريقة الكتانية الأحمدية: نسبة لمقام: "الأحمدية"؛ عرفها مؤسسها الشيخ أبو الفيض محمد بن عبدالكبير الكتاني الشهيد بأنها: طريقة أحمدية محمدية صديقية، إبراهيمية أويسية اجتبائية.
أما الأحمدية: فمن حيث استمدادها من باطنيته صلى الله عليه وسلم الأحمدية ، أما المحمدية فمن حيث الوقوف مع ظاهر الشرع في العبادات والمعاملات، والاعتناء باتباع السنن المحمدية. وأما الصديقية: فنسبة لمقام سيدنا أبي بكر الصديق في التصديق والمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الإبراهيمية فنسبة لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الذي كان أمة قانتاً لله حنيفاً. وأما الأويسية فنسبة للتابعي الجليل سيدنا أويس القرني في استغراقه في الشمائل الباطنية للنبي ، والاجتبائية فنسبة لمقام الاجتباء، وهو سرعة العروج في مقامات السلوك.
وهي طريقة اجتبائية، جذبية، مبنية على أركان أربعة:
-التوبة مما جنته يداك من حين التكليف إلى وقتك.
-التزام مقام التقوى.
-التماس الأعذار للناس.
-النظر بنظرة التعظيم لسائر المخلوقات.
وهي تؤمن بأن الإسلام شريعة وعقيدة وأخلاق ، بمعنى أنه منهج حياة وليس طقوساً وحروفاً تتلى. وبذلك كان للطريقة الكتانية –إضافة إلى دورها الروحي- دور في الإصلاح في المغرب في القرن الرابع عشر الهجري. فهي أول مطالب بالدستور، وصاحبة مشروع أول دستور مغربي عام 1324/ 1906)، وداعية لحرب الاستعمار الفرنسي، ومحارب له في شتى مناطق المغرب، بل استشهد مؤسسها وبعض كبار زعمائها من أجل الدفاع عن البلاد.
كما أنه للطريقة الكتانية فضل كبير في نشر علوم الحديث والإسناد، في المغرب، وربط المغرب بالمشرق عن طريق الرحلات المتعددة التي قام بها روادها خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والتي اعتنوا فيها بلقاء زعماء السياسة والعلم بالمشرق، وربط صلات معهم، والتنسيق معهم في الإصلاح السياسي والاجتماعي.
وكان للطريقة الكتانية ممثلة بمقدميها ومريديها دور كبير في إذكاء روح الجهاد بين الشرائح المغربية ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني، كالشريف عبدالسلام بن الفاضل العلوي، والمجاهدين : ابن مومن بن العود الزموري، ودحد العلمي الزموري وغيرهم. وكذلك عن طريق الرسائل والمحاضرات التي كان يلقيها شيوخها.
ولا تخفى الصلة الوثيقة بين شيوخها وبين الزعيمين موحا وحمو الزياني، ومحمد بن عبدالكريم الخطابي.
أما أثناء نفي الملك محمد الخامس فيما يصطلح عليه بـ : "الأزمة المغربية الكبرى"؛ فقد ألقى زعماء الطريقة الكتانية: محمد المهدي بن محمد الكتاني، ومحمد الباقر بن محمد الكتاني، ومحمد إبراهيم بن محمد الكتتاني عدة بيانات، وأرسلوا عدة رسائل إلى رئيس الجمهورية الفرنسية وهيئة الأمم المتحدة تستنكر نفي الملك محمد الخامس، وتدعو إلى إرجاعه ملكاً على المغرب وإعلان استقلال البلاد.
المدرسة والكلية الكتانية بقسنطينة: بمدينة قسنطينة وعمالتها شرق الجزائر عدة ضرائح ومدارس عليها أوقاف وتوابع، مشهور نسبتها للشرفاء الكتانيين. منها ضريح القطب الصالح مولاي عبدالله بن هادي بن يحيى الثالث الكتاني (تـ490)، وعليه مزارة حافلة، وله شهرة عظيمة، ولهذا الضريح خدام يخدمونه ، وبجواره مسجد للخطبة، تصلى فيه الجمعة، وتعقد به الدروس، جدد بناءه "صالح باي" نحو سنة 1197.
وبجوار هذا الضريح والمسجد مدرسة تنسب إليه؛ تسمى "المدرسة الكتانية"، لها أوقاف وناظر، وبها مقابر لبعض أهل العلم وغيره. ومن أهم من درس بهذه المدرسة وجامعها: أبو مدين شعيب التلمساني (تـ589)، والعلامة المفتي المولود بن الموهوب، والشيخ عبدالحميد بن باديس الذي أخذ بها ودرس بجامعها الأعظم.
وفي أوائل القرن الرابع عشر الهجري تحولت هذه المدرسة إلى كلية شرعية باسم "الكلية الكتانية" على يد العلامة المصلح الشيخ عمر بن الحملاوي.
المدرسة الكتانية بالرباط:
تعد المدرسة الكتانية بالرباط أول مدرسة وطنية حرة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، كان تأسيسها سنة (1331/ 1914) وكان المقصود منها: تدريس العلوم العصرية الحديثة مع الاعتناء بالدروس الدينية واللغوية، وتزكية المواطنين بالروح الوطنية الخالصة، والأخلاق الإسلامية النبيلة، ومقاومة الاستعمار.
مؤسس المدرسة الكتانية بالرباط هو العلامة الصديق بن محمد الشدادي (تـ1379)، مقدم الطريقة الكتانية بالرباط، ومقرها كان أولاً بالزاوية الكتانية بالرباط، ثم بالزاوية المعطاوية. وقد تخرج منها جملة من العلماء والمثقفين في حقبة الحماية، وكان لهم دور مهم في محاربة المد الثقافي الاستعماري بالمغرب.
وممن درس بهذه المدرسة: محمد بن التهامي الرغاي، وقاسم الحاجي، ومحمد المكي الناصري، ومحمد بن محمد ملين. وكان مديرها المذكور معتنياً باستدعاء كبار العلماء لحضور امتحاناتها وأفواج الخريجين؛ أمثال: العلامة محمد المدني ابن الحسني، والفقيه محمد بن عبدالسلام السائح، والفقيه محمد بن الحسن الحجوي ) .
--------------------------------
( عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني : محدث حافظ، وأحد رواد النهضة الحديثية والفكرية في مغرب القرن العشرين، ورجل من رجال التصوف البارزين، يعرف "بالمكتبة المتنقلة".
ولد بفاس في جمادى الثانية عام 1302/ 1883، وأخذ عن كبار علمائها ومن كان يفد على الزاوية الكتانية الكبرى من أعلام المشرق وإفريقيا ورجالاتها السياسيين. وحصل له اغتباط وإقبال على العلوم الحديثية وأدواتها، من اصطلاح وأصول، وفقه وتصوف، وتاريخ بأنواعه، وجرح وتعديل وأنساب، فجعلها عش الغرام، حتى بها عرف واشتهر. واستكتب الكتب الغريبة النادرة من الخزائن المغربية وغيرها، وقيد وضبط، وحبب الله إليه لقاء الشيوخ والمعمرين؛ فكان لهم عليه إقبال، واستكثر من الرواية واستجازة الرحالين والمسندين، وكاتب أهل الآفاق البعيدة؛ فحصل على أمر عظيم في هذا الباب بحيث استجاز أكثر من خمسمائة شيخ في المشرق والمغرب، وانفرد بعلو الإسناد وعلومه في وقته، وكتب في سبيل ذلك كتابه "فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات " .
وعين بظهير ملكي عام 1320 مع ثلة علماء الطبقة الأولى الذين يقرؤون الحديث بالضريح الإدريسي صبيحة كل يوم، وهو لما يتجاوز عشرين عاماً من عمره.
وترقى إلي الرتبة العلمية الأولى من رتب علماء القرويين عام 1325/ 1907، وهي أعلى الرتب العلمية بالقرويين.
كما أسس مكتبة علمية كبرى، فتحها لعموم الباحثين والدارسين، اهتبل بها علماء المغرب والمشرق، وكتبت عنها مقالات، حوت نفائس الكتب والآثار والنقود، والدوريات والمجلات والوثائق، منها نهل جل من بحث في التاريخ المغربي، والفقه الإسلامي والتصوف في عصره.
حج مرتين؛ أولهما: عام 1323، وزار مصر والحجاز والشام، ولقي إقبالاً منقطع النظير من حكام وعلماء ووجهاء تلك البلاد التي زارها، جعلهم يصفونه بأعلى الأوصاف، وعاد إلى المغرب محملاً بعلم المشرق مادة وكتباً وإجازات.
ثم حج مرة ثانية في حدود عام 1351، وزار أثناء هذه الرحلة مختلف دول أوروبا التي اجتمع فيها بأمير البيان شكيب أرسلان، وأعجب كل منهما بالآخر، ثم زار مصر والحجاز وفلسطين، ولبنان وسوريا، وزار مختلف المرافق والمعاهد العلمية والتاريخية، وافتخروا باللقاء به، والاستفادة من علومه.
وما ترك التدريس قط، لا في الزاوية الكتانية بفاس، ولا في جامع القرويين الأعظم، ولا في جميع خرجاته الإرشادية التي كان يقوم بها إلى مختلف مدن المغرب، والجزائر، وتونس والمشرق، ومختلف البلاد التي زارها بأوربا.
وفي سبيل نشاطه العلمي شارك في عشرات الندوات والمنتديات والمؤتمرات العلمية في المشرق والمغرب وأوروبا، وكان عضواً فعالاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وقدم إلى مؤتمر المستشرقين الذين انعقد في معهد الدراسات العليا بالرباط عام 1346 رسالة في "إثبات التدوين لأهل القرن الأول الهجري من الصحابة والتابعين".
عرف الشيخ عبدالحي الكتاني بنشاطه السياسي الدؤوب بجانب نشاطه العلمي والمعرفي والصوفي، بحيث سخر معارفه للسياسة، وسياسته للمعارف. غير أن السابر للخط السياسي للشيخ عبدالحي الكتاني يجده دائراً على نفس مبادئه المحافظة التي نشأ وترعرع فيها.
فقد شارك شقيقه الشيخ أبا الفيض محمد بن عبدالكبير الكتاني في جميع نشاطاته الإصلاحية ؛ كالدعوة إلى الإصلاح الإداري بالمغرب، وإحداث الدستور والمجالس النيابية، واستقبال رواد الفكر الحر الذين فروا من جور الدولة العثمانية إلى المغرب، والدعاية لهم، والكتابة في مجلاتهم، وفتح الزوايا الكتانية لدروسهم.
وأثناء البيعة الحفيظية عام (1325/ 1907) كان أحد أهم العوامل لإنجاحها؛ فقد جمع العلماء بأمر من أخيه، من أجل بيعة السلطان المولى عبدالحفيظ بن الحسن، ووجه الرسائل إلى مختلف القبائل المغربية من أجل ضمان البيعة، بل ذهب بنفسه إلى مراكش من أجل تأمين الطريق للسلطان المولى عبدالحفيظ إلى فاس، والتقى بمحلته بمشرع الشعير، وكان أكبر رفقائه.
وألف في سبيل ذلك كتابه: "مفاكهة ذي النبل والإجادة حضرة مدير جريدة السعادة" في إطار الحملة الإعلامية والفكرية التي كانت تقوم بها الطريقة الكتانية وروادها ضد الحملة الإعلامية الاستعمارية ممثلة في جريدة "السعادة"، وشرح في هذه الرسالة –التي طبعت مراراً وترجمت لعدة لغات- أفكاره وأسباب القيام بالدعوة الحفيظية، وفلسف فيها مفهوم البيعة وإمارة المؤمنين.
غير أنه ابتلي فيمن ابتلي في محنة شقيقه الشيخ أبي الفيض واعتقل بسجن أبي الخصيصات بفاس عدة أشهر، لقي أثناءها عكس ما كان يفترض أن يلقاه نتيجة نشاطه الوطني والإسلامي المخلص، سواء من طرف المخزن، أو من طرف وجهاء المغرب؛ فأيقن أن البلاد تحتاج إلى إصلاح ديني واجتماعي وأخلاقي وحضاري، لا إلى إصلاح عسكري.
وأثناء الحماية الفرنسية (1921/ 1956) حافظ الشيخ عبدالحي الكتاني على علاقات وطيدة مع سلطات الحماية، فحصل بسبب ذلك على نفوذ كبير استخدمه في كافة نشاطاته.
وأسس في هذا المضمار مؤتمر الطرق الصوفية، الذي كان يروم عن طريقه إحداث كتلة من الطرق الصوفية على غرار مجمع الطرق الصوفية بمصر، تقوم بالمحافظة على الإسلام واللغة العربية والمبادئ الدينية في مختلف مناطق المغرب والجزائر وتونس.
كما كانت له حملات ضد ما يعرف بإصلاح جامعة القرويين وتغيير نظامها. وعند فرض الإصلاح على الجامعة عام (1350/ 1939) كان أول المنسحبين من التدريس، واكتفى بدروسه غير النظامية.
كما قاد عام 1345/ 1927 وما بعدها الحملة التي قام بها علماء المغرب ضد البدع والمنكرات التي تفشت في المجتمع، وأقام دروساً ومنتديات في هذا الإطار، وألف كتابه "تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة".
وعندما انحلت دولة الخلافة في المشرق عام 1925، واعتلت أصوات العلمانيين مدعية بأن الإسلام لا يصلح نظام حكم في كل زمان ومكان؛ ألف كتابه "التراتيب الإدارية في الحكومة النبوية" الذي أثبت من خلاله أن كل صغيرة وكبيرة في النظام الإداري كان لها أصل من حكومة النبي صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الأربعة من بعده. وعد هذا الكتاب صيحة في وقته.
وكان الشيخ عبدالحي الكتاني يحظى باحترام وتقدير كبيرين من ملوك المغرب، المولى عبدالعزيز والمولى عبدالحفيظ والمولى يوسف، والملك محمد الخامس، حيث أنعموا عليه بظهائر التوقير والاحترام، وكان يحضر في كافة المناسبات والوطنية والخاصة.
غير أنه نظراً لخطه المحافظ، وتشبثه بالطرقية والتصوف في زمن طغت فيه الأفكار السلفية والتقدمية، فقد كثر أعداؤه -خاصة من طرف الحركة الوطنية التي عارضت مواقفه في كافة المحافل- .
وعند تنحية الاستعمار الفرنسي الملك محمد الخامس عن عرش أسلافه عام (1372/ 1953)، وتنصيبهم ابن عمه محمد بن عرفة ملكاً على المغرب، كان الشيخ عبدالحي الكتاني واحداً ممن تزعموا مبايعة ابن عرفة -كعدة علماء آخرين - فكانت بيعته القميص الذي علق به أعداؤه شتى التهم والعظائم. ثم ما إن عاد الملك محمد الخامس إلى المغرب منتصراً مظفراً عام (1375/ 1955)، حتى اضطر الشيخ عبدالحي الكتاني إلى الهجرة لفرنسا مستوطناً مدينة نيس التي توفي فيها يوم الجمعة 12 رجب الفرد عام 1382.
ترك الشيخ عبدالحي الكتاني ما يربو على خمسمئة مؤلفاً أهمها: مفاكهة ذي النبل والإجادة حضرة مدير السعادة، منية السائل، اختصار الشمائل، وسيلة الملهوف إلى جده الرحيم المعطوف، ما علق بالبال أيام الاعتقال، المعجم الأكبر، تخريج ثلاثية البخاري، الرحلة الحجازية، نقد فهرس الشيخ فالح المدني، أسانيد صحيح مسلم، أسانيد حصر الشارد، نصيحة كتبها للسلطان المولى عبدالحفيظ، النور الساري على صحيح البخاري، الرحمة المرسلة في شأن حديث البسملة، مرقاة التخصيص في الكمالات المحمدية، تاريخ جامع القرويين، التراتيب الإدارية، التنويه والإشادة بنسخة ورواية ابن سعادة من صحيح البخاري، فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، رسالة في علاقة ملوك المغرب بشيوخ الزوايا، وما كانوا يندبونهم إليه من خدمة الصالح العام ) .

( محمد بن عبدالكبير بن محمد الكتاني ، مؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية، يعرف عند مترجميه بمجدد الإسلام بالمغرب، وحجة الإسلام، والشيخ الأكبر، والختم الأكبر. أبو الفيض الشهيد.
ولد بفاس في ربيع الأول عام 1290، وأخذ عن أعلامها. أسس طريقته الأحمدية الكتانية عام 1308، وأصبح يظهر من العلوم ما أبهر شيوخه فمن دونهم، سواء من علوم الظاهر ومن علوم الباطن، وانتسب إلى مقام الختمية الأحمدية الكبرى. ثم تصدر للتدريس والدعوة إلى الله تعالى بالزاوية الكتانية بفاس، وأصبح يخرج إلى القبائل المجاورة لفاس والنائية، داعياً إلى الله تعالى مرشداً ومسلكاً. ثم نزل إلى الصحراء: فاستغل حساده بفاس خروجه إليها، وأشاعوا عنه الانحراف في العقيدة، ومحاولة الانقلاب على السلطة.
فاضطر إلى الرحلة إلى مراكش عام 1314 لتوضيح موقفه للسلطان المولى عبدالعزيز، فبرأه من مسألة الانقلاب، وأحال قضية الانحراف العقدي إلى العلماء، فكان الاتفاق على أن تكون بينه وبينهم مناظرة، استمرت عدة أشهر انتهت بتبرئته مما نسب إليه. ثم عاد إلى فاس في السنة الموالية 1315، منتصراً.
وكان منهجه في الفقه: الاجتهاد المطلق، بحيث كان له دور مهم في إدخال كتب الاجتهاد إلى المغرب، كما كان محدثاً حافظاً؛ يعد نادرة وقته في علوم الحديث، وكان له إلمام كبير واعتناء بفلسفة التشريع، وإبراز الحكمة من الأوامر الإلهية، والأحكام الفقهية، ويعدها روح الشريعة الإسلامية التي لا قوام لها بدوها.
أما التصوف؛ فكان مستغرقاً في مقام الأحمدية، يكتب في المعارف اللدنية على طريقة الحاتمي والجيلي وابن سبعين، يستدل لغوامض علوم الباطن بالكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.
وفي عام 1319 قربه المولى عبدالعزيز مستشاراً له نظراً لسعة نفوذه في أوساط القبائل والمدن المغربية. وفي عام 1321 سافر للمشرق بنية الحج، والتقى فيه بزعماء الدول التي زارها، وزعماء الإصلاح والعلم، واطلع عن كثب على مؤامرات ومخططات الاستعمار ضد العالم الإسلامي، وربط علاقات بمملكة أفغانستان، والخلافة العثمانية، وخديوي مصر عباس باشا.
ثم عاد إلى المغرب السنة الموالية مرسخاً الفكر الإصلاحي لتحصين البلاد ضد الاستعمار المحذف بها. وجعل زاويته الكتانية محطاً للرجال المفكرين والمتفتحين المغاربة، والمشارقة الفارين من المشرق؛ كعبد الكريم مراد، وخير الدين التونسي وغيرهما.
وفي هذه الفترة برز الدور الإصلاحي للشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني، خاصة بعد مواقفه من احتلال فرنسا شرق المغرب (توات، والقنادسة)، ورسمه للخارطة المغربية الجزائرية، وموقفه من احتلال فرنسا لمدينتي وجدة والدار البيضاء، ودعائه من أجل ذلك إلى الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، وكذا دعوته إلى ترسيخ نظام الملكية الدستورية، عن طريق إحداث البرلمان، وتدوين دستور للبلاد يكون للشعب الحق من خلاله في المشاركة في إدارة البلاد وفقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية.
وفي هذا المضمار أنشأ جملة من المفكرين والعلماء مشاريع لدستور مغربي، كما قدم المترجم الدعم المادي والمعنوي لجريدة "لسان المغرب" الصادرة بطنجة، وهي تعد أول جريدة وطنية مغربية. ثم أصدر جريدة "الطاعون" التي كانت مخصصة لمواجهة الهجوم الفكري الغربي.
وكان ملكا المغرب المولى عبدالعزيز والمولى عبدالحفيظ يعتمدان عليه في إيقاف ثورات القبائل المغربية وتمردها ضد السلطة، لما كان له من النفوذ القوي بينهم.
ونظراً لانشغال وزراء العهد العزيزي بمصالحهم الخاصة، وانقطاع كل سبل التفاهم بينه وبينهم، مع ظهور بوادر ضياع المغرب عن طريق احتلال أطرافه دون مقاومة، وانهيار ميزانيته الاقتصادية، ولم تجد في ذلك نصيحة الناصحين ولا جهود المترجم الإصلاحية؛ فقد شارك الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني في بيعة السلطان عبدالحفيظ بن الحسن الأول ملكاً على المغرب، وخلع المولى عبدالعزيز. غير أن الشيخ الكتاني أصر على تقييد بيعة المولى عبدالحفيظ بشروط الشورى، وجهاد المستعمر، ورفض قرارات الجزيرة الخضراء... فتمت البيعة عام 1325 تحت تلك الشروط.
وفي هذه الفترة نشط الشيخ الكتاني في دعوة أتباعه إلى جهاد فرنسا، وحرر مئات الرسائل التي تعد مرجعاً هاماً في أدب المقامة المسلحة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، تدعو لمقاومة الغزو، وأخذ الأسباب، والاعتماد على الله تعالى. كما حرض جملة من زعماء القبائل على الاستعداد للحرب ضد فرنسا؛ من أبرزهم: القائد والمجاهد الكبير محمد بن حمو الزياني (موحا وحمو الزاياني).
ونظراً لرفض المولى عبدالحفيظ شروط بيعته، واعتباره إياها تحجيراً لسلطاته، وتطاولاً عليه؛ فقد ساءت العلاقة بينه وبين الشيخ الكتاني، مما هيأ لدهاقنة الاستعمار الفرنسي وأذنابه الولوغ في الماء العكر، والإيقاع بين الشيخ والسلطان، حتى تمت الفاجعة الكبرى باعتقال الشيخ الكتاني في إحدى خرجاته بضواحي فاس، واتهامه بمحاولة الثورة على النظام وإعلان الجهاد. ثم ألقي إلى السياط إلى أن سقط شهيداً في 14 من ربيع الثاني عام 1327/ 1909. قال الزعيم محمد بن عبدالكريم الخطابي: "اقترن استشهاد هذا العالم الجليل باستشهاد أمة كاملة؛ وهي: أمة المغرب".
أجمع مترجموه أنه كان آية في الصلاح والعبادة، شديد الخشية من الله تعالى، لا يترك قيام الليل ولا صيام الأيام الفاضلات، ولا يكاد يجالسه المرء إلا ويكن له المحبة من أعماق قلبه. وكان يرى الزهد في خروج الدنيا من القلب لا من اليد، فكان يتجمل في الثياب بما لا طاقة لأحد به أحياناً، وأحياناً يلبس المرقعات. وكان شديد جمال الوجه واعتدال البدن، بحيث كان يرتدي اللثام أحياناً، فسمي من أجل ذلك بصاحب اللثام.
ترك مؤلفات تزيد على ثلاثمائة مؤلف والمآت من الرسائل الإرشادية. ومن مؤلفاته: "روح الفصوص"؛ ويقع في مجلد ضخم، و"حياة الأنبياء"؛ في مجلدين، و"ختمة البخاري"، و"هداية أهل الخصيصة بشرح حديث الخميصة" في مجلد ضخم ناقش فيه الإمام البخاري وغيره، و"المواقف الإلهية في التصورات المحمدية"، و"الأمالي في علم الأمهات" تحدث فيه عن بضع وتسعين علما، و"الرسالة الستينية في علوم شيخ التربية"، و"البحر الخضم في شروط الاجتماع بالنبي الأعظم"، و"رسالة المؤاخاة"، و"سفينة المحبة" .... وغير ذلك.
وترك أيضاً شعراً يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي، جمعه الدكتور إسماعيل المساوي في ديوان ضمنه حوالي 3400 بيتاً في أطروحة للدكتوراه نوقشت بجامعة مراكش عام 2001 ) .
رد مع اقتباس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه   موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه Emptyالجمعة أكتوبر 30, 2009 8:05 am

ما شاء الله عليك أخي الحبيب مصطفي المزيد يا أخي المزيد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موجز عن الاسرة الكتانية المغربيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشجرة الكتانية
» سند الطريقة الكتانية
» الطريقه الكتانية
» الأنــــــــوار الكتانـيـــــــــــــة
» بعض: منشورات السادة الكتانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الساده الكتانيين :: المنتدى الخاص :: التعريف بالطريقه الكتانيه ومؤسسها الامام الاكبر-
انتقل الى: