منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الساده الكتانيين

ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فى رحاب أيام الحج المباركة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود حسين الكتانى
مشرف
مشرف
محمود حسين الكتانى


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009

فى رحاب أيام الحج المباركة Empty
مُساهمةموضوع: فى رحاب أيام الحج المباركة   فى رحاب أيام الحج المباركة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 4:05 pm

البيت الحرام

{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ }
سبحانه إختص أم القرى ببيته وجعل من أرضها مقرا حواه
واختص بالإسلام منها نبيا وبرسالة الحق شـرفه وولاه
وجعل من جبريل رسولا وبالحق أنزله للعالمين مفازة ونجاه
وجعـل بيته مثابة للناس وأمنـا وبالمهابة وبالتعظيم حبـاه
وجعلـه مقصدا لعباده ولمن سمع من الخليـل نـداه
وجعـل جزاء من طافه وعظمه وأقبل عليه أن أقبل عليه مـولاه
والصلاة والسلام على البشير محمد المنير لطريق الحجيج بهــداه

عندما تهل علينا أيام الحج المباركة تتحرك في قلوب المسلمين ذكرى بناء البيت الحرام ، وتمر بنا الأيام والسنون ويذهب الحجيج ويعودون دون أن نسأل أنفسنا متى أذن في الناس بالحج ؟ ومتى فرض الحج ؟ وكيف تعلمنا مناسك الحج وأدلتها ؟ .
وإذا كان العلم هو الأصل في كل عمل يعمله المرء فيجب أن يعلم ما هو مقبل عليه من عبادة فعمل قليل في علم خير من عمل كثير في جهل ، فمن يذهب لأداء مناسك الحج يجب أن يعلم ماهو مقدم عليه ليستشعر حلاوة ذلك فيعلم قصة البيت الذى سيطوف من حوله ويعلم كيف بدأت المناسك التى سيؤديها .

فتعالوا بنا نعيش مع نسائم تلك الأيام المباركة فنتعرف على إجابات تلك الأسئلة ليقر في وجداننا أن الحج حين فرضه الله كان فيه سعادة لنا في الدارين الدنيا والآخرة .

إن قصة بناء البيت الحرام مرتبطة بآدم عليه السلام وقصة استخلاف الله له فى الأرض يقول أبو الوليـد الأزرقي ـ وهـو مـن المؤرخين القدامى ـ في كتابه أخبار مكة عن سعيد بن المسيب أنه قال : قال كعب الأحبار :
(( قبل أن يخلق الله السموات والأرض بألفى عام خلق الله موضع البيت العتيق كانت الكعبة غثاء على الماء قبل أن يخلق الله عز وجل السماوات والأرض بأربعين سنة ومنها دحيت الأرض لقوله تعالى فى سورة النازعات30 :
(( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ))

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال :
(( لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السموات والأرض بعث الله تعالى ريحا هفافة فصفقت الماء فأبرزت عن خشفة فى موضع هذا البيت كأنها قبة فدحا الله الاراضين من تحتها فمادت ثم مادت فأوتدها الله تعالى بالجبال فكان أول جبل وضع فيها أبو قبيص فلذلك سميت مكة أم القرى)) .

وفى رواية عن محمد بن على بن الحسين قال :
(( كنت مع أبى على بن الحسين بمكة فينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه إذ جاء رجل طويل فوضع يده على ظهر أبى فالتفت أبى إليه فقال الرجل : السلام عليك يا ابن بنت رسول الله إنى أريد أن أسألك فقال له أبى عما تسأل ؟ فقال : أسألك عن بدء هذا الطواف بالبيت لم كان وأنى كان وحيث كان وكيف كان ؟ فقال له أبى نعم من أين أنت ؟ قال من أهل الشام ـ قال أبى : يا أخا أهل الشام إحفظ عنى ولا تروين عنى إلا حقا ، أما بدؤ هذا الطواف بالبيت فان الله تبارك وتعالى قال للملائكة :
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)
فقالت الملائكة أى رب أخليفة من غيرنا ممن يفسد فى الأرض ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون أى رب اجعل ذلك الخليفة منا فنحن لانفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتباغض ولا نتحاسد ولا نتباغى ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ونطيعك ولا نعصيك فقال الله تعالى :
( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )
قال : فظنت الملائكة أن ما قالوا ردا على ربهم عز وجل وأنه قد غضب من قولهم فلاذوا بالعرش ورفعوا رؤوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون إشفاقا لغضبه وطافوا بالعرش ثلاث ساعات ، فنظر الله إليهم فنزلت الرحمة عليهم فوضع الله تعالى تحت العرض بيتا على أربع أساطين من زبرجد وغشاهن بياقوتة حمراء وسمى ذلك البيت بالضراح ، ثم قال الله تعالى للملائكة ، طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش ، قال : فطاف الملائكـة بالبيـت وتركوا العرش وصار اهو ن عليهم من العرش وهو البيت المعمور الذى ذكره الله عز وجل يدخله كل يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا ، ثم أن الله سبحانه وتعالى بعث ملائكته فقال لهم ابنوا لى بيتا فى الأرض بمثاله وقدره فأمر الله سبحانه من فى الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كمـا
يطوف أهل السماء بالبيت المعمور ، فقال الرجل : صدقت يابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هكذا كان . ))
وروى عن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال :
(( أن الله تعالى لما تاب على آدم عليه السلام أمره أن يسير إلى مكة فطوى له الأرض فلم يضع قدمه فى شئ من الأرض إلا صار عمرانا وبركة حتى انتهى إلى مكة ، وكان من قبل ذلك قد اشتد بكاؤه وحزنه لما كان فيه من عظم المصيبة لخروجه من الجنة ، حتى كانت الملائكة لتحزن لحزنه وتبكى لبكائه فعزاه الله بخيمة من خيام الجنة ووضعها له بمكة فى موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة ، فلم تزل خيمة آدم عليه السلام مكانها حتى قبض آدم ورفعها الله تعالى .
ثم بعد أن قبض الله آدم عليه السلام بني أبناء آدم مكان الخيمة بيتا بالطين والحجارة فلم يزل معمورا يعمرونه هم ومن بعدهم حتى كان زمن نوح عليه السلام فنسفه الغرق وخفي مكانه .
فلما بعث الله تعالى إبراهيم خليله عليه السلام بحث عن أساس الكعبة فلما وصل إليه ظلل الله تعالى مكان البيت بغمامة تظلل إبراهيم وتهديه إلى مكان القواعد حتى رفع الله القواعد قامة ثم انكشفت الغمامة فأمره الله بإعداد مكان البيت للصلاة وذلك قوله جل وعلا في سورة الحج 26 :
((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي
شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ))
ولم يزل بيت الله الحرام بحمد الله منذ رفعه معمورا )) .
ويروى محمد ابن اسحق عن ابن أبى نجيح عن مجاهد :
(( أن الله تعالى لما بوأ لإبراهيم مكان البيت خرج إليه من الشام وخرج معه ابنه إسماعيل وامه هاجر وإسماعيل طفل يرضع ، ومعه جبريل عليه السلام يدله على موضع البيت ومعالم الحرم فخرج وخرج معه لا يمر إبراهيم بقرية من القرايا ـ أى القرى ـ إلا قال : يا جبريل أبهذا أمرت فيقول له جبريل عليه السلام : إمض حتى قدم مكة وبها ناس يقال لهم العماليق خارجا من مكة وفيما حولها والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة ، فقال إبراهيم لجبريل : أهاهنا أمرت أن أضعهما ؟ فقال : نعم قال : فعمد بهما إبراهيم إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا ثم قال :
(( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون َ)) ( إبراهيم 37 )
ثم انصرف إلى الشام وتركهما عند البيت الحرام . ))

ويروى سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال : لبث إبراهيم ما شاء الله أن يلبث ثم جاء فوجد إسماعيل عليه السلام قاعدا يبرى نبلا له فسلم عليه وقعد معه فقال إبراهيم : يا إسماعيل إن الله تعالى قد أمرنى بأمر فقال له إسماعيل : فأطع ربك فيما أمرك فقال إبراهيم : يا إسماعيل أمرنـي ربـى أن
أبني له بيتا ، قال له إسماعيل : أين ؟ يقول بن عباس : فأشار له إلى أكمة مرتفعة على ماحو لها عليها رضراض من حصباء يأتيها السيل من نواحيها ولا يركبها فقاما يحفران عن القواعد ويحفرانها ويقولان : ربنا تقبل منا إنك سميع الدعاء ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وذلك قول الله تعالى فى سورة البقرة 127 : (( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ُ))
ويحمل إسماعيل الحجارة على رقبته ويبنى إبراهيم عليه السلام فلما إرتفع البناء وشق على الشيخ إبراهيم تناوله قرب له إسماعيل حجرا فكان يقوم عليه ويبنى ويحوله فى نواحى البيت حتى انتهى إلى وجه البيت .
يقول ابن عباس : ( فلذلك سمى مقام إبراهيم لقيامه عليه )
وعن ابن إسحق أنه قال : لما انتهى إبراهيم عليه السلام إلى موضع الركن الأسود قال لإسماعيل : يا إسماعيل ابغنى حجرا أضعه هاهنا يكون للناس علما يبتدئون منه الطواف ، فذهب إسماعيل يطلب له حجرا ورجع وقد جاءه جبريل بالحجر الأسود وكان الله عز وجل استودع ذلك الحجر جبلا يسمى أبا قبيس حين اغرق الله الأرض زمن نوح عليه السلام وقال للجبل إذا رأيت خليلى يبنى بيتى فأخرجه له . قال فجاء إسماعيل فقال له : يأبى من أين لك هذا ؟ قال جاءنى به من لم يكلنى إلى حجرك ، جاء به جبريل ، فلما وضع جبريل الحجر فى مكانه وبنى عليه إبراهيم وهو حينئذ يتلألأ تلألؤا من شدة بياضه فأضاء نوره شرقا وغربا ويمينا وشمالا ، قال : فكان نوره يضئ إلى منتهى أنصاب الحرم من كل ناحية من نواحى الحرم .
وروى فى الخبر من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال:
(( أن الحجر الاسود ياقوتة من يواقيت الجنة وأنه يبعث يوم القيامة
له عينان ولسان ينطق به ويشهد لكل من إستلمه بحق وصدق ))
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله كثيرا وقبله عمر رضى الله عنه ثم قال إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنى رأيت رســول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ثم بكى حتى علا نشيجه فالتفت وراءه فرأى عليا كرم الله وجهه ورضى الله عنه فقال يا أبا الحسن ههنا تسكب العبرات وتقبل الدعوات فقال على رضى الله عنه : يا أمير المؤمنين بل هو يضر وينفع قال : كيف ؟ قال : إن الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرية ـ أى
ذرية آدم ـ كتب عليهم كتابا ثم ألقمه هذا الحجر فهو يشهد للمؤمن بالوفاء ويشهد على الكافر بالجحود قيل فذلك هو معنى قول الناس عند الاستلام : اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك . هذا ما كان من أمر بيت الله الحرام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود حسين الكتانى
مشرف
مشرف
محمود حسين الكتانى


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009

فى رحاب أيام الحج المباركة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب أيام الحج المباركة   فى رحاب أيام الحج المباركة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 4:07 pm

الإذن بالحج

ولما فرغ إبراهيم خليل الرحمن من بناء البيت الحرام كان الإذن بالحج لقوله جل وعلا في : (( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق ٍ)) الحج/30 .

وفى ذلك يروى أبو الوليد ألأزرقي في كتابه أخبار مكة عن جده عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال :
(( أخبرني محمد ابن اسحق قال : أنه لما فرغ إبراهيم خليل الرحمن من بناء البيت الحرام جاءه جبريل فقال : طف به سبعا فطاف به سبعا هو وإسماعيل يستلمان الأركان كلها في كل طواف ، فلما أكملا سبعا هو وإسماعيل صليا خلف المقام ركعتين ثم قام معه جبريل فأراه المناسك كلها الصفا والمروة ومنى ومزدلفـة وعرفـه وقال : فلما دخل منى وهبط من العقبة تمثل له إبليس عند جمرة العقبة ، فقال له جبريل : ارمه ، فرماه إبراهيم بسبع حصيات فغاب عنه ، ثم برز عند الجمرة الوسطى فقال له جبريل : ارمه ، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ، ثم برز له عند الجمرة السفلى فقال له جبريل : ارمه ، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه إبليس ، ثم مضى إبراهيم في حجه وجبريل يوقفه على المواقف ويعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفه ، فلما انتهى إليها قال له جبريل : أعرفت مناسكك ؟ قال إبراهيم : نعم ! قال : فسميت عرفات بذلك لقوله أعرفت مناسكك؟ قال : ثم أمر إبراهيم أن يـؤذن في الناس بالحج قال : فقال إبراهيم : يارب ما يبلغ صوتي ؟ قال الله سبحانه : أذن وعلى البلاغ ، قال : فعلا على المقام فأشرف به حتى صار أرفع الجبال وأطولها فجمعت له الأرض يومئذ سهلها وجبلها وبرها وبحرها وإنسها وجنها حتى أسمعهم جميعا قال : فأدخل إصبعيه في أذنيه وأقبل بوجهه يمينا وشمالا وشرقا وغربا وبدأ بشق اليمن فقال : أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم ، فأجابوه من تحت التخوم السبعة ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع التراب من أقطار الأرض كلها ، لبيك اللهم لبيك قال : أفلا تراهم اليوم يقولون ؟ لبيك اللهم لبيك قال : فكل من حج إلى اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم إنما حجهم على قدر إجابتهم يومئذ فمن حج حجتين فقد كان أجاب مرتين ، أو ثلاثا فثلاثا على هذا قال : وكانت الحجارة على ماهى عليه اليوم إلا أن الله عز وجل أراد أن يجعل المقام آية فكان أثر قدمىّ إبراهيم في المقام آية إلى اليوم قال : وذلك لقوله تعالى في سورة آل عمران 97 : ((فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)) .
وكان النداء بالأذان بالحج للناس جميعا فكانت الكعبة المشرفة مزارا لكل الحجيج وأول من حجه الملائكة ، قال ابن اسحق : وبلغني أن آدم عليه السلام كان قد استلم الأركان كلها قبل إبراهيم وحجه اسحق وسارة من الشام ، قال : وكان إبراهيم عليه السلام يحجه كل سنة على البراق ، قال : وحجت بعد ذلك الأنبياء والأمم فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال :
(( أن آدم عليه السلام حج فقضى المناسك فلما حج قال : يارب لكل عامل أجرا قال الله تعالى : أما أنت يا آدم فقد غفرت لك وأما ذريتك فمن جاء منهم هــذا البيت فباء بذنبه غفرت له ، فحج آدم عليه السلام فاستقبلته الملائكة بالردم فقالوا : بر حجك يا آدم قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام قــال : فما كنتـم
تقولون حوله : قالوا : كنا نقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، قال : فكان آدم عليه السلام إذا طاف بالبيت يقول هولاء الكلمات وكان طواف آدم عليه السلام سبعة أسابيع بالليل وخمسة أسابيع بالنهار)) .

وفى رواية أخرى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال:
(( أن الملائكة قالت لآدم عليه السلام: بر حجك يا آدم قد حججنـا قبلك هذا البيت بألفي عام قال : فما كنتم تقولون في الطواف ، قالوا: كنا نقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فقال آدم عليه السلام : فزيدوا فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله فزادت الملائكة فيها ذلك قال : ثم حج إبراهيم عليه السلام بعد بنائه للبيت فلقيته الملائكة في الطواف فسلموا عليه فقال لهم إبراهيم : ماذا كنتم تقولون في طوافكم ؟ قالوا : كنا نقول قبل أبيك آدم عليه السلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فأعلمناه ذلك فقال آدم عليه السلام ، زيدوا عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله فقال إبراهيم : زيدوا فيها العلى العظيم ، قال : ففعلت الملائكة ذلك))

وعن عبد الله بن أبى سليمان مولى بنى مخزوم أنه قال :
(( طاف آدم عليه السلام بالبيت حين نزل ، ثم صلى تجاه باب الكعبة ركعتين ، ثم أتى الملتزم فقال : اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم ما في نفسي وماعندى فاغفر لي ذنوبي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي ، اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبنى إلا ما كتب لي
والرضا بما قضيت علـى )) ، (( قال فأوحى الله تعالى إليه يا آدم قد دعوتني بدعوات فاستجبت لك ، ولن يدعونى بها أحد من ولدك إلا كشفت غمومه وهمومه وكففت له من وراء تجارة كل تاجر ، وأتته الدنيا وهى راغمة وإن كان لا يريدها ، قال فمنذ طاف آدم عليه السلام كانت سنة الطواف )) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود حسين الكتانى
مشرف
مشرف
محمود حسين الكتانى


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009

فى رحاب أيام الحج المباركة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب أيام الحج المباركة   فى رحاب أيام الحج المباركة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 4:13 pm

فرض الحج وأداء المناسك

ثم فرض الحج فيما بعد على المسلمين في السنة السادسة بعد الهجرة حيث نزل قول الله تعالى : (( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ)) البقرة 196

وقيل أنه فرض في السنة التاسعة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لم يذهب للحج إلا في السنة السادسة وإنما ذهب للعمرة ، وفى شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحج لأداء الفريضة وليبين للناس مناسك الحج والعمرة وترتيبها على النحو الذي قال به الله تعالى في الآيات السابقة .

وأما عن كيفية أداء المناسك فقد أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج فخرجنا معه ، حتى إذا أتينا ذا الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميس فقال : اغتسلي واستشفرى بثوب ، وأحرمى ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، ثم ركب ناقته القصواء حتى استوت به على البيداء أهل بالتوحيد "" لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك """ حتى إذا أتينا البيت إستلم الركن ، فرمل ثلاثا ومشى اربعا ، ثم أتى مقام ابراهيم فصلى ثم رجع إلى الركن فاستلمه ، ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ قول الله تعالى.
(( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ
اعْتَمَر فَلاَجُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ
خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيم )) (البقرة 158)

وقال "" أبدأ بما بدأ به الله """ فرقى الصفا ، حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة ، فوحد الله وكبره وقال "" لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهــزم الأحزاب وحده"" ، ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة ، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى ، حتى إذا صعدنــا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا ليكمل سبعة أشواط تنتهي بالمروة .

وبعد ذلك يكون التحلل من الإحرام بالحلق أو التقصير.
يقول جابر : فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى وركب النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس فأجاز حتى أتى عرفه ، فوجد القبة ـ الخيمة ـ ضربت له بنمره فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس فأتى بطن الوادي فخطب الناس ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصلى بينهما شيئا ثم ركب حتى أتى الموقف واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلا حتى غابت فتحرك وهو يشير بيده اليمنى ويقول (أيها الناس السكينة السكينة) حتى أتى المزدلفة فصلـى بها المغرب والعشاء بأذان واحد واقامتين ولم يسبح بينهما شيئـا ثم اضطجع حتى الفجر وصلى الفجر بأذان وإقامة ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ، فلم يزل واقفا ثم تحرك قبل أن تطلع الشمس حتى أتى بطن محسر وسار قليلا فسلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى ، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها ، كل حصاة مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ، ثم ركب صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر ))

هكذا أيها الاخوة الأحباب ...
علمنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه كيفية أداء مناسك الحج وهو ما الناس عليه الآن من أدنى الأرض إلى أقصاها .
أحبائي في الله ...
وكذلك مما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا ما أفاض الحاج من عرفة بعد غروب الشمس فينبغى أن يكون في سكينة ووقار فقال في ذلك أن :
(( اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا لا تطئوا
ضعيفا ولا تؤذوا مسلما ))
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود حسين الكتانى
مشرف
مشرف
محمود حسين الكتانى


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009

فى رحاب أيام الحج المباركة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب أيام الحج المباركة   فى رحاب أيام الحج المباركة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 4:15 pm


فضائل البيت الحرام

إن بيت الله الحرام قد عظمة رب العزة جل وعلا وعظم بعض مافيه من الأماكن بالعديد من الفضائل فقد روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : صلوا فى مصلى الأخيار ، واشربوا شراب الأبرار ، قيل لابن عباس ما مصلى الأخيار ؟ قال تحت الميزاب ، قيل وما شراب الأبرار ؟ قال : ماء زمزم
وعن عطاء انه قال : من قام تحت ميزاب الكعبة فدعا أستجيب له وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
ويروى جعفر بن محمد عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا حاذى ميزاب الكعبة وهو فى الطواف يقول :
((اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عن الحساب ))
وميزاب الكعبة يقع بين الركن العراقى والركن الشامى ـ أى أعلا حـجر إسماعيل عليه السلام .

أما المكان الثاني فهو الملتزم وهو المكان الواقع بين باب الكعبة وحـجر إسماعيل ولا يقوم عبد عنده فيدعو إلا يستجاب له .

وعن عبد الله بن أبى سليمان مولى بنى مخزوم أنه قال : طاف آدم سبعا بالبيت حين نزل ثم صلى ركعتين ثم أتى الملتزم فقال:
(( اللهم إنك تعلم سريرتى وعلانيتى فاقبل معذرتي وتعلم مافى نفسي وماعندى فاغفر لى ذنوبي ، وتعلم حاجتي فاعطنى سؤلي ، اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبنى إلا ما كتبت لي ، والرضا بما قضيت على ، فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم قد دعوتني بدعوات واستجبت لك ولن يدعونى بها أحد من ولدك إلا كشفت همومه وغمومه وكففت عليه ضيقته ونزعت الفقر من قلبه وجعلت الغنى بين عينيه وتجرت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا وهى راغمة وإن كان لا يريدها )) .

وقيل أنه سمى الملتزم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من طواف البيت التزمه ودعا فيه ، ثم التفت فرأى عمر رضى الله عنه فقال :
(( هاهنــا تسكــب العبــرات ))

حتى أن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يأتون الملتزم للدعاء وسكب العبرات ، وقد روى الأصمعي قال: بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول :

يامن يجيب المضطر فى الظلـم
ياكاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا
وأنـت يا حي يا قيـوم لـن تنـم

أدعوك ربى حزينا هائما قلقــا
فارحم بكائي بحق البيت والحـرم

إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه
فمن يجود على العاصين بالكـرم

يقول الأصمعي ثم بكى الشاب بكاءا شديدا وقال :
ألا أيها المقصود فى كل حاجة
إليك شكوت الضر فارحم شكايتى

ألا يارجائى أنت تكشف كربتي
فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي

أتيت بأعمال قباح رديئـة
وما في الورى عبد جنى كجنايتي

اتحرقنى بالنـار غايـة المنى
فاين رجائى فيك ثم أيـن مخافتى
يقول الأصمعي :
ثم سقط الشاب على الأرض مغشيا عليه فدنوت منه فاذا هو زين العابدين بن على بن الحسن بن على بن عبد المطلب رضى الله عنه فرفعت رأسه على حجري وبكيت فقطرت دمعة من دموعي على خديه ففتح عينيه وقال : من هذا ؟ قلت : الأصمعي ياسيدى ، ماهذا البكاء أنت من أهل البيت أليس الله تعالى يقول { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 فقال : يا أصمعى إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرا قرشيا ، أليس الله تعالى يقول : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }المؤمنون101 :103 ، جعلنا الله من أهل الفوز والفلاح بجاه النبى الكريم والرسول العظيم ...
أيها الاخوة الأحباب ...
هذا ماكان من أمر بيت الله الحرام والكعبة المشرفة منذ أن خلق الله الأرض والإذن بالحج ثم فرضه رأينا أن نقصها عليكم حتى يعلم من يمـن الله عليه بزيارة بيت الله الحرام ولو اليسير عن تاريخ ذلك البيت الذى عظمه الله بأن جعل الصلاة فيه بمائة ألف صلاة حيث اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (( صلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة )) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود حسين الكتانى
مشرف
مشرف
محمود حسين الكتانى


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009

فى رحاب أيام الحج المباركة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب أيام الحج المباركة   فى رحاب أيام الحج المباركة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 4:18 pm

الجزاء الموفور للحج المبرور
فان لكل عمل جزاء وقد اخبرنا البشير النذير النبى الساطع هداه كالصبح المستنير أن الحج المبرور خاتمته الجزاء الموفور فقد روى عن انس بن مـالك ((t انه قال : كنت مع رسول الله )) فى مسجد الخيف فجاءه رجلان : أحدهما أنصارى والآخر ثقفى ، فسلمـا عليه ودعوا له فقالا جئناك يا رسول الله لنسألك فقال :
(( إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألان عنه فعلت ، وإن شئتما أسكت فتسألان فعلت ، فقالا : أخبرنا يا رسول الله نزاد إيمانا ويقينا .. قال الأنصاري للثقفى سل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الثقفى بل فاسأله فإني أعرف لك حقك .
قال : أخبرنى يا رسول الله
قال : (( جئتنى تسألنى عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فييه ، وعن طوافك بالبيت ومالك فيه وعن الركعتين بعد الطواف ومالك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة ومالك فيه وعن موقفك عشية عرفة ومالك فيه وعن رميك الجمار ومالك فيه وعن نحرك ومالك فيه وعن حلقك رأسك ومالك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك ومالك فيه ))
قال : أى والذى بعثك بالحق نبيا إنه الذى جئت أسألك عنه .
قال )): (( فانك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ماتضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك بذلك حسنة ومحا عنك به خطيئة ورفع لك به درجة وأما طوافك بالبيت فانك لاتضع رجلا ولا ترفعها إلا كتب الله عز وجل لك به حسنة ومحا به عنك خطيئة ورفع لك درجة وأما ركعتاك بعد الطواف فعدل سبعين رقبة من ولد إسماعيل وأما طوافك بين الصفا والمروة كعدل رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فان الله عز وجل يهبط إلى السماء الدنيا ثم يباهى بكم الملائكة ويقول : ( هؤلاء عبادى جاؤونى شعسا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى فلو كانت ذنوبهم عدد الرمل أو عدد القطر أو زبد البحر لغفرتها أفيضوا فقد غفرت لكم ولمن شفعتم له ))
وأما رميك الجمار فلك بكل رمية إسقاط كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة ، فقال يا رسول الله : أرأيت إن كانت الذنوب أقل من ذلك ؟ فقال : يذخر لك فى حسناتك وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فانك تطوف ولا ذنب لك يأتى ملك حتى يضع كفه بين كتفيك فيقول لك إعمل فيما تستقبل فقد غفر لك مامضـــى)) صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود حسين الكتانى
مشرف
مشرف
محمود حسين الكتانى


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009

فى رحاب أيام الحج المباركة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب أيام الحج المباركة   فى رحاب أيام الحج المباركة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 4:33 pm

المدينة المنورة

وبعد تمام أداء الفريضة فإن الحاج أن يختم رحلتـة بزيارة المدينة المنورة وليختم لقائه برب الأنـام بلقاء خير الأنـام صلوات الله وسلامه عليه ليكون له شرف الفوز بشفاعته صلى الله عليه وسلم .
والحديث أحبائى فى الله عن المدينة المنورة قد لا يفى بقدر تلك المدينة التى شرفها الله سبحانه وتعالى بهجرة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إليها لتكون لـه فى الحياة مقـرا ولجسده الشرف بعد الممات مستقـرا .
لقد ورد فى المدينة المنورة الكثير مما يؤكد رفعة شأنها ومكانتها التى من أجلها كانت دار هجرة لحبيب الرحمن .
فقد روى البخارى ومسلم عن أبو موسى رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال انه قال:
(( رأيت فى المنام أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل
فذهب وهلى ـ أى ظنى ـ إلى أنها اليمامة أو هجــــــــر،
فإذا هى المدينة يثرب ))
أما عن فضل المدينة المنورة ما رواه مسلم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( يأتى على الناس زمان يدعو الرجل إبن عمه أو قريبه إلى هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء والمديـنة خير لهم لو كانوا يعلمون والذى نفسى بيده ما يخرج أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه إلا أن المدينة كالكير تخرج الخبث ولا تقوم الساعة حتى تنفى المدينة شرارها كما ينفى الكير خبث الحديد )) .
وفى الصحيحين :
(( أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهى
المدينة تنفى الناس كما ينفى الكير خبث الحديد ))

وعن فضل طلب الموت فيها ما رواه الترمذى وإبن حبان وإبن ماجه والبيهقى وعبد الحـق من حديث رسول الله الله صلى الله عليه وسلم :
(( من إستطاع أن يموت بها فإني أشفع لمن يموت بها ))

وروى الطبرانى عن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( من إستطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فانه
من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ))

فالترغيب فى الموت بالمدينة لم يثبت مثله لغيرها والسكنى بها وكفى من يموت فيها شرفا أنه سيكون فى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعظمه من جوار كريم . (( اللهم ارزقنا زيارة حبيبك فى الدنيا ، وارزقنا جواره فى الآخرة يارب العالمين ))

إن زيارة مسجد رسول الله يكون دوما بدعوة رسول الله الله صلى الله عليه وسلم :
فقد ورد فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
مسجدى والمسجد الحرام والمسجد الأقصى )

وقال أيضا عن فضل الصلاة فى مسجده الله صلى الله عليه وسلم :
(( صلاة فى مسجدى خيـر من ألف صلاة
فيما سواه إلا المسجد الحرام ))
*****
وحين الوصول الى المدينة المنورة يتأهب الحجاج لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يغتسل الحاج ويتطيب ويلبس أحسن الثياب ثم يتوجه إلى الحرم النبوى ويدخل من باب السلام ويقول :
(( بسم الله الرحمن الرحيم ، رب اغفر لى ذنبى
وافتح لى أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه
الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم))

ثم يتوجه الحاج الى الروضة المطهرة فى أدب وخشوع ويصلى ركعتين تحية المسجد ويدعوا الله بما يحب من خيرى الدنيا والآخرة وبعد الصلاة يتوجه إلى قبر النبى صلى الله عليه ويسلم ويقف عند رأسه الشريف فى أدب وإجلال ويلقى عليه السلام صلى الله عليه وسلم ، فما من أحد يسلم عليه إلا ويرد السلام فقد روى أحمد وأبوة داود عنه أنه الله صلى الله عليه وسلم قال : ((ما من أحد يسلم علـى إلا رد الله علىّ روحى حتى أر د عليه )) .

ومن الأدب خفـض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } الحجرات /2
كما أن فى خفض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فوز بمغفرة وأجر عظيم فقد قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ
اُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }
الحجرات 3
ثم يبدأ الزائر بإلقاء السلام عليه صلى الله عليه وسلم ويقول :
السلام عليك يا رسـول الله
السلام عليك يانبـى الله
السلام عليك يا خير خلق الله
السلام عليك يا حبيب الله
السلام عليك يا سيد المرسلين وإمام المتقين
السلام عليك يا قائد الغر المحجلين
السلام عليك وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين
السلام عليك وعلى أصحابك أجمعين وعباد الله الصالحين
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد انك عبده ورسوله وأمينة وخيرته من خلقه
وأشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة
وجاهدت فى سبيل الله حق جهاده
ثم يتلو الزائر قول الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } النساء / 64
ثم يقول : قد أتيتك يا رسول الله مستشفعا بك الى ربى مستغفرا من ذنبى
ثم يدعو الله فيقول : أسألك يارب أن توجب لى المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه فى حياته ، اللهم اجعله أول الشافعين واحشرنا فى زمرته يوم الدين .
ثم يبلغ سلام من أوصاه تبليغ السلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا السلام عليك يا رسول الله من فلان أوفلانه ولا ينسى أهله وإخوانه .
وبعد ذك يتحرك يمينا قدر ذراع حتى يحازى رأس أبى بكر الصديق رضى الله عنه ويقول :
السلام عليك ياخليفة رسول الله
السلام عليك ياصاحب رسول الله فى الغار
السلام عليك يارفيقه فى الأسفار
السلام عليك ياأمينـه فـى الأسرار
جزاك الله عنا أفضل ما جزى به إماما من أمة نبيه صلى الله عليه وسلم
ثم يتحرك الزائر الى يمينه مرة أخرى قدر ذراع فيجد نفسه أمام قبر عمر بن الخطاب رضى الله عنه ويقول :
السلام عليك ياأمير المؤمنين السلام عليك يامظهر الإسلام
السلام عليك يامكسر الأصنام
السلام عليك ياشهيد المحراب جزاك الله عنا أفضل الجزاء

ثم يدور إلى الخلف ويستقبل القبلة ويدعو لنفسه ولوالديه ولولده وأهله وأحبابه ولمن وصاه بالدعاء بالخير ويقول :
(( اللهم إنا قد سمعنا قولك وأطعنا أمرك وقصدنا نبيك مستشفعين به إليك من ذنوبنا معترفين بخطايانا وتقصيرنا فتب علينا وشفع نبيك فينا وارفعنا بمنزلته عندك ، اللهم أغفر للمهاجرين والأنصار واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ))

وهكذا يكون الحاج قد أتم زيارة رسول الله ويقضى ما يكون لـه من بقاء بالمدينة المنورة فإذا كان وقت الرحيل يودع الحرم المبارك بصلاة ويدعو بما يفتح به الله عليه ثم يتوجه إلى القبر الشريف ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلـم قائلا Sad غير مودع يا رسول الله ) ويسأل الله أن يرده إلى وطنه وأهله سالما غانما وألا يكون هذا اللقاء آخر عهده برسول الله ولا هذه أخر زياراته لروضته العطرة وحرمه الشريف ويقول داعيا الله تعالى :
(اللهم لا تجعل هذا آخر عهدنا بقبر نبيك يا أرحم الراحمين)

**************
أحبائى فى الله … تلك كانت رحلتنا مع حجاج بيت الله الحرام الذين يؤدون ما فرضه الله عليهم فنسأل الله أن نكون قد وفقـا فى شرح تلك الرحلة ونسأله سبحانه وتعالى أن يبلغنـا أداء فريضة الحج وزيارة بيته ويبلغنا ما نريد فهو سبحانه ولى ذلك والقادر عليه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

فى رحاب أيام الحج المباركة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى رحاب أيام الحج المباركة   فى رحاب أيام الحج المباركة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 4:41 pm

إنه من دواعي فخري وسروري أن أكون أول من أتشرف بالرد علي هذه النفحة الجميلة التي شرفتنا بها سيدي الكريم ووالله لقد أقر الله عيني بمشاركتك هذه وادعو المولي لك بالتوفيق والسداد وأن يجمعنا وإياك علي جبل عرفات بجاه النبي الحبيب الكريم وآله وصحبه وسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فى رحاب أيام الحج المباركة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فى رحاب أيام الحج المباركة( 4 )
» فى رحاب أيام الحج المباركة( 3 )
» فى رحاب أيام الحج المباركة( 2 )
» فى رحاب أيام الحج المباركة( 5 )
» فى رحاب أيام الحج المباركة( 6 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الساده الكتانيين :: منتدى العلوم الشرعيه :: التاريخ الاسلامى وسير الاعلام-
انتقل الى: