أخبرني أحد من أدرك إمامنا مولانا الباقر الكتاني قدس سره، عن كرامة وقعت وشاهدها؛
ذلك أن مولانا الباقر كان في يوم من الأيام أقام حفلا في منزله، فجاءت الوفود من العلماء والخاصة والعامة، والمريدين والمحبين، وإذا بأحد المحبين لما رآه انقض على قدميه يقبلهما، وكان أحد العلماء الكبار - لم يسمه لي - حاضرا..
قال الراوي: فاستنكر ذلك العالم هذا الحدث، وقال: "هذه هي العبودية!". ثم إنه خرج في المساء إلى بيته، وإذا به رأى جنّيين على شكل عبدين أسودين، ممسكين بسلاح رشاش، ومشهرين إياه إليه، فارتبك العالم وارتعد، وجعل يصرخ ويقول: "سيقتلانني سيقتلانني"، والناس لا ترى شيئا، فأدخله أبناؤه غرفة واغلقوا عليه الباب ظنا منهم أن اباهم أصابه جنون، وبقي الليلة كلها هكذا حتى غاب عنه العفريتان.
فلما أصبح الصبح خرج العالم راكضا نحو بيت الشيخ الباقر الكتاني - قدس سره - وما أن رآه حتى انقض على قدميه يقبلهما ويقول: "أنا تائب لله!"، فانحنى إليه الشيخ الباقر بلطف وقال له: "لا لا يا سيدي لا تنحني إلى قدمي هذه عبودية!"، في إشارة إلى مقولة الرجل في الليل.
قال لي الراوي: "فصار ذلك العالم بعدها من خاصة أصحابه"...
رحم الله تعالى سادتنا الأولياء والعلماء، ولا حرمنا بركتهم والأدب معهم بمنه وكرمه...