منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الساده الكتانيين

ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:37 am

الفيوضات الإلهية
(( حكم ))



( لسيدي سلامة رضي الله عنه ونفعنا به )





حرف من الحكمة ، خير من ألف كلمة - علامة الحكمة اللدنيه ، سريان حلاوتها في القوى الروحانية 0وطرب الأشباح الجسمانية تهيم به الأرواح 0 وتشرب منه الراح تسكن في القلوب لا تطلع ، ونورها علي الفؤاد يسطع ، لا تستطيع نزعها ، وإن وردت لا يمكن منعها - الحكمة لا بالتكلف ، ولا يظهر فيها التعسف - علامة الحكمة أن تحدث سكراً ، وتفيدك ذكراً - إذا برزت الحكمة من الفؤاد ، كان نور القلب هو المداد ، فيظهر عليها الحب والوداد - إذا برزت الحكمة مكسوفة النور ليس عليها الانشراح والسرور ، فإنما هي باطل وزور - التطفل علي باب المحبوب إنما يكون بالأرواح والقلوب ، فتذوق الحكمة بالوجدان ، لا بشقشة اللسان إذ لا يقنع بالمكان ، إلا من جهل السكان - ( قال سيدي علي أفندي حسن - من تطفل علي أبواب القوم لا يحرم ومن طرق باب الحب لا يسأم ومن رجع إلي مولاه علمه ما لم يكن يعلم ) 0

فأجابه الشيخ ( رضي الله عنه ) قائلاً : يا معشر الطلاب دندنتم بالوقوف علي الباب ، وأنتم معرضون عن الأحباب ، تبخلون بالقلوب ، وتقفون بالأجسام علي باب المحبوب ، وتزعمون أن التطفل يفيد ، وأنتم عن التطفل بعيد ، إذ الطفيلي من والي ساحة الكرام ، وأعرض عن اللئام وظهر عليه الانكسار لذاته وتجرد عن قبيح صفاته ، وبسط أكف السؤال ، فهذا جدير بالنوال - إذا لم تشرق القلوب بأنوار الحكم ، فلم علاها من سحائب الظلم 0 - من تعرض بقلبه ووقف علي باب ربه ، واستمطر منه الفيوضات ، فاز بالجود والنفحات - الحكمة لا تأتي بطول التفكير ، وإنما تأتي بإشراق التنوير في إسقاط التدبير - من استنار - لا يختار - المستهام لا ينام - الحكمة نور ، تنشرح لها الصدور - فتح أقفال القلوب ، في طاعة المحبوب - من علامة المحبوب ، أن تميل إليه القلوب - أهل التصديق ن أقرب إلي التحقيق - من فقد لذة الطريق ، فهو في البعد غريق - شهيد المحبة ، في حمي الأحبة - من تلذذ بالأعراض ـ ابتلي بالأمراض - من غلبته نفسه ، أفل بدره وشمسه - الحكم ، من جوامع الكلم من حارب نفسه وهواه 0 فاز بقربه ومناه - الحكمة حكمتان حكمة في نفسها 0 فهي أحكام ألفاظها ومعانيها 0 وأما الحكمة التي في غيرها ، فهي تمكنها من قلب سامعها وامتزاجها به 0 وإذا كان القلب مشحوناً بغير الحكمة 0 لا يجد لها لذة 0 ولا تسكن إلا قلباً فراغاً لها - إن للنفوس إقبالاً وادباراً 0 فإن وجدتها أدبرت فعليك بما ينعشها ما لم يكن باطلاً - وجود الملل - من سماع الحكم 0 دليل عي غربة النفس 0 في حضرة القدس وعلامة علي انحطاط رتبتها إلي العالم السفلي 0 فإنها من الرحمة تبرز منها الخلع 0 لمن استمع واتبع - مجالسة الإخوان فيها المدد من حضرة الواحد الأحد 0 فكن معهم بالأدب 0 من غير ملل ولا تعب 0 وأدخل عليهم السرور 0 تفز بنور فوق نور 0 تسقي من حياضهم ، وتستمد من بركاتهم ، وتتخلق بأخلاقهم ، وينتقش اسمك في قلوبهم 0

فإذا تجلي الحق علي أسرارهم ، لعلك تفوز بنظرة أو نفحة من نفحاتهم واحذر من يكون علي خلافهم ، تكن بمعزل عن طريقهم ، ويسرق طبعك من غيرهم ، فتسقط من قلوبهم ، ولا يعدوك من إخوانهم ، ولا تغتر من الإخوان بعد ذلك بحلو مقالهم والبشاشة في وجوههم ، فذلك من كرم أخلاقهم ، فتمسك ما عشت بأديالهم ، واحسن الظن بهم ، وكن تراباً لنعالهم ، واسأل ربك أن يجعلك من خدامهم ، ومن المحسوبين عليهم التلذذ بالبلا ، تحقيق للرضا - العناية ، تهدم البناية - الحسد يقطع المدد - إياك والحسد يا انكيس ، فإنه سبب معصية ابيلس - إذا أحب الله عبداً أسكن محبته في الصدور ، فإن تشبه به حاسد مغرور ، تلي عليه قوله تعالي : (( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )) 0 -

من كان للخلق أرضاً ، كان لله أرضي - من لم يغير الأحوال 0 لا يبلغ مقامات الرجال - خوارق العادات تحل العقال وترفع الهم عن الخلق ، وتسقط النظر إليهم - تخريب الظاهر ، عنوان الباطن - إسقاط العز والجاه ، هو السير إلي الله - حفظ الآداب يفتح لك الباب من كسره الشيخ يجبره الإخوان - ومن كسره الإخوان لا يجبره الشيخ - لحوم الفقراء مسمومة لحوم الفقراء سم ساعة 0 -

أركان التصوف أربعة : كف الأذى وحمل الجفا وشهود الصفا ورمي الدنيا بالقفا 0

من أقبح القبيح : صوفي شحيح - من علامة خروج الدنيا من القلب بذلها عند الوجد والصبر عنها عند الفقد - طريقنا طريق لصحبة والاتباع ، لا طريق العزلة والانقطاع - الجمع رحمة والفرقة عذاب - يد الله مع الجماعة - أوقات الفقير ذكر ومذاكرة وتفكير - ليس للفقير فكرة ، ولا هدوه إلا في الحضرة ، وغير ذلك بطالة وفترة - عالم القوم ليس بلقلقة اللسان ، إنما هو بالذوق والوجدان - ليس السر في الأوراق ، إنما هو في البواطن والأذواق - إنما يتأنس بالأوطان من لا عشق عنده في السكان ، أو لم يظفر بصحبة القطان - لا يتأنس بكتبهم 0 إلا من لم يذق من سرهم ، ولا نهض للالتحاق بهم - من الهته عبارة لسان ، فآته الذوق والوجدان - أهل الكمال يعبرون عنها بالمقال ، وينهضون إليها بالذوق والحال 0

من لم يصحب الرجال 0 لا يطمع أن ينالها بالمقال - الطريق غريبة . وأهلها غرباء 0 ولا يأوي الغريب إلا إلي غريب 0 ولا يفهم حال الغريب إلا مثله - إذا كانت الطريق غريبة فالتعبير عنها من غير أذواق ريبة 0

حقيقة الطريق بعيده عن مدارك العقول القياسية 0 والنقول العلمية - ابذل العلم لأهله ولغير أهله 0 فالعلم أحمى جانب من أن يصل إلي أهله 0

علامة الصوفي الصادق : أن يفتقر بعد الغني 0 ويذل بعد العز 0 ويخفي بعد الشهرة 0

وعلامة الصوفي الكاذب : أن يستغني بعد الفقر ، ويعز بعد الذل ، ويشتهر بعد الخفاء - أقلل النظر إلي ظاهرك ، إن أردت فتح باطنك لا بدخل عالم الملكوت 0 من في قلبه علاقة - إذا صحت الهجرة كانت من أهل الحضرة كنت من أهل الحضرة - لا تذوق الرحيق 0 حتى تكون من أهل التصديق محب الظهور .0 مستدرج مغرور - اليقين إكسير المتقين - إذا تحققت بأنك لا تعلم علمك ما لم تكن تعلم - ما دمت علي نفسك 0 فأنت في رمسك - الصفا طريق الوصول 0 فإذا ذهب فلا طريق تسير فيها - حياة القلوب 0 في ذكر المحبوب - وجود الشهوة من علامة لجفوة - من احتار فقد اختار - والمختار لا يكون عبداً صاحب التسليم 0 في ساحة التكريم - من ألقى السلاح فقد سلم واستراح - من تحقق بالتوحيد 0 لم يخف من العبيد - تعبير العارف 0 من أغيار المعارف - من عرف ما قصد 0 هان عليه ما ترك 0

أخي ألم تشهد كل سر عجيب ، و تجول في المشاهدة حين قرب الحبيب ، حيث لاثم حاسد أو عذول أو رقيب - لا تغتر بصحبة المجالسة ، إن لم تتفق المؤانسة ، فربما حصل الفرار 0 بعد طول القرار - من ادعى مقام الكبار امتحن بالاختيار - الطلعة المنيرة 0دليل علي صفاء السريرة - مرآة القلب الصافي ، تخبر الناظر بالسر المنافي - البصير بصير البصيرة 0 لا بصير الحدقة المنيرة 0

كم من بصير فاقد لبصيرة : إن كان يبصر قلبه لا يبصر أيام غفلتك ضياع ، وأيام صحبتك انتفاع - عليك بصحبة الموادد ولو أنه واحد - إذا رأيت نفسك معرضة عن أولياء الله 0 فاعلم أنك مطرود عن الله فلو أقبل عليك 0 لحببهم إليك - هذا الزمان لا يوافى 0 بصديق موافي - لا تخرج عن الحدود ، بما أعطيت من الشهود - عداوة العاقل ، خير من صداقة الجاهل - العاقل اللبيب 0 مفرد غريب - العبودية انقياد مع التسليم 0 ومشي علي السراط المستقيم - العبودية وصف العبد الفاني في محبوبة 0 المستعذب مر الملام لأجل قصده ومطلوبة - العبد لا براح له عن الباب 0 ولا يزال خاضعاً علي الأعتاب - علامة العبد الذليل لمولاه أن يكون راغباً طالباً رضاه ، باكى العينين 0 خشية البين - كثرة اختيار الأكياس 0 زهدتهم في ستائر الناس - من طباع النفوس اللئيمة 0 ضر أرباب الأخلاق الكريمة 0 لما جبلت علة سوء الطباع 0 وعدم الندم والارتداع - إن هذه القلوب تمل الأجسام 0 فابتغوا لها طرائق الحكم - العالم طبيب الدين داء الدين 0

الحجاب من إعراض الأحباب - في غسل الغائط 0 كيف من طرح النفس 0 دخل حضرة القدس - من ذاق المحبة 0 فاز بالأحبة - لا يبدو في البصيرة التنوير 0 مع نفس وسمت بالتقصير 0
الحكمة لا تأتي بالتفسير 0 إنما تأتي بإشراق التنوير - الحكمة تكون جميلة المبني ، جزيله المعني - من تواني 0 ولم يلازم حمانا 0 يموت وما رآنا - من وافى 0 وصافي 0 وللغير جافي 0 فهو من النفس معافى - تميز عن العوام 0 بأخلاق الكرام - الشوق نور 0 يقذف في الصدر 0 يوجب الاستغراق والحضور 0 والغيبة في المذكور - إذا دعيت موت نفسك 0 فتبرأ من أخلاق جنسك 0 ملازمتك العادات 0 بعد عن النفحات - إذا غضب العوام 0 وقابلتهم في الكلام 0 فأنت منم والسلام من أهل الخصوص 0 لهم خلق مخصوص - علامة الاعتبار 0 الذل والانكسار - الغريب في حضرة الرحمن 0 مأواه حضرة الشيطان - من وجد الصدود عند المذكرات 0 فليعلم أن قلبه قد مات - القلب الذي لا يعي 0 جاهل أو مدعى - من سلم قلبه لأحبابه سار بسيرهم اضطراراً لا اختياراً - من لا يحفظ إلا السيئات صار وجوده سيئات - من ملي قلبه من الحكمة 0 يري الكل من الله نعمة 0

الحجاب من إعراض الأحباب - من غسل الغائط كيف يتكبر وهو ساقط - الالتفات إلي الأغيار 0 حجاب عن الأسرار - من أراد رفع الحجاب 0 فليجالس الأحباب - من فتح الله له الباب قدم له الشراب 0 وارتوى وطاب ، ومن ارتوى وطاب 0 ففي محبوبة غاب 0 ومن في محبوبة غاب 0 صار للحب كتاب ومن صار للحب كتاب 0 رأي محبوبة الأسباب - القلب المستنير يبرز من الحكمة الكثير - من تلطف ذوقه 0 ظهر علي لفظة - من لم يكن للمحبوب 0 فليس بمحبوب - علامة المحب أنه يحب 0 كلما سري الحب فيك 0 سري منك لأخيك - من خلع في محبوبة العذار 0 ارتفع عن السير وطار - من ذاق عز نفسه 0 فهو ظلمة رمسه - من قال أنا 0 وقع في العنا من قال 0 فهو مشرك جلي - من عفا 0 فهو من أهل الوفا 0 -

الحكمة الجليلة 0 معانيها جزيلة - الحكمة النورانية حلاوتها جلية - من فارق الدليل 0 عاش وهو ذليل - ومن حرم المحبة 0 فهو بعيد عن الأحبة - قول الأعذار 0 من أخلاق الأغيار علامة القبول 0 أن يكون حالهم مقبول - من ناداهم ووفاهم وصفاهم 0 سقي من خيرهم 0 وجدواهم 0 وهانت علية بلواهم وتمتع برؤياهم -

لحظات الصفا والسرور 0 تنطوي فيها الأيام والشهور - من خاف من الموت فقد استحسن من محبوبة الفوت 0 فتمنوا الموت أن كنتم صادقين - من أراد وصلنا 0 فليقبل شرطنا - من تعرض لحبنا 0 فليصبر علي ضرنا - من أحبنا فليترك غيرنا من أراد حبنا 0 فليترك غيرنا - من التفت 0 فقد مقت 0

الأعراض 0 من علامة الأمراض - النور يشرح الصدور - علامة الإيمان 0 التوكل والإيقان - علامة الإسلام 0 تسليم الزمان - علامة الإحسان 0 أن يجازي الإحسان بالإحسان - رؤية المحاسن تزعج كل آمن 0 وتثير كل كامن - من أسقط حب الجاه 0 في ربه ومولاه 0 قربه الله واجتباه - من أحب سواه 0 فقد اتخذ آله 0 لأنه اتخذ إلهه هواه 0




يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:38 am

السعادة والهنا 0 في التزام طريقنا - مطالعة لأوراق لا تفيد الإشراق 0 بل تنتج شراسة الأخلاق 0 وتملأ القلب بالنفاق عند أولي البصائر الحذاق - جلسة بين يدي الخلاق أفضل من حمل من الأوراق - تهذيب الأخلاق 0 أفضل من مطالعة الأوراق - اللحن مع تهذيب الأخلاق 0 خير من مطالعة الأوراق - من استغني عن الأوراق 0 بأطباء القلوب والأخلاق 0 ومداومة الجلوس بين يدي الملك الخلاق 0 فقد برئ من النفاق - وتهذب قلبه وراق - من أقبل علي الله في الظاهر 0 وأعرض عنه في الباطن 0 رجع بظلمة السرائر 0 وكان النفاق فيه كامن - الباطن روح الظاهر 0 فمن أصلح ظاهره دون باطنه كان ظاهره لا روح فيه - الباطن نور الظاهر 0 فمن كان له ظاهر دون باطن 0 فظاهره مكسوف النور لا تنشرح به الصدور 0
التوحيد تصنع 0 والعزيز لا ينال بالتصنع - التوحيد نقطة 0 ويترأي عكسها فيها 0 جلت العين عن العين 0 وعن التعبير والأين 0 وعن الكم والكيف والكون بدائها حجاب الصون 0 من أشار إليها مع من أشار 0 منقطع مع الأغيار 0 تاهت العبارة 0 وسقطت الإشارة في بيداء الإطلاق 0 في التعالي عن الإطلاق 0

الحصر كفر والكفر ستر 0 والستر ظلمة 0 والظلمة جهل 0 والجهل بعد 0 والبعد حكم 0 والحكم شاكلة والشاكلة صراط والصراط معلوم 0 والعلم يشمل 0 والخلق خلق 0 والرب رب سبحان مكن تنزه - من كل أخلاقه حكم 0 نطق بالمعاني والحكم من اعتل 0 فقد أخل - من سأل مولاه 0 أقبل عليه وأعطاه - إذا منعك 0 فما ظلمك 0 وكيف يظلمك 0 وقد ملكك وما تملك - كما تكون مع الله 0 يكون الناس معك - كل ما في الوجود 0 من فيض الكرم والجود - من وقف مع أفعاله 0 حجب عن جماله - من وقف مع الأسباب 0 فهو لا شك في حجاب - تمام النعمة 0 العمل بالحكمة - من لازم مولاه بالطاعة 0 كفاه شر الإضاعة - من أقبل وأناب 0 عد من الأحباب - من أب الله لعلة 0 لا ينال إلا الضياع والزلة - نسيان الدعوى 0 نعمة من المولي من اجتهد في الطاعات 0 فاز باللذات - النفس 0 كأس الحكمة 0 ولون الماء لون إنائه 0 فمن تطهرت نفسه من البشرية فحكمت روحانية 0 ومن كانت نفسه سفلية 0 فحكمته دنيه 0 فاحرص علي صفاء الكؤوس بتصفية النفوس 0 فإن الحكم تتكدر 0 إن كان في النفس دنس يظهر 0

ولا تشرب إلا من كأس روحاني 0 فيه فيض رباني 0 فلطف المعاني 0 تابع للطف الأواني 0 فإن كنت عاني 0 باللطف الروحاني فكن له معاني 0 والبلد الطي يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا - إذا اتسعت المجاري 0 رأيت النور جاري - فلا تفكر ولا تماري فدلائل الواحد في الأكوان 0 أعظم شاهد فمهما تري 0 مظلماً أو نيراً 000 باطناً أو ظاهراً 0 ساكناً أو سائراً 0 فكله من عنده 0 قربه وبعده هجره وصده 0 حكمه وأمره فكن عنه فاهماً 0 لا تكن لائماً 0 عن الغير صائماً 0 حجابه أمره 0 فكن له كاتماً 0 فسره ظاهر 0 تشهده البصائر وقلب نير 0 فيه نور يزهر 0 ليس عنه يستر 0 كل أمر يظهر 0 إن كنت حقاً عبده 0 كن دواماً عنده 0 تكفي حبيبي صده - وإن شهدت غيره 0 فقد حجبت سره 0 وكنت أنت ستره - رضانا 0 لمن وافانا - لا ينال الرضا 0 من كان معرضاً - لا ينال القبول 0 من كان معلول - لا ينال الوصول 0 من بغيرهم موصول - 0

أهل الفتوح 0 نورهم يلوح - أهل الفتوح صدرهم مشروح - مريد الطريق 0 شأنه التصديق - أهل الهوى 0 خرجوا عن السوي - لا يفهم كلامنا 0 إلا من تلمذه الصدق لنا - مدد أستاذنا 0 من جنس اعتقادك - من حلت عبارته 0 ورقت إشارته 0 فهو مأذون بالكلام 0 من حضرة العلام 0

جمال العبارة 0 ولطف الإشارة 0 علامة الفرقان 0 بتنوير الإيمان 0 من حضرة الرحمن - من اعترف 0 اغترف - الدقيق بفهم 0 يفهم الدقيق 0 والرقيق يفهم الرقيق 0 والكثيف يفهم الكثيف كل بحسبه - سبحان من قسم الحظوظ 0 فلا عتاب ولا ملامة 0

من رأى ، فقد نأي ، ومن عرف فقد انصرف تتنزل حكمة الحكيم ، علي كل قلب سليم - رزق الحكمة بحسب القسمة ، نحن قسمنا ، من لم يعمل بالحكمة ، كانت علية نقمة - مصايب القلوب بعد عن المحبوب ، ومن بعد عن المحبوب فقد عز عليه المطلوب - من رأي سيئات الإخوان ، ففيه نزعة من الشيطان - ومن تلقي إخوانه بالترحيب ، فاز من المدد بأوفر نصيب - رؤية الإخوان تزيد في الإيمان - من تذلل للإخوان ، فاز برضا الرحمن 0

الهمة والنشاط علامة الحب والارتباط - من خان في صحبتهم ، طرد من حضرتهم - علامة من كان في الحي ، قلبه بذكر الله حي - علامة الفتوة ، حفظ شروط الأخوة - نومك في الظاهر علامة علي نوم قلبك في الباطن - من لنفسه اتهم ، فاز بالفتح والحكم - من لا يقبل المناصفة ، ففؤاده ما صفا التسابق إلي المذكرات - مسارعة إلي النفحات - من أحسن مذكرته ، نور الله ذاكرته - من أخفي عيبه في المذاكرة ، فداؤه عضال وحاله منكره - من فتح علي إخوانه باب الكسل ، فتح الله عليه باب العلل - التثاؤب والملل ، من علامة الكسل - إذا جالست أحبابك ، فتح الله بابك - 0

من تاب واعتذر ، فذنبه قد غفر ، وكسره قد جبر- علامة الطاعة ، الرجوع إلي الجماعة ، من كان لنا مطيع فهو لقولنا سميع - النفس جنابه ، والطهارة بالتوبة والإنابة - استحسان حالة النفوس يمنع دخول حضرة القدوس - كل ما استحسنته من نفسك يحجب قلبك عن ربك - الاجتهاد في تطهير السرائر ن أفضل من الاجتهاد في تطهير الظواهر - 0

من كان طالباً لله ستثقل دائماً هواه - حكمة الأسباب ليس فيها الإعجاب - من لم يزن الذر ، لم ينظم الدر - من تذلل تدلل - من تمسكن تمكن - من قلبه استنار علامته الانكسار - القلب الروحاني ، تفيض عليه المعاني - علامة خراب الباطن الاعتناء بالظواهر - حديث النفس لغو والإصغاء إليه لهو ولا فرق عند الأكياس ، بين هذا وبين من يلغو مع الناس 0

اذكر الرحمن إذا نسيت سواه ، فذكران لا يجتمعان ، وذكر الرحمن ، لا ينزل مع ذكر الشيطان - ذكر الأشباح ، أشباح وذكر الأرواح ، أرواح ، والشبح بغير روح ، ميت مطروح ليس فيه حياة ، ولا تتقرب به إلي الله ، فلا تسري الحياة في ذكرك ، إلا بسريانه في قلبك فذكر القلوب ، هو النور المطلوب فاصرف إليه كل همك ، واستغرق فيه ليلك ويومك - اهرع إلي مولاك ، وأطلب منه هداك ، فإنه قد تولاك - من استحلى الغفلات ، بدت عليه الظلمات - علامة من غفل ، الملل والكسل ، والصد عن الذكر والعمل ، وتظهر في قلبه ا؟لأمراض والعلل - علامة الهفوة ظهور الجفوة - علامة الرضا الانشراح بالقضا - وليس البكاء ، من سخط القضاء ولكن الشقاء ، الضجر والجفاء - الحزن مقبول ، ولكن كما أمر الرسول - 0

إذا نظرت نظرة ن وشهدت فيها عبرة ، فقد شربت الخمرة من نور الحضرة - إذا نظرت نظرة ، وما شهدت عبرة فقد حرمت الخمرة ، وذقت ألف حسرة - النظر باب الفكر ، لمكن اعتبر

الحكمة ترقيك ، ومن الجفا تصفيك ، ومن الخمر تسقيك ، وتهذبك وتربيك ، وبين يد الله تلقيك - الغريب في حضرة الله ، إذا ذكر سواه ، فرح واستبشر ، ووصفه يتغير ، ولو مكث ألف عام ، في حضرة العلام ، ولو أظهر الغرام والوجد والهيام - المحبة سر يقذف في القلوب ، من تجلي أنوار المحبوب ، إن حبك قربك بعنايته ، إلي أنوار سر محبته من وزن ، وزن ومن ناقش ، نوقش ، ومن علم عمل ، ومن عمل علم ، من غير معلم - إذا تطهرت القلوب من الدنس ، حظيت بفيض الله في كل نفس ، إن تلطفت مع الناس ، ورجوت منهم الإيناس ، ولم تكن من أهل العزائم ، وكنتا تأخذك في الله لومه لائم ، كنت دائماً محجوب عن مشاهدة أنوار المحبوب 0

من توقي ترقي - من خرق العادة ، فاز بالسعادة - من علامة الانكسار عدم الانتصار ، من تعني ، ما تهني من تهني ، مات منا من تخلي ، تحلي لا يشهد أفعال الله من فيه بقية لسواه - من تطهر من البقية ، فاز بأنوار الحضرة العلية - من لم يزن بالحكمة كل نقطة ، كانت كل حكمة منه غلطة - إذا كانت الحكمة ألطف من الفؤاد ، سرت فيه بالإمداد ، وإن كانت الحكمة من القلب أكثف ، لا تسري فيه إلا بالتكلف ، وإنما القلب اللطيف ، يسري فيه كل كثيف فأكابر الرجال يأخذون الحكمة من الأمثال ومع أفعال العامة والقوال - اتباع الجمهور ، خير العدل في الأمور وخطأ المشهور ، خير من صواب مهجور - الحكمة كالبرق - متى أومضت في الشرق ، ظهر نور الحق - الحكمة سيف السائرين ، يقاتلون بها الشياطين ، فمن ألقاها وتأخر ، فقد زحزح وتقهقر ، وفر من الزحف في سبيل الله ، وأسره شيطان الغفلات ولم يكن من جند الله ، وباء بخسران من الله - الحكمة جند من جند الله ، تدخل في كل قلب أواه - وتطهره من الكدر والاشتباه ، وحظوظه وهواه ، ترفعه إلي مولاه ، فينظر غلي جلاله وسناه ، ويتملى بأنواره وبهاه

من دخل الطريق ، وكان من أهل التصديق ، وجعل شيخه الرفيق ، وعمله الملح وأدبه الدقيق ، وقلبه رقيق ، لا تفتر همته ، ولا تنثني عزيمته ، لا يعرف طعم الصد ، ولا يحن إلي البعد ، أنسه مع إخوانه ، محاربته مع شيطانه ، مقره الحضرة ، وعشه الفكرة ، يري في نفسه العيب الكامن ، ومن مكر الله غير آمن ، وصفة الانكسار ، وعدم الانتصار ، يجد في الذكر الحلاوة ، ولا يجد لغيره طلاوة ، لا يجالس المتكبرين ، ولا يخالط الغافلين ، ولا يساكن المداهنين ، ولا يعاشر الجاهلين ، لا يعرف إلا الشيخ وإخوان الصفا ، شأنه الوفا ، وترك الجفا ، ولزوم سنة المصطفي يطلب الله لا لغرض ، ولا علة ولا مرض ، بل لإقامة العبودية وتأدية حقوق الربوبيه ، كما هو شأن العارفين ، والسادة الواصلين ، لا يضيع أوقاته ، ويحفظ نظراته ، يتبرأ من الشكوك والظنون والأوهام ، ولا يلهو بقلبه ولا يغلو في الكلام ، أكله فاقة ، ونومه غلبة مسكنه ما نزل ، وأكله ما وجد يحذر من الكبائر ، ولا يصر علي الصغائر ، وكبائر القلوب ، من أعظم الذنوب ، والمتاب منها مطلوب ، ومن لم يخرج منها فهو محجوب ، فمريد الإرادة من أهل السعادة ، خرق العادة ، ففاز بالسيادة وعن ربه فهم ، أوقاته جد ، وفراره من البعد ، لا يبالي بمن عذل ، قدوته من وصل ، لا يلتفت إلي العوام ، وفي المحبة هام ، وهو في كل آن سائر إلي الرحمن ، فيجود علية المنان بالفيض والإحسان ، ويري الكاسات والندمات ، ويسمع المثاني والألحان ، ويفوز بأبكار المعاني الحسان ( التي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) يكون مركز الهبات ن ومحط النفحات ، من حضرة الودود ، ذكر الكرم والجود ، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه من نطق بالحكمة وقلبه مظلم بعيد، فبئر قلبه معطلة وقصر ظاهره مشيد ، لا يتلقى الحكمة إلا من له همة - قلب العارف فان عن نفسه ، باق بربه ، فهو بالله قائم ، وبه دائم ، ليس فيه بقية ، ظلمانية أو نورانية ، خلقية أو عدمية ، يفقه بالله عن الله ، فهو غير محدود ولا متناه ، ومتى تقيد لا يري إلا مقيد ، فالقلب غير محدود 0


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:40 am

الخارج عن القيود ، يشهد من تعالي عن الحدود والقيود ، فمن وقف مع قيوده وحدوده ، لم يحظ بمشاهدة أنوار معبوده - شرح الصدور ، في شرح الصدور - من قويت أنواره القلبية ، لا تؤثر عليه المجالس العادية - من كانت أنوار قلبه ضعيفة ، فلا يعرضها لزوابع الفتن العنيفة - من وجد عنده النشاط في الخلوة ، والفترة في الجلوة ، فنور قلبه ضعيف ، وبقي فيه شئ كثيف ، ومن استوت خلوته وجلوته فقد تمت حظوته - من اغتر بنور إيمانه ، واتكل علي ذوقه وإيفانه وخالط في غالب أحيانه ، فذلك دليل علي نقصانه - 0

من وجد الحياء من الجليس ، وصده عن النفيس ، ففي نوره تلبيس ، وينبغي له الجهاد ، في الخروج عن هذا البعاد - من كان في حالة وتغيرت عند المجالسة ، فذلك دليل علي عدم كماله الحكمة نور يظهر ، من قلب بالذكر تنور - إذا كنت منشرحاً في الخلوة بالحبيب ولا تجد لذة ذلك عند الرقيب ، فداؤك عضال ، ولم تبلغ الكمال 0

انشرح الفؤاد ، بالحبيب عند البعاد ، في مظاهر القرب والعباد ، دليل علي بلوغ الكمال ، وعلو الهمة والحال - إن كنت في الحبيب تغني ، وتقول حبه هيمني ، لا يثبت لك ذلك ، إلا إذا كنت تفعله عند المقطوع والسالك - من استحيا من الهيام في الحبيب ، عند العدول والرقيب ، كان بينه وبين المحبوب حجاب ، ولم يتهن كما تهني الأحباب - إذا لم يكن ذلك لحبيبك عند عزولك ورقيبك عزا ، فأنت كاذب في حبك وما ذقت منه سوي الدعوى - إذا لقيت العزول ، فكن له عزول فهو يعذلك عن الحبيب ، وأنت تعذله عن حاله الكئيب - إذا عذلك من لم يعرف ، فكيف تطيعه وأنت تعرف - إذا وجد العذول في القلب محلاً ، فذلك دليل علي أن القلب لن يملأ - إذا ملئ القلب بحب الحبيب ، فأين يدخل العذول أو الرقيب - من خلط الحب بعذل العذول ، كان ماء قلبه آسناً ، ومن شرب منه اعتل مزاجه والحبيب تنزهه عن شريك - من لم يجد بنفسه و روحه ، لا يحظى بوصله وفتوحه - لا تشتغل بالرد علي العذول ، فذلك أمر يطول ، وهو قطيعة عن الوصول ، وذلك غاية مناه ، أن يلهيك عن الحبيب وسناه ، ولكن إذا عذلك فناد بذكر الحبيب ، وفي هواه انشرح وطيب ، فذلك أعظم ما يقطع العذول ، وتنال به القبول - سماع العذل وقفة نفسانية ، إذا لم إليها جاوزتها ، من غير أن تشعر بها - العذول يؤلمك بالملام ، وهو في غير محبوبك هام ، فإن عذلك في محبوبك ، فاعذله في المحبوب 0

من لم يكن في الحب ، لا ينال انتفاع - الشجاع في المحبة ، من جن في الأحبة - من ظن أنه بالاسم الأعظم ، منن غير أن يكون لله قد عظم ، وكان فيه متسع لغيره ، فهو بعيد عن الحق وسره ، وإنما الاسم الأعظم أن تعظم مولاك ، وتناديه بأي اسم فيعطيك مناك - إن كنت في الحب أعظم ، فكل اسم تذكره أعظم ، لا ينال الاسم الأعظم إلا من للحق عظم ، وعلي الخلق أشفق وتكرم ، وإلا كان اسمه أكبر من نفعه ، ويهلكه الله رحمة بخلقه - تعظيم الحق تعظيم أوامره ، والقيام بشعائره في باطنه وظاهره ، قد ملئ بالخوف قلبه ، ومراقبه ربه ، ومن كان علي خلاف ذلك ، فهو مظلم هالك ، وكلما ذكر اسماً ازداد بعده ، فظن أن الاسم غير أعظم ، لما فيه من البعد قد تحكم فينتقل من اسم إلي اسم ، ولا يزداد إلا بعداً علي بعده - من تيقن ، وفي اليقين تمكن ، وتوجه إلي اسم من الأسماء ، وتصرف به في الأشياء ، في غير رضا الرحمن ، فذلك قد أساء الأدب مع الاسم الأعظم ، فأنزله إلي حضيض البعد والهوان ، وإن كان في رضا الرحمن ، علا إلي أوج الجنان 0

فرد يتثنى ، وبي القلب قد تعنى ، وبه السر قد تهني ، وفي بحره غرقنا ، منزه عن كل معني - لا يظهر السر إلا لأهل السر - أن تعدد أهل السر في الظاهر ، فهم في الحقيقة واحد - إذا ارتبطت القلوب ، صارت فلباً واحداً 0
اسمع يا مريده ، ما بدا من عنده ، لا تغتر بحالك ، وإنك سالك ، فنورك من نوره ، وحالك من قلبه ن فاحرص بكليتك ، لئلا تسقط من مكانتك ، فنظرة من عنده ن تغني مريده ، ونظرة من سخطه ، تقصي قريبه ، فلا ينفع الحال ، ويسلب الرسمال وإن أردت السلام ، ورفع الملامة ، وكل الكرامة ، فعليك بالموافقة ، تأمن المفارقة ، وكن له مطيع ، بقدر ما تستطيع ، واحذر من سطوة القلوب ، فإنها تقطع المنسوب فترك ذرة من الأدب ، قد تورثه العطب ، فاملأ قلبك من خوفه ، وزلا تأمن صده ، ولا تقل أنا الوحيد ، وتتيه عجباً فتحيد ، فالحب ليس له عزيز يا مسكين فكمم قطع قلبك من أهل التمكين ،وكم ضربة قوية ، أهرقت الأنوار القلبية ، وصيرت الفؤاد خلياً وكم من نظرة صيرت الكافر ولياً 0

من فهم ، ولم يتهم ، ولم يقم ، بحقهم ، ولم يعترف ، في حبهم ، فقد سقط ، من قلبهم ، وقد حجب عن سرهم ــ يا من حضر ، ثم اعتذر ، مما بدا ، حاز البشر ، ذنباً غفر ، أما العجب ، كل العجب ، ممن سقط ، في ما فرط ، أخفي الغلط ، عنه إن عما ، من لم يكن فينا فتن ، يدري الفتن ذاق الظما ، خذ قولنا ، وانظر لنا ، ما قصدنا ، كن قائماً ، قم عندنا ، واعرف لنا ، ما حقنا ، في ذا الحمي ، قم وانتبه ما أنت به ، لا تشتبه ، يا مغرما ، إن نكروا ، لم يذكروا ، من يحضروا ، كن عالماً ، كن فاهماً ، لن يلزما ، أن يعلما ، لا سيما - خذ لغزهم ، خذ رمزهم ، من عزمهم ، ذاق اللما - عهدي بكم ، وذكائكم ، وعقولكم أن يعظما - فهم الجمل ، ممن حصل ، منه العلل في ذا الحمي - قوموا ابحثوا ، وتحدثوا ، من يبعثوا ، كن فاهماً - من دعي إلي الله ، أحبه مولاه ، وعوضه خير مما فاته ، ولو قلت عبادته وصلاته ، أفضل عبادة الداعي إلي الله ، اصلح من أتعبه وهداه - إذا طلبت الناس إلي الجنة ، فهل يقبلكم الله ويتركك ، حاشا ربك من ذلك فإنه كريم - من دعي إلي أحد ، فلسان الداعي لسان ذلك الأحد ، فمن أعرض عنه أعرض عن الأحد - إذا دعوت أحداً وأجاب ، فتبارك الله ، وإن لم يجب ، فاتركه لله من علامة الداعي الصادق ، أنه لا يحب النصرة بالكرامة فإنها شهوة خفية كمنت فيه ، ولكن تحسنها النفس في معرض النصرة لله ، والدليل علي أنها شهوة ، أنه ينظر ويسمع ما يحتاج إلي نصرة الله فيه ومع ذلك لا يتغير - الغيرة لله لا يخطر لك فيها الناس ، وإن خطر لك فيها الناس ، فهي غيرة لنفسك - الغيرة في البداية ، من نفسك ، والغيرة في النهاية من ربك ، فإنك في بدايتك ، تحت حكم أنانيتك ، وفي نهايتك ، تحت حكم شريعتك ، ومحل لأحكام جريان الربوبيه مؤيداً بالأخلاق المحمدية ، تعطي كل ذي حق حقه ، لا تخاف من طغيان نفسك ولا من تقصيرها ، بل تسلك من الأمور أوساطها ، ومن هذا القبيل ما ورد حكاية عن بعض الأنبياء ( فلا تشمت بي الأعداء ) 0

0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:41 am

من أحب شيئاً غار عليه ، ولم يدري أن غيرته تحكم ، وقصر لوصف محبوبه علي ما يعلم ولكن لضيق دائرته ، يسامح في بدايته ، فإنه إذا أمر بإسقاط الغيرة ولم يشهد من وصف محبوبه إلا ما أسقطه ، فإنه يترك طريق إرادته ، حتى إذا انفك من قيد ضيقه ، إلي سعة إطلاقه ، وشهد سريان جمال محبوبه ، في كل وصف في كونه رأي أن الغيرة منه عليه ، فإن غار له يشهد الغيرة منه - هربت منه إليه ، بكيت منه عليه - فالغيرة للسالكين ، وتركها للعارفين ، فالسالك إذا ارتفعت منه الغيرة ، ارتفعت عنه المحبة والعارف إذا وقعت له الغيرة ، حجبت عنه المعرفة ، وأما ما ورد من غيرة الحق فإن غيرته جل شأنه ، من كماله لا لعلة تعرض ، وكذلك إذا حصلت الغيرة للعارف ، فإنها بحسب فيض المعارف ، شؤون يبديها ، ومع هذا كله ، إذا كان العارف واصلاً إلي ربه ، فإنه يشهد كلامه وأمره ونهيه وشرعه وسنة نبيه تعرفات إلهية ، لا اختيار له فيها ، فغيرته بما ورد في الشرع ، إنما هي غيرة تعرفات ، فهو غريق الشئون ، لا غريق النفوس والفتون ، يسبح في أنوار الشرع بنور ربه ، وإقتضاء كمال علمه ، وإلا كان معطلا ، ومن سلك هذا فهو علي بصيرة من ربه ، 0
إذا طلبت اللطف من القضا ، فما خرجت عن حكم الرضا - من أظهر القوة في تلقي البلوى ، زيد عليه حتى تظهر منه الدعوى - القادر القاهر يرضيه منك التذلل ، فإن أظهرت قوة في مواجهة قهره ، فقد صادمت بضعفك صادع أمره 0

من غالب الله غلب ، ومن عانده سلب ، ومن نوقش الحساب عذب ، فاحرص علي إظهار ضعفك ، عند نزول قضاء ربك ، وتأدب بأدب الأنبياء ، عند نزول القضاء ، والزم عجزك يمدك بقدرته ، والزم ضعفك يمدك بقوته ، والزم فقرك يمدك بغناه ، تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه - من صادفته العناية أيد ، وأشرقت عليه أنوار السيد ، فيري نفسه وفكره في حضرة ربه ، ويشهدان ليس له من الأمر شئ ، فما هدم ، ما علم ، بل تأيد واحتكم 0

علامة أهل الصفا ، أن من رآهم صفا ، غلا من سبق له الشقا ، فلا عبرة به مهما ارتقى - إساءة الأدب ، تورث استحلاء سوء الأدب ، - الأدب ، تأدية الأمر بحسب الطلب ، وحسن تلطف في الرتب - ليس عند ربك صباح ولا مساء ، فالحق ليس له أين ولا كم ولا كيف ، فقدمه وأزله وأبده وصف قديم ، وليس القدم بمتناه - لا يقطعه الزمان ولا يتقدمه ولا يتأخره ولا يساويه ، فوصف الحق لا نسبة بينه وبين الزمان ، فلا يقال إرادته في وقت كذا ، ولا كلامه في وقت كذا ، وإن كان الكلام نزل علي الرسل في أزمنة مختلفة ، كذلك النزول إنما هو حسب الظهور لنا ، وقول الحق حكاية عن أنبيائه وعن الأمم السابقة المتقدمة علينا في الزمان إنما هو قول قديم لا يقال فيه أنه قبل الزمان ، ولا بعد الزمان ، ولا مساوي للزمان ، بل منزه عن كل زمان ، وإن ورد فيه كان وقال وقالوا ، فذلك إنما هو بحسبنا لا بحسب القائل ، فإن القائل جل شأنه يقول كانوا وقالوا وهو لا يأخذه في قوله ماض ولا مضارع ، ولا من الخلق متقدم ولا متأخر ، وبذلك يندفع قول من قال ، إن القرآن قول الله قديم ، وقد نزل في أزمنة وفيه حكايات الأمم السابقة ، ويستدل بذلك علي أن القرآن حادث لأنه ورد فيه قال وقالوا وكانوا و أمثال ذلك ومن هذا القبيل كل كلام الله وكل الصحف و الكتب المتقدمة ولكن للقرآن مزيد فصل عليها كلها في التنزل والتبعد بتلاوة ألفاظه وسنبينها إن شاء الله تعالي 0

صونه حجابه ، وعزه رداؤه ، تجلل به ، تردي به ، به له ، يريك الوهم فرباً وبعداً ، وهو منزه ، فسيرك في وهمك ، وهو علي ما عليه كان ، فالفناء والبقاء ، والجمع والفرق ، والقرب والبعد ، والستر والغطاء ، كل ذلك وهم عندك ، والله متعال عن ذلك ، ما شاء اله كان ، وما لم يشأ لم يكن 0

المعية ن لا تخطر علي الألمعية وكيف يكون معك ، هل يجمعك مع ربك كونك ، أو هل تكون معه فيجمعك مع ربك تنزيهه ، فتخرج عن عبوديتك الذاتية ، وذلك محال ، إنما يكون الله معك ، بما يفيضه من رحمته وعنايته ، ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) 0

إذا قال العارف الله معنا ، فذلك عبد فني عن نفسه ، وبقي بربه ، فألبسه لبسه العبودية الحقة ، فلا يتكلم ولا يتحرك إلا بربه ، مشاهداً فعله ، مندرجاً تحت صفاته ، مصطلماً تحت قهره فهو عبد الحضرة ، ومعية الله له ليس كمصاحبة العبيد ، وليس مصاحبة قديم لحادث ، تعالي الله عن المصاحبة وإنما لما كان ذلك العارف مشرقاً لبدر رسوله ، ومشرقاً بأنوار ربه ، في لطيفتة العبدية كان التعبير بالمعية عن ظهور وصف المتجلي بأنواره علي قابلية استعداد عبدية لطيفة ذلك العارف فلا يقال إن العارف كان مع الحق في تنزيهه ، ولا الحق معه في كونه ، ولأن ذلك العارف - بقي منقطعاً مع دعوى نفسه ، فلا يقاس بالعوام في ذلك ، ومن هذا القبيل قول المصطفي e ( إن الله معنا ) والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:44 am

من كنت به وله ، أدركني منه وله - الحق ما به كل شئ حق ، والقيوم ، ما به كل شئ قام فالتحقق والقيام بالحق والقيوم ولا تدرك مقاميهما ن بمجرد ذكر اسميهما ن ما لم تكن مؤمناً بهما فاسم المؤمن وصلة الحقائق ، وكيف تتحقق بهما وأنت قائم بهما ، إنما المراد بالتحقق بهما ، أن ترفع حجاب دعواك حتى تتحقق بحقك الذي أنت متحقق به ، وحتى تقوم بالقيوم الذي أنت قائم به فالأمر علي ما هو علية ، ولكن حجابك هواك ، وصارفك دعواك ، وكيف تكون الدعوى حجاباً ، وهي قائمة بالقيوم ومتحققة بالحق ، فإن وصلت هاهنا قيل لك كيف يحجبه غيره ، فالكل قائم به وما عليك إلا التعرض وفق شرعه ، وسيراً فيما خلقت لجله ، وهو يسلك بك دائرة شؤونك فالأمر منه وإليه ، وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه ، وناده كما أمرك ، واسلك عرفك فالطريق مخوف ، وسلوكه عسر ، لا يكون إلا للأفراد الذين اتبعوا الحق ، وتخلوا عن أقيسة عقولهم وكيف للعقول الضعيفة أن تعرف هذه المهاوي والصحاري والفيافي والمهامة والفدافد ، فكن به لا بك ، يأخذ بيدك ، ويسلك بك ، منك إليه ، ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) 0

الحضرة بيت للقلوب المطهرة من أدران الأعراض ، ومن عرف الله فلم تكلفه معرفة الله فذاك الشقي 0

فترة العارفين الأكدار ، وخلت من الأغيار ، وتخلت عن شوائب الأكدار ، فحنت وأنت ، وهامت وتواجدت ، وتخلصت من قيود العادات ، وتحلت بحلي السادات ، فسرت في مدارج معارج الإشارات ، ورقت إلي دقائق معاني المعنويات فأشرقت أرضها بنور ربها ، وسجدت قلوبها ، وخيالها وفؤادها وظلالها ، وسوادها آمنت به فاطمأنت ، وأحبته فهامت وأنت ، اشتاقت إليه فبكت ورنت ، فنظراتها ولفتاتها ، كانت طلباً لرضا حبيبها ، غارقة فيه وفي نور تجليه ، سمت إليه همتها ، وسرت إليها كليتها ، ( فهي في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) 0

من سها ، فقد لها - المغتر ، لا يري أنه مغتر ( محتاج لزيادة ) - من كان غنياً يسعى في زيادة غناه ، فذلك الفقير ، لأن الغني من بلغ غايته ولم يطلب زيادة ، ومن هنا تفهم ما ورد في الخبر ( اثنان لا يشبعان ، طالب علم وطالب مال ) - من وجد الله لا يحتاج إلي الزيادة ، فذلك هو الغني علي التحقيق ، وإن لم يكن يملك من الدنيا قوت يومه وأعراض الأغراض ، وأوضار الأمراض ، التي صفت من سلوك للمريدين - قلب العارف ، كعبة المعارف قلب العارف ، معدن المعارف - قلب العارف منبع المعارف 0

من لم تورثه الحكمة ليناً في قلبه ، وغضا في بصره ، وقصداً في مشية ، وكفا عن فضوله ، ولم تثمر في قلبه فكره ، ولا في نظره عبره ، ولا في لسانه ذكرا ، كانت الحكمة في حقه ، آلة شر تعلو بها نفسه ، يتصدر بها في المجالس ، يتميز بها علي أقرانه ولا يتقرب بها إلي ربه ، فيمقته الله ب حكمته ، فينزع منها حلاوتها وطلاوتها ، ويكسف نورها ، فإذا سمعت منه ، مجتها النفوس والأسماع ، ولا يحصل بها الانتفاع ، ولا الاتباع ، فكن حكيماً بالقول والفعل تنل الخير كله ، ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا ) 0
مصادرة الوقت ، من المقت - حمرة الذوق واللطافة ، تذهب الكدر والكثافة ، فإذا تجلى المحبوب وأشرقت أنوار جماله وجلاله ، أذهبت وأفنت وأحرقت ما انتهت إليه سبحات الوجه ثم إن التجلي إما أن يكون فعلياً ، أو صفاتياً أو ذاتياً ، فإذا تجلي الحق بأنوار ذاته تلاشي وجود الكون ، وإذا تجلي بأنوار صفاته اضمحلت صفات الكون ، وإذا تجلي بأنوار فعله ـ اضمحل كل فعل ، والمراد يتلاشى الكون غيبة الذات تحت قهر أنوار الذات الإلهي ، فلا يعقل الكون ذاته وكذا يقال في تجلي الصفات وتجلي الأفعال ، فإذا تجلي بأنوار صفاته ، لا يعقل الكون وصفه ، وكذا في تجلي الأفعال ، لا يعقل الكون فعله بأن يري الكون الفعل الصادر من الحق ويغيب عن دعوى نسبة الفعل إلي الكون ، حتى إذا كلف الكون بأن يري الفعل صادراً منه ، لكان مستحيلاً لأنه حجب عن هذه الدعوى ، وكذا في الوصف ، يشهد الوصف للمتجلي ويعزل عن رؤية الوصف لكونيته ، وذلك هو فناء أوصاف الكون من قدرة وحياة وعلم إلي آخره ، إذ يتجلى الحق بتحقيق الوصف للحق لا للباطل فيفني ما لم يكن ، ويبقي ما لم يزل ، ولن يزال ، والأمر في حقيقته علي ما هو عليه ، ولكن أراد الحق انسحاب حجاب الغفلة حتى يكون حكم الدارين وترتبط الأسباب بالمسببات ، ويظهر تمييز حكم الشريعة وحكمة إرسال الرسل وإنزال الكتب إلي آخره وإذا تجلي الحق بالصفات ظهر حكم التأثير بالوصف إذ حقيقة قدرة العبد قائمة بالحق وقدرة العبد لا تأثير لها البتة ، غاية الأمر له صفه الكسب والاختيار الظاهري الذي بنيت عليه الشرائع ، وكذلك عند التجلي بكل صفة تظهر حقيقة الوصف المؤثر ( بالكسر ) وإذا تجلي الحق التجلي الذاتي ، ظهر حكم تحقق العبد وقيامه بربه إمداداً ووجوداً ، لا علة ولا معلولاً ( فإن قيل إن قيام الموجودات قد تحقق بالصفات ، قلنا لا يتحقق الوصف إلا بالوصف ) فإذا تجلي الحق تجلي الأفعال علي عبده ، ظهر نور ذلك التجلي علي ذلك الولي ، ولا يخلو الولي المتجلي عليه ( بفتح الجيم ) من حلوله في كون من الأكوان ن أما في مادة وأما فوقها علوياً أو سفلياً ، ملكياً أو ملكوتياً أو جبروتياً او خيالياً ، أو مثالياً أو نفسياً , أو آفاقياً ,أو محمدياً ,أو أخروياً أو دنيوياً أو عرشياً أو كرسياً ، أو برزخياً أو معنوياً أو حسياً أو روحياً أو قلبياً أو سرياً أو نورانياً أو ظلمانياً فيظهر نور التجلي للولي في الكون الذي هو فيه ، بغير حلول التجلي ولا اتحاد ، ولا جهة ولا بسمة المحدثات فيشهده الولي علي حسب استعداده وقوة تمكنه أو ضعفه في المرتبة التي حل بها من العوالم السابقة فيشهد نور التجلي بحسب قابليته فائضاً عليه ، فيسري التجلي في عوالمه التي له في تلك المرتبة ، ويظهر له الفيض من نور التجلي كأساً ، فإذا علمت هذا عرفت أن الكأس ، مادياً أو معنوياً ، أو صورياً أو خيالياً بحسب مرتبته ، وعرفت أن الخمر هو عين الكأس ، وأن الكأس بحسب قابلية الولي فتارة تسجد المعاني أو النسب والإضافات وتارة تسبل الأجسام أي جسم الكأس عند ترقي الولي من ملك إلي ملكوت إلي رحموت إلي رغبوت إلي رهبوت ، وذلك لا يغير من صفة المتنجلي وإنما التغير حصل في تنقل الولي من مقام إلي مقام ، فرأي التجلي بحسب استعداده في كل نقله 0
من كمان منا ، فليأتمنا - من لم يستمعنا ، فليدعنا - إن لم تكن معنا ، ولم تفهم المغني ، فدعنا - إذا انفتحت من القلب المسام ، وجدت الحكمة بين العوام - من قربناه واصطفيناه ، علي سرنا ائتمناه ، من لم يجاهد نفسه علي الصفا ، لا يفاض عليه غلا الجفا - من أراد أن ينطق بالحكمة ، فليحاسب نفسه عند كل كلمة - الحكمة تأتي علي لسان ملك الإلهام ، ولا تسكن معدة ملئت بالطعام - من نطق بالحكمة ولم يعمل بها ، كان كالبخيل يفرح بأمواله ولا يتمتع بها ، إذا كانت الحكمة فيضاًَ من حضرة الحق فلا تتعب فكرتك في تأليفها ، فإنك كل ما تفكرت وقفت مع نفسك بحكمتك فتكون الحكمة منك نفسانية ، بل عليك أن تتوجه إلي ربك ، فيفتح قفل قلبك ، ويودع فيه حكمته فتنطق بها ، كما ألهمتها ، وتوجهك إلي ربك ، إنما يكون بتخليك عن خواطرك ودنياك وآخرتك ، وتلقي قلبك بين يديه صافياً خالياً من كل لون حتى لا تكون منازعاً له فيما أسلمته إليه ، فحينئذ يكون هو المتولي لقلبك فتنطق بغرائب الحكمة من لدنه ، وإذا توجهت إلي ربك يكدرك وأغيارك ، فإن الحق لا يفيض عليك من حكمته ، لأن الكدر اهتمام النفس بفوات مطلوب ، أو نيل محبوب سوي الحق ، فتكون في توجهك محجوباً عن ربك باهتمامك بغيره ، ثم إن توجهت بالكدر يورثك ثقلاً في روحانيتك وكثافة فلا تطير بقلبك ، إلي ملكوت ربك ، ولا يكون لقلبك أجنحة شوق ولا ريش همة ، فاحرص علي أنك في توجهك ، لا تذكر غيره ، ولا تلتفت إلا إليه ولا تطلب إلا رضاه ، صفة العبد الصادق المخلص لسيده ، ولا تأته إلا فرداً ، فإنك تكون بربك لا بنفسك ، واله يتولى هداك وهو أرحم الراحمين 0
ما دمت مع نفسك تحت رق ، فأنت بشهواتها تحترق - كدر الظاهر ، دليل علي كدر الباطن - علامة أهل المحبة الهيام وغيبتهم عن رؤية الأنام - من أحب ولم يسع في رضا الأحباب ، فهو مدع كذاب - من أحس بثقل المحبة ، لم يذق منها ولا حبة - من تأسف علي غير الحبيب ، لم يكن له في المحبة نصيب - من كان في قلبه محل لغير المحبوب ، فهو بذلك الغير محجوب - علامة سريان المحبة في كليتك ، أنك لا تري إلا محبوبك في فكرتك ونظرتك - من ادعي حقيقة المحبة ، ورأي غير محبوبه فهو مفتون ، لنه لم يري غير المحبوب ، إلا بجزء من قلبه لم يتوجه إلي المحبوب - المحب لا يري في الدارين غير محبوبه - من وصل إلي حقيقة المحبة ، شهد كل شئ بقلب كسي بالحب ، ويأبى أن ينظر إلا لجمال محبوبه ، فلو شاهد غيره سلب مقامة إذا تحققت بالمحبة ، زال كل حائل بينك وبين المحبوب ، فلا يرد علي قلبك خاطر ولا هاجس ولا شك ولا هم ، ولا فعل ولا ترك ولا شئ يخالف أمر محبوبك وكل خلاف يرفع الائتلاف ، ومتى وجد الحائل ، فالحب زائل ، ومت وجد البين ، فهو حائل بين الاثنين ، وأثنينيتك عين غيرتك وذلك يقوي بشريتك ، وتتكاثف به أنيتك ، فلو توحدت في المحبة ، ارتفعت الاثنينية ، وارتفاعها بمحو إرادتك بإرادته ، وقدرتك بقدرته ، وعلمك بعلمه ، حتى يكون الأمر كله له ، فلا تنازع ربك فيما هو له ، ( وما تشاؤن إلا أن يشاء الله ) ، وفي ذلك كله لا تخرج عن محض عبوديتك برجوعك إلي حقيقة إمكانك ، الثابت لها الفقر والاضطرار والفاقة لمولاك ، إذ لولا تجليه عليك بإمداده ورعايته وعنايته لم تكن شيئاً مذكوراً فحقيقة محبتك لمولاك خروجك عن دعواك ، واله يتولى هداك - من أكثر في المحبة الكلام ، ولها ولغا وأكل ونام ، وأكب علي مخالطة الأنام ، لا يجئ منه شئ والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:45 am

المحبة لم تظهر ثمرتها ، إلا إذا تجرعت لوعتها - عقل المحب ذاهب في جمال المحبوب ، يري كل ما يهواه عين المطلوب - إذا أقبل المريد علي ساداته ، فاز بنفحات أوقاته ، ومتى تباعد عنهم ، فزيت المدد ينفد في مصباح قلبه علي التدريج ، فيضعف نوره كلما قل زيته ، ولا يزال نور قلبه في ضعف حتى يتم نفاد زيته ، فينطفئ نور قلبه ، فإذا أراد الله به خيراً ، وفقه لدوام إقباله علي ساداته فيمدونه بزيادة زيت المدد ، فيبقي مصباح قلبه متقداً إلي الأبد ، في زجاجة جسمه الصافي المستنير بالتخلي عن لوث الأغيار والمعاصي ، والتخلي بوضاءة وجلاء الطاعات 0 وهو في ذلك كله دائم المزيد في الاستنارة بالمدد 0 حتى يكثر مدده ويتضاعف 0 وبذلك يقوى مصباح قلبه قوة زائدة 0 فلا تطفئه زوابع الفتن والمحن 0 فإذا آنس منه شيخه هذه القوة وعرف منه أنه بلغ مبلغ الرجال 0 أمن عليه من تخلفه عن شيخه وقتا بعد وقت 0 ولا يزال يسايره في طريقه حتى يتكمل 0 ويصير إماما يقتدي به في طريق ربه 0 وفقنا الله لإقبالنا علي ساداتنا 0 وأعاذنا من القطيعة والهجران 0 فإنها من أعظم العذاب والحرمان 0 بجاه سيدنا محمد سيد ولد عدنان 0
من علا خلا - إذا وجدت المريد كثير الجدال 0 فاعلم أنه فاقد الرسمال - من وجدته كثير الهموم 0 فاعلم أنه من المدد محروم - من غلب عليه في الطريق الانشراح 0 فتح عليه الكريم الفتاح - إذا لم تكن للنفس ثورة عند الغضب كان ذلك دليلا علي كمال الأدب – إذا ضقت عند تنقيصك 0 كان دليلا علي عدم تخليصك – من طلب رضا الخلق 0 فرح بمدحهم 0 و تكدر لذمهم – إذا طرحت الحكمة بين الإوان فاعلم أنها مائدة الرحمن 0 يذوقها السالك بنور الإيمان 0 فأقبل علي ضيافة ربك 0 و تعرض إليها بقلبك 0 و الحذر من الأعراض 0 تعش بالعلل و الأمراض – طريق القوم أن توافق 0 و تقلد إخوانك و لا تنافق 0 و لا تمار و لا تشاقق و لا تعترض و لا تفارق 0 فإن أقبلوا فاقبل 0 و إن نهوك فاقبل 0 و كن علي ما هم عليه في كل حال 0 تبلغ كل مقام و حال و تكن من أهل الكمال 0 و تبلغ مبلغ الرجال 0 إذا شرع الإخوان في أمر و وجدت مللا في نفسك 0 فاعلم أنك غريب في حضرة ربك – علامة الإقبال علي الله 0 إبالك علي أهل ذكر الله – علامة أهل الصد و الجفا 0 أنهم لا تقبلهم قلوب أهل الصفا – القلوب تشعر بالقلوب 0 و العيون تشعر بالعيون 0 و ما كمن في الضمائر يبدو علي الظواهر و ما أسره الإنسان 0 ظهر في فلتات اللسان 0

و العين تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من أعاديها


لا تبلغ الكمال 0 إلا بصحبة أهل الكمال 0 و لا تحسب في الرجال 0 إلا بصحبة الرجال –الخيار 0 يلتمسون الأعذار –من اتهم نفسه في كل حال 0 لم ينتصر لهابين الرجال – من حضر عند المرشد الناصح 0 و كان له عذر واضح 0 لم يتخذه حجة شرعية 0 و لا يراه حالة مرضية إلا إذا قبلوه 0 و من فضلهم سامحوه – من لم يحسن الظنون 0 فإنه بهواه مفتون 0
النفس بلغت من الثقافة منتهاها 0 تتأثر بأدنى مؤثر فيها 0 و يشغلها عن التوجه إلي غيره و ذلك هو وقوفها و عماها عن سوي الشاغل لها 0 فإن كان في طاعة ظاهرة جسمانية من صلاة و ذكر و تلاوة قرآن 0 فإن ذلك يوقف النفس عند ذلك الظاهر لاشتغالها به و تأثرها بحركات الظاهر و ساكناته 0 فيمنع توجه النفس إلي غير الطاعة فتكون مقصورة عليها 0 و من هنا تعلم حكمة الشرع في تكليف الأجسام بالعبادة الظاهرية مع حضور القلب 0 و تعرف أنه مدعاة لإحضار القلب قهرا 0 و كذلك إذا اشتغلت الروح بالمعصية كانت قاصرة عليها 0 فتلك في دائرة الطاعة 0 و هذه في دائرة المعصية 0 الأولي في حضرة الرحمن 0 و الثانية في حضرة الشيطان 0 الأولي في نور 0 و الخري في ظلمة 0 فإذا داوم الإنسان علي الاشتغال بالطاعة الظاهرية و تبعث الروح ظاهرة 0 و استمرت علي ذلك فإنه يصير خلقا لها تتلذذ به 0 و تتألم لفقده 0 و لا يقال أننا نري كثيرا من الناس يذكر ربه بلسانه و لا يحضر بقلبه في ذلك الذكر و أنه لو كان الاشتغال الظاهر شاغلا للروح قطعا لحضر القلب من اشتغال الظاهري بالذكر فأنا نقول إن المرئيات الظاهرة التي تشغل الروح تنقسم إلي أقسام 0 أعلي و أدني و بينهما مراتب لا تحصر 0فإذا اشتغلت الروح بشاغل أعلي 0 فإنها لا تنصرف عنه بشاغل أدني منه لقوة تأثير الشاغل الأعلى 0مثلا 0 إذا اشتغل الظاهر بامراة حسناء في نهاية الجمال 0 كان ذلك شاغلا للروح قهرا عنها فإذا حضر الإنسان بعد ذلك في مجلس تبولدت فيه المسامرات 0 فإن تلك المسامرات شاغلة للظاهر 0 و لكنها أقل تأثيرا من اشتغال الروح بالمرأة الحسناء الذي ورد عليها من شغل الظاهر بتلك المرأة 0 و هكذا يقال في كل شاغل لا يؤثر في الروح 0 و إذا علمنا هذا علمنا أن أعظم شغل هو سعادة الأبد بقرب الحق جل شأنه و نوال رضاه و التمتع بمشاهدته 0 فيلزم الإنسان أن يشغل ظاهره بكل شغل ينشأ عنه شغل الروح بذلك الظاهر في طاعة الله و رسوله و محبته و قربه حتى تنصرف روحه شغلا بربها عن الغيار 0 فإذا كانت كذلك و قفت مع مرضاة الحق و الهيام في محبته و طمس بصرها الدنيوي عن الغيار 0لم تشهد إلا ما يرضي ربها 0 و شهدت كل شيء صادرا عن فعل الواحد 0 متبعة في ذلك شرع المصطفي صلي الله عليه و سلم فتسري من ليل ظلمة كيانها 0 خارقة ظلمات طبيعتها 0 راقية علي مرقاة معراج السير في ميلدين الرضا و الأنوار و كل لحظة تمر عليها تخطو فيها خطوات حتى تسمو همتها عن الخلق بالكلية و تتصل بعالم القدس الأعلى 0 عالم النور 0 و القرب و السرور 0 عالم اللطافة و الفيوضات و النفحات 0 فتستقي من حياض بحار الملكوت بحيث لا يكون فيها متسع لغير ذلك و تغيب عن شهواتها و ظلماتها و رؤية نفسها 0 و تنسي كل ذلك بما ملأت به و أفعمت من أنوار الأسرار 0 وإقبال الواحد القهار 0 العزيز الغفار 0 وإذا سألت الشاغل الذي يلزم الإنسان أن يلزمه حتى يحل في تلك المنازل 0 فاعلم أن الشرع قد أمرنا بكثير من ذلك 0 فمنه الصلاة والذكر وتلاوة القرآن 0 وحضور مجالس الصادقين العلماء العاملين 0 والفقراء المقبلين علي الله وأمثال ذلك كثير 0 فإذا شغلت نفسك بشيء من ذلك واقتصرت علي الإكثار من أيها من غير إخلال بباقيها 0 أورثتك تلك الحالة شغلا في الظاهر ينشأ عنه اشتغال الروح بذلك الاشتغال الظاهري 0 ولكن بقي عليك أهم الأمور وهو أنك إذا شرعت في الصلاة وكان عندك اشتغال في الباطن بشئ ضبطه الباطن من اشتغال ظاهري سابق علي الصلاة فإنك تذكر ربك بلسانك ليس إلا 0 فحينئذ ينبغي لك أن تنظر في باطنك وتفتشه 0 فإذا رأيت أته قد استولي عليه محبوب أكبر من الصلاة شغل باطنك واستغرقه 0 فعليك أن تسعى قبل الصلاة في محو أثر ذلك الشاغل الأكبر عندك عن قلبك حتى تصفو لك الصلاة لأن ذلك عقدة في القلب عن كل عمل يوصل إلي ربك فإذا كنت محبا مشتعلا بأصحابك شغلا يمنع قلبك من الحضور فعليك أن تسلك كل طريق وتعمل كل حيلة لمحو ذلك الأثر وطرق الوصول إلي ذلك كثيرة - وإن صح منك الهوى أرشدت للحيل - وأن استعصى عليك أمر فاعرضه علي أطباء القلوب لعلهم يجودون عليك بالدواء

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:47 am

ويعطفون عليك بإنقاذك من ورطتك 0 و الطالب المشتاق لا يعثر عليه التخلي بسهولة بل نار اشتياقه و إرادته تحرق الأغيار من قلبه فإذا أتيت إلي المرشد الناصح وأمرك بشيء تشتغل به فلا تشاركه و لا تنازعه في ما أمرك به 0 فلعله أراد أن ينقلك من المشغل الأكبر الذي يخرجك عن الحضور في الصلاة حتى تصفو لك صلاتك من حيث لا تشعر 0 بحيث لو تنبهت لها لضاعت سياسته 0 و بقيت في انحطاطك و لم ترتق عنها إلي ما يقربك لمولاك 0 و هذا كله إشارة إلي ما ينبغي لك أن تلزمه في طريق الوصول إلي ربك وانحصر المقصود في أمرين 0 استشارة أطباء القلوب 0 والتزام الشغل الذي ينشأ عنه اشتغال الروح وتأثرها به 0 وشرط صحة ذلك التخلي عن شاغل أكبر من ذلك يكون في قلبك يمنع حضوره في طاعة ربه 0 و إذا فهمت الإشارة فيما تقدم 0 فعليك بالتزام أهل السلوك ليعرفوك دقائقه إذا لم تنازعهم في ما أمروك حتى يفتح الله قفل قلبك 0 و ينور بصيرتك 0 و تحل في مقعد الصدق عند مليك مقتدر 0 والله يأخذ بيدنا و يدك 0 و يلهمك رشدك و هداك 0 فإنه لا حول و لا قوة إلا به 0 و صلي الله علي سيدتا محمد و علي آله و صحبه و سلم
من ذكر الله بحضور قلب 0 كان قلبه مظهر تجلى الرب - من تعرض إلي الله 0 أغناه عن سواه - من تعرف إلي الله في التقوى 0 كان الله معه في السر و النجوى - يفوز بالمآرب 0 من كان لنفسه محارب - من لم يذق طعم مذاكرة الإخوان فهو ضعيف الإيمان - لا إشراق 0بغير إحراق -الغرام و الاشتياق 0 من أوصاف العشاق - من وفي 0 تصفي - من لازم الأعتاب كتب من الأحباب - لا يدخل الحي 0 إلا من قلبه حي - لا يدرك الغرض 0 من كان في قلبه مرض - من دخل حينا 0 و تأدب بأدبنا 0 منحناه سرنا و رضي عليه ربنا - ظلمة القلوب 0 من أعراض المحبوب - بصفاء القلوب 0 يري جمال المحبوب - بصفاء القلوب 0 ينال المطلوب - القلوب الذاكرة 0 تنطبع فيها المذاكرة - إذا سلمت الذات لمحبوك 0 وصلت إلي نهاية مطلوبك - لا يتيسر سلب الإرادة 0 مع وجود حب العادة من وفي عهدنا 0 و صان ودنا 0 منحناه حبنا 0 و أبحناه حينا - لا يأمنون علي سرهم 0 إلا من امتزج بهم - من تأدب بالآداب الظاهرة 0 منح الآداب الباطنة من كان عدوا لنفسه 0 كان محبا لربه - قد وقفت ببابهم 0 و ذلي لعزهم 0 فحيل بيني و بينهم 0 و قد عهدت ودهم 0 فبليت بصدهم - عن بابهم أبعدوني 0 من عدلهم هجروني 0 عواذلي عيروني 0 لم أدر ما السبب - هل من قلة الأدب 0 صدوا و أبعدوني - يا سادتي نظرة 0 لمن غدا ميتا 0 انظروا حال فتي 0 تكرموا و اقبلوني - قد جئت في ذا الحمي 0 و صرت فيكم مغرما أشكو إليكم من ظمأ قلبي فلا تحرموني - و غدوت فيكم سائرا 0 تركت نفسي و الورى 0 هل لي إليكم من سري 0 يا أهل ودي فارحموني - قد جئتكم يا سادتي 0 و تركت فيكم عزتي 0 و أتيت دار أحبتي 0 نظرة لذلي و اقبلوني - قلبي غدا يتقطع 0 كبدي بكم يتصدع 0 هل كل ذلك ينفع 0 عند الأحبة فاخبروني هل تبعدون محبكم 0 و عبيدكم و شهيد كم 0 هل كان قدري عندكم 0 لعذاب نفسي تتركوني - يا آتيا من عندهم 0 و مخبرا عن حالهم 0 انظر لحال محبهم 0 تعرف مقامي عندهم - ما هذه حال فتي 0 النفس أضحي ذلها ظاهرا لجليسها - كل الورى قد ملها لم تقرب لحبيبها ما نالها إلا الفتن 0 إن نال يوما منحة قد ذوقوه قطيعة 0 قد لوعوه حقيقة 0 أضحي غريقا في المحن - إن كنت تذهب عندهم و تنال حقا ودهم 0 عرض بذكر محبهم 0 أنت الحبيب المؤتمن ما حياتي يا سادتي 0 و لقد أرادوا محنتي 0 و مذلتي و قطيعتي - و جفاني أهل مودتي - و الصبر أضحي فانيا 0 و الوجد فيهم باقيا 0 و القلب فيهم خاويا 0 نارا تزيد تشتتي - هل حيلة في حبهم 0 يا ناطقا بلسانهم 0 لو ذقت نار صدودهم 0 لعذرتني في شكوتي - المر يحلو عندنا في جنب وصل حبيبنا ، لكن أرادوا بعدنا ، ما حيلتي يا سادتي - ما كنت أدري أنهم ، يرمونني في هجرهم ،وبعادهم وصدودهم ، من بعد هجر عشيرتي - إن قربوا وتكرموا - ومحبهم يتنعم ، قد فاجأته جهنم ، بالصد من بعد الوصال - في حيكم نترنم ، وبقولكم نتعلم ، والقلب يصفو منكم ، عهدي بكم أهل الكمال - قد جئتكم مستفتياً ، علي الهوى يصفو لي ، ويصير قلبي خالياً ، لجمال حبي والدلال - فاصغوا لقولي وارحموا ، حنوا لنا وتكرموا ، قلبي غداً يتضرم ، هل لي سبيل للوصال - يا أيها الباقي بهم ، المثني عن غيرهم ، أنت الوحيد بحبهم ، ومقامكم ما زال عال - الحب يصفو والهوى ، يحلو بنيران الجوى ، من كان فينا مغرما ، فليتركن فينا السوي - إن كان حقاً نادماً ، من أجل تركك غيرنا - فجمالنا متنزه ، لا تشركن بجمالنا - عن كان قلبك وحداً ، أصبحت فينا مشاهداً ، وجمال حسني قد بدا ، فاسمع هواتف حقنا 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:48 am

من أراد الوصول فليترك الفضول - من أراد الوصول فليحب الرسول - من أراد الوصول ، فليزم الأصول - حب السعادة عين السعادة - سعدك رضاك ، وفقرك مناك - مصافحة القلوب ، عين المطلوب ، لا مصافحة الأجسام ، وكثرة الكلام - لا تنفع المصافحة ، إن لم تكن مصافحة صحة الوفا ، تظهر عند الجفا - من أثر الشيخ بالحب ، نور منه القلب واللب - نورك ، في حضورك - خير الزاد صفاء الفؤاد - خير الزاد ، ما صفا وزاد - خير الزاد ، سلب المداد ، خير الزاد - ملازمة الأوراد - من تأسف علي فوات الغفلات ، فقليل منه الثبات - من حن إلي إخوان الغفلات - كان بعيداً عن النفحات - رضا ربك ، فيما تكرهه نفسك - رضا ربك في صفاء قلبك0
المراد ، أن تكون مع من أراد ، فإن الفعال لما بريد لا تكون إرادته تبع العبيد - إن أعرضت عن غيره ، فزت بسره - إذا سكن في قلبك حب الأغيار ، كنت خالياً من الأسرار - من ترك الدنيا وسار ، عد من الأخيار - من أحب أن تكون إخوانه تبع هواه ، فقد تكبر عليهم وتاه ، من نظر إلي إخوانه بعين الاعتراض ، ملئ قلبه بالأمراض - بلونك تري الإخوان ، فاحذر أن تتلون بلون الشيطان - من تلون في الأفعال والأقوال ، باء بالخسران والضلال - إذا تلون ورق الغصون ، يسقط علي الأرض ، فاحذر الفتنون - الكبر والإعجاب ، ليس من شأن الأحباب إذا ذكرت بغير فكره ، لم تكن داخل الحضرة - من أخذ الطريق أقوال ، لم يفز بالأحوال - من دخل من باب الأعمال ، فاز بالأحوال - من تبدلت له الأحوال ، فاز بالوصال - لا يفوز بالوصال من تكبر وصال - الموحوس ، مهووس - من دهش في بديع الجمال ، أوفي رهبة الجلال ، أوفي علي الكمال فهو في حضرة الوصال - وعلامته الظاهرة ، أن تكون حالته نيرة ، تقبله القلوب الطاهرة ، وأما من دهش بغير سبب ، ولم يظهر عليه علامة الطلب ، فقد أساء الأدب ، لأنه لم يكن خالياً من السوي ، وكمن فيه الهوى ، ولم يتمكن منه الدوا - القلب الرقيق ، يكون علي الخلق شفيق 0

من كان قلبه غليظ يحب دائماً أن يغيظ - من كان فظ ، ثقل منه اللفظ ، وطلب الحظ - علامة أهل الفتوح قلبهم دائماً مفتوح - من نهض إلي مولاه بالهمة والحال ، كان من خيار الرجال ، وفاز بالقرب والوصال 0

من اتهم نفسه بالعيوب ، كان له محل في القلوب - لا ينال ودهم ، من لم يبرهم - أنت محجوب بما تراه ، فاحذر أن تنقص خلق الله - من كان يسئ الظنون ، كان في كل ما يراه مفتون - علامة وجود النور ، شرح الصدور - من فاتته أعمال القلوب ، لم ينل شيئاً من المطلوب ، إلقاء نفسك بين يدي المحبوب ، لا الالتفات إلي عمل الجوارح والقلوب - الوصول إلي الودود بمحض الكرم والوجود ، ومن أراد الوصول ، من باب العمال ، كانت أعماله في الحقيقة أعمي له ، وكانت أحواله ، أو حاله - الدعوى هي الحجاب - فمن تخلي عنها وأناب ، ولم يري نفسه شئ يذكر ، وهام في محبة المحبوب الأكبر ، فاز بالتقريب ، عند الحبيب وكان لداعي الحق مجيب 0
إذا أخذت الحكمة لتعمل بها ، انطبع في قلبك نورها ، وإن أخذتها لغير العمل ، أورثتك الأمراض والعلل - من دامت همته ، انفتحت بصيرته - علامة ثبات المحبة عدم الملل من مجالسة الأحبة ، من رأي دواما الطريق ثقيلاً علي قلبه ، فهو غريب فيه التفات لغير حبه - قصيدة القصائد بخرق العوائد ، وبيت القصيد في ترك العبيد ووزن الكلام ، بترك الحرام ، فلا تشاقق ، ولا تنافق ، في الحب غارق ، عليك السلام ، إن كنت فاهم ، علي الحجب داوم ، ولا تصادم ، كي لا تلام ، يا من يريد ، من العبيد ، عنا تحيد - في ذا الملام ، ضرب الحبيب ، عندي يطيب ، أوفر نصيب ، من فيه هم ، ( وقال أيضاً في الانكسار ) الانكسار ، رأس مال الشيطان، وهو السبب الوحيد ، فمن سلب الانكسار ، رأي نفسه من الكبار ، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام فيبتلي بالجاه ، وينقطع به عن الله ، فلا تجعل همك الإكثار والاستغفار ، واسلك طريق الانكسار ، تظهر عليك لوامع الأنوار ، وتحظى بنفحات الأسرار ، فإن ذكر الله ، مع وجود الجاه ، لا يرتقي به المريد ، ولا يتنور ، ولا يستفيد 0 لوقوفه مع جاهه0 فلا يتحرك حركة إلا وهو يلاحظ فيها إقامة الجاه لنفسه 0 بين أبناء جنسه 0 فيطلب بحاله وقاله 0 الكبر والظهور 0 وأن يكون في المقام الأعلى مشهور 0 فيزاحمهم ويزحموه 0 وينافسهم وينافسوه 0 فلا تخطر خطرة من خطراته 0 إلا وهي مشحونة بجاهه وغفلاته فيكب علي الدنيا لتحصيل المال 0 معرضا بكليته عن المال 0 ولا يذكر الله إلا قليلا0 بل يذكر دنياه 0 وما يحصله منها لإقامة الجاه 0 وذلك لا يكون إلا بالمال 0 فيحصله من أي وجه كان حرام أو حلال 0 لحرصه علي علو منزلته بين الخلق إذ المال يصرف للمسكن والملبس 0 والزوجة والأثاث والمركب 0 والبذل وغير ذلك من الوجوه التي يسعى دائما إلي دوامها 0 إن لم نقل زيادتها 0 وفي ذلك وقوف مع الخلق وحب للتمدح وكراهه للذم 0 فإذا أدرك رضاهم كان ذلك غاية مناه 0 غير مبال برضا الله عنه 0 أو غضبه وسخطه 0 ما دام ذلك يروق في نظر الخلق 0 الذين يطلب رضاهم 0 وذلك قطيعة عن الحق 0 لأنه لا يطلب رضا ربه 0 بفعله ولا قوله 0 ولا حاله 0 فيكون منقطعا معهم 0 قانعا بمقامه الذي شيده في قلبه وحرص علي احترام الناس لذلك المقام 0 وباع فيه دنياه ورضا ربه 0 واشتراه بجوهرة الدين 0 ويري من يمس ذلك الضريح النفساني بسوء من أكبر الأعداء الألداء 0 ويخاطر بروحه في إعلاء مقامه 0 حتى إذا سمع تنقيص حضرة الحق جل شأنه 0 أو حضرة الرسول عليه صلاة الله وسلامه 0 ربما لا يتغير 0 وأن تغير ربما كان تظاهرا بالصلاح وإن لم يكن تظاهرا فربما كان بقدر لحظة لا يجد أثره 0 وأما من مس مقامه 0 فإنه يجفوه ويحقد عليه ولا ينسى له ذلك مدى العمر 0 وربما كان من نقصه محقا في قوله 0 ولكن لظلمة الكبر الكامن في نفسه اضطره إلي رد الحق علي أهله 0 واحتقار الخلق في نظره 0 فصار لا يقبل حقا ولا باطلا يمس مقامه 0 ولو علم وتيقن أن في نفسه وصفا يغضب ربه 0 فإذا رأيت من اجتهد في الذكر والفكر والصلاة ولم يكن له نصيب من الانكسار 0 فاعلم أنه محجوب لظلمة جاهه وكبره وعتوه وحقده وريائه وإعجابه وغير ذلك من الصفات المستلزمة للجاه ولو داوم علي العبادة ألف سنة لا يذوق لها لذة 0 ولا يجد لها طعما 0 لابتلائه برؤية نفسه 0 ووقوفه مع حب علوها 0 فينبغي للسالك أن يجعل همه ذل نفسه وانكساره 0 ويعلم يقينا أن ذلك هو طريق الوصول الحقيقي 0 ففيه تكون المجاهدة وصرف الهمة والحزن والعزم والحيلة والرأي 0 فمن لم يوفق 0 لم يتحقق ويموت بداء عضال 0 مصرا علي الكبائر القلبية 0 التي توازي كل ذرة منها أمثال الجبال من معاصي الجوارح 0


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:49 am

وينبغي للشيخ الذي نصبه الله للارشاد 0 أن لا يجعل همته في أمر الفقراء بكثرة العبادة والصلاة والذكر 0 بل يقتصر من ذلك علي الضروري من العمل 0 ثم يكون همه مصروفا إلي ما فيه تربية النفوس بالذل والانكسار وإخراج حب الجاه من القلوب لأنه أم الأخلاق المذمومة كلها 0 والانكسار رأس الأخلاق المحمودة كلها 0 فإن اقتصر الشيخ علي الأمر بكثرة العبادة والذكر 0 فإما أن يكون جاهلا أو متعبا أو غاشا 0 لأن الجاهل لا يدري ما هي الطريق ولا يعرف كيف يسلكها 0 ومن باب أولي لا يسلك أحد علي يده 0 ومن كان متعبا يقصد تطهيرك بكثرة العمل مع أنه لا يفيدك العمل الظاهر مع فقدان روحه من الباطن 0 وكلما قوي العمل الظاهري قويت الشهوة وربما علا وتكبر بنفس العمل الذي قصد الشيخ بكثرته التخلي عن الكبر وإدراك الذل والانكسار 0 وحينئذ يكون العمل كأنه آلة شر في حقه 0 لما هو كامن فيه من أقبح الصفات التي تقلب وتحول نور العمل إلي ظلمة فيكون عمله من حظوظ نفسه 0 لا لقصد عبادة ربه ولا ابتغاء مرضاته 0 فيحجب بعمله عن ربه 0 ومن كان غاشا 0 بأن عرف الطريق ومسالكها ومهالكها وعدل بالمريد إلي ما فيه حتفه 0 والبعد عن ربه 0 والبقاء مع نفسه 0 وتقوية جاهه فما أحرى ذلك الشيخ بطرده من حضرة ربه 0 لأنه قطع الطريق علي عباد الله وصد عن السبيل 0 فإذا وفق الله الشيخ العارف بالنفس وأحوالها وتربية النفوس ودسائسها 0 وسلك بكل فقير طريق استعداده حتى تخلى عن دعواه 0 وإعجابه وهواه 0 وأخرجه عن حب الجاه 0 وأوصله إلي مولاه 0 فذلك هو نهاية المطلوب 0 ويجب علي المريد أن يسلم إليه في سياسة نفسه وتربيتها 0 وأن يهتدي بإرشاده ولا ينازعه فإنه وسيلته إلي ربه 0 والموصل له إلي حضرة رسوله صلى الله عليه وعلي آله 0 وتحصل من هذا كله 0 إن الإنسان السالك إلي ربه 0 كلما رأي من نفسه خلقا فيه العلو علي الناس 0 يعلم أنه سبب الانتكاس 0 وأنها معصية إبليس 0 إذ تكبر علي آدم وقال أنا خير منه 0 فيلزم الانكسار في كل أحواله ولا يري في الخلق أحد دونه 0 ولا في الوجود أشر منه 0 بل ربما إذا وقع في الخلق قحط أو غيره 0 رأي ذلك بشؤمه ومعصيته 0 حتى أنه لا يري نفسه علي كلب أو خنزير 0 لأنه لا يدري ما عاقبته في القيامة فيعيش منكسرا ذليلا 0 لا ينتصر لنفسه 0 ولا يدافع عنها 0 إذ الانتصار لها حرص علي حفظ مقامها 0 وفيه من الخطر ما علمته 0 فلا يبالي بما قيل فيه 0 ولا بما يقال 0 ولا بما يواجه به من التحقير وانحطاط المقام والجاه 0 فيصبر علي تحمل الأذى من الخلق جهده 0 واعلم أنه لا يحس بشئ يسمى أذى إلا لبقية شئ من جاهه ومقامه ، فلو وضع نفسه دون كل مقام لا يستطيع أحد أن ينزلها دون ذلك ن فالانتصار حفظ وحرص علي مقام لها أرفع من مقام أدني ، وهو يحب أن لا تنزل إلي الأدنى ، فيقيم الأدلة والبراهين ويتعب نفسه في بقاء هذا المقام الذي في نفسه ، ولكنه إذا أحس بالأذى في بدء أمره ووطن النفس علي تحمله واستمر في ذلك زمن من عمره ، ولا سيما إن كان صادقاً في حاله ، فإن الله سبحانه وتعالي يذهب بأثر ذلك من قلبه وما صدق أحد في ترك شهوة إلا عوضه الله نوراً في قلبه وذهب بأثرها في نفسه ، فمع الاستمرار والدوام يتلذذ بالأذى ويذوق حلاوته وتذهب مرارة التكلف إذا النفس مجبولة علي أنها تألف ما اعتادته فإذا اعتادت الكبر ألفته وتكيفت به وإذا اعتادت التواضع وصرفت همتها إليه صار التواضع كيفية وغريزة لها تتلذذ به ومتى حل في القلب خلق التواضع محا أثر خلق الكبر لأنهل ضده ، فإذا عرفت ذلك علمت أن كل من ادعي مقاماً أو حالاً في الطريق أو فتحاً مع بقاء الجاه في نفسه، فهو كاذب في دعواه ، إذ لم يتلوه شاهد منه فمن أراد الوصول ، فليكن من أهل الخمول والانكسار وليعلم أنه إذا أراد أن يسلك هذا الطريق قامت ثورة نفسه وظهر دجالها بإظهار الحق باطلاً والباطل حقا ، وضيقت عليه وربما قبحت له هذا المشرق واجتهدت في صده عنه واحتجت عليه بكثير من نصوص الدين وأحوال العلماء ومحاولتهم ، والعوام وأخلاقهم ، وزهدته في ذلك بكل جهدها وأنه ليس من الضروري أن يكون ولياً مع هذا الضيق والعناء الشديد ، وتحسن له الرجوع للعادات المألوفة وتظهرها له في أحسن زينة ، فليلزم السالك أن يثبت في ذلك الوقت وليأخذ بالحزم و العزم ويعلم أن هذا الوقت هو وقت جهادها وأنه إذا نجا من هذه العقبة فاز وحاز الخير كله ، ونال رضا ربه ، وحل في مقعد الصدق عند مليك مقتدر ، فلا يلتفت غلي وسوستها ولا يتطلع إلي تدجيلها ويعرف أنه لم ينقطع من انقطع إلا بطاعتها ، مع أنها أكبر الأعداء وكيف يطيع الإنسان عدوة ، وليعمل كل حيلة في مجاوزة عقبتها ، فلا تكون له فكرة ولا خطرة ولا تمر به ساعة بل ولا لحظة إلا وهو يترقب أحوالها وينظر هل في ما تأمره علو وجاه ؟ ، فإن وجد ذلك سارع إلي التخلي بكل ما يمكنه من العزم مستعينا عليها بحول الله و قوته 0 و ليجعل هذا طريقه في كل أوقاته 0 و متي داوم علي ذلك بصدق و إخلاص 0 نظر الله إليه بعين العناية و الرعاية و تولاه و هداه و طرد عنه شيطانه و هواه 0 فحينئذ لا يبالي بمن قال 0 و لا بأذي و لا بظهوره بين الخلق في أي وصف كان 0 فيخلو بقلبه مع ربه و هو بين الخلق لا يلهيه عن الله قول و لا فعل 0 و لا نظر و لا مدح و لا ذم 0 فيعيش سعيدا في الدنيا متمتعا برضا الله و رسوله 0 و يكون في الآخرة مع السعداء 0 و يتمتع بمشاهدة وجه الله الكريم مع أهل جنته 0 في جوار المصطفي صلي الله عليه و علي آله و صحبه و الحمد لله علي ذلك 0
إذا أشرقت شمس الوصال 0 و بزغ بدر الكمال 0 و طلع كوكب الإقبال علي صفحات سماء البسط و الأنس فاحذر من طغيان نفسك و لازم الأدب 0 فمن لم يراع ذلك سلب 0 علامة التحقيق عند أهل الطريق 0 أن يكون مسكنك الحضرة في فكرة و خطره 0

علامة أهل الحظوظ 0 أنهم يحنون بالمذاكرة إلي الغفلات - علامة من سكن النور في قلبه 0 شغله علي الدوام بحبه - علامة الناجح عندهم 0 أن يكون كل كلامه محلي بأنوارها - علامة الذاكر لله بقلبه أن كل كلامه يدل علي ربه 0 و يذكر بحبه - علامة أهل القبول تحليهم في الظاهر و الباطن بسنة الرسول - علامة الإشراق محاسن الأخلاق - علامة النور 0 الأدب عند السرور - علامة المشتاق 0 أن يكون علي الدوام في احتراق - علامة ذهاب البقية 0 التخلي عن الحظوظ النفسانية - علامة حسن النية 0 رؤية حالة الإخوان حسنة سنية - علامة سوء النية 0 احتقار الإخوان في كل حالة ظاهرية - علامة من تقدم 0 أن يكون في نفسه تحكم - علامة ثورة النفس 0 الضيق و اليأس- علامة عدم الانتفاع 0 الملل و عدم العزم علي الإتباع - علامة عدم بلوغ المرام 0 أن يري المذاكرة كلام 0

من سكنت الحكمة في قلبه 0 لا يظهر أثرها في وقت الرضا لكن يظهر أثرها عند الغضب 0 فإذا غضبت و وجدت معني الحكمة قائما بقلبك 0 عند غضبك 0 فيمنعك من الطغيان 0 و يوقفك عند رضا الرحمن 0 فاحمد الله علي ذلك 0 و إلا فاعلم أنم حكمتك لسانية 0 لم تصل إلي دائرتك القلبية 0 و إنها مجرد دعوى 0 و محض نفاق في السر و النجوى 0 فزن نفسك عند نطقك و انظر هل يرجع ميزاتك 0 فتعلو إلي ربك بحكمتك 0 أو تنزل كفة ميزاتك 0 إلي أرض حظوظك 0 فتسكن بها مع شهواتك 0 و تخلد الوضوء بالفتح ماء و نور - الحدث حكم شرعي عند فعل أو ترك- و ظلمة الوضوء استعمال الماء بنية الطهارة و النية حقيقتها عند أرباب القلوب توجه القلب إلي ترك المخالفة التي انقلبت ظلمة في الأعضاء و المراد بالمخالفة الخروج من الحضرة 0

و حسنات الأبرار سيئات المقربين فمن كان في حالة أعلي و تنزل إلي حالة عالية يقال له أنه خرج من الحضرة و إن كان فيها في الحال التي هي أدني منها فإذا توضأ رجع إلي حالته الأولي أو أعلي منها و لذلك كان النبي صلي الله عليه و سلم يحرص علي الطهارة دائما حتى أنه بال مرة و سلم عليه بعض أصحابه فضرب الحائط و تيمم بيديه ثم رد السلام حبا لكونه لا يذكر الله إلا علي طهارة 0
صفاء القلوب بينك و بين المحبوب أن تستحسن ما يستحسنه و تستقبح ما يستقبحه فلا تشذ عن محبوبك في شئ ما فإن شذوذك عين إعراضك و إعراض القلوب تدابر و التدابر ضد المواجهة فإذا حصل التدابر و لم تحصل المواجهة لم تكن من إخوان الصدق و قد وصف الله سبحانه إخوان الصدق فقال ( إخوانا علي سرر متقابلين ) فإذا وفقك الله و لم يكن فيك شائبة تخالف مراد محبوبك فقد تم صفاؤك و متي تم الصفا فذلك هو الوفا و حينئذ تكون من أهل الصفا و الوفا فيتحد قلبك بقلب محبوبك و الاتحاد هو اتحاد المراد و إذا تم الاتحاد لم يكن بينك و بين محبوبك حجاب يحول بينكما فيمنع وصول المدد إلي قلبك 0 و لا يحصل لك الصفا و الاتحاد إلا أذا رأيت محبوبك كاملا فحينئذ تري أن كل ما صدر منه كمال فيسهل عليك تقليده في استحسان ما يستحسنه و استقباح ما يستقبحه و متي رأيت محبوبك كانلا في بعض الأشياء و لم تشهد كماله في أشياء أخري فقد انفرط عقد يقينك و لم تكن محبا صادقا و هان عليك أمر محبوبك و لم تكن محبا له اضطرارا بل كان حبك باختيارك و تصنعك و كنت مقلدا عقلك محبا للوصف الذي قام بنفسك فما أحببت محبوبك علي التحقيق فاحرص علي أن لا تحب محبوبك حبا بالتصنع بل كن نحبا مضطرا في حبك بحيث لا يكون في قلبك متسع لغير محبوبك لئلا يجرى في ذلك المتسع عدو محبوبك فيكون القلب محلا لسكني محبوبين و لا يحفى عليك بأن محبوبك لا يحب الإشراك في حبه فمتي كان في القلب متسع و حل فيه غيره فإنه يرتحل من ذلك القلب المشترك 0

و ما كان تركي حبه عن ملالة
و لكن أتي ذنبا يؤدى إلي الترك

أراد شريكا في المحبة بيننا
و إيمان قلبي لا يميل إلي الشرك

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه   الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه Emptyالأحد فبراير 15, 2009 5:50 am

ثم إن المحبة لا تظهر ثمرتها عندما يلائم طبعك و ما فيه شهوات نفسك و راحتك و لذتك و فخرك و إعجابك و صحتك و غناك و بهجتك فلذلك يري المحبوب أن كل ما بدا منك من علامات المحبة في الأحوال المتقدمة آنفا إنما هو مما يلائم طبعك فيترقب بك حلول ما لا يلائم طبعك فمن لا يظن معه ثباتك أمامه من شدة و سقم و فقر و شتات و ضر و أذى و فتن فإذا تلقيت هذه الأحوال التي استقبلتك أثناء سيرك في طريق محبوبك بالرضى فإن لم تكن راضيا فعلي الأقل تستقبله بالصبر علي ما تكرهه إذا رضى محبوبك فيما تكرهه نفسك و في حالة السخط لا في الرضا يظهر المحب من المبغض فإذا شعرت من نفسك بأن حبك متوزع علي كثير من المحبوبات فاعلم أن قلبك لم يتوحد في المحبة و لم يتجه لمحاذاة نقطة وحدة حب الواحد و لا تتوهم أن حبك لولدك و زوجتك و الصالحين و أمثال ذلك خارج عن محبة محبوبك فإن الواجب عليك في شرع الحب أن تحب ما يحب محبوبك فيكون حبك للشيء بحب محبوبك ولكن عليك أن تحذر من طغيان نفسك في حب ما يحبه محبوبك فتحب حبا زائدا علي حب محبوبك فيسترقك حب الطبع فيحرك إلي نفسك موهما لك أن ذلك الحب إنما هو بحب محبوبك و لم تنفقه إلي الزائد و حب الطبع فاختلط الأمر عليك و ربما تغلب حب الطبع حتى أنساك حب محبوبك بما يظهر عليك من مخالفة محبوبك في أمره و نهيه بأن تحب الزوجة مثلا حبا يؤديك إلي أيثار أمرها و رضاها علي أمر محبوبك و رضاه و ربما خالفته في أشياء عديدة طلبا لمرادها و أنت تظن في ذلك كله أنك محب لزوجتك بحب محبوبك و ربما أوردت عليك نفسك قول رسول الله صلي الله عليه و سلم ( حبب إلي من دنياكم ثلاث :- النساء و الطيب و جعلت قرة عيني في الصلاة ) و ربما غرتك فإن النساء في أول الثلاث تأكيدا للمحبة فيهن و لكن حب رسول الله صلي الله عليه و سلم للنساء حب معتدل لا تفريط و لا إفراط و حب الأصل للجزء و لبقاء النوع الذي تحرص الأنبياء علي تكوين الأمم منه ليحصل تمام مرادهم به و يحصل ظهور التوحيد و إعلان الدين و تسبيح الحق و تحميده و تمجيده و تهليله و أنم مقصو دهم من إظهار فضل الله علي عباده المؤمنين و تمام التبليغ و حصول الشفاعة و ليكون الدين كله لله و لمتنافرة الأمم و مباه اتهم يوم القيامة و لتكون أمته صلي الله عليه و سلم أعظم الأمم يوم القيامة إذ هو أعظم الرسل و المحبوب الأكبر و إذا علمت ذلك علمت أن حبه صلي الله عليه و سلم لم يكن فيه استراق طبع و لا تطلع نفس و لا تشوق لحظ فلا تغتر في حبك اغترارا يؤديك إلي مخالفة محبوبك

تمت بحمد الله نقلا عن منتدي دار الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفيوضات الإلهية حكم لسيدي سلامة رضي الله عنه وأرضاه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حزب لا اله الا الله لسيدي عبد المقصود محمد سالم رضي الله عنه وأرضاه
» من المبشرات المنامية لسيدي العلامة يوسف النبهاني رضي الله عنه وأرضاه .
» حزب الآيات لسيدي وتاج رأسي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه
» عقيدة الأكابر لسيدي الغوث عبد القادر الجيلانى رضي الله عنه وأرضاه
» صلاة السر لسيدي محمد بن عبدالكبير الكتاني رضي الله عنه وأرضاه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الساده الكتانيين :: المنتدى العام :: الاداب والسلوك-
انتقل الى: