من عذاب القبر
بسم الله الرحمن الرحيم
رُوِيَ أن جماعة من الصالحين خرجوا لزيارة أبى سنان ، فلما دخلوا عليه وجلسوا عنده قال قوموا بنا نزور جارا لنا مات أخوه ونعزيه
قالوا فقمنا معه ودخلنا على ذلك الرجل فوجدناه كثير البكاء والجزع على أخيه فجعلنا نعزيه ونسليه وهو لا يقبل تسليةً ولا عزاءً
فقلنا له : أما تعلم أن الموت سبيل لا بد منه ؟! قال بلى ولكن على ما أصبح وأمسى فيه أخي من العذاب . فقلنا له قد أطلعك الله على الغيب ؟(1)!…
قال لا ، ولكن لما دفنته وسويتُ عليه التراب وانصرف الناس عنه وجلست عند قبره وإذا صوت من قبره يقول " ءاه أَفْرَدُونى وحيدا أقاسي العذاب . قد كنت أصوم قد كنت أصلي " .
قال فأبكاني كلامه فنبشت التراب عنه لأنظر ما حاله !... وإذا القبر يلمع فيه نار وفى عنقه طوق من نار فحملتنى شفقة الأخوة ومددت يدى لأرفع الطوق من رقبته فاحترقَتْ أصابعي ويدي ثم خرجت يداه إليَّ فإذا هي سوداء ! محترقة ! قال فرددت عليه التراب وانصرفت فكيف لا أبكي على حاله وأحزن عليه
فقلنا فما كان أخوك يعمل في الدنيا قال كان لا يؤدي الزكاة من ماله
قلنا هذا تصديق قوله تعالى { بل هو شر لهم سيُطَوَّقون ما بخلوا به يوم القيامة } ا.هـ
(١) يعني ما أطلعك على الغيب