أخي الكريم حفظك الله :
لقد أرسلت لك هذه الأذكار والأدعبة الخاصة بما يطلب آخر العام وأوله ويوم عاشوراء ، راجين أن ينفع الله بها المسلمبن ، وراجين منك أن تنشرها هذه الفضائل والأذكار بين أهلك ومحبيك عسى أن ننال وأنت فضل الدلالة على الخير ونشره وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه ، ولاتنسى ذلك وخذه بقوة وشكرا لك راجين دعواتك
دعاء آخر العام
وهو آخر يوم من ذي الْحجة الْحرام , فهو هذا : بسم الله الرحمن الرحيم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( اللهم ما عملت من عملٍ في السنة الماضية ولَم ترضهُ , ونسيته ولَم تنسه ، وحلُمت عنِي مع قدرتك على عقوبتِي ؛ ودعوتنِي إلى التوبة بعد جراءتي عليك اللهم إني أستغفرك منـه فاغفر لي اللهم وما عملت من عملٍ ترضاه ووعدتنِي عليه الثواب والغفران فتقبله منِي ، ولا تقطع رجائي منك يا كريم يا أرحم الراحِمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ). يقرأ ثلاثاً ، فإن الشيطان يقول : تعبنا معـه طول السنة ، وأفسد فعلنا في ساعة واحدة
ما بطلب في أول العام
اعلم : أن المُـحَرم شهر عظيم ، وفضله كثير عميم ، وهو أفضل الشهور للصوم بعد رمضـان ، ثم رجب ، ثم ذو الْحجة ، ثم ذو القعدة ، ثم شعبان ، فهو شهر الله المُحَرم ، أفضل الأشهر الْحُرُم المُقَدم ، وثالث الثلاثة الْحُرُم السَّرد ، ورابعها رجب الفَرد ، ذكر الْحافظ ابن حجر رحِمه الله تعالى : أنه روي عن حفصة رضي الله تعالى عنها عن النبي r أنه قال
من صام آخر يوم من ذي الْحجة وأول يوم من الْمحَرم جعله الله تعالى له كفارة خـمسين سنة وصوم يوم من الْمحرم بصوم ثلاثين يوماً ) وقال الغزالي رحِمه الله تعالى في الإحياء : عن النبي r أنه قال : (من صام ثلاثة أيام من شهر حرام : الْخميس والْجمعة والسبت كتب الله تعالى له عبادة سبعمائة عام ) اهـ .
والدعاء في الْمحرم مأثور وخيره موفور ، ومِما وجدته منه ، أنه يقرأ أولاً آية الكرسي (ثلاثـمائة وستين مرة) مع البسملة في كل مرة ، وعند الفراغ من جَميع ذلك يقول : اللهم يا مُحوِل الأحوال حَوِّل حالي إلى أحسن الأحوال ، بِحولك وقوَّتِك يا عزيز يا متعال ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، فإن في ذلك فوائد عظيمة ، كما سَتقِف عليه إن شاء الله تعالى .
قال شيخنا وشيخ مشايِخنا العارف بربه المنان ، سيدنا ومولانا السيد أحـمد بن زينِي دحلان رحِمه الله تعالى كما نقلته من خَطِّه في سفينته : ذكر بعضهم أنه يُقرأ في أول يوم من المـحرم آية الكرسي ( ثلاثـمائة وستين مرة ) مع البسملة في كل مرة ، فإنَّها حصن حصين من الشيطان الرجيم في ذلك العام ، وفيها من الفوائد ما لا يُعد ولا يُحد وكان شيخنا يعني الشيخ عثمان الدمياطي رحِمه الله تعالى مواظباً على ذلك ، وينبغي فعلها قبل الدعاء .
دعاء أول العام
بسم الله الرحـمن الرحيم ، الْحمد لله رب العالمين اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة تَملأُ خزائن الله نوراً وتكون لنا وللمؤمنين فرجاً وفرحاً وسروراً ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
) اللهم أنت الأبدي القديم الأول ، وعلى فضلك العظيم وكريم جودك العميم المُعَول ، وهذا عام جديد قد أقبل أسألك العصمة فيه من الشيطان وأوليائه ، والعون على هذه النفس الأمارة بالسُوء ، والإشتغال بِما يُقَربُنِي إليك زُلفى ياذا الـجلال والإكرام ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( ، يقرؤُه ثلاثاً فإن الشيطان يقول استأمن على نفسه ، وتوكَّلَ به ملكان يَحرسانه من الشيطان وأتباعه ، انتهى .
قال شيخنا وشيخ مشايَخنا العلامة الإمام أحمد زيني دحلان : المذكور أيضاً ، للحفظ من الشيطان في جَميع العام ، تقول كـل يوم من العشر الأول من شهر المـحرم ( ثلاث مرات ) اللهم إنك قديم وهذا العام جديدٌ قد أقبل ، وسنة جديدة قد أقبلت ، نسألك من خيرها ونعوذ بك من شرها ، ونستكفيك فواتَها وشغلها ، فارزقنا العصمة من الشيطان الرجيم اللهم إنك سلطت علينا عدواً بصيراً بعيوبنا ومطلعاً على عوراتنا من بين أيدينا ومن خلفنا ، وعن أَيْماننا وعن شَمائلنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ، اللهم آيسه منا كما آيسته من رحْمتك ، وقنِّطه منا كما قنَّطته من عفوك ، وباعد بيننا وبينه كما حُلْت بينه وبين مغفرتك ، إنك قادر على ذلك ، وأنت الفعَّال لما تريد ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اهـ .
ما يطلب في يوم عاشوراء
اعلم : أن من المطلوب في يوم عاشوراء إحياء ليلته ، فهو من أعظم ما حث عليه الشارع ، لما فيه من الإمدادات الربانية ، والفيوضات الإحسانية ، ولاسيما بقراءة القرآن الكريم أو سَماعه ، وبِما ورد من الأدعية والأذكار .
ومن المطلوب في يومه ، أن يفعل ماصح ، مِما سيأتي من الْخصال ، وقد عدَّها بعضهم عشر خصال : وعدَّها بعضهم اثنتي عشرة خصلة ، الصلاة ، والسلام ، وصِلة الرحِم ، والصدقة والإغتسال ، والإكتحال ، وزيارة عالِم ، وعيادة مريض ، ومسح رأس اليتيم ، والتوسعة على العيال وتقليم الأظافر ، وقراءة سـورة الإخلاص (ألف مرة) ونظمها بعضهم فـقال :
في يـوم عاشـوراء عشـر تتـصل بـها اثنـتـان ولـها فـضلُ نُـقِل
صُمْ صَلِّ صِلْ زر عالماً عُدْ واكـتحـل رأس اليتـيم امسح تـصدق واغـتسل
وسـع على الـعيال قَـلِّّم ظفـراً وسورة الإخلاص قـُل ألـفـاً تَـصِل
ومن المطلوب في يومه أيضاً : أن يشغله بالتضرع والإبتهال ، سيما بالْحَسْبَلة والتسبيح الآتي لفظهما ، فإن فيها فائدة عظيمة ، وعائدة فخيمة ، فقد ذكر العلامة الديربي في فوائده ، وسيدي محمد الأمير الصغير في رسالته في الفضائل العاشورية ، نقْلاً عن العلامة الأجهوري ، أن من قال يوم عاشوراء : حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير (سبعين مرة) ، وقال فيه هذا الدعاء (سبع مرات) كفاه الله تعالى شر ذلك العام ولَم يَمت تلك السنة : بسم الله الرحْمن الرحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . سبحان الله مِلءَ الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش ، لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه ، سبحان الله عدد الشفع والوتر وعدد كلماته التامات كلِّها ، أسألك السلامة كلها برحْمتك يا أرحم الراحِمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله تعالى على نبينا خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجـمعين .
وقال في فتح الباري : كلمات من قالَها في يوم عاشوراء لَم يَمت قلبه ، وهي : سبحان الله مِلءَ الميزان ومنتهى العِلم ومبلغ الرضى وزنة العرش ، والْحمد لله مِلءَ الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضى وزنة العرش ، والله أكبر مِلءَ الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضى وزنة العرش لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه . سبحان الله عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات كلها والـحمد لله عدد الشفع والوتر وعـدد كلمات الله التامات كلها والله أكبر عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات كلها . أسألك السلامة برحْمتك يا أرحم الراحِمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجْمعين والْحمد لله رب العالمين
ومِما يطلب يوم عاشوراء هذا الدعاء :
اللهم : يا مفرج كل كرب ، ويا مُخرج ذي النون يوم عاشوراء ، ويا جامع شَمل يعقوب يوم عاشوراء ويا غافر ذنب داوود يوم عاشوراء ، ويا كاشف ضُر أيوب يوم عاشوراء ، ويا سامع دعـوة موسى وهارون يوم عاشوراء ، ويا خالق رُوح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيبك ومصطفاك يوم عاشوراء ، ويا رحْمن الدنيا والآخرة لا إله إلا أنت اقضِ حاجتِي في الدنيا والآخرة ، وأطل عمري فـي طاعتك ومَحبتك ورضاك يا أرحم الراحِمين ،وأحيِنِي حياة طيبة ، وتوفنِي على الإسلام والإيْمان يا أرحم الراحِمين وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اهـ
تم نقل ذلك من كتاب ( كنز النجاح والسرور ) للعلامة الشيخ الجليل عبد الحميد قدَس من علماء المسجد الحرام رحمه الله تعالى .
أخي الحبيب : إعلم أن ما ورد من كتابة البسملة وقراءة آية الكرسي وغيرها مما طُلِب فعله وإن لم يرد في نص نبوي أو حديث أو دليل فلا ينبغي إنكار ذلك والإعتراض بل إن جميع ذلك يا أخي داخل في فضائل الأذكار وفضيلة العمل بها ومن باب قوله تعالى ( يا أيها اللذين آمنو أذكر الله ذكراً كثيرا ) وقوله تعالى ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) ، وهو من باب التحصين والحفظ بذكر الله وقرآءة القرآن وأي تحصين أفضل من قرآءة القرآن ، وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه