فتح الله لكم وعليكم سيدى حمزة وبالنظر فى شأن الأمة المحمدية التى اختصها الله بمزيد الإنعام وعميم الاكرام نجد كثيرا من أكابرها حازوا أدوات الأجتهاد المطلق فمن الشافعية مثلا الإمام التقى السبكى ومن المالكية الحافظ ابن عبد البر والذى عجب له الكثيرون كيف بلغ هذا المبلغ من العلم واجتمعت فيه ادوات الاجتهاد وشروطه ولم يدع الاجتهاد قط _وغيرهما من بقية المذاهب_وللسيد أحمد الغمارى رحمه الله تعالى توجيه عجيب لمسالة عدم ادعاء الامام السبكى وغيره _ممن اجتمعت فيهم الشروط _ الاجتهاد المطلق_ وهو لا يخلو من غمز _كعادته رحمه الله_ "راجع در الغمام الرقيق" والمقصود ببلوغ درجة الاجتهاد المطلق فى وجهة نظرى : القدرة على الاستباط وتحصيل وجوه الدلالة من الادلة ومعرفة الحكم الشرعى بطريق الاستقلال من النصوص دون اختراع لاصول جديدة وقواعد مخالفة لما عليه مذاهب المتقدمين وبذلك نجمع بين من قال بانقطاع الاجتهاد المطلق ومن قال ببقائه ونستطيع ان نفهم كلام بعضهم "لا يبلغ العارف كمال المعرفة حتى يبلغ رتبة الأجتهاد "فان مقام العارف اجل وارفع من ان يكون مقلدا اعنى بالمعنى العام للتقليد.
وفى كتب الامام ابى الفيض قدس سره تجد الاستقلالية الناشئة عن كمال المعرفة ورسوخ القدم فى باب الفتح مع احترام المذاهب وتوقير ائمتها بل والتماس المعاذير والمخارج الشرعية لا صحاب الانفرادات الفقهيةمنهم والحقيقة انه لم تسعد مدرسة علمية بما سعدت به المدرسة الكتانية من التنوع الفكرى والتعددية فى المواقف العلمية واللافت للنظر اتفاقهم جميعا على ركنين أساسيين:
1_الأعتماد على الدليل والاستمساك بالأثر
2_الإستناد الخاص الى الجناب النبوى.والله أعلم ,آسف على التطفل سيدى حمزة حفظكم الله