من الممكن أن يكون وصل إلى الألف فائدة رضي الله عنه، لِما عُلم من فائق علمه ودقة عقله وتميزه على أهل زمانه حتى قالوا أنه مجدد القرن الثاني الهجري، وقد رأيت في كتاب "شجرة النور الزكية في طبقات علماء المالكية" للعلامة محمد بن محمد مخلوف رحمه الله، (طبعة دار الفكر) قال صفحة:221 في ترجمة العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن الصباغ المكناسي (ترجمة رقم:768)، أنه أملى بمجلس درسه على حديث ((يا أبا عمير ما فعل النغير)) أربعمائة فائدة ".اهـ وذكر أنه توفي بفاس عام:750هـ، ورأيت في "جذوة الإقتباس"(1/301 ترجمة رقم:306) لأحمد ابن القاضي المكناسي أنه توفي سنة:749هـ.
فإن كان هذان الفقيه المغربي رحمه الله استطاع في مجلس واحد أن يملي مئات الفوائد من هذا الحديث في مجلس واحد.. فبإمكاننا قبول كون الإمام الشافعي استطاع في ليلة كاملة استنباط ألف فائدة أو ما فوق..
لكن الأمر يحسم في العثور على مصدر الحكاية التي لم أعثر بعد على من يدل عليها منذ مدة طويلة.
وقال أيضاً في ترجمة شيخ الجماعة بفاس الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن غازي العثماني المكناسي ثم الفاسي (صفحة: 276، ترجمة رقم:1029) المتوفى سنة:919هـ، أنه استنلط من هذا الحديث:"مائتي فائدة".
وهاتان الفائدتان مما قيدته أتناء قراءتي للكتاب.
قد كانت عقول أولئك السادة منورة بنور الله، وقلوبهم خاشعة بذكره سبحانه رجاء فضله وامتنانه.. لذلك فتح الله لهم تلك الفتوح.. واستطاعوا استنباط كل تلك الفوائد التي جعلتنا نحن نتحير فيها وفيهم..
رحمهم الله وأنار أضرحتهم وألحقنا بهم صالحين غير مبدلين..