منتدى الساده الكتانيين ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى |
|
| من أسرار القرآن سورة الحجر بقلم: د. زغلـول النجـار | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد ذوالفقار المشرف العام
عدد المساهمات : 988 تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: من أسرار القرآن سورة الحجر بقلم: د. زغلـول النجـار الأحد فبراير 01, 2009 2:34 am | |
| من أسرار القرآن بقلم: د. زغلـول النجـار
262ـ أ إنا كفينـــاك المســـتهزئين* * الحجـر:95*
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم سورة الحجر, وهي سورة مكية, وآياتها(99) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي أصحاب الحجر وهم قوم نبي الله صالح ـ عليه السلام ـ وذلك في الآيات(80 ـ84) من هذه السورة المباركة.
وتبدأ سورة الحجر بالحروف المقطعة الثلاثة( الر) التي جاءت في مطلع خمس من سور القرآن الكريم هي( يونس, هود, يوسف, إبراهيم, الحجر) كما جاءت مرة سادسة بإضافة الحرف( م) لتصبح( المر) وذلك في مطلع سورة الرعد. وقد سبق لنا استعراض قضية الحروف المقطعة بما يغني عن تكرار ذلك هنا.
وبعد هذا الاستهلال تمتدح سورة الحجر القرآن الكريم, مهددة الكفار لانصرافهم عن الإسلام, ومتوعدة إياهم بنزول عقاب الله تعالي بهم في الدنيا والآخرة وذلك بقول ربنا تبارك وتعالي:
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين* ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين*ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون* وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم* ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون*( الحجر:1 ـ5).
ثم تستنكر الآيات تطاول الكفار والمشركين علي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتنطعهم, واستكبارهم علي الحق الذي جاء به, وطلبهم ملائكة تبلغهم عن الله ـ تعالي ـ الذي يجزم بأن الملائكة لا تنزل إلا بالحق, أي بالرسالة أو بالعذاب.
وتؤكد الآيات تعهد الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ بحفظ القرآن الكريم تعهدا مطلقا, وتستنكر تطاول الكفار والمشركين علي رسل الله, علي الرغم من علمهم بما نزل بالكفار من قبلهم, وفي ذلك تقول الآيات:
وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون* لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين* ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين* إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون* ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين* وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون* كذلك نسلكه في قلوب المجرمين* لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين* (الحجر:6 ـ13). ثم تنتقل سورة الحجر إلي التأكيد علي أن الكفار والمشركين مهما رأوا من الآيات فلن يؤمنوا بها, مستعرضة عددا من آيات الله في الكون( الآيات15 ـ27) للتدليل علي حقيقة الألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة للخالق العظيم فوق جميع خلقه, وعلي حتمية البعث والحشر والحساب والجزاء, ولكن الكافرين لا يعتبرون.
وبعد ذلك تنتقل الآيات إلي عرض جانب من قصة خلق أبينا آدم ـ عليه السلام ـ وموقف الشيطان منه ومن ذريته, فمنهم من يتبعه من الضالين فيهوي بهم إلي نار جهنم, ومنهم من يستعصي علي غوايته من عباد الله المتقين, فيدخلهم الله ـ تعالي ـ جنات النعيم( الآيات28 ـ4.
وتأمر الآيات خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ـ أن يبلغ العباد بأن الله ـ تعالي ـ هو الغفور الرحيم, وأن عذابه هو العذاب الأليم( الآيتان50,49), كما تأمره أن يبلغهم بقصص عدد من أنبياء الله السابقين لبعثته الشريفة, تأكيدا علي وحدة رسالة السماء, وعلي الأخوة بين الأنبياء, وعلي صدق رسالته ـ صلي الله عليه وسلم ـ, وعلي صلته بوحي السماء, وذلك تثبيتا للمؤمنين علي إيمانهم, ودعوة للعقلاء أن يؤمنوا بنبوته. ومن هؤلاء الأنبياء إبراهيم, لوط, صالح, وشعيب( علي نبينا وعليهم من الله السلام). ووضحت الآيات كيف عاقب الله ـ تعالي ـ المعاندين الكافرين من أمم هؤلاء الأنبياء والمرسلين( الآيات51 ـ84).
وتختتم سورة الحجر بتوجيه الخطاب مرة أخري إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدة خلق السماوات والأرض بالحق, حتمية الساعة, أن الله ـ تعالي ـ هو خالق كل شيء, وفضل كل من الفاتحة والقرآن العظيم فتقول:
وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل* إن ربك هو الخلاق العليم* ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم* لا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين* وقل إني أنا النذير المبين* كما أنزلنا علي المقتسمين* الذين جعلوا القرآن عضين* فوربك لنسألنهم أجمعين* عما كانوا يعملون* فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين* إنا كفيناك المستهزئين* الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون* ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون* فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين* واعبد ربك حتي يأتيك اليقين (الحجر:85 ـ99). والخطاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ خطاب إلي جميع المسلمين, المؤمنين بصدق بعثته الشريفة, وعلي ذلك فإن الأوامر إلي هذا الرسول الخاتم كما جاءت في ختام سورة الحجر وفي غيرها من سور القرآن الكريم, هي أوامر لجميع المسلمين, وفيها من التكريم لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ما هو حق لمقامه بصفته خاتم الأنبياء والمرسلين, والنذير المبين الذي ليس من بعده نبي ولا رسول, وفيها من التعظيم لفاتحة الكتاب الكريم, وللقرآن كله ما يليق بكلام رب العالمين, وفيها اللوم علي الذين يجتزئون القرآن الكريم فيؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه, أو يستشهدون بما يجتزئونه منه ويكفرون بمجموع رسالته القائمة علي التوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ وعلي تنزيهه ـ جل وعلا ـ عن جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله, ولذلك وصفتهم الآيات في ختام سورة الحجر بوصف( المقتسمين* الذين جعلوا القرآن عضين أي المتحالفين علي الباطل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض, وتتهددهم الآيات بقول الحق ـ تبارك وتعالي ـ لخاتم أنبيائه ورسله: فوربك لنسألنهم أجمعين* عما كانوا يعملون.
وتشير الآيات إلي أن أهل الكفر والشرك والضلال سوف يظلون ـ أبد الدهر ـ يتطاولون علي دين الله وكتابه ورسوله, وهو من الإعجاز الإنبائي لكتاب الله, ولذلك فإن الآيات في خواتيم سورة الحجر توجه الخطاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ مهددة الكفار والمشركين فتقول:
فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين*إنا كفيناك المستهزئين* الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون*.
| |
| | | أحمد ذوالفقار المشرف العام
عدد المساهمات : 988 تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: رد: من أسرار القرآن سورة الحجر بقلم: د. زغلـول النجـار الأحد فبراير 01, 2009 2:35 am | |
| من ركائز العقيدة في سورة الحجر 1 ـ الإيمان بالله ـ تعالي ـ وبملائكته, وكتبه, ورسله, وبخاتم الأنبياء والمرسلين, وبالقرآن الكريم الذي أوحي إليه من رب العالمين, وبأنه كتاب مبين, وبأن الله ـ تعالي ـ هو الغفور الرحيم, وأن عذابه هو العذاب الأليم, وأنه ـ سبحانه وتعالي ـ هو الخلاق العليم, فلا يخلق غيره, ولا يخفي شيء عن علمه.
2 ـ اليقين بأن الإسلام هو دين الله الذي علمه لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ لحظة خلقه, وأنزله علي سلسلة طويلة من الأنبياء والمرسلين, ثم أكمله وأتمه وحفظه في بعثة الرسول الخاتم ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولذلك تتوق النفوس إلي هذا الدين الإلهي بالفطرة حتي نفوس أعداد من الكفار والمشركين الذين باعوا أنفسهم للشياطين فصدوهم عنه.
3 ـ التصديق بأن الكفار والمشركين يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام, ويلهيهم الأمل عن مصيرهم الأسود في الدنيا قبل الآخرة حيث الفشل في حياتهم, ثم في الآخرة النار مثوي لهم.
4 ـ التسليم بأن هلاك كل أمة من أمم الكفر والشرك والضلال له في علم الله كتاب محدد معلوم, لا تسبقه ولا تتأخر عنه, أي أن الله ـ تعالي ـ ما أهلك أمة من الأمم العاصية إلا بعد قيام الحجة عليها, وانتهاء الأجل المحدد لها.
5 ـ الإيمان بأن النبي العربي سيدنا محمد بن عبدالله ـ صلي الله عليه وسلم ـ هو خاتم الأنبياء والمرسلين, وأنه تلقي الوحي بالقرآن الكريم من لدن رب العالمين, ولذلك تعهد الله ـ تعالي ـ بحفظه فحفظ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية, وسوف يظل محفوظا بحفظ الله إلي ما شاء الله.
6 ـ التصديق بأن الكفار والمشركين في كل العصور هم الذين تطاولوا علي أنبياء الله ورسله, واستهزأوا بدعوتهم, انطلاقا من ضلالتهم, ومن استحواذ الشياطين عليهم حتي أعمت قلوبهم إلي حد عدم الاعتبار بعقاب الكافرين ممن سبقوهم.
7 ـ اليقين بأن غالبية الكفار والمشركين لن يؤمنوا بالله العلي العظيم ولو عرضت عليهم آيات السماء والأرض آية آية, علي كثرتها ووضوح دلالاتها وحجتها.
8 ـ التسليم بأن الله ـ تعالي ـ هو خالق كل شيء, وأن عنده علم كل شيء, وبأنه هو الذي يحيي ويميت, وأن كل شيء هالك إلا وجهه, وأنه ـ تعالي ـ هو وارث الأرض ومن عليها, وباعث الأموات من أجداثهم, وحاشرهم إليه للحساب والجزاء في يوم الحساب.
9 ـ الإيمان بأن الله ـ تعالي ـ خلق الإنسان من صلصال كالفخار, وخلق الجان من قبل من نار السموم, وبأن الله ـ سبحانه وتعالي ـ قد أسجد الملائكة لأبينا آدم ـ عليه السلام ـ وبأن الشيطان ملعون إلي يوم الدين, ومطرود من رحمة رب العالمين, ولذلك توعد بني آدم بالإضلال والغواية إلا عباد الله المخلصين منهم.
10 ـ اليقين بأن الجنة حق, وأنها هي دار المتقين, وبأن النار حق, وبأنها هي قرار الكافرين.
11 ـ التصديق بكل ما جاء به القرآن الكريم من أخبار الأولين.
12 ـ التسليم بأن خلق السماوات والأرض وما بينهما قد تم بالحق أي حسب قوانين وسنن ثابتة لا تتخلف, ولا تتعطل ولا تتوقف إلا أن يشاء الله.
13 ـ الإيمان بأن الساعة آتية لا ريب فيها.
14 ـ التصديق بالقرآن الكريم كله, دون اجتزاء, لأن إنكار آية واحدة منه يمثل إنكارا لمعلوم من الدين بالضرورة, وهو كفر لا شك فيه.
15 ـ اليقين بأن الله ـ تعالي ـ قد تكفل بالدفاع عن خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فلن يفلت من عقاب الله متطاول علي مقام هذا الرسول الخاتم الذي جعله الله ـ تعالي ـ إماما للمتقين, وسيدا للخلق أجمعين, وتجسيدا للكمال البشري في أعلي صوره.
من الإشارات الكونية والتاريخية في سورة الحجر 1 ـ تأكيد حفظ القرآن الكريم من كل من الضياع أو التحريف, وقد حفظ كاملا في نفس لغة وحيه( اللغة العربية) علي مدي تجاوز الأربعة عشر قرنا, وسوف يبقي القرآن محفوظا إلي ما شاء الله, لأن العهد الإلهي بحفظه عهد مطلق, أي غير مقيد بزمن محدد( الآية رقم9).
2 ـ الإشارة إلي كل من رقة طبقة نهار الأرض, وظلمة السماء, وإلي بنائها المحكم, ووصف الحركة فيها بالعروج( الآية رقم15).
3 ـ وصف بروج السماء الدنيا بأنها زينة للناظرين, وتأكيد حفظها من كل شيطان رجيم( الآيتان رقم:17,16).
4 ـ الإشارة إلي شيء من وظيفة الشهب( الآيةرقم1.
5 ـ إثبات كروية الأرض بالوصف( مددناها), ووصف الجبال بأنها رواسي لها, ونعت جميع صور الإثبات فيها بالاتزان الدقيق( الآية رقم19).
6 ـ تأكيد تكفل الله ـ تعالي ـ برزق كل حي( الآية رقم20).
7 ـ إثبات أن خزائن كل شيء بيد الله ـ تعالي ـ وأنه لا ينزلها إلي الأرض إلا بقدر معلوم, وذلك من أجل حفظ التوازن فيها( الآية رقم21).
8 ـ الإشارة إلي أن الله ـ تعالي ـ جعل من الرياح ما يحمل إلي السحب نوي التكثيف لبخار الماء المحمول فيها, حتي ينزل علي هيئة المطر الذي يسقيه الخلق أجمعين, ووصف تلك الرياح بأنها( لواقح), وتأكيد أن الله ـ تعالي ـ هو الذي هيأ الظروف الأرضية لخزن جزء من ماء السماء في تربة وصخور قشرة الأرض, ولا يقدر علي ذلك غيره( الآية رقم22).
9 ـ تأكيد أن الله ـ سبحانه وتعالي ـ هو خالق كل شيء, وهو الذي يحيي ويميت, والذي يرث الكون بكل من فيه وما فيه( الآية رقم23).
10 ـ وصف خلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون( الأنفال:26 ـ2.
11 ـ إثبات عدد من قصص الأنبياء وأممهم من مثل قصة نبي الله إبراهيم( الآيات:51 ـ60), وقصة قوم لوط( الآيات:61 ـ77), وأصحاب الأيكة وهم قوم نبي الله شعيب( الآيتان رقما79,7, وأصحاب الحجر وهم قوم نبي الله صالح( الآيات أرقام80 ـ84).
12 ـ الإشارة إلي قلب الأرض رأسا علي عقب بقري قوم لوط( الآية رقم74), وهذه الآية لا تزال باقية إلي اليوم وإلي أن يشاء الله.
13 ـ تأكيد خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق, وما في ذلك من إشارة إلي مركزية الأرض من السماوات, وإلي أن الغلاف الغازي للأرض ليس من الأرض بالكامل, ولا من دخان السماء بالكامل, ولكنه خليط من مادتي الأرض والسماء. والتأكيد كذلك علي ضبط القوانين والسنن الحاكمة للكون إلي أن يشاء الله, وعلي أن الساعة آتية لا محالة( الآية رقم85).
14 ـ الجزم بأن الله ـ تعالي ـ هو خالق كل شيء( الآية رقم86).
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها, ولذلك فسوف أركز في المقال القادم إن شاء الله علي النقطة الأخيرة من القائمة السابقة. | |
| | | | من أسرار القرآن سورة الحجر بقلم: د. زغلـول النجـار | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|