وقفت على هذه الرسالة النفيسة اقل لكم بعضا منها كما لرايته بخط سيى الباقر رضى الله عنه وهى تدل على المحبة والتواصل بين أهل الله.
أرسل الإمام الباقر يشكر الإمام الرائد ويشيد بدور الرائد وجهود في الإصلاح. بعد ما اطلع على أعداد كثيرة من مجلة المسلم وأعجب بها فقال:-
"وإن خير جواب على هاته التعزية لهو الإشادة بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها العشيرة في سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة سواء في مراكزها العديدة أو على صفحات مجلة المسلم التي سدت فراغاً طالما تمنينا سده وكيف لا تكون كذلك؟ وقد أصبحت في طليعة الذين ينادون بأن الإسلام دين ودولة ومصحف وسيف وقانون ونظام لا أنه مجرد تلاوة آيات من القرآن لا تجاوز الحناجر وقراءة أذكار بقصد البركة ودفع الشر ويرفعون رأس الإسلام عالية ويكشفون النقاب عن وجهه الحقيقي ويقيمون البراهين لأعداء التصوف والصوفية والطرق والطرقية على أن إهمال الجانب الروحي في الحياة هو مصدر الشٌقاء الأبدي وعنوان الموت المعنوي لأن التصوف الإسلامي هو عبارة عن محاسن الكتاب والسنة بل ومحاسن الكتب الإلهية كلها فالإعراض عنه في الحقيقة إعراض عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وكم كان والدنا مؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية شهيد الإسلام والمغرب يتمنى في أوائل هذا القرن الهجري أن يصدر علماء المسلمين في مختلف بقاع الأرض مجلات إسلامية جامعة تدعوا إلى الإسلام الصحيح وتحارب الصحافة الأجنبية التي شمرت عن ساعد الجد والإجتهاد في محاربة الإسلام وعرقلة مساعيه ولكن المسلمين كانوا إذ ذاك في غفلة ساهون وعن الحق لاهون. ولا زالوا لم يتصوروا الداء حتى يطلبوا له علاجا . قال رضوان الله عليه في رسالة كتبها لعلماء مراكش الحمراء " وكان ينبغي لعلماء الملة لما رأوا هذه الجرائد العجمية انتشرت أن يفهموا أن ظهروها حرب بالأقلام في الحقيقة لأهل الملة فكان ينبغي لهم أن يضعوا تأليفاً ولو أن تشترك فيه جمعية- ويكلف كل واحد بتحرير كتاب فيه وينسب الكتاب لجمعيتهم في أسرار الشريعة المطهرة وبيان مواقع نجومها المٌقسَم بها في قوله سبحانه " فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم"
ويطبعوا هذا التأليف مجاناً لله و لرسوله وشكراً للأمانة وحفظا للإيمان في قلوب الأمة ورعياً للوطن ومقابلة للحرب بالسلم وإدحاضاً للأباطيل وعرقلة لمساعيها بالحجج الدامغة ويطبعوا الآلاف من النسخ ويفرقونه في الدنيا لله ولو وقع مثل هذا ، لحدثت أمور في العالم خيرية وسماوية ولكن إهمال القرائح وعقمها أنتج نتائج وخيمة لا تحمد فانتبهوا إخواني وأحبائي وتداركوا ما أمكن تدراكه . أ.هـ
وقد حاولت تحقيق هذه الفكرة في المغرب من عدة سنين ولكن السلطات الفرنسية والمسئولين في الدواير العليا أبوا ذلك. والله الموفق لا رب لنا غيره ولا ملجأ لنا سواه.
وإذا كان لي من ( كلمة) أوجهها إلى العشيرة المحمدية فهي أن تهتدي بآرائكم وتتأدب بآدابكم فأنتم نور يستضاء به ومنار يهتدى به عرفتم أمراض المسلمين وأطلعتم على أدويتها فصرتم تعالجونها بمهارة فائقة وأساليب رائقة ومقالاتكم الافتتاحية في مجلة المسلم أول دليل على ما أقول وليكن لبقية الطرق الصوفية اقتداء بكم ولينفضوا عن أنفسهم غبار الخمول والكسل وليفهموا الإسلام كما فهمتموه وليتجردوا للدعوة إليه وليجعلوا من زواياهم مراكز ذكر ومدارس علم وليتعاونوا مع الحركات الوطنية المخلصة حتى يحتل الإسلام مكانته اللائقة به في هذا الكون ويمتثلوا قوله جل وعلا " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ... الآيات "
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات،وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
[img][/img][b]