مؤلفات البيهقي:
كان من ثمار اجتهاد الإمام البيهقي، وقوة همته في طلب العلم منذ صغره، وطواف هاة المشايخ بنفسه وهو في سن البلوغ، وما تهيأ له من لقاء الجهابذة من المحدثين والعلماء أن تمكن من جمع هذا العلم الوافر الغزير، والذي أبانت عنه مصنفاته أحسن إبانة، بما اتصف به من الوفرة والجودة.:"
قال عنه ابن كثير "وجمع أشياء كثيرة نافعة لم يسبق إليها، ولا يدرك فيها، منها كتاب السنن الكبير
1- السنن الكبرى
من أعظم مؤلفات البيهقي كتابه السنن الكبرى والذي احتل مكانة مرموقة بين المصنفات في الحديث الشريف، فقد أقبل العديد من العلمء الكبار على سماع هذا الكتاب وإسماعه لأهل العلم، والقيام بتقريبه لجمهير الأمة الإسلامية، وقد أثنى العلماء عليه، وقد جعله ابن صلاح ت 643هـ سادس الكتب الستة في القيمة والأهمية بعد البخاري ومسلم وسنن أ[ي داود، وسنن النسائي وكتاب الترمذي
وقال الإمام السبكي ت 771هـ مشيدًا بسنن البيهقي " أما السنن الكبير فما صنف في علم الحديث مثله تهذيبًا وترتيبًا وجودةمنهجه في السنن الكبير:
إنه كتاب مسند. 1- فهو لا يخرج في كتاب حديثًا أو أثرًا أو حكاية أو شعرًا إلا بالإسناد
2- يعتني بالمتون
أما بالنسبة للمتوزن فقد قام منهجه فيها على كشف اختلافات ألفاظها وبيان غريبها، والتنبيه على عللها واضطرابها وما يستنبط منها من أحكام
3- منظم وفق الأبواب الفقهية
قام البيهقي رحمه الله بتقسيم كتابه السنن الكبرى إلى كتب كلية مثل كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، ثم قسم الكتب إلى وحدات أصغر منه وهي البواب، والأبواب وحدة جامعة للعديد من الأبواب الفرعية فيقول مثلاً (جماع أبواب الحديث) و(جماع أبواب ما يوجب الغسل) إلخ
4- مستوعب لأحاديث الأحكام
جعل البيهقي كتابه مستوعبًا لأحاديث الأحكام من أخبار وآثار بجميع درجاتها مع التمييز بينها، فإنه يذكر الصحيح ليعمل به، ويذكر لضعيف ليحذر منه
5- تكراره للحديث
وقد يكرر البيهقي الحديث لفائدة فقهية تعرض له في الباب، أو لعلوّ في الإسناد، فإن منهجه قائم أساسًا على الاستدلال، فلا يخرج النص في الباب إلا لمقصد إستدلالي يهدف من ورائه إلى هدف ما
6- اختصاره لأسماء شيوخه
استعمل البيهقي طريقة الكني في ذكر شيوخه عند الرواية عنهم في غالب الأعم من منهجه في الكتاب، وقد يذكرهم بأسمائهم في بعض الأحول، وكان مقصده في ذلك الأسلوب الإجلال لهم، وطلب الاختصار لكثرة تكرارهم في الأسانيد
7- استعماله للآيات القرآنية
درج الإمام البيهقي على إيراد المناسب من الآيات القرآنية في الكثير من الأبواب مستنبطًا منها استنابطات جيلة
أما باقي مؤلفات الإمام البيهقي فهي كثيرة، وعظيمة المنافع منها.
. 1- أحكام القرآن .وقد جمع البيهقي فيه أقوال الشافعي في بيان آيات الأحكام
2ـ أحاديث الشافعي.
3ـ الألف مسألة4- بيان خطأ من أخطأ على الشافعي
وقد أفرده البيهقي في الرد لى من زعم أن للشافعي أخطاء حديثية، فهو يتعلق بفن مهم من فنون الحديث، وهو علم العلل.
5- تخريج أحاديث الأم. (كتاب الأم للشافعي)
6- معالم السنن
7- معرفة السنن والآثار
8- العقائد
ـ9- إثبات عذاب القبر10- القراءة خلف الإمام11- فضائل الصحابة
ونمير ذلك من المؤلفات العديدة، والكثيرة
وهكذا نرى غزارة إنتاج البيهقي، ومكانته المرموقة في العلم، وصدق قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
فقم بعلم لا تطلب به بدلا فالناس موتي وأهل العلم أعداء آراء العلماء فيه:
قال الإمام الذهبي " أصاب أبو المعالي .هكذا هو ، لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك لسعة علومة ، ومعرفته بالاختلاف."
وقال المام السبكي " أما السنن الكبير فما صنف فى علم الحديث مثله تهذيبا وترتيبا وجودة "
وقال الإمام ابم الصلاح " ولا يخدعن ـ أي طالب العلم ـ عن كتاب السنن الكبير للبيهقى فإنما لا نعلم مثله فى بابه "
وفاة البيهقي:وبعد حياة حفلة بالتطواف والطلب في جمع العلم وتحصيله، والهمة في بثه وتعليمه، والاعتكاف على تدوينه وتصنفه، وأصاب البيهقي المرض في رحلته الأخيرة إلى نيسابور، وحضرته المنية، فتوفى في العاشر من جمادي الأولى سنة 458 ه وله من العمر أربع وسبعون سنة، فغسلوه وكفنوه، وعملوا له تابوتًا ثم نقلوه إلي مدينه بيهق وهي على يومين من نيسابور رحم الله البيهقي رحمة واسعة، ورافق نبيه في أعالي الجنان