الشيخ محمد النبهان
المجذوب : هو السالك ، لأنه سلب من عاداته . فهو أصم أبكم ، أعمى عما سوى المحبوب ، مجذوب في محبوبه لا يرى سواه .
الشيخ إبراهيم بن مصطفى الموصلي
يقول : " المجذوب : هو المأخوذ ، تارة يكون غائباً عن حسه فاقد الشعور ، وتارة يرد عليه تكملة له فيأتي بما يريد من أنواع العبادات ، فهو في أخذه محفوظ وفي رده قائم بالخدمة ملحوظ ".
ويقول الشيخ محمد النبهان :
" المجذوب له صفات ثلاث : عقله صغير ، نفسه كبيرة ، قلبه طاهر ، وهو غير مكلف .
المجاذيب لا يحملون سراً ، وإذا حمّلتهم سراً يبيعونه بليرة أو ليرتين .
أبعدوا عنهم ، أعطوهم لأنهم لا يشتغلون ، ولا تقولوا لهم ادعوا لنا .
المجذوب لا كمال عنده ، جربوه ، إذا غضب يدعوا عليكم ولو أحسنتم إليه ثلاثين سنة ، لو كان عنده كمال لكمّل نفسه ، هذا مع أني أحب المجاذيب على الإطلاق ".
يقول الشيخ إبراهيم بن مصطفى الموصلي :
" يكشف الله له المجذوب من الأحوال والوقائع السابقة واللاحقة ، ورؤية المشايخ السابقين والمعاصرين ، ورؤية النبي ، ورؤية الأنبياء ، وعروجه بروحه إلى سدرة المنتهى ، وانكشاف الجنة له والنار ، ورؤيته أمور عظام لا يفي التعبير ببيانها ".
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" غالب المجاذيب ... غائبون عن شهود حكمة ظهور العالم وترتب الأسباب بعضها على بعض ، وعن حكم البدء والإعادة والختم والفتق والرتق ... ولا يعرفون كمالاً ولا نقصاً ولا خسةً ولا شرفاً إلى غير ذلك مما أحاط به علم الله { عز وجل } ".
يقول الشيخ داود خليل :
" إذا تم السلوك ولم يحصل الجذبة على الكمال يكون من خواص الأولياء ، ويسمى هذا القسم : بالسالك غير المجذوب .
وإذا حصل الجذبة الإلهية ولم يتسلك من شيخ كامل علم السلوك والجذبة ، فهو من عوام الأولياء ، ويسمى هذا القسم : المجذوب غير السالك ، ولا يصلح أن يكون هذا القسم مرشداً ومسلكاً بخلاف القسم المتقدم ".
الفرق بين السالك والمجذوب
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" إن من الناس من حرك الله همته لطلب الوصول إليه فسار يطوي مهامة نفسه وبيداء طبعه ، إلى أن وصل إلى حضرة ربه ، يصدق على هذا قوله سبحانه وتعالى :
والَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا . ومن الناس من فاجأته عناية الله من غير طلب ولا استعداد ، ويشهد لذلك قوله تعالى : يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ .
فالأول : حال السالكين ، والثاني : حال المجذوبين .
يقول الشيخ ابن عباد الرندي : في شرح هذه الحكمة العطائية :
" شأن السالكين الاستدلال بالأشياء عليه ، وهم الذين يقولون : ما رأينا شيئاً إلا ورأينا الله بعده . وشأن المجذوبين الاستدلال به على الأشياء ، وهم الذين يقولون : ما رأينا شيئاً إلا رأينا الله قبله .
ولا شك أن الدليل أظهر من المدلول . فأول ما ظهر للسالكين الآثار ، وهي الأفعال ، فاستدلوا بها على الأسماء ، وبالأسماء على الصفات ، وبالصفات على وجود الذات ، فكان حالهم الترقي والصعود من أسفل إلى أعلى .
وأول ما ظهر للمجذوبين حقيقة كمال الذات المقدسة ، ثم ردوا منها إلى مشاهدة الصفات ، ثم رجعوا إلى التعلق بالأسماء ثم أُنزلوا إلى شهود الآثار . فكان حالهم التدلي والتنزل من أعلى إلى أسفل .
فما بدأ به السالكون من شهود الآثار إليه انتهاء المجذوبون . وما ابتدأ به المجذوبون من كشف حقيقة الذات إليه انتهاء السالكين .
لكن لا بمعنى واحد ، فإن مراد السالكين شهود الأشياء لله . ومراد المجذوبين شهود الأشياء بالله ، فالسالكون عاملون على طريق الفناء والمحو ، والمجذوبون مسلوك بهم طريق البقاء والصحو . ولما كان شأن الفريقين النزول في تلك المنازل المذكورة لزم التقاؤهما في طريق سفرهما : السالك مُتَرَقِِّ، والمجذوب مُتَدَلِّ ".
يقول الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي :
" السالك يترقى ، والمجذوب يتدلى . كما أن الطائع يقبل والعاصي يتولى .
السالك يترقى درجة درجة إلى الحضرة ، والمجذوب يؤخذ إليها بأول مرة .
الفرق بين المجذوب والمحب
يقول الشيخ داود القيصري :
" ومن سبق جذبته على مجاهدته يسمى : بالمجذوب ، لأن الحق سبحانه يجذبه إليه ، ومن سبق مجاهدته جذبته يسمى بالمحب ، لتقربه إلى الحق سبحانه ، أولاً . ثم يحصل له الانجذاب
ثانياً . كما قال رسول الله ناقلاً عن ربه تعالى : لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فجذبته موقوفة على المحبة الناتجة من تقربه ، لذلك يسمى : كسبياً ".
الفرق بين المجذوب والمجنون
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" قالوا : الفرق بين المجاذيب والمجانين : أن المجانين كان سبب ذهاب عقولهم استعمال مطعوم كوني ، لا يناسب مزاجهم ، أو صخة عظيمة على عقله ونحو ذلك .
وأما المجاذيب فكان سبب ذهاب عقولهم عظيم ما تجلى لقلوبهم من عظمة ربهم ، فذهلوا عن تدبير أبدانهم وأحوالهم ".
السيد محمود أبو الفيض المنوفي
يقول : " المجذوب الحق : هو من أخذته هواتف الحق من الصغر ، وربته يد العناية حتى الكبر ".
الشيخ أبو الحسن الشاذلي
يقول : " المجذوب المجاهد : هي مرتبة المجاهد الذي سلك بنفسه ، ثم أدركته العناية فجذب واجتبى قبل الوصول فقد أحرز المنزلتين ".
منقول من منتدي دار الإيمان