عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الأنبياء أحياءٌ في قبورهم يصلون) حديث صحيح رواه الهيثمي في الزوائد وقال رجاله ثقات والمنذري و السيوطي في الجامع الصغير وصححه البيهقي .
وورد النص في كتاب اللَّه في حق الشهداء أنهم أحياء يرزقون وأن الحياة فيهم متعلقة بالجسد فكيف بالأنبياء والمرسلين قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) فإن كان الشهداء أحياءٌ عند ربهم فالأنبياء أولى بذلك من الشهداء .
وقد ورد في صحيح مسلم عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره .
والعجب أيها الإخوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سيدنا موسى في قبره يصلي ، ولما وصل المسجد الأقصى وجد الأنبياء فيه ومعهم سيدنا موسى ، ولما صعد إلى السماء وجده في السماء السادسة
فأي موت هذا ! هل موت سيدنا موسى كموتنا نحن أيها الأخوة ؟ هل حاله بعد موته كحال بقية الناس ؟ إن كان هذا حال سيدنا موسى فكيف يكون حال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد موسى وسيد الأنبياء والمرسلين وحبيب رب العالمين .
إذاً الأنبياء ميتون لكن حالهم وحال أرواحهم بعد الموت ليس كأحوالنا نحن بقية الناس بل لها شأن آخر وفعل آخر وقد ورد في الحديث الشريف الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله روحي حتى أرد عليه) رواه احمد وأبو داوود و البيهقي .
فحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره في قبره متصلة بنا في حياتنا الدنيا إلى يوم القيامة .فموته ليس كموتنا وروحه ليست كأرواحنا وبرزخه غير برزخنا .
وقد يقول قائل هذا حال الرسول صلى الله عليه وسلم فما بال الأولياء والصالحين ؛ فنقول له ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي .