محمود حسين الكتانى
مشرف
عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
 | | موضوع: رمضان مزرعة العباد السبت أغسطس 15, 2009 8:31 am | |
| [center]الحمــــد لله الذي يبدأ بحمده كل خطاب
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
اللهم إنا نتوب إليك توبة الموقنين بأنك رب الأرباب ومسبب الأسباب
ونرجوك أن تقبل توبتنا وأوبتنا رجاء العالمين بأنك الغفور التواب
فسبحانك ربنا نلجأ إليك لجوء الآملين
في عفوك يوم العرض والحساب
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد سيد المرسلين والأنبياء
وعلى آله وصحابته السادة الأصفياء العاملين بالسنة والكتاب
صلاة دائمة مصونة من الانقضاء والانقطاع إلى يوم الفصل والخطاب
أتى رمضان مزرعة العبـاد لتطهير القلوب من الفساد
فـأد حقوقه قـولا وفعــلا وزادك فاتخـذه للمعــاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادما يوم الحصــاد
هكذا أيها الإخوة الأحباب دار الفلك دورته وجاء شهر رمضان المدرسة الربانية
التي تفتح أبوابها كل سنة شهرا كاملا ليتدرب فيه العباد على طاعة الله رب العباد
والإمساك عن المعاصي فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القــرآن .
ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل هذا الشهر الكريم قولا وعملا فقد روى الطبراني وابن النجار عن
عباده بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل رمضان يقول :
(( أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة فيه خير
يغشيكم الله فينزل الرحمة ويحط فيه الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم
ويباهى بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرا ، فان الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل ))
وروى الطبراني والديلمى بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اقبل رمضان يقول :
(( اللهم سلمني لرمضان وسلم رمضان وسلمه منى متقبلا ))
لقد فرض الله علينا صيام نهاره وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام ليله ، فهو شهر
له مذاق خاص يختلف عن باقي شهور العام يكسر فيه المسلم العادة الرتيبة التي ألفها طول العام ويقترب
فيه من ربه بالصيام والقيام وتلاوة القــرآن ، قال رب العزة جل وعـــلا :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183
فكأن الله جل وعلا حين فرض علينا الصيام برجاء أن يكون الصيام هو السبيل للتقوى ، والتقوى أحبائي في الله
في تعريف بسيط هي الإتيان بكل عمل صالح فيه أمر بمعروف ونهى عن المنكر لذلك فقد روى الحاكم في
صحيح الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك عن كعب بن عجره رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( احضروا المنبر ، فحضرنا ، فلما ارتقى درجة قال : آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال : آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال : آمين ))
فلما نزل قلنا : يا رسول الله ..لقد سمعنا منك اليوم شيئا ماكنا نسمعه ؟ قال :
(( إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال : بعـد من أدرك رمضان فلم يغفر له . فقلت : آمين ،
فلما رقيت الثانية قال : بعد من ذكرت عنده ثم لم يصـل عليك فقلت : آمين فلما رقيت الثالثة قال :
بعـد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت : آمين ))
يقول الإمام حسن البصري رضى الله عنه :
( إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يتسابقون فيه بطاعته ألي مرضاته ، فسبق قوم ففازوا ،
وتخلف آخرون فخابوا ، فالعجب من الضاحك اللاعب فى اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر المبطلون)
فإذا فهمنا تلك المعاني وفقهناها وحرصنا على الفوز فى هذا السباق الذي لا يكون إلا في شهر رمضان ،
نكون قد أدركنا سباق الطاعات في شهر البركات ونكون من الفائزين فى بقية الشهور ، ويكون من خسر السباق
فى رمضان قد منى بخسران سيلازمه فى بقية الشهور .
أحبائي في الله ...
إن الصيام لا يكفى فيه أن نصوم عن الطعام والشراب والشهوات في نهار رمضان وإنما ينبغى أن نرقى
فى الصيام لأعلى الدرجات فتصوم أيدينا عن تقديم الأذى لعباد الله أو تمتد إلى محرم ، كما تصوم ألسنتنا
عن السباب واللغو والكذب والغيبة والنميمة وتصوم أعيننا عن النظر إلى ما حرم الله وتصوم آذاننا عن سماع اللغو ...
وينبغى أن تصوم كل جوارحنا عن ارتكاب جميع المعاصي والآثام . كما ينبغى أن تصوم قلوبنا عن الحقد والحسد
والجشع والطمع والربا و النفاق .
كما ينبغى كذلك أن نحرص على الصلاة في مواقيتها وأدائها في جماعة مع الخشوع فيها حتى نكون من المفلحين
اللذين قال فيهم رب العزة في سورة المؤمنون :
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُون َ}
وأن نحرص على إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحرص على صلاة التراويح لما ورد فى
فضلها مما رواه أبو هريرة رضى الله عنه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
(( من قا م رمضان إيمانا واحتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه ))
ويجب كذلك أن نحرص على الدعاء والتضرع إلى الله تبارك وتعالى لان شهر رمضان تتفتح فيه أبواب السماء
لإجابة دعاء الصائمين مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ثلاثة لا ترد دعوتهم :
الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم ، يرفعها الله فوق الغمام ، وتفتح لها أبواب السماء
ويقول الرب تعالى : وعزتي وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين ))
فلنجعل من هذا الشهر الكريم تصحيحا لمسارنا فنحقق محبة ربنا ومحبة نبينا ونفوز بالقرب منه
صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون ذلك إلا بتقوى الله تلك التقوى التى جعلها الله سببا لفرض الصيام
ش حيث قال فى كتابه الكريم (البقرة 180) : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ
َعلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
اللهم حسن أخلاقنـا ووسـع أرزاقنا
وعن الحرام غـض من أبصارنـا
اللهم بلغنا رمضان وفقنا لصيام نهاره وقيام ليله
فسبحانك ربنا أنت ولى ذلك والقادر عليه
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
محمود حسين الكتانى | |
|
