ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل همٍّ فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب). أي: من حيث لا يرجوا ولا يخطر بباله.
ـ وعن أبي ذر رضي الله عنه: (إنَّ لكل داءٍ دواء، وإنَّ دواء الذنوب الاستغفار).
الاستغفار الدائم يجعل الكبيرة صغيرة لقوله: (لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار).
وعن الحسن رضي الله عنه أن رجلاً شكا إليه القحط فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر من الفقر وآخر قلة النَّسل وآخر من ريع أرضه ـ أي من قلة نمأه ـ فأمرهم كلهم بالاستغفار، فقال له ربيع بن صبح: أتاك رجال يشكون أبواباً فأمرتهم كلهم بالاستغفار، فتلا الحسن رضي الله عنه في جوابه هذه الآية: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ...) [نوح].
وروي أن عمر رضي الله تعالى عنه خرج إلى الاستسقاء بالناس فلم يزد على الاستغفار فنزل ورجع فقيل له: ما سمعناك استسقيت وما دعوت الله فقال: استسقيت ودعوت قَبِلَ الله دعائي ودعاءكم، فقالوا: من أين علمت؟ قال: هلا تستغفرون؟ قالوا: استغفرنا، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: قال الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ... ) [نوح] الآيات.
وعن حذيفة رضي الله عنه: إن الشيطان قال: وعزّتك يا ربّ لا أبرح أُغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرَّب: وعِزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
وورد: إنّ الله وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار، فمن استغفر الله بالنية الصادقة غفر له.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (توبوا إلى الله توبة نصوحا ) [التحريم:8]، قال: التوبة النصوح، النّدم بالقلب والاستغفار باللِّسان والإضمار على ألّا يعود إلى الذنب أبدا.
فقال الفقيه: فإذا فعل ذلك لا يبرح من مقامه حتى يغفر له.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: التوبة النصوح مفتوحة مقبولة من كل أحد إلا من ثلاثة: إبليس رأس الكفرة، وقابيل ابن آدم رأس الخطيئة، ومن قتل نبياً من الأنبياء.