مصطفى الجعفرى المراقبيين
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 22/01/2009 العمر : 36 الموقع : mohamedyehya.page.tl
| موضوع: خبر سار: أكاديمية للصوفية في مصر الخميس نوفمبر 05, 2009 3:24 pm | |
|
في خطوة جديدة تقرر إقامة أكاديمية لعلوم التراث يلتحق بها الطلاب الحاصلون على الليسانس او البكالوريوس من الجامعات، والحاصلون على الثانوية الازهرية، وتعمل الاكاديمية على تخريج دعاة مؤهلين يربطون بين العلوم الاسلامية والاجتماعية والانسانية وبين التصوف اى يجمعون بين حقائق هذه العلوم واسرارها بما ينعكس على الدعوة الاسلامية بالايجاب.
وقد تم الانتهاء من اعداد اللائحة التنفيذية لهذا المشروع الذى تتبناه العشيرة المحمدية وهى من اقدم واكبر الطرق الصوفية في مصر ومن المتوقع ان تبدأ الدراسة في الأكاديمية العام المقبل.وكانت احدى المؤسسات المصرية قد أنشأت خلال السنوات الماضية معهدا لتدريس علوم التصوف ومركزا علميا للابحاث والدراسات الصوفية وفي هذا الحوار مع الدكتور محمد مهنا المستشار الإعلامي للأكاديمية والاستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الازهر نتعرف على تفاصيل المشروع:
ـ كيف جاءت فكرة انشاء اكاديمية لدراسات التصوف وعلوم التراث؟
ـ هذه فكرة الشيخ محمد زكي الدين ابراهيم رائد العشيرة المحمدية فقد نادى بإنشاء جامعة صوفية عالمية منذ بداية الخمسينات وقد استغرقت الفكرة وقتا طويلا لتظهر الى الواقع العملى ففى نهاية السبعينات أنشأ الشيخ محمد زكي الدين معهدا للدراسات الصوفية وكان مقره تكية السلطان محمود في شارع بورسعيد وكانت هذه التكية تابعة للعشيرة المحمدية في ذلك الوقت.
واستمر المعهد فترة وكان يعد اول معهد لاعداد الدعاة فلم تكن وزارة الاوقاف والجمعيات الدعوية الاخرى قد فطنت الى انشاء هذه المعاهد وكان الهدف منه تخريج الداعية الصوفي المؤهل والمسلح بالعلم والعمل وان يكون قدوة للآخرين ولديه من سعة الصدر وسعة الافق ما يؤهله للنجاح في دعوته والقدرة على اداء رسالته لكن لظروف خارجة عن الارادة توقف المعهد وانتقل الى وزارة الاوقاف التى بدأت في انشاء معاهد لاعداد الدعاة.
أيضا كانت هناك محاولات اخرى لانشاء معهد صوفي مثل انشاء المعهد العلمى الصوفي في عام 1995 وكان من بين اهدافه انشاء الجامعة الصوفية ومنذ العام الماضى بدأنا في انشاء الجامعة الصوفية العالمية لكننا غيرنا الاسم الى الاكاديمية الصوفية العالمية لظروف خاصة بالقوانين وهى عبارة عن جامعة تضم عدة مؤسسات من بينها المركز العلمى الصوفي بجانب انشاء كلية للدراسات الصوفية ومعهد للدراسات الصوفية ومعهد لعلوم التراث ومعهد لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها ومعهد للخط العربى والزخرفة الاسلامية ومعهد لدراسات الحضارة الاسلامية والبيئة .
ومركز لتدريب وتنمية المهارات ولم يبدأ العمل في كل هذه المؤسسات لكننا بدأنا بكلية الدراسات الصوفية اما المركز العلمى الصوفي فهو يعمل منذ عام 1995 وله نتاج من ضمنه مجلة البحوث والدراسات الصوفية وطبع ونشر كتب التراث الصوفي واقامة ندوات ومؤتمرات صوفية والاشراف على مجلة المسلم المعاصر وغير ذلك من الاعمال العلمية والدعوية.
الأحكام والأسرار
ـ ما الشروط الواجب توافرها في الطلاب الذين يلتحقون بالاكاديمية؟ وما مدة الدراسة؟ وماذا يدرسون؟
ـ كلية الدراسات الصوفية حسب لائحتها تقبل الحاصلين على الليسانس والبكالوريوس والحاصلين على الثانوية الازهرية ومدة الدراسة فيها اربع سنوات يدرس الطالب خلالها الدراسات الاسلامية حسب منهج الازهر مع التركيز على البعد الصوفي لكل هذه العلوم، مثلا نحن ندرس الفقه ولا نقف عند احكام الفقه الظاهرة ولكن نتجاوزها الى دراسة اسرار الاحكام الفقهية فلو درسنا احكام الطهارة ندرس احكامها الظاهرة ثم اسرارها الباطنة وكذلك احكام الصلاة واسرارها وغيرها من العبادات.
وكذلك احكام المعاملات واسرارها لان هذه الاسرار في الاحكام لا نركز عليها في زماننا في حين انها مقصودة مثل الاحكام الظاهرة تماما بل هى الاصل فمع الامر بالصلاة هناك امر بالتوكل على الله في القرآن: «وعلى الله فليتوكل المؤمنون» وكما ان هناك امرا بالزكاة فهناك امر بالصبر «واصبر وما صبرك الا بالله» وكما أن هناك أمرا بالحج هناك امر بالتفويض فالاسرارالخاصة بالمعاملات والعبادات يجب ان نتناولها ليس بطريقة عاطفية لكن وفق اسس علمية فعندما يقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: «الطهور شطر الايمان» اى الطهارة نصف الايمان كيف يتحقق ذلك.
هل بمجرد ان يتوضأ الانسان او يغتسل يتحقق له نصف الايمان اذن وراء الطهارة الظاهرة اسرار باطنة تحقق نصف الايمان فما هى هذه الاسرار وما احكامها وهكذا في كافة المواد فمثلا كما ان هناك مناهج للتفسير مثل التفسير بالمأثور او التفسير اللغوى او التفسير العلمى هناك التفسير الاشارى وهو تفسير صوفى وهذا التفسير له قواعده وضوابطه كما اخبر النبى - صلى الله عليه وسلم ودعا لسيدنا ابن عباس فقال: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» اذن هناك اسس لعلم التفسير ونحن ندرس في التفسير الجانب الاشارى منه ايضا، هناك البعد الصوفي في الحديث .
كما في كتاب بهجة النفوس الذى يتحدث عن البعد الصوفي او في حجة الله البالغة للامام الدهلوى يتحدث ايضا عن البعد الصوفي في علم الحديث حتى في النحو الذى هو علم قواعد استقامة اللسان فهناك علم قواعد استقامة القلب، مثلا الإمام القشيرى له كتبه مثل نحو القلوب الصغير ونحو القلوب الكبير واجروميات الامام ابن عجيبة وغيرها، في نحو القلوب فهو يأخذ نفس قواعد النحو الظاهرة ويطبقها على القلب ويبرر اسباب رفع الفاعل بأن الفاعل الحقيقى هو الله والجملة تتكون من اسم وفعل وحرف.
فالاسم اسمه تعالى فلابد ان يكون اعرابه كذا ولماذا يكون المفعول به منصوبا، وهكذا فهم يشرحون تلك القواعد ويطبقونها على القلب فكل العلوم الاسلامية لها بعدها الصوفي ليس فقط العلوم الاسلامية بل ايضا العلوم الاجتماعية والانسانية وليس فقط العلوم النظرية بل العلوم الطبيعية والعملية ايضا مثل الهندسة والطب والصيدلة، وغير ذلك لها بعدها الصوفي.
فما من شيء في عالم الشهادة الا هو ظلال لحقائق في عالم الغيب وقوانين الشهادة او قوانين الملك تعمل وتدور في اطار وطبقا لقوانين الملكوت وقوانين الجسد او المادة تعمل وتدور في فلك قوانين الروح ولا يمكن ان تعمل في معزل عنها وبالتالى كان التعرف على قوانين الروح او قوانين الغيب او قوانين الملكوت هو المقصود.
ثم نرى تطبيقاتها في عالم الشهادة، وهكذا يكون تطور الحضارة في العلوم وفى المجالات الاخرى تطورا ايجابيا لأننا نعمل ونطور علومنا وحضارتنا طبقا للنواميس الكونية التى وضعها الله - سبحانه وتعالى - من الاصل وهى تقوى الايمان وتأكيد التوحيد، اما اذا كان تطور العلوم والصناعة والزراعة وغيرها وتطور الحضارة في الواقع بمعزل عن النواميس الكونية وبمعزل عن قوانين الغيب يكون هذا التطور سلبيا ويحدث الانهيار والكوارث الحضارية «ألم تر كيف فعل ربك بعاد» وغيرها من الحضارات التى عاشت آلاف السنين .
وليس قرنين او ثلاثة مثل الحضارة الغربية الحديثة فهذه الحضارات عاشت آلاف السنين لكنها عندما وصلت ـ في مرحلة معينة من مراحل تطورها ـ الى الجوانب المادية بمعزل عن القوانين والنواميس الكونية وعن دين الله وعن الايمان انهارت هذه الحضارات «كانوا ينحتون من الجبال بيوتا فارهين» فكانوا يقيمون قصورا داخل الجبال اين نحن من هؤلاء.
التراث الاسلامي
ـ كيف يتم تضمين هذه المعاني في المناهج التي يتم تدريسها؟
ـ بالنسبة للدراسات الاسلامية لدينا في التراث الإسلامي هذه المناهج التى اشرت اليها فمثلا في التفسير الاشارى هناك كتب كثيرة مثل تفسير ابن عجيبة «البحر المديد في تفسير القرآن المجيد» وتفسير الامام الالوسي والخازن والرازي و«لطائف الاشارات» للامام القشيري فهناك تراث كبير من التفسير الاشارى والصوفي ايضا في علوم الفقه هناك الامام ابوحامد الغزالى في كتابه «احياء علوم الدين» وفى «منهاج العابدين» ومدخل الامام ابن الحاج في الفقه وغير ذلك من كتب الفقه التى تتعرض للجوانب الغيبية او الصوفية.
صحيح ان هذه الكتب ليست كثيرة لكن لابد من استخراجها من التراث وهناك من المخطوطات وكتب التراث ما يحتاج الى بحث وتنقيب لاخراج هذا التراث ايضا آيات الاحكام في كتب التفسير الاشارى تعتبر فقها يمكن ان نستخرجها من كتب التفسير الإشارى وتعتبر من مواد الفقه.
ايضا هناك كتب في اللغة العربية والنحو والمكتبة الاسلامية مليئة بكتب الادب والنقد الصوفي هذا ما يتعلق بالكتب الاسلامية ناهيك عن كتب التصوف المتخصصة او اصطلاحات الصوفية من حيث قضايا واشكالات التصوف وتعريفه وتاريخه ونشأته وطرقه ومناهجه ومدارسه او منازل السائرين وفقه القلوب.
وهذا كله يصلح كمناهج للتصوف حتى اصول الفقه هناك قواعد واصول التصوف اما العلوم الاجتماعية والانسانية والطبيعية فمازالت قيد الدراسة ومهمة الاكاديمية انها تكوّن كوادر علمية قادرة على استخراج هذه العلوم من بطون كتب التراث ومقارنتها مع ما يوجد من علوم حديثة لاظهار وانتاج وتوليد علوم جديدة في هذه المجالات.
مجلس الأمناء
ـ هل هناك لجنة تقوم بوضع المناهج ام انكم تكتفون بالاعتماد على مناهج الازهر؟
ـ هناك مجلس امناء للاكاديمية يتكون من 12 استاذا وعالما في مقدمتهم الشيخ حسن الشناوى رئيس المجلس الاعلى للطرق الصوفية والدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر السابق والدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس جامعة الازهر الاسبق والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية والدكتور نصر فريد واصل المفتى السابق والدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث بالازهر والدكتور حسن الشافعى العميد الحالى للكلية والدكتور محمد سالم والدكتور محمد ابوليلة رئيس قسم اللغة الانجليزية بجامعة الازهر وغيرهم من كبار الاساتذة،
هذا المجلس مهمته الاشراف على الاكاديمية بصفة عامة وهناك لجنة للخطط والمناهج تنبثق عن هذا المجلس وهناك لجنة لكل مادة تتولى وضع المنهج فيها ومن ضمن اهداف الاكاديمية انشاء مجالس او لجان علمية من الباحثين مهمتها ضبط هذه المناهج وتوليد هذه العلوم من كتب التراث.
صنع حضارة
ـ من الناحية الرسمية والقانونية هل هناك تنظيم للطلاب الذين يلتحقون بالاكاديمية وهل سيعملون في مهن محددة بعد تخرجهم؟
ـ المقصود من هذه الاكاديمية ليس تخريج طلاب ومنحهم شهادات بقدر العمل على صنع حضارة، ولذلك فالدارسون فيها حصلوا على شهادات قبل الالتحاق بها لكن المقصود ادخال او ضخ مناهج علمية جديدة سواء من حيث المناهج او من حيث طبيعة الدراسة او من حيث كيفية الامتحانات فالهدف هو صناعة العقل الإسلامي الحضاري القادر على توجيه دفة الحضارة الاسلامية وإثبات وجودها بين الحضارات الاخرى الحالية وصنع العقلية الاسلامية القادرة على هذا التوجيه الذي يحتاج الى منهج علمي جديد، والتعمق في العلوم.
بهدف ربط الغيب بالشهادة والملك بالملكوت والمعقول بالمنقول والمادة بالروح، لذلك نحن نعتمد في الدراسة على الطالب اكثر من الاستاذ، فالاستاذ يوجه الطالب الى البحث والامتحانات مقسمة بين جانب بحثى يقوم به الطالب وجانب تحريرى، فالطالب يكلف بكتابة تقارير كل شهرين عما درسه وموضوعات كل مادة والاشكالات العلمية التى تتضمنها وآراء العلماء والفقهاء والمدارس الفقهية والعلمية في هذه الاشكالات ورأيه،
والنتيجة التى خرج بها من الدراسة والنقاط التى مازالت يعتقد أنها لم تغطى علميا وهكذا وهذه التقارير لها درجات تؤثر في تقديره النهائى فالمقصود من هذه الدراسة ليس حشو عقلية الطالب بكم من العلوم ولكن تكوين عقلية لها منهج علمى معين في دراسة العلوم والاستفادة منها وتوجيهها، أما الجانب الآخر فيتعلق بعمل الخريجين وهذا حسب قانون الطرق الصوفية فمن حق مشيخة الطرق الصوفية انشاء المعاهد العلمية طبقا للمادة 44 من قانونها واستصدار قرار جمهورى بهذه المعاهد بناء على موافقة مجلس الوزراء.
وبعد موافقة المجلس الاعلى للطرق الصوفية والقرار الجمهورى يحدد نوعية هذه الشهادة ودرجتها العلمية والمالية وما الى ذلك، والخريجون من الممكن ان يعملوا في الحقل الصوفي والدعوة والاسلامية عموما خاصة انهم مسلحون بالدراسات الاسلامية التى يدرسها الازهر بالاضافة الى البعد الصوفي لهذه الدراسة وقد وافق المجلس الاعلى للطرق الصوفية على انشاء المعهد الصوفي وتم رفع الاوراق الى مجلس الوزراء.
دعاة ووعاظ
ـ هل من الممكن ان يعمل الخريج كداعية في مساجد وزارة الاوقاف او كواعظ بالازهر؟
ـ نعم لانه هو الاولى فوزارة الاوقاف تعين دعاة بالمكافأة في المساجد وهناك نقص في الدعاة لدرجة انه يتم تعيين البعض ممن يحفظون عدة اجزاء من القرآن لاقامة الشعائر واعتقد ان وزارة الاوقاف لن ترفض تعيين شخص مؤهل درس في الاكاديمية كل هذه العلوم والمناهج ويدرس فيها مجموعة من اكبر الاساتذة في العالم وبالتالى فيمكن ان تستعين بهم كأئمة في مساجدها.
ـ التصوف سلوك في الاصل فكيف تعمل المناهج على تدعيم الناحية السلوكية لا ان تكون مجرد دراسة نظرية كغيرها من المناهج؟
ـ التصوف اساسا سلوك والذى يميز التصوف عن غيره انه سلوك وتربية يصل من خلالهما الانسان الى مراقٍ ومراتب معينة في العلم الذى يسميه العلماء العلم اللدنى لكن هذا لا يمنع الدراسة النظرية فالعلم النظرى سابق على السلوك.
فكيف يقبل انسان على العلوم السلوكية قبل ان يعرف فضل واهمية ومشروعية التصوف والا لما كتب العلماء وكبار الاولياء في التصوف كتبا لحض الناس على الاقبال على هذا الطريق وهذه سنة نبوية لان النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث: «العلم سابق على العمل» ولا استطيع العمل اوالسلوك دون علم وشرط العمل العلم فلا يعبد الله - سبحانه وتعالى - الا بما شرع فلابد لكى يقبل الانسان على العبادة الصحيحة ان يعرف من يعبد وكيف يعبد والتصوف اساسه الشريعة فلابد من العلم بالشريعة وهذا التعمق الذى نتحدث عنه في العلوم هو بعد في الفقه والعلوم الشرعية فبعض الناس يعتقد ان التصوف هو مجرد اجتماعات في موالد وبعض المظاهر السلبية وهذا غير صحيح.
أقسام الفلسفة
ـ اذا قيل إن التصوف يدرس في بعض أقسام الفلسفة واللغة العربية في الجامعات فما الجديد الذى تقدمه الاكاديمية؟
ـ لا يمنع من ان التصوف يدرس في بعض الجامعات من ان يكون هناك كلية او معهد متخصص في دراسة التصوف فالتصوف عندما يدرس كمادة غير التصوف عندما يدرس كمنهج علمى متكامل في كل المواد العلمية سواء كان في الفقه او الحديث او التفسير او في اللغة العربية وهناك في الازهر وغير الازهر مواد أنشئت لها كليات مثل كلية الهندسة الوراثية كانت هذه مادة او فرعا من مادة في العلوم الطبيعية وهذا لا يمنع من ان تنشئ لها كلية خاصة لان الحاجة اصبحت ماسة اليها.
جريدة البيان الاماراتية الخميس 16 فبراير 2006 ، 17 محرم 1427هـ السنة السادسة والعشرون، العدد 9374
| |
|