أبشر إخواننا الفاضل أن كتاب "سَنن المهتدين في مقامات الدين" للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف ابن المواق العبدري الغرناطي، آخر قضاة غرناطة والأندلس، المتوفى بها بعد سقوطها عام 897هـ، طبع حديثا بتحقيق نفيس لأخينا وحبيبنا العالم المحقق البحاثة سيدي هشام حيجر الحسني، وتقديم أخينا الحبيب العلامة سيدي عدنان بن عبد الله زهار الكتاني طريقة ومحبة.
هذا الكتاب يكاد يكون أهم ما كتب في بابه، وهو في فلسفة التشريع، ولا يسعني اللفظ والكلام أن أصفه وأوضح قيمته، ويكفي ما قيل بأن أئمة المغرب بعد الألف الثانية هم مواقوا المذهب، فهو آية في بابه، كأنه رد على كتاب "الاعتصام" للشاطبي، وهو خزانة علم ونظر، جمع بين الفقه والأصول والتصوف والسلوك، وهو منهاج، يستحق الدراسة والاختصار والشرح والتحشية والكتابة على منواله..
وقد تكفل أخونا الأستاذ هشام حيجر بتقديمه بدراسة غاية في النفاسة، تغني المبتديء عن مطالعة الأصل، وتوصل فكرة الكتاب لقارئه. وقد كان الكتاب أول ما طبع منذ نحو مائة عام، بتصحيح الإمام العلامة عبد العزيز بن محمد بناني رحمه الله تعالى، ثم طبع طبعة حديثة على يد أحد العلماء الشناقطة غير أن تلك الطبعة نفدت بسرعة ولم تنتشر، ثم تكفل أخونا الشيخ هشام حيجر حفظه الله بتحقيقه وتقديمه بدراسة مسهبة، وعمله فيه متميز..
والكتاب سلاح قوي في يد السادة الصوفية، بل الفقهاء والنوازليين بعامة، ولذلك قال فيه إمامنا الشيخ ابو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني قدس سره: "لا يستغني عنه فقيه"، وهو من روافد المكتبة الكتانية والفكر الكتاني عموما، فنوصي الإخوة بشرائه واقتنائه ومدارسته.
وقد طُبع في حلة فاخرة في 450 صفحة بدار ابن حزم والمركز المغربي للتراث ببيروت، ويتوقع أن يكون في معرض القاهرة الآتي إن شاء الله تعالى...