مصطفى الجعفرى المراقبيين
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 22/01/2009 العمر : 36 الموقع : mohamedyehya.page.tl
| موضوع: التبرك من القرءان والسنه !! الخميس فبراير 11, 2010 3:25 am | |
| [color=darkblue] بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم التبرك معنى التبرك: طلب البركة، والبركة هي: النماء والزيادة. والتبريك: الدعاء للإنسان بالبركة. وبارك الله الشيء وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة. وفي التنزيل: ]وَهَذَا كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ مُبَارَكٌ[([1])وتبركت به تيمنت به. والمعنى الاصطلاحي للتبرك هو: طلب ثبوت الخير الإلهي في الشيء. وقد يراد من التبرك التعظيم: فقد قبّل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن (أي الحجر الأسود) بمحجن معه ويقبل المحجن (وهو عصا محنية الرأس) ([2]).. وقال نافع: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده، ثم قبل يده وقال: «ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله »([3]). فاستنبط العلماء من ذلك جواز تقبيل كل ما هو معظم، وكل من يستحق التعظيم، وكل ماله صلة بالمعظم. ومن التعظيم: تقبيل الحجر الأسود، أو أي شيء له علاقة به كالمحجن عندما يشار به إلى الحجر الأسود، أو اليد إذا أشير بها إلى الحجر الأسود. ومن التعظيم: تقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم أو أي جزء منه كشعره الشريف الطاهر. ومن التعظيم: التبرك به صلى الله عليه وسلم أو بأي جزء منه، أو بأي أثر من آثاره. وكذلك الحال في السادة الصالحين نفعنا الله بهم، ففعل هذا كله يدل على التعظيم. والتعظيم يصدر من المسلم امتثالا لأمر الله في تعظيم حرمات الله، وطلباً لرضاه والثواب منه تعالى، فالتقرب إلى الله تعالى حاصل بالتبرك، لأنه تعظيم ولأنه طلب للخير من الموارد المشروعة،فالتبرك والتعظيم يترادفان. إذن فالتبرك هو طلب الخير الكثير، كطلب الشفاء من الله تعالى عن طريق إنسان مسلم صالح مبارك لمكانته الرفيعة عند الله، فالذي يتبرك بالأشياء أو بالصالحين أو بآثارهم إنما يطلب الخير الكثير من الله تعالى عن طريق هذا النبي أو هذا الإنسان المسلم الصالح، أو عن طريق أثر من آثارهم كما كان الصحابة يفعلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآثاره، يتقربون إلى الله بالتبرك به وبآثاره. وكذلك يكون التبرك عن طريق أي وسيلة مشروعة كالحجر الأسود، ([1])الأنعام: من الآية155 ([2]) رواه مسلم، ح 1275. ([3]) رواه مسلم ح 1268. ــــــــــ والبقاع المباركة التي خصها الله تعالى على غيرها ثم إن أخذ الدواء طلبا للشفاء مشروع، والتبرك بالأنبياء والأولياء وآثارهم، طلبا للشفاء أو طلبا للأجر: مشروع. وكما أن الذي يأخذ الدواء يجب عليه أن يعتقد أن الشافي هو الله تعالى، كذلك من يتبرك بالأنبياء والأولياء يجب عليه أن يعتقد أن الضار والنافع والمعطي والمانع هو الله تعالى. فمن يحرم التبرك يلزم عليه أن يحرم أخذ الدواء سدا للذريعة، أي لئلا يعتقد الناس بفعالية الدواء دون اعتقاد أن الله هو وحده الشافي. وأئمة الإسلام يقولون بجواز التبرك، وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع. مشروعية التبرك من القرآن الكريم وأقوال المفسرين البركة في الأشخاص: - قال الله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام لإخوته: ]اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً[([1]). ثم قال تعالى ]فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[ ([2]). فنبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام كان قد ابيضت عيناه حزناً على فقدان ابنه يوسف، وأصابتهما غشاوة ولم يعد يرى، فببركة القميص الذي مس جسد سيدنا يوسف عليه السلام رد الله تعالى بصر أبيه يعقوب، وهما يعلمان جيدا أن الضار والنافع والشافي هو الله تعالى وحده، وكان بوسع سيدنا يوسف أن يرفع يديه ويدعو الله تعالى لأبيه بالشفاء فيستجيب الله له، ولكن لما كان التبرك بآثار الأنبياء والصالحين والاستشفاء بهما: مشروعا مثل الدعاء: لجأ سيدنا يوسف إليه، فأرسل إلى أبيه قميصه وأمر أن يلقى على وجهه، ونفذ أمره، وارتد بإذن الله بصر سيدنا يعقوب ببركة القميص الذي مس جسد سيدنا يوسف بن يعقوب عليهما السلام. - ) ـــــــــ[size="5"]وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك في عموم قوله تعالى ]وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ[ ([1]) . وعموم قوله تعالى: ]ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ[ ([2]). يقول الإمام القرطبي في تفسيره للآية الأولى: «والحرمات المقصودة هنا هي أفعال الحج المشار إليها في قوله: ]ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ[([3]) ، ويدخل في ذلك تعظيم المواضع، قاله ابن زيد وغيره، ويجمع ذلك أن نقول: الحرمات امتثال الأمر من فرائضه وسننه. وقوله ]فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ[ أي التعظيم خير له عند ربه من التهاون بشيء منها...» أ.هـ. ويقول العلامة الألوسي في تفسيره:« "]وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ[ جمع حرمة وهو ما يحترم شرعا والمراد بها جميع التكليفات من مناسك الحج وغيرها، وتعظيمها بوجوب مراعاتها والعمل بموجبه..» أ.هـ. فثبت بذلك أن التبرك المستتبع والمرادف للتعظيم مأمور به بنص الآية الكريمة. البركة في الأزمنة: ـــــــــــــ
ـــــــــــــــــ قال الله تعالى: ]حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ[ ([1]). البركة في الأمكنة: قال تعالى: ]إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً[ ([2]) قال في تفسير الطبري([3]): ]مُبَارَكاً[ جعله مباركا لتضاعف العمل فيه فالبركة كثرة الخير. وقيل مباركا لأن الطواف به مغفرة للذنوب. وفي تفسير القرطبي([4]): قوله تعالى: ]أَنـزلْنِي مُنـزلاً مُبَارَكاً[([5]) أي إنـزالا لا أرى فيه ما أكره. فعلى هذا يكون قوله: ]مُبَارَكاً[ يعني بالسلامة والنجاة. قلت: وبالجملة فالآية تعليم من الله عز وجل لعباده إذا ركبوا وإذا نـزلوا أن يقولوا هذا بل وإذا دخلوا بيوتهم وسلموا قالوا مثل هذا، وروي عن علي t أنه كان إذا دخل المسجد قال: «اللهم أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين». وفيه([6]): قوله تعالى: ]مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ[([7]). قال ابن عمر المشكاة جوف محمد صلى الله عليه وسلم والزجاجة قلبه والمصباح النور الذي جعله الله تعالى في قلبه ]يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ[ أي أن أصله من إبراهيم وهو شجرته فأوقد الله تعالى في قلب محمد صلى الله عليه وسلم النور كما جعله في قلب إبراهيم عليه السلام. ـــــــــــ ([ نماذج للتبرك من السنة المطهرة اتفق العلماء على مشروعية التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وأورد علماء السيرة والشمائل والحديث أخبارا كثيرة تمثل تبرك الصحابة الكرام رضي الله عنهم بأنواع متعددة من آثاره صلى الله عليه وسلم وسنذكر في هذه الرسالة أنواعا متعددة مما ورد في السنة في هذا الموضوع. - التبرك بالأماكن التي صلى فيها صلى الله عليه وسلم حدثنا موسى بن عقبة قال: رأيت سالم بن عبدالله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها ويحدث أن أباه كان يصلي فيها وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة، وحدثني نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي في تلك الأمكنة، وسألت سالما فلا أعلمه إلا وافق نافعا في الأمكنة كلها إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء. وحدثنا موسى بن عقبة عن نافع أن عبدالله بن عمر أخبره أن رسول الله rكان ينـزل بذي الحليفة حين يعتمر وفي حجته حين حج تحت سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق أو حج أو عمرة هبط من بطن واد فإذا ظهر من بطن واد أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية فعرّس ثَمَّ حتى يصبح ليس عند المسجد الذي بحجارة ولا على الأكمة التي عليها المسجد كان ثَم خليج يصلي عبدالله عنده في بطنه كثب كان رسول الله r يصلي فدحا السيل فيه بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبدالله يصلي فيه([1]). هذان النصان في صحيح البخاري يثبتان كيف أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتتبعون آثاره التي مر بها والمساجد التي صلى فيها فيصلون فيها تيمنًا وتبركًا وتأسيًا بنبيهم صلى الله عليه وسلم؛ فهل يكون المتبع لهم وثنيا؟! وعن ابن عمر قال: «دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فجئت فإذا قد خرج وإذا بلال قائم عند باب الكعبة، قال: قلت: يا بلال أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم؟فقال: هاهنا، قال: ثم خرج فصلى ركعتين بين الحجر والباب، قال: فكان مجاهد يصفها بين الأسطوانتين اللتين من قبل باب بني مخزوم. قال أبو بكر (الراوي عن مجاهد) : فكان مجاهد يصفها أي صلاته في الكعبة أنه صلى بين الأسطوانتين اللتين من قبل باب بني مخزوم([2]).
وذكر البخاري المساجد التي في طرق المدينة، ولم يذكر المساجد التي كانت بالمدينة؛ لأنه لم يقع له إسناد في ذلك على شرطه، وقد ذكر عمر بن شبة في (أخبار المدينة) المساجد والأماكن التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مستوعبا. وروى عن أبي غسان عن غير واحد من أهل العلم أن كل مسجد بالمدينة ونواحيها مبنى بالحجارة المنقوشة المطابقة فقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن عمر بن عبد العزيز حين بنى مسجد المدينة سأل الناس وهم يومئذ متوافرون عن ذلك ثم بناها بالحجارة المنقوشة المطابقة أهـ. وقد عين عمر بن شبة منها شيئا كثيرًا لكن أكثره في هذا الوقت قد اندثر وبقي من المشهورة الآن مسجد قباء، ومسجد الفضيخ، وهو شرق مسجد قباء، ومسجد بني قريظة، ومشربة أم إبراهيم، وهي شمالي مسجد بني قريظة، ومسجد بني ظفر شرق البقيع ويعرف بمسجد البغلة، ومسجد بني معاوية، ويعرف بمسجد الإجابة، ومسجد الفتح قريب من جبل سلع، ومسجد القبلتين في بني سلمة. هكذا أثبته بعض شيوخنا وفائدة معرفة ذلك ما تقدم عن البغوي، والله أعلم([2]). وحدثنا المكي بن إبراهيم قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف فقلت يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة قال: فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها([3]). ــــــــــ ([2]) فتح الباري 1/ 571. ([3]) صحيح البخاري: كتاب الصلاة، باب الصلاة إلى الأسطوانة، رقم (480). ـــــــــــ كانوا يجتمعون عندها. وذكره قبله محمد بن الحسن في أخبار المدينة. قوله: يا أبا مسلم، هي كنية سلمة. ويتحرى: أي يقصد([1]). وعن ابن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول اللهrممن شهد بدرا من الأنصار « أنه أتى رسول اللهrفقال: يا رسول الله قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:سأفعل إن شاء الله. قال عتبان فغدا رسول اللهrوأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت فقام رسول اللهrفكبر فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم»([2]). يقول الحافظ: وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو وطئها. ويستفاد منه أن من دعي من الصالحين ليتبرك به أنه يجيب إذا أمن الفتنة ويحتمل أن يكون عتبان إنما طلب بذلك الوقوف على جهة القبلة بالقطع([3]). فانظر إلى حرص هذا الصحابي على أن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فيتخذه مصلى تبركًا بموضع سجوده. ولم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، بل قال له سأفعل، وفعل برفقة أبي بكر رضي الله عنه واتخذه الرجل مصلى. ألا يدل ذلك على حرص الصحابة على التبرك بمواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواضعه ومواطئ أقدامه؟!وبعد ذلك يعقد البخاري بابًا آخر بعنوان: (باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم) ويعرض فيه تتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - لا سيما عبدالله بن عمر - لتلك المواضع([4]). - التبرك بعرقه وجبته وبردته صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك قال: «دخل علينا النبيrفقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم،فقال: يا أم سليم! ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب»([1]). قال الذهبي([2]): قال ابن سعد: عن البراء بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلمr قال ت من القيلولة - في بيت أم سليم على نطع، فعرق، فاستيقظ، وهي تمسح العرق، فقال: «ما تصنعين»؟ قالت: آخذ هذه البركة التي تخرج منك. أخرجه ابن سعد في الطبقات وأخرجه مسلم من طريق آخر وأحمد([3]). وفي رواية عند مسلم: فقال صلى الله عليه وسلم: «ما تصنعين يا أم سليم»؟. فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا. قال: «أصبت». انتهى.
وعن عبدالله مولى أسماء بنت أبي بكر قال: أرسلتني أسماء إلى عبدالله بن عمر فقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت إلي جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها.([6]) قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: «وفي هذا الحديث ــــــــــــ ([1]) رواه مسلم في كتاب الفضائل، باب طيب عرق النبي والتبرك به، رقم (2331). ([2]) (2/308) ([3]) الطبقات لابن سعد (8/428) ومسلم (2331 مكررا) وأحمد (3/226، 221) ([4]) (2/308) ([5]) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/428-429) وأحمد في المسند (3/287) ([6]) رواه مسلم في كتاب اللباس والزينة،(باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال، رقم (2069). ــــــــــــــــــ دليل على استحباب التبرك بآثار الصالحين وثيابهم »([1]). انتهى. وعن سهل بن سعد قال: «جاءت امرأة إلى النبيrببردة فقالت: يا رسول الله أكسوك هذه؛ فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فلبسها فرآها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها؟ فقال: نعم، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبيrأخذها محتاجا إليها، ثم سألته إياها وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها »([2]) . قال الحافظ ابن حجر في الفتح: « فيه التبرك بآثار الصالحين»([3]). وقال بعض الشافعية: ينبغي لمن استعد شيئا من ذلك (أي من لمن جهز قبره وكفنه قبل موته) أن يجتهد في تحصيلها من جهة يثق بحلها أو من أثر من يعتقد فيه الصلاح والبركة. انتهى -يتبع ان شاء الله | |
|
مصطفى الجعفرى المراقبيين
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 22/01/2009 العمر : 36 الموقع : mohamedyehya.page.tl
| موضوع: رد: التبرك من القرءان والسنه !! الخميس فبراير 11, 2010 3:28 am | |
| التبرك بشعره وظفره ونعله صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبدالحميد بن جعفر عن أبيه أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك، فقال: اطلبوها؛ فلم يجدوها فوجدوها وإذا هي قلنسوة خلقة، فقال خالد: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه وابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر»([4]). فأخرج البخاري في صحيحه قصة صلح الحديبية وفيه مجيء عروة بن مسعود رسول قريش: « … قال: ثم إن عروة جعل يرمق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينه فوالله ما يتنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم انقادوا لأمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له»([5]). وأخرج أبو عوانة في صحيحه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحلاق فحلق رأسه ودفع إلى أبي طلحة الشق الأيمن ثم حلق الشق الآخر فأمره أن يقسمه بين الناس»([6]). ــــــــــــ ([1]) شرح النووي على مسلم (14/44) ([2]) رواه البخاري في كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، رقم (5689)، وفي مواضع أخرى من صحيحه، منها: في كتاب الجنائز، باب من استعد الكفن في زمن النبي فلم ينكر عليه، رقم (1218). وانظر أيضا: سير أعلام النبلاء 4/ 42- 43. ([3]) فتح الباري (3/144) ([4]) رواه الحاكم في المستدرك 3/ 338، رقم (5299). قال في مجمع الزوائد (9/ 349): رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه، ورجالهما رجال الصحيح، وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا. ([5]) جزء من حديث طويل رواه البخاري في كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، رقم (2581)، وابن حبان في صحيحه 11/ 216- 227، رقم (4872). ([6]) فتح الباري 1/ 274. ـــــــــــــــــ ورواه مسلم من طريق ابن عيينة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين بلفظ: «لما رمى الجمرة ونحر نسكه ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فحلقه فأعطاه أبا طلحة، فقال: اقسمه بين الناس»([1]). قال النووي: وفيه التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وجواز اقتنائه([2]). وقال الذهبي([3])عن ابن عباس، قال: لما احتضر معاوية، قال: إني كنت مع رسول r على الصفا، وإني دعوت بمشقص، فأخذت من شعره، وهو في موضع كذا وكذا، فإذا أنا مت، فخذوا ذلك الشعر، فاحشوا به فمي ومنخري. وروي بإسناد عن ميمون بن مهران نحوه أن معاوية أوصى فقال: كنت أوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فنـزع قميصه وكسائيه فرفعته، وخبأت قلامة أظفاره، فإذا مت، فألبسوني القميص على جلدي، واجعلوا القلامة مسحوقة في عيني، فعسى [الله أن يرحمني ببركتها]. إسناده صحيح. ويزداد صحة بالطرق الأخرى، وما بين المعقوفتين من تاريخ الطبري. والحديث أخرجه الطبري في تاريخه. وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف وأخرجه ابن سعد في الطبقات ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه([4]). وقال الذهبي([5])في ترجمة الإمام العلم الفقيه الثقة المتقن التابعي الجليل عبيدة بن ناجية السلماني رحمه الله: «وروى البخاري في صحيحه عن محمد بن سيرين قال: قلت لعبيدة: عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس. فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها» اهـ. وقال أنس: لما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره([6]). ــــــــ ([1]) فتح الباري 1/ 274، وهو في صحيح مسلم: كتاب الحج، باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق، رقم (1305). ([2]) فتح الباري 1/ 274. ([3]) (3/158-160) ([4]) تاريخ الطبري (6/182). وأنساب الأشراف للبلاذري في (5/160) والطبقات لابن سعد وابن عساكر في تاريخه (مخطوط ج 16/ورقة 379). ([5]) (4/42-43) ([6]) رواه البخاري ــــــــــــأبو طلحة هو زوج أم سليم والدة أنس. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: «فيه التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وجواز اقتنائه»([1]). انتهى. يقول الذهبي: «فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظم بمنـزلة يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وسلم لاثماً له، فإذا فاتك الحج وتلقيت الوفد، فالتزم الحاج وقبل فمه وقل: فم مسه بالتقبيل حجراً قبله خليلي r»([2). ــــــــــــ ([1]) فتح الباري (1/274) ــــــــ ([2]) السير (4/43) ــــــــــ وقال الذهبي: قال الخلال: أخبرني عصمة بن عصام، حدثنا حنبل قال: أعطى بعد ولد الفضل بن الربيع أبا عبدالله (أحمد بن حنبل) وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال: هذه من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فأوصى أبو عبدالله عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه ففعل ذلك عند موته([1]). وقال ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد: (الباب الرابع والعشرون في ذكر تبركه واستشفائه بالقرآن وماء زمزم وشعر الرسول صلى الله عليه وسلم وقصعته). ثم روى ابن الجوزي عن صالح ابن الإمام أحمد قال: كنت ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء فيقرأ فيه ثم يقول: اشرب منه واغسل وجهك ويديك. وروى ابن الجوزي عن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر r فيضعها على فيه ويقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه، ويغمسها في الماء، ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء – أي الجرة – ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به بدنه ووجهه. ([2])اهـ. وقال الذهبي رحمه الله (12/453) في ترجمة الإمام الحافظ الرباني الزاهد العابد القدوة محمد بن اسماعيل البخاري رضي الله عنه: قال محمد الوراق: دخل أبو عبدالله (البخاري) بفربر الحمّامَ وكنتُ أنا في مشلح الحمّام أتعاهد عليه ثيابه، فلما خرج ناولته ثيابه فلبسها ثم ناولته الخف فقال: مسست شيئاً فيه شعر النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: في أي موضع هو من الخف؟ فلم يخبرني فتوهمت أنه في ساقه بين الظهارة والبطانة. وقال الذهبي([3]): ابن حنـزابة الإمام الحافظ الثقة الوزير الأكمل أبو الفضل جعفر ابن الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر. قال المسبحي: لما غُسل ابن حنـزابة جعل فيه ثلاث شعراتٍ من شعر النبي r كان أخذها بمالٍ عظيم. وقال ابن طاهر: ولم يزل ينفق في البر والمعروف الأموال، وأنفق كثيراً على أهل الحرمين الى أن اشترى داراً أقرب شيء إلى الحجرة النبوية، وأوصى أن يدفن فيها، وأرضى الأشراف بالذهب. فلما حمل تابوته من مصر تلقوه ودفن في تلك الدار. توفي سنة 391. ـــــــــ ([1]) السير (11/337) ([2]) مناقب الإمام أحمد (186-187) ([3]) (16/484 و 487) ــــــــــــ قال الحافظ الذهبي في ترجمة الصحابي الجليل شداد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه: وكانت النعل [أي نعل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم] زوجاً، خلفها شداد [بن أوس] عند ولده، فصارت إلى [ابنه] محمد بن شداد، فلما أن رأت أخته خزرج مانـزل به وبأهله. جاءت، فأخذت فرد النعلين وقالت: يا أخي، ليس لك نسل، وقد رزقت ولداً وهذه مكرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أن تشرك فيها ولدي فأخذتها منه([1]). - تبركه صلى الله عليه وسلم بتربة المدينة ومواضع الأنبياء عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها: باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى بها سقيمنا بإذن ربنا ». متفق عليه، واللفظ لمسلم([2]). قال ابن القيم: «وإذا كان هذا في التربات؛ فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها، وقد خالطت ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارنت رقيته باسم ربه، وتفويض الأمر إليه »([3]). وعن سعد بن أبي وقاص قال: «لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين، فأثاروا غبارًا، فخمّر بعض من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أنفه، فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه وقال: والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داء»([4]). وأبرك تراب في المدينة ما كان في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ هو روضة من رياض الجنة. فمن عاب تربتها فقد طعن في نفسه، لأن تربة المدينة هي تربة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا أفتى الإمام مالك رحمه الله فيمن قال: تربة المدينة رديئة، بأن يضرب ثلاثين درة وأمر بحبسه، وقال: ما أحوجه إلى ضرب عنقه؛ تربة دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم يزعم أنها غير طيبة !! ([5]) وعن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال: عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال: ما أنـزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنـزلني إلا ـــــــــ ([1]) (2/463) ([2]) رواه البخاري في كتاب الطب، باب رقية النبي، رقم (5413)، ومسلم في السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، رقم (2194). ([3]) زاد المعاد (4/ 187)، الطب النبوي 145وما بعدها. ([4]) رواه رزين، جامع الأصول (9/ 334). وانظر: الترغيب والترهيب (2/ 149). ([5]) وفاء الوفا (1/ 82)، وسبل الهدى والرشاد (3/ 463). ــــــــــــــــــــ ـــ ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك واديا يقال له: السرر، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا»([1]) (حديث صحيح). يقول الزرقاني: وفيه التبرك بمواضع النبيين([2]). ويقول ابن عبدالبر: وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم([3]). ولقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج قد صلى في بعض الأماكن تبركاً بأصحابها: فروى النسائي في (المجتبى) حديث الإسراء والمعراج بسند صحيح عن أنس بن مالك t في كتاب الصلاة باب فرض الصلاة وفيه: « …فسرت فقال: انـزل فصل فصليت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجرة ثم قال انـزل فصل فصليت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى، ثم قال: انـزل فصل فصليت فقال: أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام …» إلى آخر الحديث. يقول الإمام السندي في الحاشية: « صليت بطور سيناء وهذا أصل كبير في تتبع آثار الصالحين والتبرك بها والعبادة فيها»([4]) أ.هـ. وروى الحافظ الثقة محمد بن اسماعيل الترمذي حديث الإسراء عن شداد بن أوس t وذكر فيه نـزول النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة في المواضع الثلاثة ورواه عنه الإمام البيهقي بطريقين وقال إن إسناده صحيح وذكر له شواهد كثيرة تؤيده انظر دلائل النبوة للبيهقي([5]) وفي هذا الحديث نرى النبي صلى الله عليه وسلم صلى بطور سيناء وببيت لحم مولد عيسى عليه السلام فسن لنا بذلك سنة الصلاة لله في الأماكن المباركة، وما مكان مولد عيسى عليه السلام بأفضل من مكان مولد محمد صلى الله عليه وسلم. فهذا الحديث أصل كبير في تتبع المواطن المباركة والصلاة فيها لله.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .تم النقل من منتدى فضيلة الشيخ العلامه نفعنا الله بعلومه فى الدارين امين فضيلة الشيخ على جمعه ،ـــــــــــــــ [/size][/color] | |
|
المحب
عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 10/04/2010
| موضوع: رد: التبرك من القرءان والسنه !! الأحد أبريل 11, 2010 8:13 am | |
| | |
|