زهرة البستان
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 15/01/2010
| موضوع: تربية الأخلاقية والرياضة السلوكية الأحد مارس 07, 2010 5:31 pm | |
| قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت/ 69).
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد/ 11 ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف/ 2-3).
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التّوبة/ 105).
وعن أبي عبدالرّحمان السلمي قال: (حدّثنا مَنْ كان يُقرئنا من الصحابة أنّهم كانوا يأخذون من رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأُخرى حتّى يعلموا ما في هذه من العلم العمل).
وعن عثمان وابن مسعود واُبيّ: (انّ رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم كان يُقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر اُخرى حتّى يتعلّموا ما فيها من العمل فيعلِّمهم القرآن والعمل جميعاً).
ولأهمية التربية والمجاهدة النفسية عدّ الإسلام المجاهدة من أجل الانتصار على الذات مرحلة أرقى من مراحل الصراع والجهاد ضدّ العدوّ، فقد رُوي عن رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم أنّه بعث سرية للجهاد فلمّا رجعوا قال لهم: "مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل: يا رسول الله! ما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس".
وورد في حديث آخر: "المجاهد مَنْ جاهد نفسه".
وقال الإمام علي : (ميدانكم الأوّل أنفسكم، إن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن خذلتم فيها كنتم عن غيرها أعجز، فجرّبوا معها الكفاح أوّلاً).
ورُوي عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق قوله: (الخلق خلقان: أحدهما نيّة والآخر سجيّة، قيل: فأيّهما أفضل؟ قال : النيّة، لأنّ صاحب السجية مجبول على أمر لا يستطيع غيره، وصاحب النيّة يتصبّر على الطاعة تصبّراً فهذا أفضل).
فمن التأمّل بهذه النصوص والتفكّر فيما توحي به من توجيهات وأهداف عملية نستنتج أنّ الإسلام لا يكتفي بالمعرفة والتوعية والتوجيه النظري، بل يجعل العمل والرياضة السلوكية والممارسة لكل فكرة ومفهوم وإنزاله إلى عالَم الواقع أمراً لا مناص منه، ولا بديل له.
لذا جعل الإسلام تربية النفس وتنمية مَلَكات الخير فيها جهاداً، لأنّ المجاهدة النفسية تحتاج من الاستعداد وتوطين النفس وقوّة الإرادة والتحمّل، ما يرفع صاحبه إلى مستوى المجاهد ما دام كلّ مجاهد نزعة الشرّ والباطنية ومجاهد قوى الشرّ والفساد الخارجية، يبذل جهداً من أجل نصرة الحق والخير.
فهما متساويان في المنطلق والمعاناة والنتيجة، لذا كان الإنسان الذي يسعى لتربية نفسه تربية أخلاقية فاضلة، ويكافح من أجل الانتصار على الذات وتعويدها على حُسْن الخُلْق، مجاهداً يستحق التوفيق والهداية من الله سبحانه، لأنّه مخلص باحث عن الخير، والإنسان كلّما استمرّ على المجاهدة والترويض وتربية المَلَكات النفسية على سلوك الخير، استطاع أن يبني في أعماقه مَلَكةً نفسيةً، وقوّةً أخلاقيةً معتادةً، تصير بالاستمرار ودوام الممارسة مَلَكةً راسخةً يستطيع معها أن يفعل الخير ويترك الشرّ بيُسر وسهولة وبلا معاناة حادّة أو كلفة.
وهذا هو منهج الإسلام في بناء الشخصية الإسلامية، وتحويل المبادئ إلى مواقف سلوكية وممارسات عملية.
ولذا كان رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم يُقرئ أصحابه عشر آيات، ولا ينتقل إلى غيرها حتّى يطبِّقوها ويعملوا بها.
ويمكننا تلخيص الاُسس التي يقوم عليها المنهج الإسلامي في التربية الأخلاقية من أجل بناء المَلَكة الأخلاقية الفاضلة بما يأتي:
- تطهير وجدان الفرد وتنقية محتواه الداخلي من الانحراف والشعور المَرَضي المعقّد، قال تعالى: (... إنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...) (الرعد/ 11).
- الاتّزان والاعتدال السلوكي في كل عمل وموقف، قال الله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (هود/ 112).
أمّا الخطوات العملية لتربية الحس الأخلاقي النبيل وتكامل الشعور بالفضيلة والاندفاع نحوها بدافع ذاتي طبيعي فهي:
- تربية الضمير الأخلاقي (وهو الإحساس الباطني بالخير والشر) الذي يساعد على تمييز مواقف الخير والتطابق معها، وإدراك المواقف الشرّيرة والابتعاد عنها.
ويتكوّن الضمير الأخلاقي من التأثّر بفكرة العقاب والثّواب وترتيب الجزاء وتنامي الشعور بالذّنب والإساءة عند مقارفة الرّذيلة، وتولّد أحاسيس الإرتياح والرِّضا عند ممارسة أفعال الخير والفضيلة؛ فالمسلم عندما ينصر مظلوماً؛ أو يغيث ملهوفاً، أو يساعد محتاجاً، يشعر بالرِّضا والسّرور وهو يمارس هذا العمل، أمّا عندما يسيء ويقارف رذيلة، فيكذب أو يخون أو يغش، فإن الضمير الأخلاقي سيتصدّى له، ويقوم بمعاقبته وفرض الندم والألم النفسي عليه، ولن يتركه حتّى يُكفِّر عن سقطته هذه، ويعلن توبته واستقامته.
وقد جعل الإسلام هذا الإحساس الأخلاقي علامة إيمانيّة يتميّز بها المؤمن عن غيره، فقد ورد في الحديث الشريف: "المؤمن مَنْ إذا أحسن سَرّته حسنته، وإذا أساء ساءته سيِّئته".
ويُروى عن رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم قوله: "إذا سرّتك حسنتك وساءتك سيِّئتك فأنت مؤمن".
- أوجد الإسلام قيماً ومُثُلاً أخلاقية ثابتة كمبادئ أخلاقية واضحة يلتزم بها الإنسان المسلم، ويعتبرها قيماً حياتيةً ثابتةً، كالعدل والرّحمة والإخلاص والأمانة والصدق.. إلخ، وذات قيمة كلّية مطلقة تنطبق على الجميع وتُراعى في كلّ الظروف والأحوال. - إيجاد القدوة الأخلاقية التي يقتدي بها الإنسان المؤمن، وهم الأنبياء والرّسل، وفي مقدّمتهم المثل الإنساني الأعلى الرسول الكريم محمّد صلى الله عليه وسلم : (أوْلئِكَ الَّذينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام/ 90).
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب/ 21).
وبذا رسم الصيغة الأخلاقية العملية للإنسان، ليجد أمامه تجربةً أخلاقيةً فذّةً، ونموذجاً إنسانياً يوضِّح له الطريق إلى التكامل والنضج الأخلاقي. منقول للامانه | |
|
أحمد ذوالفقار المشرف العام
عدد المساهمات : 988 تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: رد: تربية الأخلاقية والرياضة السلوكية الإثنين مارس 08, 2010 5:50 am | |
| بارك الله فيك أختنا الغالية ننتظر منك المزيد لنستزيد . | |
|
مصطفى الجعفرى المراقبيين
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 22/01/2009 العمر : 36 الموقع : mohamedyehya.page.tl
| موضوع: رد: تربية الأخلاقية والرياضة السلوكية الإثنين مارس 08, 2010 6:32 am | |
| بارك الله فيك اختى الغاليه زهرة البستان انتظر منك الموضوعات المميزة وخصوصا انى اعرف انك لديكى الكثير | |
|
محمد يحيى الادارة
عدد المساهمات : 313 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: رد: تربية الأخلاقية والرياضة السلوكية الإثنين مارس 08, 2010 3:57 pm | |
| ليت كل ازاهيرنا يعطر ن روضنا كزهرة البستان | |
|
محمود حسين الكتانى مشرف
عدد المساهمات : 376 تاريخ التسجيل : 22/07/2009
| موضوع: رد: تربية الأخلاقية والرياضة السلوكية السبت مارس 13, 2010 6:31 pm | |
| | |
|