بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا
ومولانا محمد الطاهر الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم بعد :
نهنىء العالم الجليل الفاضل العابد صاحب المواهب الجليلة فضيلة
الشيخ محمد يحيى عبد النعيم الكتانى بتعينه إمام وخطيب ومدرس بمسجد العطارين
بالاسكندريه حيث يعتبر مسجد العطارين
من أقدم المساجد الموجودة في الإسكندرية .. حيث أنشئ بعد
الفتح الإسلامي كما يعتبر واحداً من
المعالم الإسلامية الموجودة بالمدينة يقع مسجد العطارين في
الشارع الذي يحمل اسمه بحي العطارين ..
وقد عرف بهذا الاسم
لوقوعه بالقرب من سوق العطارين أحد أشهر أسواق الإسكندرية قديماً .
وقد عرف هذا المسجد أيضا
باسم الجامع الجيوشي نسبة إلى أمير الجيوشي بدرالدين الجمالي الذي قام بتجديده وتطويره وتوسعته في عام 477
هـ .
كان المسجد عبارة مسجد
صغير أنشئ بعد الفتح الإسلامي للإسكندرية..
وكان يعرف باسم الجامع
الشرقي .. ولم يكن في الإسكندرية غير جامعين هما الجامع الشرقي ( جامع العطارين( ..
والجامع الغربي
( وهو الجامع
الذي بناه عمرو بن العاص وعرف باسمه)في بداية العصر الفاطمي
تهدمت أجزاء من المسجد ..
وتهاوت بعض أجزائه وبع
أسقفه وأصيب بأضرار جسيمة فقد معها معظم معالمه .
في عام 477 هـ جاء أمير
الجيوش بدر الدين الجمالي إلى الإسكندرية لإخمادالثورة التي قام بها ابنه الأكبر والمسمى " الأوحد
أبو الحسن " والملقببمظفر الدولة والذي ولاه
أبوه على الإسكندرية فثار عليه ولم تفلح معه أيمحاولات لعدوله عن ثورته فذهب إليه أبوه وحاصر
الإسكندرية شهراً حتى طلبأهلها منه الأمان وفتحوا
له الباب ..
فدخل الإسكندرية أخذ
ابنه أسيراً .. وعاقب أهل الإسكندرية لتمردهم عليهبأن فرض عليهم جميعا مسلمين ومسيحيين مائة وعشرين
ديناراً حملت إليه فجددبها بناء جامع العطارينوكان بدر الجمالي قد
شاهد أثناء تجوله بالإسكندرية مسجد العطارين متهدماً فأمر ببنائه وتجديده ..
وأنفق على بنائه الأموال
التي فرضها على أهل الإسكندرية .. وأقام فيه صلاة الجمعة .
استمر جامع العطارين
مسجداً جامعاً أي تقام فيه الجمع إلى أن زالت الدولةالفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي والذي أمر ببناء
جامع آخر نقل إليهالخطبة من جامع العطارين .
تعرض جامع العطارين بعد
ذلك للإهمال وأصابته بعض الأضرار حيث سقطت بعض أعمدته نحو سنة 772 هـفي عام 773 هـ تم ترميم
مسجد العطارين وإصلاح ما تهدم منه إلا أنه لم يلقالعناية الكافية في العصرين المملوكي والعثماني .. فتصدعت
جدرانه وتهاوىسقفه مرة أخرى .
في عام 1901 م أمر
الخديوي عباس حلمي الثاني بتجديد عمارة جامع العطارين ..
ولم يبقى بعد عمارة
المسجد الجديد من المسجد القديم إلا اللوحة التي سجلعليها تاريخ تأسيس الجامع في عصر بدر الدين الجمالي
ومكتوب عليها
" بسم الله الرحمن
الرحيم .. إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى
الزكاة ولم يخشى إلا الله
....
أمر بإنشائه السيد الأجل
أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام كافل قضاةالمسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو النجم بدر المستنصري
عند حلول ركابهالإسكندرية ومشاهدة هذا
الجامع خراباً فرأى بحسن ولائه ودينه تجديده زلفىإلى الله تعالى وذلك في ربيع سنة سبع وسبعين وأربعمائة "
وصف المسجد :
وصف الرحالة هذا المسجد
وأشاروا إلى شكله المنتظم وبفنائه الداخلي الذي تدور به الألوان ذات البوائك.. ويتوسط
صحنه أشجار وميضأة ..
وقد ذكر تر ويلو في سنة 1669م
أنه كان يقوم على كل ركن من أركانه الأربعة مئذنة مرتفعة ..
وفي كتاب وصف مصر وصف
للزخارف الرائعة المحفورة في الرخام والجرانيت والمرسومة بالفسيفساء .
ويتكون المسجد الحالي من
مساحة مستطيلة تبدو من الخارج مثلثة الشكل حيثيتصدر قمة المثلث من الخارج بالناحية الجنوبية الشرقية
كتلة المئذنة ..
وللجامع واجهتان هما
الواجهة الشمالية الشرقية وهي الواجهة الرئيسية ويقعبها المدخل الرئيسي للجامع الذي يقع بالطرف الشمالي
للواجهة .
ويتكون الجامع من الداخل
من طابقين خصص الطابق الأرضي لصلاة الرجال بينما خصص الطابق الأول للنساءويوجد بالطرف الشرقي
لواجهة المسجد مدخل آخر يؤدي إلى القبة الضريحية وقد كتب أعلى هذا المدخل هذا النص
" هذا ضريح سيدي
محمد بن سليمان بن خالد بن الوليد .. جدد سنة 1319 " .
أما الواجهة الجنوبية
الغربية فيقع بها مجموعة من المحلات كانت موقوفة على المسجد للصرف من ريعها عليه .
ويقع بالطرف الغربي
للواجهة مدخل آخر يؤدي إلى روضة الجامع ويعلوه هذه الكتابة
" جدد هذا المسجد
المبارك في عصر خديوي مصر عباس حلمي أدام الله أيامه سنة 1319هـ " .
ويتوج شرفات المسجد من
أعلى صف من الشرفات على هيئة ورقة نباتية سباعية الفصوصويوجد بالناحية الجنوبية
الغربية من بيت الصلاة فتحة باب تؤدي إلى روضةالجامع وهي عبارة عن مساحة مستطيلة مكشوفة غرس بها بعض
الأشجاروبلطت الجدران بالقيشاني
الملون بألوان جميلة
كما كان مسجد العطارين محط رحل سيدى ابى الحسن الشاذلى
والذى درس فيه واخرج منه اربعين صديق
وايضا سيدى ابى العباس المرسى قام بالتدريس فى المسجد
وسيدى ابو الفتح الواسطى
ولذلك وجب علينا نحن تلاميذ فضيلة الشيخ الداعى الى الله
خادم العلم الشريف محمد يحيى عبد النعيم الكتاني ان نهنئ ونبارك له
رضى الله عنه
ونفعنا بعلومه فى الدارين
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين