محمود حسين الكتانى
مشرف
عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 22/07/2009
 | | موضوع: من كنوز السنة المحمدية الأحد أبريل 11, 2010 2:06 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ... وبعد..
روى الترمذي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ رفع رأسه فإذا هو شيخ قد أقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا )) .
وفى الحديث كذلك : (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا. وفي رواية ، ويوقر كبيرنا. (( رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح .
فالرحمة بالصغير وتوقير الكبير من أهم الدوافع على نشر المحبة بين الناس .
ومن يتدبر كلام الله عز وجل يجد أنه سبحانه جل في علاه قد أورد في كثير من الآيات ما يحث على توقير الكبير فقال سبحانه وتعالى على لسان يوسف عليه السلام { وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ... }يوسف38فالجد مثل الأب لابد أن ينال من التوقير والاحترام ما يناله الأب ومن ذلك ذكر محاسنه .
وكذلك العم فهو مثل الأب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وغيره عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (( عم الرجل صنو أبيه )) ، وقال جل وعلا مخبرا بما قاله أبناء يعقوب عليه السلام { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133 ، وإسماعيل عليه السلام هو عم ليعقوب عليه السلام فكان له حق الأب في الإتباع .
وقياسا على ذلك يكون الخال مثل العم وكذلك الأخ الأكبر والأخت الكبرى وكل من له على المرء حق كوالد الزوج أو الزوجة ، وقس على ذلك أيضا حق الجدة فهو كحق الأم وأيضا الخالة ، وهدينا في ذالك ما جاء بصحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وآله وسلم (( الخالة بمنزلة الأم )) وكذلك العمة كالخالة ...
لذلك أحبتي في الله ... علينا ألا نغفل عن تلك الكنوز من سنن الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ولتكن تلك دعوة خالصة لله تعالى لينظر كلٌ منا في أفعاله وأقواله ، وأرجو بهذه الدعوة أن أكون قد بلغت نصحي ، بما أخرجت فيها مما في صدري ، فعسى أن تثير هذه الدعوة في النفوس بواعث الشوق لرضا الله فنُصلح مما عسانا نكون قد نسيناه عن هوىً في النفس أو غفلة منا حتى نـُُرِىَ الله من أنفسنا خيراً ، ولنتذكر دائماً قول الله تعـالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض) التوبة /7 ، وسبق في موضوع سابق بعنوان الحب بين الإخوان أن قلت أن علينا أن نتواصى فيما بيننا بوصية الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه حين قال : ( جالسوا التوابين فإنَّهم أرق أفئدة ) ، وقد علمنا أن من رقة الأفئدة تبدأ المودة ، فعيشوا عباد الله بالبشاشة والبسمة وطلاقة الوجه وانفراج الأسارير ، وليكن بعضنا لبعض نصيراً ، فنتحابب …ونتصافى …ونتراحم … ونتوادد ، لا أن يتربص بعضنا للبعض لتصيد الأخطاء أو أن نواجه بعضنا البعض بأمور لا أصل لها من الصحة وننسى أن نتتبع ما يصلنا ونمحصه وننسى قول الله جل وعــلا : { فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6 فعلينا (( أن نكون صادقين مخلصين أتقياء أوفياء )) ولا نلقى التهم بيننا البعض لغرض في النفس ولا داعي لأن يتعقب كل منا الآخر لينظر في حاله وينسى حال نفسه فالله أعلم بالسرائر وكما قال فضيلة الشيخ محمد يحيى الكتاني في موضوع له بعنوان اقرءوا وعوا (( فالحذر الحذر يا اخوانى من الاشتغال بالخلق متنوا علاقتكم بالله واطرحوا أنفسكم على بابه ... )) ...
فإذا أردنا ذلك أحبتي في الله... علينا أن نسير على هدى الحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعلم كل منا قدره وموقعه ومكانه من الناس ومع الناس وبين الناس .
| |
|
