منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الساده الكتانيين

ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف Empty
مُساهمةموضوع: خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف   خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف Emptyالأحد فبراير 15, 2009 4:43 am

هذا الباب من كتاب "عوارف المعارف" لسيدّي الشيخ العارف بالله السهروردي ، وقدّس سرّه ورفع درجاته في مقامات الصديقين، ونفعنا وإياكم وجميع المسلمين به وبعلومه وأنواره وبركاته وأسراره وإمداده في الدارين، اللهم آمين.


الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية



ليس مطلوب القوم من «الأربعين» شيئاً مخصوصاً لا يطلبونه في غيرها؟ ولكن لما طرقتهم مخالفات حكم الأوقات أحبوا تقيـيد الوقت بالأربعين رجاء أن ينسحب حكم الأربعين على جميع زمانهم، فيكونوا في جميع أوقاتهم كهيئتهم في الأربعين. على أن الأربعين خصت بالذكر في قول رسول الله : «مَنْ أَخْلَصَ لله أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ظَهَرَتْ يَنَابِـيعُ الحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ» ، وقد خص الله تعالى الأربعين بالذكر في قصة موسى عليه السلام وأمره بتخصيص الأربعين بمزيد تبتل، قال الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وأتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أرْبَعِينَ لَيْلَةً}
والعلوم اللدنية في قلوب المنقطعين إلى الله تعالى ضرب من المكالمة: ومن انقطع إلى الله أربعين يوماً مخلصاً متعاهداً نفسه بخفة المعدة يفتح الله عليه العلوم اللدنية، كما أخبر رسول الله بذلك. غير أن تعيـين الأربعين من المدة في قول رسول الله وفي أمر الله تعالى موسى عليه السلام بذلك،
والتحديد والتقيـيد بالأربعين لحكمة فيه. ولا يطلع أحد على حقيقة ذلك إلا الأنبـياء إذا عرفهم الحق ذلك أو من يخصه الله تعالى بتعريف ذلك من غير الأنبـياء. ويلوح في سر ذلك معنى، والله أعلم .
وذلك أن الله تعالى لما أراد بتكوين آدم من تراب قدر التخمير بهذا القدر من العدد. كما ورد: «خمر طينة آدم بـيده أربعين صباحاً» فكان آدم لما كان مستصلحاً لعمارة الدارين وأراد الله تعالى منه عمارة الدنيا كما أراد منه عمارة الجنة كونه من التراب تركيباً يناسب عالم الحكمة والشهادة، وهذه الدار الدنيا.
وما كانت عمارة الدنيا تأتي منه وهو غير مخلوق من أجزاء أرضية سفلية بحسب قانون الحكمة. فمن التراب كونه، وأربعين صباحاً خمر طينته؛ ليبعد بالتخمير أربعين صباحاً بأربعين حجاباً من الحضرة الإلهية كل حجاب هو معنى مودع فيه يصلح به لعمارة الدنيا ويتعوق به عن الحضرة الإلهية ومواطن القرب؛ إذ لو لم يتعوق بهذا الحجاب ما عمرت الدنيا. فتأصل العبد عن مقام القرب فيه لعمارة عالم الحكمة وخلافة الله تعالى في الأرض.
فالتبتل لطاعة الله تعالى والإقبال عليه والانتزاع عن التوجه إلى أمر المعاش بكل يوم يخرج عن حجاب هو معنى فيه مودع. وعلى قدر زوال كل حجاب ينجذب ويتخذ منزلاً في القرب من الحضرة الإلهية التي هي مجمع العلوم ومصدرها. فإذا تمت الأربعون زالت الحجب وانصبت إليه العلوم والمعارف انصباباً. ثم العلوم والمعارف هي أعيان انقلبت أنواراً باتصال إكسير نور العظمة الإلهية بها، فانقلبت أعيان حديث النفس علوماً إلهامية، وتصدت أجرام حديث النفس لقبول أنوار العظمة، فلولا وجود النفس وحديثها ما ظهرت العلوم الإلهية؛ لأن حديث النفس وعاء وجودي لقبول الأنوار وما للقلب في ذاته لقبول العلم شيء،
وقول رسول الله : «ظَهَرَتْ يَنَابِـيعُ الحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ» . أشار إلى القلب باعتبار أن للقلب وجهاً إلى النفس باعتبار توجهه إلى عالم الشهادة، وله وجه إلى الروح باعتبار توجهه إلى عالم الغيب، فيستمد القلب العلوم المكنونة في النفس ويخرجها إلى اللسان الذي هو ترجمانه، فظهور العلوم من القلب لأنها متأصلة فيه، فللقلب والروح مراتب من قرب الملهم
سبحانه وتعالى فوق رتب الإلهام، فالعبد بانقطاعه إلى الله تعالى واعتزال الناس يقطع مسافات وجوده ويستنبط من معدن نفسه جواهر العلوم.

وقد ورد في الخبر: «النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعادِنِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقهُوا» ففي كل يوم بإخلاصه في العمل لله يكشف طبقة من الطباق الترابـية الجبلية المبعدة عن الله تعالى إلى أن يكشف باستكمال الأربعين أربعين طبقة، في كل يوم طبقة من أطباق حجابه، وآية صحة هذا العبد وعلامة تأثره بالأربعين ووفائه بشروط الإخلاص أن يزهد بعد الأربعين في الدنيا ويتجافى عن دار الغرور، وينيب إلى دار الخلود، لأن الزهد في الدنيا من ضرورة ظهور الحكمة، ومن لم يزهد في الدنيا ما ظفر بالحكمة، ومن لم يظفر بالحكمة بعد الأربعين تبـين أنه قد أخل بالشروط ولم يخلص لله تعالى، ومن لم يخلص لله تعالى ما عبد الله، لأن الله تعالى أمرنا بالإخلاص كما أمرنا بالعمل فقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}
أخبرنا الشيخ طاهر بن أبـي الفضل إجازة، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن خلف إجازة، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: أخبرنا أبو منصور الضبعي، قال: حدثنا محمد بن أشرس، قال: حدثنا حفص بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسال رضي الله عنه، عن النبـي قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ يَجِيءُ الإِخْلاَصُ وَالشِّرْكُ يَجْثُوَانِ بَـيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ الرَّبُّ لِلإِخْلاَصِ: انْطَلِقْ أَنْتَ وَأَهْلَكَ إِلَى الجَنَّةِ. وَيَقُولُ لِلشِّرْكِ: انْطَلِقْ أَنْتَ وَأَهْلَكَ إِلَى النَّارِ»
وبهذا الإسناد قال السلمي: سمعت علي بن سعيد وسألته عن الإخلاص ما هو؟ قال: سمعت إبراهيم الشقيقي وسألته عن الإخلاص ما هو؟ قال: سمعت محمد بن جعفر الخصاف وسألته عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت أحمد بن بشار عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت أبا يعقوب الشروطي عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت أحمد بن غسان عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت أحمد بن علي الهجيمي عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت عبد الواحد بن زيد عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت الحسن عن الإخلاص ما هو؟ قال: سأت حذيفة عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت النبـي عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت جبريل عليه السلام عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت رب العزة
عن الإخلاص ما هو؟ قال: هو سر من سري أودعته قلب من أحببت من عبادي.

فمن الناس من يدخل الخلوة على مراغمة النفس، إذ النفس بطبعها كارهة للخلوة ميالة إلى مخالطة الخلق، فإذا أزعجها عن مقارِّ عادتها وحبسها على طاعة الله تعالى يعقب كل مرارة تدخل عليها حلاوة في القلب .

"قال ذون النون رحمه الله: لم أر شيئاً أبعث على الإخلاص من الخلوة، ومن أحب الخلوة، فقد استمسك بعمود الإخلاص وظفر بركن من أركان الصدق، وقال الشبلي رحمه الله لرجل استوصاه: الزم الوحدة وامح اسمك عن القوم واستقبل الجدار حتى تموت، وقال يحيـى بن معاذ رحمه الله: الوحدة منية الصديقين.


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد ذوالفقار
المشرف العام
المشرف العام
أحمد ذوالفقار


عدد المساهمات : 988
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف Empty
مُساهمةموضوع: رد: خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف   خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف Emptyالأحد فبراير 15, 2009 4:44 am

ومن الناس من ينبعث من باطنه داعية الخلوة وتنجذب النفس إلى ذلك وهذا أتم وأكمل وأدل على كمال الاستعداد، وقد روي من حال رسول الله ما يدل على ذلك فيما حدثنا شيخنا ضياء الدين أبو النجيب إملاء قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد المقري، قال: أخبرنا جعفر بن الحكاك المكي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الصنعاني، قال: أخبرنا أبو عبد الله البغوي، قال: أخبرنا إسحاق الديري قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر قال: أخبرني الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أول ما بدىء به رسول الله من الوحي: الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، فقال رسول الله : مَا أَنَا بِقَارِىءٍ؟ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء؟ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء؟ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: {اقْرأ باسْمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} حتى بلغ {مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
"وحدث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: «فَبَـيْنَمَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيَ بَـيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْباً فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي؟ فَدَثَّرُونِي فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ} إِلَى {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} .

وقد نقل أن رسول الله ذهب مراراً كي يردي نفسه من شواهق الجبال، فكلما وافى ذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد إنك لرسول الله حقاً فيسكن لذلك جأشه؛ وإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك فيتبدى له جبريل فيقول له مثل ذلك، فهذه الأخبار المنبئة عن بدء أمر رسول الله هي الأصل في إيثار المشايخ الخلوة للمريدين والطالبـين؛ فإنهم إذا أخلصوا لله تعالى في خلواتهم يفتح الله عليهم ما يؤنسهم في خلوتهم تعويضاً من الله إياهم عما تركوا لأجله، ثم خلوة القوم مستمرة، وإنما الأربعون واستكمالها لها أثر ظاهر في ظهور مبادىء بشائر الحق سبحانه وتعالى وسنوح مواهبه السنية .


الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية


وقد غلط في طريق الخلوة والأربعينية قوم وحرفوا الكلم عن مواضعه ودخل عليهم الشيطان وفتح عليهم باباً من الغرور ودخلوا الخلوة على غير أصل مستقيم من تأدية حق الخلوة بالإخلاص، وسمعوا أن المشايخ والصوفية كانت لهم خلوات وظهرت لهم وقائع وكوشفوا بغرائب وعجائب فدخلوا الخلوة لطلب ذلك، وهذا عين الاعتلال ومحض الضلال، وإنما القوم اختاروا الخلوة والوحدة لسلامة الدين وتفقد أحوال النفس وإخلاص العمل لله تعالى.

ونقل عن أبـي عمرو الأنماطي أنه قال: لن يصفو للعاقل فهم الأخير إلا بإحكامه ما يجب عليه من إصلاح الحال الأول، والمواطن التي ينبغي أن يعرف منها أمزداد هو أم منتقص؟ فعليه أن يطلب مواضع الخلوة لكي لا يعارضه شاغل فيفسد عليه ما يريده.
أنبأنا طاهر بن أبـي الفضل إجازة عن أبـي بكر بن خلف إجازة قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن، قال: سمعت أبا تميم المغربـي يقول: من اختار الخلوة على الصحبة فينبغي أن يكون خالياً من جميع الأفكار إلا ذكر ربه عز وجل، وخالياً من جميع المرادات إلا مراد ربه، وخالياً من مطالبة النفس من جميع الأسباب فإن لم يكن بهذه الصفة فإن خلوته توقعه في فتنة أو بلية.
أخبرنا أبو زرعة إجازة قال: أخبرنا أبو بكر إجازة، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت منصوراً يقول: سمع محمد بن حامد يقول: جاء رجل إلى زيارة أبـي بكر الوراق وقال له: أوصني، فقال: وجدت الدنيا والآخرة في الخلوة والقلة ووجدت شرهما في الكثرة والاختلاط.
فمن دخل الخلوة معتلاً في دخوله دخل عليه الشيطان وسوّل له أنواع الطغيان، وامتلأ من الغرور والمحال فظن أنه على حسن الحال، فقد دخلت الفتنة على قوم دخلوا الخلوة بغير شروطها وأقبلوا على ذكر من الأذكار واستجموا نفوسهم بالعزلة عن الخلوة، ومنعوا الشواغل من الحواس كفعل الرهابـين والبراهمة والفلاسفة، والوحدة في جمع الهم لها تأثير في صفاء الباطن مطلقاً،

فما كان من ذلك بحسن سياسة الشرع وصدق المتابعة لرسول الله أنتج تنوير القلب والزهد في الدنيا وحلاوة الذكر، والمعاملة لله بالإخلاص من الصلاة والتلاوة وغير ذلك،
وما كان من ذلك من غير سياسة الشرع ومتابعة رسول الله ينتج صفاء في النفس يستعان به على اكتساب علوم الرياضة مما يعتني به الفلاسفة والدهريون ـ خذلهم الله تعالى ـ وكلما أكثر من ذلك بعد عن الله. ولا يزال المقبل على ذلك يستغويه الشيطان بما يكتسب من العلوم الرباطية أو بما قد يتراءى به من صدق الخاطر وغير ذلك حتى يركن إليه الركون التام ويظن أنه فاز بالمقصود، ولا يعلم أن هذا الفن من الفائدة غير ممنوع من النصارى والبراهمة
وليس هو المقصود من الخلوة بقول بعضهم: إن الحق يريد منك الاستقامة وأنت تطلب الكرامة، وقد يفتح على الصادقين شيء من خوارق العادات، وصدق الفراسة، ويتبـين ما سيحدث في المستقبل، وقد لا يفتح عليهم ذلك، ولا يقدح في حالهم عدم ذلك، وإنما يقدح في حالهم الانحراف عن حد
الاستقامة، فما يفتح من ذلك على الصادقين يصير سبباً لمزيد إبقائهم والداعي لهم إلى صدق المجاهدة والمعاملة والزهد في الدنيا والتخلق بالأخلاق الحميدة

وما يفتح من ذلك على من ليس تحت سياسة الشرع يصير سبباً لمزيد بعده وغروره وحماقته واستطالته على الناس وازدرائه بالخلق، ولا يزال به حتى يخلع ربقة الإسلام عن عنقه وينكر الحدود والأحكام والحلال والحرام، ويظن أن المقصود من العبادات ذكر الله تعالى ويترك متابعة الرسول ؛ ثم يتدرج من ذلك إلى تلحد وتزندق نعوذ بالله من الضلال، وقد يلوح لأقوام خيالات يظنونها وقائع ويشبهونها بوقائع المشايخ من غير علم بحقيقة ذلك
فمن أراد تحقيق ذلك فليعلم أن العبد إذا أخلص لله وأحسن نيته وقعد في الخلوة أربعين يوماً أو أكثر؛ فمنهم من يباشر باطنه صفو اليقين ويرفع الحجاب عن قلبه ويصير كما قال قائلهم: رأى قلبـي ربـي، وقد يصل إلى هذا المقام تارة بإحياء الأوقات بالصالحات وكف الجوارح وتوزيع الأوراد من الصلاة والتلاوة والذكر على الأوقات، وتارة يبادئه الحق لموضع صدقه وقوة استعداده مبادأة من غير عمل وجد منه، وتنارة يجد ذلك بملازمة ذكر واحد من الأذكار لأنه لا يزال يردد ذلك الذكر ويقوله، وتكون عبادته الصلوات الخمس بسننها الراتبة فحسب، وسائر أوقاته مشغولة بالذكر الواحد لا يتخللها فتور، ولا يوجد منه قصور، ولا يزال يردد ذلك الذكر ويقوله، وتكون عبادته الصلوات الخمس بسننها الراتبة فحسب، وسائر أوقاته مشغولة بالذكر الواحد لا يتخللها فتور، ولا يوجد منه قصور، ولا يزال يردد ذلك الذكر ملتزماً به حتى في طريق الوضوء وساعة الأكل لا يفتر عنه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية من كتاب عوارف المعارف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المعارف الأحمدية للعبودية المحمدية التي انفردت بها الأحزاب الكتانية
» مكتبة الموسوعات والكتب الصوفية 153 كتاب
» هذه هي الحقائق التي دعت احرار العراق لرشق وفود المالكي التي ارادت الالتفاف على المتظاهرين
» كتاب كتاب تعريف الأنام في التوسل بالنبي وزيارته عليه الصلاة
» من كتاب ذم الغرور وهو الكتاب العاشر من ربع المهلكات من كتاب إحياء علوم الدين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الساده الكتانيين :: المنتدى العام :: الاداب والسلوك-
انتقل الى: