بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه ، أما بعد
مجرد خواطر عابرة ، تبحث في مسألة عميقة وهي كيف أقرأ كتب التصوف، او أن شئت كتب التربية ، التزكية التسليك ، أو ثمراث تجربة الصالحين.؟
ما هو التصوف ؟
التصوف في نظر العليل دواء للروح ، فهو سراج ينير للمرء الطريق.
وهو ايضا للباحث العاقل بلجام عقله ترهات قوم اعتكفوا في بيوتهم و تركو الدنيا لأهلها بحثا عن الحقيقة.
وهو عند السلفي بدع ومنكرات و مصطلحات آتية من عقول هائمة في مخيلاتها الفوضوية.
وهو عند المستشرق خليط من الفواكه اليونانية و الأغريقية والغنوصية والمانوية والمجوسية و البوذية وتجارب اليهود و النصارى ضربت في خلاط فانتجت عصيرا نورانيا ممتزجا ما أن يشربه المريد حتى يرقص على أيقاع : حي الله حي.
وهوعند بعض العلماء ممن فهموا عن الله و رسوله أجتهاد بشري وتجربة شخصية لولي من الأولياء تلقى العلم و المواهب بعد أن صفت نفسه و عرفت ربه.
فمن أي القوم أنت؟
وأي قراءة تستملحها؟ بل تجد نفسك فيها.؟
الذكي اللبيب يقول لك لاأعرف الا كتاب الله وما جاء في صحيح البخاري ، ما ثبث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يجلسون في الذكر جماعة.
بل كان يعلمهم في المسجد صلى الله عليه وسلم ثم يذهبون الى شان دنياهم. وكأن القارئ كان يصاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الورق و يحصي حركاته صلى الله عليه وسلم وصحابته في اليوم ، فلا يجد ما يذكره القوم من الأحاديث فأن جئت بحديث ما قال بملأ فمه ضعيف.
وكأن الضعف في النقل لا يوجد الا عند الصوفية المبتدعة.
فهل ما في كتب أهل الله من الأحاديث كلها ضعيفة ؟.
وذكي آخر يقول سيدي مصطلحات القوم كلها بدع ما ثبتث عند الأولين من التابعين ؟.
سؤال آخر : هل كان سيدنا اوبكر رضي الله عنه يشتغل مع سيدنا عمر ابن الخطاب بالنحو و يتذاكران في أحوال المبتدأ والحال و المجاز و الكناية و البلاغة و علم النحو ، وفي الليل يسمران على حساب الجبر ؟.
هل ثبث عندهم .؟
فأن لم يثبث ذالك فكل علم مستحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم بدعة من تدوين الحديث الى علوم الفضاء و حتى علم المخلوقات الفضائية المزعومة اليس كل هذا بدعة؟.
لسقطت العلوم و الصناعات، ولظل الأنسان كماهو لا يسير في سنن الله الكونية التي أراد الله ان يعتبر بها الخلق.
أذن بعد هذه المقدمة ، السؤال الوجيه ، كيف أقرأ كتب القوم؟.
1.ان كنت تبحث عن الكشف و المشاهدة ، فلا جدوى من القراءة ، فأنك تدخل على القوم من النافذة لا من بابهم الأوسع : عدم الأشتغال بالوقائع الكونية.
وترك ما يطرئ على الروح من المنازلات و الخيالات النفسية والمشاهدات ، وأحالتها الى سلة المهملات. من آداب القوم.
2.أن كنت تقرأ الكتب التربوية من أجل السياحة الروحية فأحيلك على فندق بشري تستريح فيه بمدينة فاس و حبذا لو كان ذلك أيام المهرجان الروحي لمو سيقى الأديان .
3.ان كنت تقرا التصوف من أجل متعة فكرية لتجد لك مكانا في الثراث العالمي ، تبحث عن الصحة و البطلان و المعنى و الفحوى ، فالأمر يحتاج ال جلسة أخوية أذكرك فيها بأن القوم لهم حقائق كونية تخص الأنسان ، في بدأه الآدمي و ختمه العيسوى و الكمال المحمدي ، فا ن أنكرت ما تسمع، فأترك القوم فأنك تلج باب الأنكار و تكذيب علومهم و هذه في حد ذاتها جناية .
أذن تقرأ كتب التصوف وفق هذا :
1. ما من كلمة في كتب القوم الا و لها سند شرعي في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
2.كل الكلام يؤخذ منه الا كلام المحبوب صلى الله عليه وسلم.
3.كل ما يصدر منهم من فهوم أنما هي شجرة نورانية كلما أمتدت أثمرث ثمارا تنسخ ما قبلها ، لأنها في الحقيقة كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم يخاطبنا من عالم البرزخ على لسان الولي.
يتطلب مني ومنك سيدي أن نعرف حقا من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم :
-أن تعرف من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في عالم القدم ، ومبدأ الكون و مما خلق ولم خلق و لمن خلق؟وهذا ما يسميه اهل الله بالحقيقة المحمدية.
- تقلبه في الساجدين في أصلاب الأنبياء الكرام عليهم السلام دون سفاح . وهذا يخص الذات النبوية.
- حمل الحبيبة الرضية أمنا آمنة بنت وهب به صلى الله عليه وسلم و ما كان لها من الكرامات في شأنه وما صاحبه من المعجزات الكونية؟
-معنى شق صدره في الصغر و دلالاته الحاضرة و المستقبلية للأمة، وهذا أمر يغفل الناس عليه.
-معنى الوحي .
-معنى الرسالة و البعثة
-معنى القيادة و التربية.
- معنى موته ؟ وما هي حياته البرزخية صلى الله عليه وسلم وما أثرها علينا الأن؟وما ثمراثها؟.
وهذا أمر عظيم.
فهل يفهمني أحد أم أنني من الحمقى المقلوبين؟.
فان عرفت معنى هذا كله عرفت انك تضع قدمك على المعرفة المحمدية من بابها الكبير : لا يشقى أحد بحبه صلى الله عليه وسلم أحد.
السؤال الذي لا أجد الجواب عليه : من يعتقد ان النبي صلى الله عليه وسلم جثة هامدة ، اليس مكانه المارستان ؟.
كن على يقين لا مجيب . أحالك السلفية الى المارستان عنوانه التبديع.
بعد ان تعرف هذه المعاني : تدخل في أمر آخر : كيف أقرأ تجارب الصالحين من الأولياء؟.
وهذه لا زمتها : ان تصدق و تسلم في الولي في فهومه ثم تضعها في اطارها الشرعي .
فأن أستعصت عليك في الفهم فسلم .وان لم تستطع فلا تكذب صاحبها و أكل أمره الى الله.
ليس كل ما في كتب التصوف مقدس.
بل هي تجربة تأخذ منها ما يدلك الله و تحيل الفرع الى الأصل و تطلب من الله التوفيق.
نسال الله العافية آمين
.