بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة جميلة تحوي جملة من آداب الصوفية في معاملة النفس والخلق والتأدب بالأدب النبوي أبدأ بها طالبا لبركتها وبركة الشيخ..
نظم الشيخ العارف الجليل عبدالرحيم البرعي السوداني
حلقات الذكر
[ ذكر الله مفتاح الوصول ]
طهّرْ جنانكَ بالأذكار مع فيكَ ** وزل بها كل عيب كامن فيكَ
الذكر خير أنيس تستريح به ** وهو الذي بكؤوس الحب يُسقيكَ
الذكر خير من الإنفاق من ذهب ** ومن جهادٍ وعتقٍ عنه ناهيكَ
الذكر روضةُ خلدٍ فارتعنَّ بها ** واتركْ مجالسَ قومٍ عنه تُلهيكَ
الذكر يجلو قلوباً بالهوى صدِأتْ ** وخيرُ داعٍ إلى الرحمن داعيكَ
الذكر نورٌ مفاضٌ في السريرة منْ ** فيضِ الذي بَرَأ الأكوانَ يأتيكَ
****
[ الوارث المحمدي ]
وشرطه العارف الشيخ الذي كملتْ ** أخلاقه وبذكر الله يُحييكَ
يحميكَ من عائقٍ في السير منتصراً ** على جنود الهوى والنفس هاتيكَ
يدعو إلى الله كل السالكين فكمْ ** لحضرة الهادي والمولى يَُرَقِّيكَ
فاصحبهُ ما عِشتَ في الدنيا بلا ضَجَرٍ ** فإنما الغوثُ في الأخرى مُرَبِّيكَ
****
[ إخوة الدرب ]
آخي الذي صدقت في الحب نيته ** لله لا لهوى نفسٍ يُؤاخيكَ
تَحلو إذا مَرّتِ الدنيا شمائله ** ذو عشرة لأولي الأرحام يُنسيكَ
جالسْ أولي الخير واستأثر مودتهم ** فإن لم تجدهم فذكر الله يَكفيكَ
فالصالحون إذا جالستهم نفعوا ** بين الورى وجليس السوء يُؤذيكَ
****
[ أدب النفس و الطريق ]
وقفْ على قدم الآداب منكسراً ** مع التواضع لا تنسى مَسَاويكَ
رُدّ الحقوق لأهليها على عجلٍ ** حتى ولو أنّها كانت مُسَاويكَ
اعرفْ حقوقَ الذي يَعلوكَ منزلةً ** أو كان دونكَ أو أضحى مُساويكَ
واصبرْ على طاعة الرحمن تلقَ بها ** كلَّ المواهب واصبرْ عن معاصيكَ
ولا تُردْ زينة الدنيا وزُخرُفَهَا ** فإنما هي من احدى بَلاويكَ
وخالف النفس والشيطان إنّهما ** أعدى عدوٍ سعى دهراً يُمنّيكَ
واحذر هوى النفس إنّ النفس آمِرَةٌ ** بالسوء واحذر الشيطان يُغويكَ
وعِشْ إذا ضنّتِ الأيام مقتصداً ** واعلم بأنّ كثيرَ المال يُطغيكَ
إنّ القناعة كنزٌ لا فناءَ لهُ ** عليكَ بالكنز بعد الفقرِ يُغنيكَ
****
[ معاملة الخلق ]
لا تغضبنّ ولا تجهل على أحدٍ ** وارعَ المودة في خلٍّ يُواليكَ
ولا تشاحن ولا تغتبْ أخاكَ ودعْ ** نميمةً أفسدتْ إصلاح أهليكَ
ولا تكن حاسدا شخصا على نعمٍ ** سَلِ الإله الذي أعطاه يُعطيكَ
ولا تُصاعر ولا تهجر أخاً أبداً ** فوق الثلاث وصالح من يُعاديكَ
اصحب خياراً وجالسْ بالأمانة منْ ** إليكَ أفضى بأسرارٍ يُناجيكَ
كن ناصحاً وأميناً غير ذي رِيَبٍ ** من غشنا ليس منّا قولُ هاديكَ
وعامل الناس بالإحسان محتسباً ** عسى بذلك ربّ العرش يَجزيكَ
أفْشِ السلامَ و لِنْ فيما تقولُ وصُمْ ** وكُلْ حلالاً وصَلِّ في دَيَاجيكَ
****
مولايَ إنكَ ذو حلم ومغفرةٍ ** وها أنا الجاني عبدٌ من مَوَاليكَ
قد عَاقني الدهر والأيام مدبرة ** وليس لي عملٌ أرجوه يُرضيكَ
لكنَّ ظنّي بكم يا ذا العُلا حَسَنٌ ** فاقبلْ معاذيرَ عبدٍ من مُحبّيكَ
وخُصّني بعظيم الفضل ثم ومنْ ** قد زارني وهو ذو محبةٍ فيكَ
ثم الصلاة مع التسليم ما هطلتْ ** سُحبٌ على منْ سرى ليلاً يُناجيكَ
والآلِ والصحبِ والأتباع ما تُليتْ ** طهّرْ جنانكَ بالأذكار مع فيكَ
الشيخ العارف عبدالرحيم البرعي الكردفاني قدس الله سره.
منقول...