[size=18] [/size]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله مولانا محمد بن عبد الله وآله، وصحبه، وإخوانه وحزبه.
وبعد، لما اطلعت على كتاب "جواب مقالات الشيخ مظهر النقشبندي" للإمام العلامة سيدي جعفر بن ادريس الكتاني رحمه الله، رأيت فيه نقلا عن رسائل العارف بالله مولاي العربي الدرقاوي رحمة الله عليه عليه، وذلك صفحة:230-231، فرأيت ثم كلمات غير مفهومة، وأخطاء في الإملاء، ولا أنسبها للشيخ، ولكن قد تكون بسبب النساخ أو غير ذلك، وقد قال المحقق العلامة عدنان زهار صفحة:168:« اعتمدت في إخراج هذا الكتاب على نسخة حجرية صَعُبَ علي قراءة فقرات وكلمات كثيرة منها..».
وأنقل هنا -لمن شاء أن يصحح تلك الكلمات ويملأ ذاك النقص- من كتاب "رسائل مولاي العربي الدرقاوي" (طبعة دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى:1424/2004) نصّ ما قاله العارف مولاي العربي الدرقاوي ونقله العارف جعفر الكتاني عنه ببعض تصرف: لما عزمت على على الرحيل إلى قبيلة المذكورة- يقصد قبيلته بني زروال-، قلت لأستاذي-هو العارف سيدي علي الجمل-: ليس لي هناك معي من تفنن في فني، إذ هو لا يقوم إلا بذلك. فقال لي رضي الله عنه: ألِدْها. كأنه رضي الله عنه قد رأى الولادة المعنوية تكون على يدي، أو رآها، فكررتُ عليه القول مرة أخرى، فقال لي أيضاً: أَلِدْهُمْ. فببركة إذنِه وسِرّه، جاءني رجلٌ كثر الله أمثاله في الإسلام، فبنفس ما رأيته ورآني قضى الله حاجته، أي حصّل مقام الفناء والبقاء أول وهلة، والله على ما نقول وكيل. فظهر لي فضل الإذن وسرّه، وانتفت عني بسبب ذلك الشكوك والأوهام والحمد لله والشكر لله. ثم اشتاقت نفسي إلى الإذن من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واضطررت إليه اضطراراً كبيراً فبينما أنا ذات يوم بموضع خال بوسط غابة وأنا سكران صاح مستغرق غاية الاستغراق في السكر والصحو معاً، جامعاً بينهما وقوياً فيهما القوة الكبيرة، إذ سمعت خطاباً من ذاتي بأسرها:"وذكّر فإن الذكرى تنفع المومنين" ، فسكن قلبي بذلك واطمأن، وأيقنت أن الخطاب من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إذ كنت بالحضرتين الكريمتين الربانية والنبوية، وكان والله خرق عادة من ذاتي بأسرها ولا له كيف يعرف به، إنما يعرفه من عرف الله سبحانه، إذ الله تارة يخاطب عبده من نفسه كما وقع لنا وكما وقع لغيرنا، قال الشيخ الجليل ولي الله تعالى سيدي أبو الحسن الششتري رضي الله عنه:
وسمعت الخطاب من ذاتي من مكان قريب*** فأحياني وأنت في ذاتي حاضر لا تغيب
وتارة يخاطبه من جنسه، وتارة من الجمادات، وتارة من الحيوانات، وتارة من الهواء، وتارة من جهة واحدة، وارة من سائر الجهات، ولا يعرف ذلك إلا من عرفه الله، ولا يحمله إلا من قواه الله. وقد بقيت هذه الآية الكريمة التي خوطبت بها من ذاتي بأسرها ممزوجة بلحمي ودمي نحو العشرة أيام أو أكثر، والله على ما نقول وكيل.
ولما وقع هذا الإذن، جاء المومنون في الحين، فبنفس ما رأيناهم ورأونا تذكروا وتذكرنا، وانتفعنا منهم وانتفعوا منا وربحنا منهم وربحوا منا، وكان ما كان من الخير والسر والفضل والبركة والعناية، وذلك بالقبيلة الزروالية دفع الله عنها كل بلية، والحمد لله والشكر لله والسلام. انتهى النقل من رسائل العارف الدرقاوي.