"إن الباقيات الصالحات تحثُّ الخطايا حَثّاً، وتُكَفِّرُ ما تقدَّمَ وما تَأخَّرَ من الذّنوب قال:
"وتَفْرقتُها – بأن تقول "سبحان الله" (33 مرة) و"الحمد لله" (كذلك) و"الله أكبر" (كذلك) – ألطف وأحْسنُ من جَمْعِها، وكذلك قراءتها عندَ النوم، مُعينةٌ على الشغلِ كما في قضية سيّدتنا فاطمة الزهراء لما سألَتْ من أبيها عليه السلام خادماً تُعينها. فمن كانت له صَنْعةٌ من كتابةِ نسخٍ أو غيره وأراد أن يُعينَه الله تعالى فعليه بها. - قلت وتأمَّلْ ما ذكره سيّدنا الشيخ من تفْرِقَتِها مع ما اختاره أهلُ الفقه كابنِ عرفة وغيره من جَمْعِها. قلتُ وهذا الذي قاله سيّدنا أعلى الله مكانتَه هو الذي يظهر لي ويتلمح من قوله عليه السلام لابنته سيدتنا فاطمة رضي الله عنها: (سَبِّحِي الله ثلاثاً وثلاثين واحمدي ثلاثاً وثلاثين وكبّري ثلاثا وثلاثين)(83) فإن ظاهر الحديث الشريف يقضي إفراد كلّ كلمة على حِدَتِها، وإلاّ لو شاءَ جَمْعَها لقال: قولي: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين...إلخ ونحو ذلك لأنه أخص وأسهل وأبلغ في التعليم وأيضاً هو مُنافٍ لقوله: واختُصر لي الكلامُ اختصاراً. قال مولانا الشيخ رضي الله تعالى عنه: وينبغي ذكرها بالأنامل أي الأصابع لما ورد أنها تشفع للذاكر بها يوم القيامة. قال: ومن هنا يُعلَمُ خطأ أهل المغرب في تعليمهم السبحة على رأس ثلاثِ وثلاثين، أي ليَذْكُر بها الباقيات الصالحات لأن ذكرها بالأصابع أفضلُ كما ذكرنا والله أعلم.