ما هو الفرق بين طالب العلم والمريد ؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الكرام أعضاء وزائري منتدانا الكبير الطاهر هناك سؤال لطالما يتبادر إلي ذهن السالك في طريق الله المصاحب لشيخ عظيم القدر عالي الجناب هل أنا طالب علم أم مريد وما الفرق بين الإثنين ؟؟

الإجابة أيها الاحباب تتلخص في نية السالك هل هي التتلمذ علي يد الشيخ بقصد الإستفادة فقط من علمه أم لشهرة الشيخ ومن ثم يشار له بالبنان مما يشعر السالك بالغبطة والإحساس بأنه صار مشهورا بمجاورة المشهور وهناك من يصاحب المشايخ بقصد الحصول علي الإجازات العلمية و إستخدام علم الشيخ في تذليل ما يلاقيه طالب العلم في طريقه من معضلات علمية أو معميات فقهية قد تعوق سيره العلمي وهناك من يصاحب الشيخ وعينه ومقصده أن يكون عالي المقام وأن يكون من الأولياء الكبار وهناك من يصاحب الشيخ والحضور معه خصوصا في ولائم الكرام وهدفه السامي أن تمتلأ معدته من صنوف الطعام و لسان حاله يقول المدد ثريدا ثريدا ثريدا .
كل هؤلاء يحسبون أنهم علي شيء وهم والله لم ينالوا إلا بركة مصاحبتهم للشيخ وقد ينتفعون من أنفاسه ونظراته فقد تقلب نظرة الشيخ حال السالك رأسا علي عقب فمن النار إلي جنة الإستكانة في باب الشيخ واللزوم علي الأعتاب وقرع الأبواب .
لكن إن علم الشيخ أن ذراتهم لا تقبل إلا ما هم عليه من سعادة زائفة و حال أعوج إن إستقام إنكسر كالضلع وشأنه إذا علم ذلك تركهم في خوضهم يلعبون ولأنفسهم يتتلمذون .
إن من وجدت فيه خصلة مما سبق ليس علي الحقيقة مريدا فالمريد يترك نفسه عند أعتاب شيخه فيكون معه بلا حال بلا شأن بلا نفس ...
فالمريد الصادق من يهيم بشيخه ولايري فيه إلا حسنا ولا يعجب من شأنه ولا يسخر من حاله ولا يرتاب في أمره بل هي المحبة الصادقة التي لا تخفي عن عين الشيخ فإذا علم الشيخ بما أودعه الله فيه من أسرار أن هذا المريد هو مريده حقا فهو يربيه بالنظر وأحيانا بالفكر وأحيانا باللمس وأحيانا بالزجر وأحيانا بالمدح وأحيانا بالتوجه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
والمريد الصادق من يفني في الزود عن شيخه فلا يسير مع أعداء شيخه الذين يتربصون به الدوائر ويكيدون له الليل والنهار فيثيرون ما يرونه شبهات خاصة ما يتعلق بإجازات الشيخ أو سنده مثلا إلي غير ذلك ..
وهنا يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتظهر حقيقة السالك وبيان درجة معرفته بشيخه والعجيب أن يترك هذا السالك العنان لهؤلاء السفهاء للإسترسال في حق شيخه ولعله يركب موجتهم ويخوض خوضهم الأثم ويطلب ممن يري فيهم القرب من الشيخ الرد علي شبهات هؤلاء السفهاء أو أكبر من ذلك أن يطلب رد الشيخ علي هذه الشبهات ثم بعد كل ذلك تراه يدعي أنه من المحبين للشيخ !!! سبحان الله عن أي محبة تتحدث يا هذا !!!!
كان الأولي بك عدم الخوض مع الخائضين ....
كان الأولي بك الزود عن شيخك ....
كان الأولي بك أن تدع هؤلاء السفهاء فمسايرتك لهم هو بمثابة النفخ في أمرهم وتضخيم شأنهم وتحقيق أهدافهم الخبيثة وبث سمومهم المميتة ..
فلتراجع محبتك لشيخك فإن العلل ظاهرة فيها و الخرق إتسع علي الراكع ...
ولتقرأ كلامي بعيني قلبك فهذا أفضل من أن تتشنج في وجه من يكشف لك ما خفي لك من عيوب نفسك وأهوائها ....
إن من أثار محبة الشيخ أن تحب من يحبه شيخك فما بالك بأقربائه ومن هم في الدائرة الأولي التي لا يمكن أن تنفك حول الشيخ والأقربون أولي بالمعروف وإياك أن تظن أن الشيخ يرضي بالإساءة لأقربائه إرضاءا لهوي نفسك بل علي العكس فكما قال سيدي ومولاي وتاج رأسي أبي الفيض مولاي محمد بن عبدالكبير الكتاني رضي الله عنه فحبيب الحبيب حبيب وأنت بتصرفك الأرعن هذا قد أرضيت نفسك علي حساب رضي شيخك ...
إياك يا أخي أن يغرك علم درسته أو فهم فهمته فقد يسبقك في المضمار من سبقت لهم من الله الحسني وفازوا بسبق المحبة الإلهية و الزلفي المحمدية فأولئك يعلمهم الله بلا معلم ويفهمهم بلا مترجم ففهمناها سليمان وقال تعالي وعلمناه من لدنا علما ولا تصعر خدك لشيخك فهو أولي بك منك وهو من وجهك الله إليه .
وصلي الله علي سيدنا ومولانا محمد يعسوب الكمالات وخاتم الرسالات وأله وصحبه وسلم .