رحيل الشيخ سيدي عبد القادر طه دحاح البوزيدي إلى رحمة الله
بسم الله الرحمان الرحيم
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار قال الله تعالى
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الاخرة
توفي الشيخ الإمام الخطيب شيخنا البركة الجليل السيد الشريف الحسيب النسيب العارف بالله تعالى سيدي الشيخ عبد القادر بن طه دحاح الشريف البوزيدي الحسني شيخ الطريقة البوزيدية الدرقاوية الشاذلية بمسغانم المحروسة الجزائر قدس الله سره توفي بمستشفى مدينة مستغانم بعد صلاة العشاء من يوم السبت 31دسمبر 2011م الموافق ل6 صفر الخير 1433هجري بعدتدهور صحته وقدكنت في زيارة له مع ابن عمتي الشيخ مكي صالح الشريف الحسيني صاحب الزاوية القرانية الرحمانية والشيخ السنوسي مصطفى شيخ الزاوية الهبرية وقد زرنا الشيخ سيدجي عبدالقادر دحاح قبل وفاته بخمسة أيام فقط وكانت صحته متدهورة لكنه قدم إلينا وهو يمشي على رجليه وقد كنا في زيارته بزاويته البوزيدية بخروبة مستغانم ولما جلس إلينا قال لي هذه الكلمة ..أنا مشتاق للقاء الله عزوجل ووالله وقعت كماته على قلبي كأنه نعى لنا نفسه الزكية ثم قال لنا إن جدي الشيخ العارف بالله سيدي محمدبن الحبيب البوزيدي الملقب بسيدي حمو الشيخ انتقل إلى رحمة الله سنة 1909م وقد حضر جنازته خليفته الشيخ سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي وصلى عليه صلاة الجنازة ودفن بزايته عند المحراب وفي سنة 1912م أي بعد وفاته بثلاث سنين نقل قبره مرة ثانية إلى مكانه الحالي الان المدفون به ولما فتحوا قبره الشريف وجدوا الشيخ سيدي حمو البوزيدي كما هو لم يتغيرورائحة المسك تفوح من جسمه الشريف وهذه كرامة له بعد وفاته رضي الله عنه هذا ماسمعته من فم شيحنا سيدي عبدالقادر دحاح البوزيدي اثناء زيارتي له الأخيرة قبل وفاته بخمسة أيام وفي ذلك اليوم كانت عنده جنازة صهره أي والد زوجته وقد تقدم الشيخ عبدالقادر دحاح وصلى عليه بنفسه صلاة الجنازة وخطب فينا خطبة تأبينية مؤثرة وكأنه كان يودعنا الوداع الأخير لاأنه كان يتكلم عن الموت ودعا لنا بدعوات صالحة وودعناه في ذلك اليوم الوداع الأخير والنظرة الأخيرة وفي يوم السبت ليلا لما خرجت روحه الطاهرة إلى بارئها عزوجل كلمني نجله الإمام الشيخ سيدي محمددحاح في منتصف الليل وأخبرني بوفاة الشيخ في اخر يوم من السنة الميلادية وذهبنا ضباحا للتعزية وحضور تشييع جنازته بمستغانم حيث كانت صلاة الجنازة عليه يوم الأحد 1جانفي 2012م الموافق ل 7 صفر 1433 هجري وقد أذيعت وفاته عبر الجرائد والإذاعة المحلية بمدينة مستغانم والتلفزيون الجزائري حيث بثت جنازته عبر التلفزيون الجزائري وكان جثمانه الشريف بزاويته البوزيدية القرانية بخروبة بمستغانم وقد حضر جنازته خلق كبير لا يحصى عددهم حيث امتلات الزاوية من داخله وخارجا بالمشيعين وغصت شوارع الزاوية بالسيارات والحافلات من جميع نواحي القطر الجزائري وكان يوما مشهودا حيث حضر جنازته جمع غفير من السلطات المحلية والعلماء وشيوخ الزوايا والمحبين ومريدي الشيخ وطلبة حفظة القران الكريم حيث بدأ الطلبة من الصباح الباكر في تلاوة القران الكريم ختمة كاملة جماعة ثم بعدصلاة الظهر ألقيت كلمات تأبينية من السادة العلماء منهم الشيخ الإمام البوشيعيبي والشيخ الإمام المفتي بلمهدي الجيلالي والشيخ الفقيه سيدي أبوبكر قدور الرياحي وغيره من المشايخ الذين عبروا بكلماتهم التأبينية عن خصال الشيخ وشجاعته القوية التي كان يردبها على المنكرين على أهل الله فوق المنبر وتفانيه في خدمة القران الكرينذم ونشر تعاليم الطريقة البوزيدية الشاذلية وجل أبناء الشيخ من حملة وحفظة القران الكريم حتى بناته يحفظن القران الكريم ولله الحمد وقد كان الشيخ أيضا من حملة كتاب الله عزوجل وكان يوم وفاته يوم حزن شديد حيث فقدت الزاوية البوزيدية بمستغانم شيخها الراحل سيدي عبدالقادر دحاح البوزيدي وكانت له مقالات في الصحافقة الجزائرية منها القول الفصل في الرد على عديم الأصل وغيرها من المقالات وكان أيضا رئيسا لجمعية الزوايا على المستوى الوطني سابقا وقد ختم أنفاسه الطاهرة في اخر ليلة من السنة الميلادية 2011م وكانت صلاة الجنازة عليه يوم الأحد 1 جانفي 2012م الموافقل 7 صفر 1433 هجري بعد صلاة العصر داخل الزاوية حيث تقدم للصلاة عليه بوصية منه نجله الشيخ الإمام سيدي محمددحاح الوزيدي وخليفته من بعده حيث أم الألاف من المشيعين الحاضرين لجنازته وبعدالصلاة عليه خرجت جنازة الشيخ يتقدمهم الفقراء المسمعون يرفعون أصواتهم بالسماع الصوفي وحملت جنازة الشيخ في السيارة الكبيرة وخرجت جناته من زاويتة بخروبة تجب شوارع مستغانم وقد غصت طرقات مستغانم بالسيارات والحافلات إلى مثواه الأخير حيث ذهبنا بجنازته إلى زاوية جده الشيخ سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي يتيجدت بمستغانم القربية من الزاوية العلاوية ولما وصلنا هناك وجدنا جموعا غفيرة هناك في انتظار جثمان الشيخ وهم يبكون عليه ويودعونه الوداع الأخير ثم حملت جناته على الأكتاف وأدخلت داخل الزاوية وارتفعت أصوات الفقراء بالتهليل والتكبير باكين على فراق شيخهم العزيز حيث دفن الشيخ سيدي عبدالقادر دحاح داخل البزاوية بجانب ضريح جده القطب الرباني سيدي محمدبن الحبيب الوزيدي الشريف الحسني وذلك بوصية منه فهنيئا له بهذا الجوار المبارك الميمون الكريم وقد عاش الشيخ سيدي عبد ابقادر دحاح من العمر 64 عاما فقط قضاها في عبادة الله والنسك وتسليك المريدين وتعليمهم القران الكريم والعلم الشريف وقد حضر جنازته أيضا سيدي الهادي بن تونس شقيق الشيخ خالد بن تونس العلاوي والفقراء العلوين أيضا وكان يوما مشهودا في مدينة مستغانم وقدقدذمت لهم التعازي من المغرب الشقيق وسوريا وفرنسا والسعودية وغيرها من البلدان العربية قلت
بعد انتقال الشيخ سيدي بوزيد بن طه طيب الله ثراه و قدس روحه إلى الرفيق الأعلى
سنة 1966م، خلفه في مقام التربية و الإرشاد في الزاوية البوزيدية سيدي عبد القادر بن طه
البوزيدي الذي كان خير خلف لخير سلف، كيف لا و هومن الدوحة النبيوية الهاشمية
الذي نشأ في صيانة والده و ترعرع على الدين و التقوى و حب الخير مشتغلا بتعليم
القرآن الكريم و المواد الشرعية و توجيه التلاميذ و الطلبة على المنهج النبوي في
التربية و التصوف و لقد صدقت فراسة الشيخ سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي
رضي الله تعالى عنه حيث قال لأبيه الشيخ سيدي بوزيد بن طه و كان الأستاذ الشيخ سيدي
القادر لم يولد بعد فقال:<< يا سيدي بوزيد إن الله سيهب لك وردة يحي الله بها طريق
القوم>>. و لقد سمعنا هذه الرواية من فم الفقير الصالح سيدي العربي أوسخار الذي
كان هو السائق الخاص للشيخ سيدي أحمد العلاوي رضي الله تعالى عنه، و كان سيدي
العربي حاضرا في تلك القصة، و بالفعل كان سيدي عبد القادر دحاح خير مثال مواصلا السير في بدل النصيحة و التوجيه و لم يبخل على أحد في ذلك واقفا
يدب على مجد سادتنا معتبرا نفسه دائما في خدمة هذه النسبة بكل تواضع فوفقه الله
تعالى إلى بلوغ المرام و تحقيق كل ما يطمح إليه من تعليم و تربية الأجيال.وفي الأخير لايسعني في هذا المقام الجليل إلا أن أقول إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك ياشيخنا لمحزونون ولا نقول إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أسكن شيخنا سيدي عبدالقادر دحاح فراديس جناته واجعل مقامه مع النبين والشهداء والصاحين وحسن أولئك رفيقا والحمد لله رب العالمين
كتبه بيده من حضر جنازته محبه العبد الفاني ....عبدالعزيز بن علال الشريف الإدريسي الحسني الجزائري الدمشقي
__________________
خادم العلم الشريف
عبدالعزيزبن علال الحسني الجزائري الدمشقي