ناصر رسول الله (صلى الله
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 24/01/2009
| موضوع: ما هي شروط صحة الطرق الصوفية ؟ الأحد فبراير 08, 2009 12:53 am | |
| شروط صحة الطرق الصوفية إخوتي وأخواتي الأحبة: إذا نظرنا في الواقع الصوفي نظرة منصفة لوجدنا أن الكثير من الطرق الصوفية لها شكل وإطار التصوف لكنها بعيدة عن حقيقته. وهذا الأمر إنما سببه: · إنـحراف الطريقة عن مسارها بسبب تقادم العهد (عن حسن نية أو عن ضعف) فبقي أبناء الطريقة ذاكرون محافظون على أورادهم التي تلقوها عن المشايخ المؤسسون السابقون، لكن هذه الأوراد لم تصنع منهم رجال التغيير. · أو آخر ون ادعوا التصوف ولبسوا لباس أهله لمنفعة دنيوية أو لمأرب فاسد كالمشعوذين والدجالين. وعلى هذا تقسم الطرق الصوفية اليوم إلى ثلاثة مجموعات: 1. الطرق الصوفية الصحيحة. وهم مصانع الرجال. 2. الطرق الصوفية التي دخلها بعض الخلل. وهم الذين يـجب مناصحتهم. 3. أدعياء التصوف. وهم الذين يجب كشفهم. أما أدعياء التصوف فهم الدجالون والمشعوذون وطالبوا الدنيا بالدين. ومن هذه الفئة دخل الدخن إلى التصوف وتحامل كثيرون على التصوف من خلال النظر إليهم حتى أعلنوا بُعد التصوف عن الدين وبعضهم رمى التصوف بالكفر والعياذ بالله. وواجب أهل التصوف (قبل غيرهم) كشف زيف هؤلاء الأدعياء والتحذير منهم ومن أفعالهم وفضح أساليبهم وممارساتهم والتي في الحقيقة لا تـخرجهم من التصوف فقط وإنما من الدين كله. وهذا موضوع كبير يحتاج إلى الإتفاق على إعلان أصحاب الطرق الصحيحة التبرء أمام الله وأمام الناس من العقائد والمفاهيم والممارسات الفاسدة والتي يقوم بها هؤلاء الأدعياء بنداً بنداً وبكافة الوسائل المتاحة. (وهذا يحتاج إلى تفصيل ونقاش فيما بعد -في موضوع مستقل- حتى يتم تحديد هذه البنود). أما أصحاب الطرق الصوفية والتي خالط سيرها شيء من الأخطاء فهذه الطرق أساسها سليم لكن الأخطاء دخلت عليها إما من خلال شيخها الحالي أو من سبقه والذي حمل أمانة الطريقة وهو ليس بأهل لها. أو من خلال الأتباع الذين يمارسون أفعالاً لا تنسجمع مع السالك إلى الله. فهم بذلك يسيؤون للتصوف خصوصاً وللإسلام عموماً من حيث لا يدرون !. وتصحيح مسار هؤلاء إنما يكون على عدة محاور: · أولاً: بالتقارب فيما بينها وبين أصحاب الطرق الصحيحة (ومن هنا يأخذ التقارب بين الطرق الصوفية أهميته الأساسية). · ثانياًُ: بالحوار المباشر والنصيحة لله للوصول إلى تغيير حقيقي. · ثالثاً: بالإتفاق على شروط صحة الطرق الصوفية (وهذا مبحثنا في هذا الموضوع). وتكمن أهمية تحديد شروط صحة أي طريقة صوفية لعدة أسباب: 1. قطع الطريق على الذين يـحاربون التصوف بـحجة بُعده عن الدين. 2. الإتفاق على معايير صحيحة تكون نواة لتأسيس إئتلاف صوفي يكون مرجعاً لجميع أهل التصوف. 3. أن يعيد كل صاحب طريقة حساباته ولينظر مدى مطابقة طريقته لهذه الشروط فيصلح ما فسد منها (إن أراد الحق طبعاً). 4. أن ينظر أي مسلم (يريد أن يلتحق بركب مصانع الرجال) إلى الطرق الصوفية الموجودة في بلده ويزنها بهذه الموازين والشروط فيكون اختاره مبنيٌ على أسس سليمة متفق عليها. فما هي الشروط الرئيسية التي يـجب توفرها في الطرق الصوفية حتى تعتبر طريقة صحيحة؟: 1. الإلتزام بالشرع : فلا يقبل بطريقة صوفية لا يلتزم أفرادها بالشريعة مهما ادعى أفرادها القرب والوصول. إذا لا وصول إلا بالشريعة ابتداً وطريقاً وانتهاءً. 2. إتصال السند برسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي أن الطريقة غير مقطوعة) ونقصد بالسند المتصل أن الشيخ الحالي قد أخذ السند من الشيخ الذي قبله في حياته وهكذا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكثير من الطرق اليوم مقطوعة السند ولو كانت في فترة ماضية متصلة السند. فليست كل طريقة كانت صحيحة فيما مضى تصلح للسلوك اليوم. 3. وضوح المنهج (الأركان): وهو الأساس الذي تعتمد عليه الطريقة في سلوك قلوب أتباعها إلى الله. فهي الأدوات العلمية التي يعتمد عليها الشيخ في إصلاح قلوب أتباعه وإرشادهم خلال سيرهم. فلا وصول لمريد إذا لم يسير على نور وعلم ومعرفة. 4. إصلاح القلوب وتزكية النفوس: وهي الأدوات العملية لإصلاح القلوب وتزكية النفوس. فلا يصل من يصل إلا بالمجاهدة وتزكية النفس وتخليصها من عيوبها وإصلاح أمراض القلب وآفاته. فلا يدعي مدع أحوال المقربين وهو يرتع في آفات النفس وأمراض القلب الباطنة. هذه مقدمة سريعة لشروط صحة أي طريقة صوفية. وسنتناول كل شرط منها بتفصيل إن شاء الله لأن كل شرط رئيسي تندرج تـحته العديد من الشروط الفرعية. المهم أن يبدأ الحوار الجاد في هذا الموضوع الهام حتى نصل إلى نتائج متفق عليها. والله ورسوله أعلم.
| |
|