الفصل الثاني فيه الفضل الكبير في الصلاة على سيد السادات محمد صلى الله الله عليه وآله وصحبه وسلم
في الأحاديث التي ورد فيها الترغيب في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بصيغة الأمر ونحوه وما ورد فيها ذكر الأعداد كقوله عليه الصلاة والسلام من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً وما يناسب ذلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَك عَلَيَّ زَكَاةٌ لَكُمْ وَإِنَّهَا أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ. وكان صلى الله عليه وسلم يقول صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُصَلِّي عَلَيْكُمْ. وقال صلى الله عليه وسلم لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ. وقال صلى الله عليه وسلم حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ. وقال صلى الله عليه وسلم حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيُّ فَإِنُّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي. وقال صلى الله عليه وسلم إِنُّ لله مَلاَئِكَةً سَيُّاحِينَ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمُّتِي السَّلاَمَ. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلُّى عَلَيُّ بَلَغَتْنِي صَلاَتُهُ وَصَلُّيْتُ عَلَيْهِ وَكُتِبَ لَهُ سِوَى ذَلِكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلُّى عَلَيُّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ وَمَنْ صَلُّى عَلَيَّ غَائِباً بُلِّغْتُهُ وقال صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيُّ إِلاَّ رَدَّ الله عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ. وقال صلى الله عليه وسلم لَقِيتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ لِي إِنِّي أُبَشِّرُكَ أَنَّ يَقُولُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ. وقال صلى الله عليه وسلم جَاءَِنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لاَ يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إٍلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَمَنْ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وكان صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ لله تَعَالَى مَلَكاً أَعْطَاهُ أَسْمَاعَ الْخَلاَئِقِ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِي إِذَا مُتُّ فَلَيْسَ أَحَدٌ يُصَلِّي عَلَيَّ صَلاَةً صَادِقاً مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ قَالَ يَا مُحَمُّدٌ صَلَّى عَلَيْكَ فُلاَنٌ ابْنُ فُلاَنٍ قَالَ فَيُصَلِّي الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْراً وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ. وعن أبي طلحة رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فرأَيت من بشره وَطَلاَقَتِهِ ما لم أَرَهُ قَطُّ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ خَرَجَ جِبْرِيلُ آنِفاً فَأَتَانِي بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّي إِنَّ الله بَعَثَنِي إِلَيْكَ أُبَشِّرُكَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ يُصَلِّي عَلَيْكَ إِلاَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَمَلاَئِكَتُهُ بِهَا عَشْراً. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْراً وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ عَشْراً صَلَّى الله مِائَةً وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةً كَتَبَ الله لَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ بَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ وَبَرَاءَةً مِنَ النًارِ وَأَسْكَنَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الشُّهَدَاءِ فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلاَةِ عَلَيَّ كُلَّمَا ذُكِرْتُ فَإِنَّهَا كَفَّارَةٌ لِسَيِّئَاتِكُمْ. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةَ مَرًةٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ أَلْفَ مَرَّةٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ أَلْفَ مَرَّةٍ حَرَّمَ الله جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ وَثَبَّتَهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ عِنْدَ الْمَسْأَلَةِ وَجَاءَتْ صَلاَتُهُ عَلَيَّ نُوراً لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَأَعْطَاهُ الله بِكُلِّ صَلاَةٍ صَلاَّهَا قَصْراً فِي الْجَنَّةِ قَلَّ ذَلِكَ أَوْ كَثُرَ وفي رواية وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ أَلْفاً زَاحَمَتْ كَتِفُهُ كَتِفِي عَلَى بِابِ الْجَنًةِ. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً مِنْ أُمَّتِي كَتَبَ الله لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَى عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَكُنَّ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وفي رواية مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلاَةً مُخْلِصاً مِنْ قَلْبِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَى عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صلى الله عليهِ وَمَلاَئِكَتُهُ سبعينَ صَلاَةً. وكان صلى الله عليه وسلم يقول مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي يَوْمٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمْتُ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ. وكان صلى الله عليه وسلم يقول مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ قَضَى الله لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ أَيْسَرُهَا عِتْقُهُ مَنَ النَّارِ. ونقل الحافظ السخاوي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه أنه قال لولا أن أنسى ذكر الله عزَّ وجل ما تقربت إلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قَالَ جِبْرِيلُ يَا مُحَمُّدُ إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ اسْتَوْجَبَ الأَمَانَ مِنْ سَخَطِي. وقال صلى الله عليه وسلم لأبي كاهل الصحابي رضي الله عنه يَا أَبَا كَاهِلٍ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَكُلَّ لَيْلَىٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ حُبَّاً لِي وَشَوْقاً إِلَيَّ كَانَ حَقَّاً عَلَى الله أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَذَلِكَ الْيَوْمَ. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً كَتَبَ الله لَهُ قِيَراطاً مِنَ الأَجْرِ وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ. وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيَّ فَلْيُقِلَّ مِنْ ذَلِكَ عَبْدٌ أَوْ لِيُكْثِرْ. وروى أبو غسان المدني من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة مرة في اليوم كان كمن داوم العبادة طول الليل والنهار قال الإمام الشعراني رضي الله عنه في كتابه لواقح الأنوار وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول صلاة الله تعالى على عبده تلا يدخلها العدد لأنه ليس لصلاته تعالى ابتداء ولا انتهاء وإنما دخلها العدد من حيث مرتبة العبد المصلي لأنه محصور مقيد بالزمان فتنزَّل الحق تعالى للعبد بحسب شاكلة العبد وأخبر أنه تعالى يصلي على عبده بكل مرة عشراً فافهم ويؤيد ما قلنا كون العبد يسأل الله تعالى أن يصلي على نبيه دون أن يقول هو اللهم إني صليت على محمد مثلاً لأن العبد إذا كان يجهل رتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرتبة الحق تعالى أولى فعلم أن تعداد الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من حيث سؤالنا نحن الله أن يصلي عليه فيحسب لنا كل سؤال مرة ا.هـ. وقال العارف ابن عباد في كتابه المفاخر العلية في المآثر الشاذلية قال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه كنت في سياحتي فبت ليلة في موضع كثير السباع فجعلت السباع تهمهم عليَّ فجلست على ربوة عالية وقلت والله لأصلين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه بها عشراً فإذا صلى الله عليَّ عشراً أبيت في أمن الله قال ففعلت ذلك فلم أخف شيئاً. وقال العارف بالله تاج الدين بن عطاء الله السكندري في كتابه تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس ما نصه من قارب فراغ عمره ويريد أن يستدرك ما فاته فليذكر بالأذكار الجامعة فإنه إذا فعل ذلك صار العمر القصير طويلاً كقوله سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وكذلك من فاته كثرة الصيام والقيام فليشغل نفسه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لو فعلت في جميع عمرك كل طاعة ثم صلى الله عليك صلاة واحدة رجحت تلك الصلاة الواحدة على كل ما عملته في عمرك كله من جميع الطاعات لأنك تصلي على قدر وسعك وهو يصلي على حسب ربوبيته هذا إذا كانت صلاة واحدة فكيف إذا صلى عليك عشراً بكل صلاة كما جاء في الحديث الصحيح فما أحسن العيش إذا أطعت الله فيه بذكر الله تعالى أو الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ا.هـ. قال الشيخ ابن عطاء الله من صلى عليه ربنا صلاة واحدة كفاه هم الدنيا والآخرة وقال الحافظ السخاوي نقلاً عن الإمام الفاكهاني وغاية مطلوب الأولين والآخرين صلاة واحدة من الله تعالى وأنَّى لهم بذلك بل لو قيل للعاقل أيما أحب إليك أن تكون أعمال جميع الخلائق في صحيفتك أو صلاة من الله عليك لما اختار غير الصلاة من الله تعالى فما ظنك بمن يصلي عليه ربنا سبحانه وجميع ملائكته على الدوام والاستمرار يعني إذا داوم العبد على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يحسن بالمؤمن أن لا يكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أو يغفل عن ذلك.