اختيارات الامام محمد بن عبد الكبير الكتاني العقدية

اتوجه لمقام الشريف الشيخ سيدي حمزة الكتاني بطلب الاستفسار منه عن الاختيارات العقدية للامام محمد بن عبد الكبير الكتاني رضي الله عنه فان ساداتنا الصوفية لهم انفاس واختيارات كما هو شان الاكابر البعيدين عن التقليد كالشيخ امام الكل محي الدين بن عربي الذي كان له ذوق ومشارب عقدية .

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب سيدي أحمد حجاب، لا شك أن السنة والجماعة تضم منهجا واحدا، وهو الأمة التي تستمد في دينها من القرآن الكريم، والسنة الصحيحة، على ضوء فهم السلف الصالح، واعتبار الإجماع والقياس المستوفي للشروط..

ولا شك أخي أن اعتقاد أهل السنة والجماعة يضم بين لابتيه الأشاعرة والماتريدية من أهل الكلام، وأهل الحديث، وكلهم يطلق عليه أهل السنة والجماعة..

ولا شك أخي أن الصوفية هم من أهل السنة والجماعة، ومنهم انطلقوا وإليهم يعودون..

ولا شك أخي أن الأشاعرة استدلوا في هذا الإطار بالمحسوس الفاني على الباقي، وبالأدلة العقلية غير المنضبطة جملة، على الحق تعالى...كما أن أهل الحديث التزموا حروف الألفاظ، وأحجموا عن تسور المعاني..فلم يدرك كلاهما عين المراد وإن كانوا حاموا حوله، أعني في المتشابهات.

وكلا المدرستين ليس معيبا، لأنهما ما تكلما إلا فيما أنسأ الله تعالى لهما في علمه ومعرفته، ولا يكلف المرء فوق طاقته..

ولذلك فإن العارف الواصل، المتعرف على الفاني بالباقي، والمنغمس في بطون القرآن والسنة، المستشعر لها بالأحمدية، يكون أعلم بمدلولات الكتاب والسنة من غيره ممن التزم الحروف، أو استدل بالفاني على الباقي، ولذلك فلا شك أن تكون له اختيارات في العقيدة، قد لا يفهمها غيرهم أولا، أو قد لا يعلم مناط استنباطها ثانيا، ضرورة أن من عرف حجة على من لم يعرف..

ومن هنا؛ فلا شك أن مولانا الشيخ قدس سره، كانت له اختيارات عقدية في إطار أهل السنة والجماعة، تميل ظاهرا لأهل الحديث أحيانا، وظاهرا لأهل الكلام أخرى، وهي موجودة في طيات كتبه، سواء فيما يتعلق بالإلهيات أو النبوات، أو غير ذلك مما لم يرد فيه نص قطعي...

وإن كان - قدس سره - لما قرر عقيدته في بعض كتبه ومنها: "مدارج الإسعاد الروحاني"، إنما قرر العقيدة الأشعرية، لأنه في معرض حجاج لا معرض بسط واستنباط...

ومسألة اختيارات مولانا الشيخ العقدية والفقهية والأصولية، بله التربوية والسلوكية والعرفانية، ميدان خصب حري بدراسات جامعية أتمنى أن يتفرغ لها طلبة من محبيه...فبارك الله فيكم...والسلام.

هلا أتحفتنا يا سيدي ببعض اختياراته العقدية .

كلمة الشريف الجليل سيدي حمزة الكتاني اعجبتني جدا وهي فيها كلمات كتبت بحروف من نور واود تقبيل اليد الشريفة التي كتبت تلك المشاركة .

وسيدي حمزة فاهم جدا وواسع الافق والدر من معدنه لا يستغرب .

أخي الكريم، بارك الله فيك، راجع مثلا في الأسماء والصفات مقدمة "خبيئة الكون"، تجد بعض آراء مولانا الشيخ قدس سره، وراجع تفصيلا أكثر كتابه "الرقائق الغزلية"...وهل الأسماء علم على الذات أم اسم الجلالة فقط هو العلم على الذات، فهو يرى أن كل الأسماء علم على الذات، وأن كلها جوامع..

وفي مسألة الآيات المتشابهة في الصفات الذاتية وكذا الأحاديث، فهو يرى عدم تأويلها، وأنها عين الكمال، وأن مذهب السلف أحكم وأعلم بخلاف الخلف، ولكن منظوره فيها عرفاني لا ظاهري، وهناك فرق كبير، وقد أسهب في هذه الأمور في بعض كتبه، وراجع "حل الطلاسم" لمولانا العمراني قدس سره..وراجع رسالته للفضيل الشبيهي فهي مدرسة في الباب، وقد كنت نشرتها مخطوطة في موقع الألوكة..

ومسألة التخلق بأخلاق الله تعالى، وراجع "الأمالي في علم الأمهات"..فهي مطبوعة..ومسألة تكفير منكر الإجماع، فهو لا يراها، وراجع "البحر المسجور في الرد على من أنكر فضل الله بالمأثور"..

وكذا في مسائل النبوات، وعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكمالاته، والاقتداء بعاداته صلى الله عليه وسلم، فهو يرى العصمة في العادات والعبادات، خلافا لمن فرق بين سنة العادة وسنة العبادة...

ومسألة كل مجتهد مصيب، هي أيضا مما يضاف للعقائد وإن كانت أقرب للأصول، وله تفصيلات طويلة في هذا الباب..

وله اختبار في مسألة الرؤية هو بين قول أهل السنة والمعتزلة، فهو يرى رؤية الله تعالى يوم القيامة، ولكن من وراء حجاب العظمة كما في الحديث الشريف، وهو قول جامع بين المذهبين...وغير ذلك مما يستحق بحثا مفردا...

معان لبس ثياب الجمال===وأضحى لبيد لديها بليدا

الحقبقة انا اشتاق لمشاركات الشريف سيدي حمزة الكتاني واشكره على التفاعل القوي وحرصه الكبير على افادتنا
وانتظر كل مشاركة له ، و اتعجب من قلة مشاركاته هنا مع انه كان يكتب في منتدى روض الرياحين اكث واكثر .

ومولانا الامام محمد بن عبد الكبير الكتاني مقامه عظيم ومعارفه كبيره ولم يكن مقلدا خاصة في العقائد بل كان مجتهدا كشان الاكابر .

وجزى الله سيدنا حمزة الكتاني كل خير .

[size=12][justify][b]بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا ومولانا أحمدسر الذات ولوح الشتكلات وعلى آهل وصحبه وسلم.

وبعد :

حزاك الله خيرًا سيدنا الشريف حمزة وزادكم علمًا وتوفيقًا آمين.

وأرجوا من شيخنا الشريف حمزة أن يضع لنا رسالة الشيخ قدس سره إلى الفضيل الشبيهي على هذا المنتدى فإني حاولت تحميلها من الألوكة مرارا ولم أستطع.

العارفون رضي الله عنهم لهم مشارب خاصة وكلام وذوق وفهم عال جدا وقد اكرمهم الله ونشلهم من اوحال التوحيد وادخلهم في عين بحر الوحده كما قال سيدي عبد السلام بن مشيش وتوضؤوا بماء الغيب وغابوا عن السوى فلهم المذهب الخاص والفهم العالي ولا نظلمهم وندخلهم في الاشاعرة وغيرهم .
فهم غارفون من بحار الفتح اللدني ونور الاجتماع بالحضرة المصطفوية ومثلهم يحرم عليهم التقليد فبالله عليكم لا تدخلوهم في كلام المتكلمين من الاشاعرة وغيرهم .