محمود حسين الكتانى مشرف
عدد المساهمات : 376 تاريخ التسجيل : 22/07/2009
| موضوع: مولانا الامام الحسين عليه السلام الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 11:15 pm | |
| سيدنا ومولانا الإمام الحسين مولده : فى فترة كان يتصارع فيها الحق والباطل بين أهل الجزيرة العربية تلألأ نور وانبعثت نفحة فى أرجاء يثرب فانتشى بأريجها فؤاد المصطفى ، يومها تألقت طلعة إرتاحت لها النفوس وأفاضت الضياء فى الوجود. إنه ثانى مولد فى أشرف بيت عربى، عريق فى النسب والعزة، فقد ألقت الزهراء إلى الحياة فى الخامس من شعبان فى السنة الرابعة هجرية بقطعة من كبد المصطفى وريحانة قلبه، وقرت عين الزهراء بسيد شباب أهل الجنة، بسيدنا ومولانا الإمام الحسين . وعند مولده حنكه المصطفى وتفل فى فمه ودعا له وسماه حسينا، وكان جسده أشبه بجسد رسول الله ، وقد أدرك الإمام الحسين من حياة النبى خمس سنوات على أرجح الأقوال. روى أحمد عن سيدنا علي بن أبى طالب قال: لما وُلد الحسن سميته حرباً، فجاء رسول الله ، فقال: (أروني ابني ما سمَّيْتموه)، قلنا: حرباً، قال: (بل هو حسن)، فلما وُلد الحسين، فذكر مثله، فقال: (بل هو حسين)، فلما وُلد محسِّن ذكر مثله، فقال: (بل هو محسن)، ثم قال: (سمَّيْتهم بأسماء ولد هارون شَبَّر وشَبِّير ومُبَشِّر) والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" رقم 768، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/52، وقال في "اللسان" 4/393: شبر وشبير ومبشر: معناها: (حسن وحسين ومحسن) وإسناده صحيح. ومحسن - بضم الميم وكسر السين المشددة - مات صغيراً. وقد أيد مولانا الشيخ هذه الرواية فى دروسه يقول القاضى عياض فى الحديث الذى يرويه النبى (حسين منى وأنا من حسين) كأنه علم بنور الوحى ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كالشئ الواحد فى وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله (أحب الله من أحب حسينا)، وإن كان الحديث يؤكد على ما ورد عنه من قوله: (كل أولاد الأنبياء لصلبهم إلا أولادى لصلب على) وهو على اتفاق مع المتوارد من سيرة المصطفى والمتفق عليه من كونه وأخيه الحسن وأخته السيدة زينب (أبناء السيدة فاطمة الزهراء ) هم فى مكان أولاد المصطفى .
اقامته : وكانت إقامة الإمام الحسين بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه إلى الكوفة وشهد معه موقعة الجمل وموقعة صفين وقتال الخوارج وبقى معه إلى أن استشهد الإمام على كرم الله وجهه. ثم بقى مع أخيه الإمام الحسن إلى أن أسلم الأمر إلى سيدنا معاوية بن أبى سفيان ، ثم تحول مع أخيه الإمام الحسن إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات سيدنا معاوية ، ثم خرج إلى مكة حتى أتته كتب أهل العراق بالبيعة بعد موت سيدنا معاوية فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبى طالب فأخذ بيعتهم وأرسل إليه فتوجه إلى العراق وكان من قصة استشهاده ما كان.
زوجاته وأولاده : • السيدة (سلافة) وكان اسمها بالفارسية (شاه زنان) بمعنى ملكة النساء بنت يزدجرد بن انوشروان (ملك الفرس). وأنجب منها الإمام على الأصغر وكنيته أبو محمد ولقبه (زين العابدين). • السيدة (ليلى) بنت أبى مرة بن عروة بن مسعود الثقفى وأنجب منها على الأكبر. • السيدة (قضاعة) وأنجب منها (جعفر). • السيدة (رباب) بنت امرئ القيس بن عدى (الكلبية) وأنجب منها (السيدة سكينة الكبرى) وعبد الله. • السيدة أم اسحق بنت طلحة بن عبيد الله ( التيمية ) وأنجب منها (السيدة فاطمة النبوية).
استشهاده : كان استشهاده فى يوم الجمعة العاشر من محرم سنة 61هـ وهو يوم عاشوراء، وعمره 56 عاما. وعند استشهاده أنشدت اخته السيدة زينب فى حقه قائلة:
ماذا تقولون إن قـال النبى لكم ماذا فعـلتم وأنتم آخـر الأمم
بعترتى وبأهـلى بعد مفتقـدى منهم أسارى ومنهم ضمخوا بدم
ماكان هذا جزائى إذ نصحت لكم أن تخلفونى بسوء فى ذوى رحمى
ومن قصائده المشهورة :
من له جد كجدى المصطفى أحمد المختـار نور الظلمتين
من له اب كأبى حيـــدر فارس الخيل ورامى النبلتين
من له ام كـــأمى فاطمة بضعة الزهراء قرة كل عين
من له عــم كعمى جعفر ذى الجناحين أصيل النسبين
ومن دلائل السنة على مقامه وهو جد أهل البيت: قال الله تعالى: ﴿فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين﴾. ذكر أبو نعيم محمد بن معمر قال: حدثنا أبو شعيب الحرانى قال حدثنا يحيى بن عبدالله قال حدثنا الأوزاعى قال حدثنى عطاء الخراسانى قال: ما من عبد يسجد لله سجدة فى بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت. وقيل: بكاؤهما حمرة أطرافهما؛ قال على بن أبي طالب وعطاء والسدى والترمذي محمد بن على وحكاه عن الحسن. قال السدى: لما قتل الحسين بن على بكت عليه السماء؛ وبكاؤها حمرتها. وحكى جرير عن يزيد بن أبى زياد قال: لما قتل الحسين بن على بن أبى طالب احمر له آفاق السماء أربعة أشهر. قال يزيد: واحمرارها بكاؤها. وقال محمد بن سيرين: أخبرونا أن الحمرة التي تكون مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين بن على . وقال سليمان القاضى: مطرنا دما يوم قتل الحسين.
وقال الله تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن حكيم بن سعد، قال: ذكرنا على بن أبى طالب عند أم سلمة قالت: فيه نزلت: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ قالت أم سلمة: جاء النبي إلى بيتي، فقال: (لا تأذني لأحد)، فجاءت فاطمة، فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن، فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جده وأمه، وجاء الحسين، فلم أستطع أن أحجبه، فاجتمعوا حول النبي على بساط، فجللهم نبي الله بكساء كان عليه، ثم قال: (وهؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط؛ قالت: فقلت: يا رسول الله: وأنا، قالت: فوالله ما أنعم وقال: (إنك إلى خير). وعن عائشة فيما أخرجه مسلم عنها قالت خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾. ويقول مولانا فخر الدين محمد عثمان البرهانى :
وأهلى أولو الشرف العظيم وعترة لخـاتم رسـل الله هادى البرية
والعظمة فى موطن العظمة، وحجاب العظمة أعلى من ستر الكبرياء ولا يدخله إلا أولوا الشرف العظيم، وهؤلاء إمامهم وجدهم الإمام الحسين بين الثلاثة الرؤساء، يقول مولانا فخر الدين محمد عثمان البرهامى :
أجرتم عن نواياكم بخير كفيتم بالعظيمة والإمام وعظيمة أهل البيت هى السيدة الزهراء، أما الإمام فهو مولانا الإمام الحسين، وهى أعلى كفاية، ويذكر مولانا فخر الدين أيضا:
جمعنا فى مقام الوصل حشدا وأم الجمع سيدنا الحسـين وهنا يشير إلى أن إمام الجمع فى مقام الوصل هو مولانا الإمام الحسين، وهذا المقام الذى منه شراب الوصل ويقول أيضا فى مولد الإمام الحسين:
قل يا إمـامـا للأئـمة سيـدا يامنـحة الزهـراء والنبـوية عقد الرجاء عليك يابن المصطفى ياصـنو فيض النفحة الحسنية وأبا لزين العابـدين وعنـدكم جبر الكسـير بزينب ورقـية فالخير ماشـئتم وماشـئتم يكن طوعا فأنتم سادتى ووسيـلتى فاحلل بفضلك عن لسانى عقدة كى يفقهوا دررا بفضلك قيلت عقمت نساء أن تلدن مثيـلكم أو كالذى جدتم عليه بنفـحة وفى هذه القصيدة يشير الشيخ إلى مصادر الفخار فى نسب الإمام الحسين، ويقول أيضا فى آداب زيارته قصيدته المشهورة :
ماذا تقول إذا قصـدت رحـابه ماذا تقـول وفى حشـاك ضرام ماذا تقول وأنـت أنت ومن هو أنـى تـراه وقد عـلاه لثـام قل يا أبا الإكـرام هذى حـالتى أنـت الرجـا المأمول أنت إمام قل يا أبا الإنعـام إنا فى الحـمى هـذا حمـاكم روضـة ومقـام قل يا عـطاء الله مـن دانـت له كل الرقـاب لتوصـل الأرحام أشكو إليك ولسـت أفشى خافيا عنـكم فأنتـم للأنـام زمـام يا ثانى اثنـين البـتول تمخضـت عنـكم لتـلقى سـعدها الأيام تالله ما حنـث اليمـين فإنـكم أنتم أمـان الكـون أنت سـلام يا سـيدا مـن سـيد ومبـجل يا ملـجأ الأحبـاب حيث أقاموا فلـكم حبـيب الله عـين عناية ولواحـظ ترمـى بهـن سـهام أنـتم معـين الشـاربين جميعهم وعيـون رى مسـكهن ختـام عشقتك عينى فابتليت بصـحوتى حاشـا لعـين شـاهدتك تنـام يا نعـم بطـن قد حـواك ويا له نسـب له أهـل السـما خدام وقد اصطفيت وأنت أنت مؤيدى ولبـاسى التقـريب والإحـرام وقد كرر مولانا فخر الدين محمد عثمان البرهامى شرح آداب الزيارة فقال: عـود إلى (مـاذا تقول) فـإنها تجيب سـؤالا فى أصول الزيارة إذا لم يكـن فيك الضـرام فإنما تكون خليا من ضروب الإجارة أما اللثـام فذو العنـاية محجب عن كل إدراك لأهـل النضـارة مادمت فى أنت التى أنت السوى كان السوى إذ ذاك أصل الإدانة سل ما تريد من المكـارم عنـده مستشـفعا فيه بتـاج الإمـامة سل ما تريد من الحمـاية عندما تأتى حمى المنـجى عظيم المقـامة أسـلم قيـادك فى رحاب آمن وخذ التراحـم قبل بث الشكاية واجنب إذا رمت الدمـاء إراقة إلا قليـلا من دمـاء الحجـامة واجعل وسـيلتك الإمـام وأمه الأحسـنين مراد أهل السـلامة فأنـا الذى لقيـت منه عنـاية ومقـامه قـامت عليه سـدانتى فأنا الذى فى الحان عين شاهدت والصـحو فى محوى لديه علامتى والشاربون أولو المقـامات العلا والمصـطفى منـهم حميل الأمانة
| |
|