العارف بالله تعالى القطب الرباني المعمر الجزائري الوهراني الشيخ سيدي بن عاشور الهبري قدس سره
كاتب الموضوع........عبدالعزيزبن علال الحسني
موضوع: العارف بالله تعالى المعمر شيخنا وسيدنا ومولانا الشيخ بن عاشور الهبري قدس سره
بسم الله الرحمان الرحيم
الموضوع...ترجمة مولاناالعارف بالله المعمر سيدي حفان بن رماس محمد الملقب بالشيخ بن عاشور الهبري قدس الله سره
الحمد لله ما غرد بلبل وصدح، وما اهتدى قلب وانشرح ، وما عم فينا سرور وفرح، الحمد لله ما ارتفع نور الحق وظهر، وما تراجع الباطل وتقهقر، وما سال نبع ماء وتفجر ، وما طلع صبح وأسفر ، وصلاة وسلاماًَ طيبين مباركين على النبي المطهر صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر ، ما سار سفين للحق وأبحر ، وما على نجم في السماء وأبهر ، وعلى آله وصحبه خير أهل ومعشر، صلاة وسلاماًَ إلى يوم البعث و المحشر
أما بعد.. فهذه ترجمة موجزةكتبتها بقلمي عن مجيزنا الشيخ بن عاشور الهبري قدس الله سره
ولادته...ولد الشيخ عفان بن عرماس محمد بن عاشورالهبري الإدريسي الحسني نسبا المالكي مذهبا الوهراني مسكنا الجزائري موطنا في بيت والده يوم عاشوراء 10محرم 1304هجري الموافق ل يوم الإثنين 11أكتوبر1987م في يوم العاشر من محرم عاشوراء لذلك سماه والده بابن عاشورتيمنا بيوم عاشوراء المحرم ولد في منطقة القعدة التابعة لمدينة وهران بالغرب الجزائري أما والده فهو الشيخ العارف بالله المعمر سيدي محمدبن عواد حفان بن عرماس كان من المشايخ العارفين بالله تعالى توفي والده في 23نوفمبر1959م الموافق ل 13 جمادي الأولى 1379هجري توفي عن عمر يناهز 107 اعما ودفن بمقبرة عين البيضاء بمدينة وهران المحروسة و كان والده قد سلك الطريقة المشرقية الشاذلية على شيخه القطب الرباني سيدي محمد بن قدور المدعو المشرقي سنة 1910م وجعله شيخه المشرقي المتوفى 22 جانفي 1923م الموافق ل27 جمادي الأولى 1341هجري بمدينة العطاف وعليه قبة كبيرة قلت كلفه شيخه بمهمة المقدم أي جعله مقدما على فقراء مدينة سيق بالغرب الجزائري كما أنه ختم القران في صغره ثلاة سلكات أو ختمات على عادة المغاربة وقرأفي مدينة تلمسان المحروسة ومدينة ندرومة ثم توجه إلى جامع القرويين بمدينة فاس بالمغرب الشقيق وأخذ عن علمائها البارزين درس بجامع القرويين مدة سبع سنوات كاملة وتخرج منها فهو خريج القرويين ثم أسس زاويته العلمية بمدينة القلعة بالغرب الجزائري التابعة لولاية غليزان ودرس القران الكريم والعلم للطلبة الوافدين عليه من أنحاء القطر الجزائري ودرس القران الكريم للطلبة في زاويته بالقلعة وعمر كثيرا
نسبه الشريف ..يتصل نسب شيخنا بن عاشور الهبري بالدوحة الهاشمية الحسنية فهو من ذرية المهاجة الأدارسة الحسنيين فيهم أربعين وليا
سلوكه طريق القوم...سلك شيخنا ومجيزنا العارف بالله سيدي بن عاشور محمد قدس سره الطريقة الهبرية الشاذلية الدرقاوية منذ نعومة أظفاره على يد شيخه ومربيه العارف بالله تعالى القطب الرباني سيدي محمد الهبري الكبير مؤسس الطريقة الهبرية بالمغرب بأحفير كما ذكره
لي عن نفسه لما زرته في بيته بوهران
وكان شيخه سيدي محمد الهبري لما يزور مدينة وهران يزور تلميذه سيدي الشيخ بن عاشور في بيته وهران وبعد مدة أذن له شيخه بإعطاء الطريقة الهبرية وتسليك المريدين وذلك في حياة شيخه الهبري وبدأ بتسليك المريدين وتوجيهم وإرشادهم وقد كون مجموعة كبيرة من المريدين الذين سلكوا الطريقة على يديه
وكان الشيخ سيدي محمد بن عاشور لما يزوره مريض ويطلب منه أن يكتب له رقية شفاء بيده الشريفة كان لا يكتب شيئا وإنما كان يكتب اسم الله الأعظم في ورقة كان يكتب الله فقط ويعطيه للمريض لكي يمحيه ويشربه فيشفى بإذن الله تعالى وكان يكتبه لأي مرض كان من الأمراض الظاهرة والباطنة وهذا من كراماته وبركاته رضي الله عنه
صفاته ...كان رضي الله عنه يوصف بالحلم والوقار والهيبة وكانت لحيته البيضاء طويلة وكان جميل الهيئة يعلو وجهه الشريف حمرة في خديه وكان لباسه لباس البرنس الجزائري
وكان من الذين إذا رؤوا ذر الله عزوجل كان من أهل الله لاشك فيه ولاريب وبلغ مبلغا كبيرا في التصوف حتى لقبه بقطب وهران وكان المشايخ يزورونه ويتبركون به ويسألونه الدعاء حيث كان مسكنه بالحي القديم بوهران حي الحمري وكان يذكر وردا خاصا للحفظ على الساكنين بحي الحمري بوهران وكان هو حاميهاكما ذكره عن نفسه وكان كثير العبادة والنسك كثير القيام والتهجد بالليل لاينام من الليل إلا ساعتين منه فقط ثم يقوم للعبادة والذكر وكان يذكر الإسم الأعظم طيلة ليله ونهاره مستغرقا فيه فانيا فيه وكانت له أذكار عديدة يذكره في يومه وكان لايحب الشهرة أبدا ويحب الخفاء وكان له مجلس ذكر في بيته كل أ سبوع مع مريديه
سبحته... كانت له سبحة كبيرة هي سبحة والده رحمه الله تعالى
ذهابه للحج وبيت المقدس.. ذهب شيخنا لأداء شعيرة الحج سنة 1954م الموافق ل1374هجري مع بعض الفقراء المنتسبين للطريقة الهبرية ذهبوا بالحافلة من الجزائر وزاروا في طريقهم بيت المقدس الشريف ودخلوا المسجد الأقصى وصلو فيه ولما زاروا مسجد رسول الله صلى الله عيه وسلم بالمدينة المنورة دخلوا المسجد رافعين أصواتهم بالهيللة والناس ينظرون إلى هذا المشهد العظيم ثم ذهب شيخنا للحج للمرة الثانية سنة 1966م الموافق ل1386هجري
مشايخه...ذكر لي شيخنا سيدي محمد بن عاشور لما زرته في بيته بحي الحمري بوهران وسألته عن مشايخه ذكر لي أنه اجتمع بشيخه العارف بالله سيدي محمد الهبري وصافحه ثم اجتمع بالشيخ العارف بالله مولانا القطب الرباني
سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي قدس الله سره مؤسس الطريقة العلاوية الدرقاوية بمستغانم وصافحه أيضا وأنا العبد الفقير عبد العزيز بن علال الحسني صافحت سيدي الشيخ محمد بن عاشور عن شيخه سيدي محمد الهبري وصافحته أيضا عن شيخه سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي وهذا ولله الحمد شرف كبير إذ هو أعلى إسناد لي أكرمني الله به بانسبة للطريقة الهبرية والطريقة العلاوية ليس بيني وبين مؤسس الطريقة الهيرية والطريقة العلاوية إلا رجل واحد ألا وهو الشيخ سيدي محمد بن عاشور الذي لي إجازة عامة بالمصافحة وغيرها إلى الشيخين الكريمين وهذا إسناد عالي ولله الحمد والشكر
وفاته...توفي شيخنا ومجيزنا العارف بالله القطب الرباني سيدي محمد بن عاشور الوهراني يوم الجمعة بوهران في بيت ابنه عند الزوال وقت أذان الجمعة
وهو يقول الله الله الله مستقبلا للقبلة وأذيع خبر وفاته في الجرائد والمساجدتوفي يوم الجمعة 8أفريل 2004م الموافق ل 28صفر 1426هجري كانت صلاة الجنازة عليه يوم السبت بعد صلاة الظهر
يوم 9أفريل 2004م وحضر جنازته جمع غفير من المشيعين من من المريدين ومشايخ الزواياوالأئمة وغيرهم من المحبين وجميع الأهل وقد غسله رجل من أهل الصلاح والتقوى اسمه عبد الإله وحمل جثمانه الشريف على الأكتاف إلى مسجد كاستور يتقدمهم المريدون يسطعون بالذكر كعادتهم مودعين شيخهم ومربيهم الوداع الأخير إلى مثواه الخير وكان الجمع غفيرا من المشيعين وقد تقدم للصلاة عليه الإمام الفقيه الخطيب الشيخ بن ديونه أحمد التجاني طريقة غمام وخطيب مسجدالحسن ابن علي كرم الله وجهه بمدينة وهران وهو من تلامذة شيخنا العلامة الجليل القطب سيدي محمدبلكبير قدس الله سره وكان الجو ممطرا وألقيت خطبة التأبين عليه وحمل إلى مقبرة عين البيضاءبوهران لدفنه وحينما أرادوا دفنه خرجت الشمس ساطعة بنورها ووقف المطر وتحسن الجو إلى حال الصحوودفن الشيخ سيدي محمد بن عاشور في مقبرة عين البيضاء والقلب حزين على فراقه توفي الشيخ سيدي محمد بن عاشور عن عمر ناهز 118عاما كلها في عبادة الله عز وجل ورضاه
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جنانه إنا لله وإنا إليه راجعون ولا نقول إلا مايرضي ربنا إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك ياشيخنا لمحزنون
وكانت أيام التعزية في بيته مدة 15 يوما حيث ذبح في هذه الأيام 24 كبشا لكثرة المعزين
كتبه بقلمه تلميذه المجاز منه عبد العزيز بن علال الإدريسي الحسني الجزائري
--------------------------------------------------------------------------------
خادم أهل الله عبدالعزيز ابن الشيخ سيدي محمدبن علال الشريف الإدريسي الحسني الجزائري
التوقيع :
خادم أهل الله
الشريف عبد العزيز بن علال الإدريسي الحسني الجزائري