منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو فى المنتدى أو التسجيل ان كنت ترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى وشكرا
ادارة منتدى السادة الكتانيين
منتدى الساده الكتانيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الساده الكتانيين

ساحه للتصوف الشرعى السلفى على منهج الامام محمد بن عبد الكبير الكتانى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبدالعزيزبن علال الحسني




عدد المساهمات : 34
تاريخ التسجيل : 25/06/2009

وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش Empty
مُساهمةموضوع: وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش   وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش Emptyالجمعة فبراير 17, 2012 8:24 am

وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش
وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش

لحسيب النسيب القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بوتشيش

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام الاتمان الأكملان الأنوران الأزهران على سيدنا ومولانا نبينا محمد النبي الزكي الطاهر وعلى ال بيته الكرام البررة وحبه ذوي الغر الميامين

ولد فضلية مولانا الحسيب النسيب الشريف العارف بالله سيدي عبدالحفيظ مولاي بودخيلي القادري البوتشيشي الحسني عام 1921م الموافق ل 13421هجري بمسيفة التابعة لمغنية تلمسان من أسرة شريفة حسنية وهي من الأسر التي تتواجدفي كل من مغنية وتلمسان وعين الفراء وبالمغرب الأقصى الشقيق بأحفير ومداغ بالزاوية البوتشيشية بمداغ ولد من أبوين شريفين ينتسبان إى مؤسس الطريقة البوتشيشية القادرية فوالده العلامة المعمر العارف بالله الشيخ سيدي عبدالقادر بودخيلي بوتشيش القادري الحسني كان من أهل الخطوة وهو دفين مقبرة لالة مغنية التابعة لتلمسان عاش من العمر مائة سنة قدس الله سره وهو شقيق الغوث الرباني سيدي بومدين بوتشيش مؤسس الطريقة البوتشيشية القادرية بالمغرب والجزائر وسميت العائلة ببوتشيش لجده الاعلى سيدي بوتشيش لكرامة ظهرت له مع شيخه في طعام اتشيشه قال سيدنا عمر ابن خطاب رضي الله عنه اعرفوا أنسابكم ولاتكونوا كنبط العراق إذا قيل لاأحدهم ممن انت قال ..من قرية كذا فهذه العائلة البوتشيشية نسبهم عريق في جدور التاريخ الجزائري لجدهم ولي الله سيدي بودخيل دفين عين الصفراء بالجزائر وجدهم الأعلى هو الغوث الرباني سيدي عبدالقادر الجيلاني قدس الله سره وقد ذكر لي شيخنا الراحل سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش أنه لما كان يطلب العلم في مدينة بغداد بالعراق الشقيق كان كل أسبوع يزور ضريح جده سيدي عبدالقادر الجيلاني ويستمطر منه البركات والرحمات والإمدادت

دراسته...ولقد حفظ سيدي عبالحفيظ بودخيلي حفظ القران الكريم كله غيبا عن والده العارف بالله سيدي عبدالقادر بودخيلي بوتشيش شقيق سيدي بومدين بوتشيش قرأ على والده بقرية مسيفة حفظ القران دون سن البلوغ وقرأعلى والده خمسة عشر ختمة باللوح بطريقة المغاربة برواية ورش عن نافع ثم ختم ختمة أخرى وهي الختمة السادسة عشر على شيخ اخر أي ختم القران الكريم ستة عشر ختمة باللوح وكان معه في حفظ القرا على والده شيخنا القطب الرباني سيدي محمدصوفي شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية بمسيردة مغنية الجزائر قدس الله سره ثم رحل شيخنا سيدي عبدالحفيظ بودخيلي في طلب العلم إلى فاس بجامع القرويين لمدة ثلاث سنوات حيث التقى بعلماء الكتانيين الشرفاء وتلقى العلم على علماء فاس وقد كانت للشيخ عبدالحفيظ بودخيلي ذاكرة خارقة للعادة في الحفظ والفهم حيث كان يحفظ كتب الفقه المالكي مع الحواشي كا كتاب مختصر سيدي ورسالة أبي زيدالقيراواني في الفقه المالكي وفي النحو كان يحفظ متن ألفية ابن مالح والأجرومية وفي التوحديد كجوهرة التوحيد وعلوم القوم في التصوف

سلوكه طريق القوم ...دخل سيدي عبدالحفيظ بودخيلي طريق القوم وسلك الطريقة البوتشيشية على يدي عمه الغوث الرباني سيدي بومدين بوتشيش وعمره انذاك 19 عشر سنة وذلك بزاوية عمه باحفير بالمغرب الشقيق كما ذكره لي عن نفسه مشافهة في بيته بتلمسان وقال لي عندما أخدت الورد عن عمي سيدي بومدين بوتشيش وبايعته بالمصافحة طلب مني أن أفتح فمي له ففتحت فمي فبصق على في ثلاث مرات ولله الحمد ثم أذن له في طلب العلم فسافر إلى مدينة تونس بجامع الزيتونة هنام ودرس على فطاحلة العماء هناك لمدة ست سنوات ونال فيها شهادة البكالوريا من الدرجة الاولى في يوم واحد مع الرئيس الجزائري المجاهد الراحل هواري بومدين رحمه الله وذكر لي أنه تلقى العلم على شيخه العلامة الفقيه الجليل الطاهر بن عاشور التونسيس وأجازه بإجازة خطية في العلوم الشرعية كما أجازه شيخه العلامة الفاضل بن عاشور وكان شيخنا عبدالحفيظ يفتخر بهذين الشيخين العالمين الجليلين كثيرا ويترحم عليهم وكانت له في بيته صورتهم معلقة في مكتبته بتلمسان وقال لي هذه الكلمة التاريخية.. لو يحرق بيتي كله ولاتضيع مني صور مشايخي الكرام سيدي الطاهر بن عاشور والفاضل بن عاشور وهذه من شدة محبته لمشايخه رحمهم الله وكان يزور في تونس الشيخ العارف بالله سيدي محمدالمداني القصيبي شيخ الطريقة العلوية المدنية بتونس تلميذ الشيخ ابن عليوة المستغانمي وكانت بينهما محبة قوية جدا

جهاده المستعمر الفرنسي...لقد شارك المجاهد الشيخ سيدي عبدالحفيظ البودخيلي أثناء ثورة التحرير الجزائرية لما دخل الإستعمار الفرسني الجزائر سنة 1954م وقدشارك بنفسه في جهاد المستعمر الفرنسي مع الرئيس المجاهد المعمر السيد أحمد بن بلة وكان صديقاله في الجهاد في سبيل الله وقد أعطب الشيخ عبدالحفيظ في رجلية حيث رماه المستعمر الفرنسي بالرصاص في رجليه ولازال اسمه مكتوبا و موجودا في متحف الشهيد في مقام الشهيد بالعاصمة الجزائر وسجل اسمه هناك مع المجاهدين الأبطال الجزائرين الأحرار

سفره للعراق ...رحل الشيخ عبدالحفيظ بودخيلي للعراق ودرس العلم في بغداد لمدة أربع سنوات حيث تلقى العلم علة فطاحلة علماء العراق منهم العماء الكيلانيين ونال الشهداة الجامعية هناك وتخرج منها ثم سافر من هناك لفريضة الحج ثم عاد لدمشق الشام ونزل ضيف هناك عند الشيخ العارف بالله سيدي محمدالهشمي التلمساني الدمشقي شيخ الطريقة الهاشمية الدرقاوية بالشام وفرح به أشد الفرح والتقى بعلمء الشام هناك أيضا وأحبوه

عودته لوطنه الأم الجزائر ...عاد الشيخ عبالحفيظ بودخيلي للجزائر محملا بمكتبة علمية في حافظته وبشهادة علمية ليسانس من جامعة بغداد وطلب منه الرئيس الجزائري هواري بومدين بأن يكون وزيرا للشؤون الدينية أو وزيرا معه في رئاسته فرفض هذا الطلب وطلب منه أن يجعلة إماما في المسجد الكبير بتلمسان فعينه الرئيس الراحل هواري بومدين إماما خطيبا في المسجد الكبير بتلمسان المحروسة ومن هناك بدأينشر علمه الغزية وقد تتلمذ عليه الكثير من الطلبة ونشر الطريقة البوتشيشية القادرية هناك وكن يزور من حين لاخر شيخنا العارف بالله سيدي محمدصوفي شيخ الطريقة البوتشيشية بالجزائر

فقهه... كان شيخنا الجليل سيدي عبدالحفيظ البودخيلي فقيها مالكيا وكان يفتي على مذب الإمام مالك رحمه الله ويفتي على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان في المذهب الحنفي وكان متضلعا في المذهبين أيما تضلع بيته بتلمسان المحروسة... كان بيت شيخنا عبدالحفيظ بودخيلي رحمه الله محجة للزوار من العلماء والأئمة الخطباء والطلبة والمحبين والمريدين أتباع الطريقة البوتشيشية وغيرهم من الطرق الصوفية

وجهه.. كان وجهه الشريف يتلالاأ نورا عليه النور المحمدي كنت عندما أنظر إلى وجهه الشريف يعتريني حال عظيم لهيبة جماله وجلاله وكان الفقراء إذا نظروا إلى وجهه الشريف وهو يشع نورا يذكرون الله تعالى لأن النظر إلى وجهه الشريف يذكرك بالله كان عبدا صالحا وعاش عبدا صالحا ومات عبدا صالعا ووصفه العماء بالعبد الصالح قال لي قبل موته عندما زرته قبل شهرين تقريبا من وفاته قال لي... لقد اشتقت للقاء الله وأنا فرح بلقائه

إخوته الأشقاء ...كان جميع إخوته يحفظون كتاب الله تعالى غيبا إلا واحدا منهم فكان من أهل الجذب والسلوك وهوسيدي عبدالرحمان الذي سلك الطريقة البوتشيشية على شيخه سيدي محمدالصوفي قدس الله سره

مرضه ووفاته ...دخل شيخنا عبدالحفيظ مستشفى تلمسان وأجريت له عملية جراحية في جسمه الشريف ثم غاب عن وعيه والنس يزورونه في المستشفى وأذيع خبر مرضه في الجرائد الجزائرية وبقي في المستشفى لمدة إحدى عشر يوما إلى أن لقي ربه عزوجل بيوم الإثنين الحزين فقد عاش من العمر 91 عاما عاش من اجل لاإله إلا الله وجاهد عليها ومات من أجله وعليها وختم أنفاسة الزكية بلاإله إلا الله محمدرسول الله

فهذه درة أتحفت بها سيدي الشيخ ومجيزي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش الشريف القادري الحسني قدس الله سره سليل بيت الطريقة البوتشيشية القادرية نسبة ونسبا وهذا من فضل الله علي فقد تربى أستاذنا وشيخنا رضي الله عنه وأمطر الله قبره وروحه بسحائب الرحمات وذلك على مصطلح أهل لاإله إلا الله من الأولياء الكمل فقد أخذ وتلقن من ذروة مجد زمانه ورجل وقته عمه الغوث الأشهر بتلقين الإسم الأعظم العود الأزهر الفيض الأنور صاحب القريحة الوقادة الداعي إلى الله بالله والذي نذر نفسه للا إله إلا الله بالمجددفي زمنه لهذا الدين المحمدي صاحب المواهب والقلم السيال من تفنن في كل لون من ألوان العلوم الكونية والربانية حتى فاضت قريحته ونبعت سريرته بالدرر من العلوم والحكم صاحب الصولة من سميت الطريقة باسمه من جدد طريقة ابائه من أهل السلسلة رضوان الله عليهم هو شريف النسب سيدنا وشيخنا الغوث الرباني سيدي بومدين بوتشيش قدس الله أسراره بأنواره ونفعنا ببركاتههم وأسبغ على الجميع حلة الرضا والقبول والحمد لله رب العامين ورحم الله شيخنا الجليل رحمة واسعة فيا شيخنانقول لك كما قال ربنا عزوجل إنا لله وإنا إليه راجعون إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك ياشيخنا عبدالحفيظ لمحزنون وموعدنا إنشاء الله ربنا العليم يوم اللقاء في مقعد صدق عند مليك مقتدرنعي
قال الله تعالى في كتابه العزيز:

﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (63) ﴿ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ (64) ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (64)
- سورة يونس -




ننعي إليكم بتلمسان المحروسة الجزائر وفاة شيحنا ومجيزنا الولي الصالح والنور الواضح العالم الجليل وبقية السلف ودعامة من دعائم العلم في العالم الإسلامي الفقيه الجليل

فضيلة الشيخ الحسيب النسيب المعمر العلامة سيدي عبدالحفيظ مولاي البودخيلي القادري نسبة ونسبا البوتشيشي الشريف الحسني ابن الطريقة القادرية البوتشيشية بالجزائر والمغرب

رحمه الله تعالى وعوضنا عن مصاب الأمة به خيرا
وهو يروي عن الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور والعلامة الفتضل بن عاشور التونسي والغوث الرباني سيدي عمه سيدي بومدين بوتشيش القادري الحسني شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية بالمغرب ويروي شيخنا أيضا عن الكتانيين بفاس وعن العارف بالله سيدي محمدالمدني القصيبي التونسي وعن علماء الجزائر وبغددباعرق الشقيق وعن الشيخ العارف بالله سيدي محمدالهاشمي التلمساني الدمشقي
توفي شيخنا ومجيزنا سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بتلمسان عن عمر ناهز91عاما قدس الله سره ودفن لمقبرة العارف بالله سيدي السنوسي القريبة من ضريح الغوث الرباني سيدي بومدين التلمساني الشهير
وقد نعته قناة الأخبار الجزائرية وقناة العربية وإداعة تلمسان والجرائد الجزائرية لقد فقدت تلمسان بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة أبرز علمائها الأجلاء الزهاد العباد الولي الصالح والنور الواضح سيدي عبدالحفيظ البودخيلي البوتشيشي ابن الطريقة القادرية البوتشيشيةوجرى ظهر الثلاثاء7ربيع الأول 1433ه موافق ل31جانفي 2012م تشييعه في تلمسان في مأتم حاشد مهيب بحضور حشود كبيرة من مريدي الطريقة البوتشيشية وقد نقل جثمان الراحل الكبير رحمه الله من منزله إلى المسجد الكبيربتلمسان بعد صلاة الظهر حيث تجمعت الحشود في الشارع الرئيسي والشوارع المحيطة بالمسجد ، وامتلأ المسجد بالحشود والوفود التي تقاطرت من جميع المناطق لإلقاء نظرة الوداع على الشيخ واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن جاء وقت صلاة الظهر حيث أمّ المشيعين سماحة الشيخ الغمام الخطيب بوعلام براهيمي التلمساني أم المصلين في صلاة الجنازة على العلامة الشيخ سيدي عبدالحفيظ الوتشيشي القادري الحسني بعد ذلك نقل جثمان الراحل مشيا على الأقدام إلى مقبرة العارف بالله سيدي السنوسي بتلمسان بجوار سيدي بومدين الغوث حيث ووري الثرى على حسب الشريعة الإسلامية.وطلاب الشيخ رحمه الله وأبنه داخل المقبرة الشيخ العلامة الجليل سيدي بشير بوعلام المعسكري الشريف الحسني الناطق الرسمي باسم الطريقة القادرية البوتشيشية الصوفية تلميد الشيخ المربي سيدي محمدالصوفي وبحضور إخوة الراحل الأشقاء العلامة سيدي الحبيب الودخيلي البوتشيش وسيدي الشيخ عبدالغني البوتشيشي وجميع العائلة البوتشيشية وها نحن اليوم قد ابتلينا بفقد شيخنا الحبيب الإمام العلامة الشيخ سيدي عبدالحفيظ البوتشيشي الحسني التلمساني الجزائري الذي كان له علينا ما له من المِنّة إذ يسّر الله تبارك وتعالى لنا بسببه أن نغترف من معين العلم ونكون على حظٍ من المعرفة حيث كان رحمه الله عَلَمًا شامخًا وسراجًا منيرًا، يرشد ويُفقه ويبين للناس المفاهيم الصحيحة والتصوف السليم. ففتح الله تبارك وتعالى بهذا العالم الرباني أعينًا عميًا وءاذانًا صُمًّا، فأحبه الناس الذين ءاثروا التمسك بتعاليم الدين الحنيف والسير على درب الاعتدال بعيدًا عن الغلو والتطرف.

مات شيخنا عبدالحفيظ البوتشيشي رحمه الله وأعلى مقامه، والموت حق، لكن الدعوة مستمرة فالشيخ رجلٌ من أمةٍ إمامها سيد المرسلين محمد بن عبد الله الهاشمي ، أمة خرج منها الأبطال والعلماء والأولياء فهو سليل بيت النبوة الهاشمية وجده القطب الرباني سيدي عبدالقادر الجيلاني قدس الله سره . وسلوانا أن نتذكر ما قاله حسان ابن ثابت رضي الله عنه في رثاء سيد الأولين والآخرين سيدنا وعظيمنا محمد :

إصبر لكـل مصـيبةٍ وتجلّدِ





واعلم بأن المرء غـير مخلّدِ

وإذا أتتك مصيبةٌ تشجى بها





فاذكرْ مُصابك بالنبيّ محمد







نِعْمَ النعمةُ الصبر ونِعْمَ العاقبةُ الثوابُ والأجر، فلقد ءامنا بالله وبما جاء على لسان رسول الله، وقرأنا في كتاب الله تعالى قوله ﴿وبشر الصابرين﴾ وقوله ﴿يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا﴾ وقوله ﴿إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ وقوله ﴿ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور﴾ وءاياتٍ كثيرة كثيرة.

وبلغنا عن رسول الله قوله «الصبر ضياء»، وقوله «مَن يتصبر يُصبّرُهُ الله ما أعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر». وقوله «ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكها إلا كفَّرَ الله بها من خطاياه» وأحاديث كثيرة كثيرة.

وقد جاء في فضائل الصبر وحسن عاقبة الصابرين ما يطول ذكره وبسطه، فطوبى لمن عرف حقيقة الدنيا فلم ينخدع بها وعرف ما يُنجيه فقام به وصبر عليه، فإنما أيام الدنيا قليلة وقصار، ومتاعها إلى خراب فاثبت أيها العاقل على طاعة الله تعالى واذكر قول أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وكرّم وجهه: «ارتحلت الدنيا وهي مُدبرة وارتحلت الآخرة وهي مُقبلة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا اليوم العمل ولا حساب وغدًا الحساب ولا عمل».
وقد قدم التعزية لأهله من دمشق الشيخ عبدالوهاب بوعافية التلمساني الدمشقي أحد خلفاء شيخنا عبدالرحمان الشاغوري وأيضا قدم لهم التعزية من المغرب الشيخ المربي القطب سيدي حمزة بوتشيش شيخ الطريقة البوتشيشية القادرية بالمغرب الأقصى الشقيق ومن دمشق الشيخ العلامة سيدي عبدالهادي خرسة رحمك الله يا أيها الشيخ الطاهر، رحمك الله أيها المربي الفاضل والمرشد الكامل، لقد كنت أهلاً للأمانة وقمت بالمهمة خير قيام، وكنت جبلاً تتكسر تحته الصعااهنأ في قبرك يا معلم التوحيد فنهجك باقٍ مستمر، وصرحك ثابت شامخ، وسيبقى علمك فينا يا سيدي وكذا نصائحك وإرشاداتك سنفتقدك يا شيخ الزمان ويا كوكب العرفان، سنفتقد طلعتك البهية ونظراتك الدافئة التي لطالما غمرتنا بها حبا وعطفا وحنانا، سنفتقدك مربيًا فاضلاً وعالمًا جليلاً وأبًا حنونًا، سيفتقدك تلمسان الذي أرسيت فيه دعائم الخير وصروح المعرفة ستفقدك الطريقة القادرية البوتشيشية بالجزائر والمغرب التي كنت عنها مدافعا وحصنا منيعا ومع هذا الفقد نحن صابرون فالموت حق، ونرجو الله عزّ وجلّ أن يتغمدك بعميم رحمته، وينعم عليك جزيل عطائه وكرمه، وأن يرفع من مراتبك ومقاماتك في أعلى عليين، وأن يدخلك الجنة من باب الريان مع الصائمين، وأن يسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصدقين والشهداء وحسن أولـٰئك رفيقًا ولسان الحال يقول:

نادى الـمـنـادي بصوت هـزّه الألـمُ غـاب الإمامُ الذي ضاءتْ بـه الأمـمُ
فاغرورقت أعينُ العشاق واشتعلتْ أكـبادُهـم في الحشا والـدمـعُ منسجمُ
نبكيك يا شيخَناعبدالحفيظ ما طـلعتْ شمسٌ نهـارًا ونـارُ الـقـلـب تحـتـدمُ على دربك في الممات كما في الحياة

سيدي، لم أكن أحسب نفسي يومًا أقف على مرمى حجر من جسدك الشريف أتلو كلمات صاغها يراع الحب والعشق والهيام

.سيدي، لم أكن أنا المريد بدرجة مبتدئ، أنظر يومًا يخفِق فيه قلبي فيما قلبك المنير ساكن وجسدك تحت التراب.

سيدي، الموت حق وقضاء الله نافذ وقدره لا رادّ له ولكن كم كنت أرجو أن لا أفتح عيني فجر يوم تكون فيه عيناك مغمضتين وجسدك بلا حراك.

سيدي، تمنيتُ كثيرًا أن تكون أنت من يحثو التراب على جسدي ويقرأ على روحي فاتحة الكتاب
سيدي، ما بين اللقاءين مشوار عمر طويل ومسيرة بدأت ببسمة وانتهت بدمعة، قلتُ "انتهت" وقصدي الجسد، أما مسيرة المعاني والتعاليم فمسيرة طويلة أمشي فيها حتى الرمق الأخير.
.سيدي، لو كنتُ شاعرًا لقلتُ فيك ءالاف الأبيات ولكن حسبي اليوم كلمات ودموع وزفراتسيدي، أذكر لقائي الأول بك حين ظهرتَ بقامتك الممشوقة مُرحّبا باسمًا وسأذكر ما حييتُ إن شاء الله لقائي الأخير أمس حين قبلتُ يدك وجبينك فيما قامتك ممدودة على فراش الموت
.سيدي، أنت رجل عظيم رَبَّيْتَ رجالا سيواصلون دربك ومسيرتك كما لو كنت حيًّا بينهم.سيدي، سبحان الله الذي شاء أن يكون قبرك ومقامك مجاورًا للعارف بالله سيدي السنوسي وسيدي بومدين الغوث
سيدي، الشيخ عبد الحفيظ البودخيلي البوتشيش

رحمنا الله بك فرحمة الله عليك.

انعم واهنأ في برزخك والنعيم الموعود.

طبتَ حيًّا وطبتَ ميتًا.

بالأمس كان وَداعُ الجسد ولكنه وداع قصير فأنتم السابقون ونحن اللاحقون.سيدي، أيها العارف بالله الولي الصالح والعالم الربَّاني.

















توقيع : عبدالعزيزبن علال الحسني

بقلم ..خادم أهل الله عبدالعزيز بن علال الإدريسي الحسني الجزائري الدمشقي مقدم الطريقة " البوتشيشية القادرية













توقيع : عبدالعزيزبن علال الحسني

خادم أهل الله عبدالعزيز بن علال الإدريسي الحسني الجزائري الدمشقي مقدم الطريقة " البوتشيشية القادرية
لحسيب النسيب القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بوتشيش

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام الاتمان الأكملان الأنوران الأزهران على سيدنا ومولانا نبينا محمد النبي الزكي الطاهر وعلى ال بيته الكرام البررة وحبه ذوي الغر الميامين

ولد فضلية مولانا الحسيب النسيب الشريف العارف بالله سيدي عبدالحفيظ مولاي بودخيلي القادري البوتشيشي الحسني عام 1921م الموافق ل 13421هجري بمسيفة التابعة لمغنية تلمسان من أسرة شريفة حسنية وهي من الأسر التي تتواجدفي كل من مغنية وتلمسان وعين الفراء وبالمغرب الأقصى الشقيق بأحفير ومداغ بالزاوية البوتشيشية بمداغ ولد من أبوين شريفين ينتسبان إى مؤسس الطريقة البوتشيشية القادرية فوالده العلامة المعمر العارف بالله الشيخ سيدي عبدالقادر بودخيلي بوتشيش القادري الحسني كان من أهل الخطوة وهو دفين مقبرة لالة مغنية التابعة لتلمسان عاش من العمر مائة سنة قدس الله سره وهو شقيق الغوث الرباني سيدي بومدين بوتشيش مؤسس الطريقة البوتشيشية القادرية بالمغرب والجزائر وسميت العائلة ببوتشيش لجده الاعلى سيدي بوتشيش لكرامة ظهرت له مع شيخه في طعام اتشيشه قال سيدنا عمر ابن خطاب رضي الله عنه اعرفوا أنسابكم ولاتكونوا كنبط العراق إذا قيل لاأحدهم ممن انت قال ..من قرية كذا فهذه العائلة البوتشيشية نسبهم عريق في جدور التاريخ الجزائري لجدهم ولي الله سيدي بودخيل دفين عين الصفراء بالجزائر وجدهم الأعلى هو الغوث الرباني سيدي عبدالقادر الجيلاني قدس الله سره وقد ذكر لي شيخنا الراحل سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش أنه لما كان يطلب العلم في مدينة بغداد بالعراق الشقيق كان كل أسبوع يزور ضريح جده سيدي عبدالقادر الجيلاني ويستمطر منه البركات والرحمات والإمدادت

دراسته...ولقد حفظ سيدي عبالحفيظ بودخيلي حفظ القران الكريم كله غيبا عن والده العارف بالله سيدي عبدالقادر بودخيلي بوتشيش شقيق سيدي بومدين بوتشيش قرأ على والده بقرية مسيفة حفظ القران دون سن البلوغ وقرأعلى والده خمسة عشر ختمة باللوح بطريقة المغاربة برواية ورش عن نافع ثم ختم ختمة أخرى وهي الختمة السادسة عشر على شيخ اخر أي ختم القران الكريم ستة عشر ختمة باللوح وكان معه في حفظ القرا على والده شيخنا القطب الرباني سيدي محمدصوفي شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية بمسيردة مغنية الجزائر قدس الله سره ثم رحل شيخنا سيدي عبدالحفيظ بودخيلي في طلب العلم إلى فاس بجامع القرويين لمدة ثلاث سنوات حيث التقى بعلماء الكتانيين الشرفاء وتلقى العلم على علماء فاس وقد كانت للشيخ عبدالحفيظ بودخيلي ذاكرة خارقة للعادة في الحفظ والفهم حيث كان يحفظ كتب الفقه المالكي مع الحواشي كا كتاب مختصر سيدي ورسالة أبي زيدالقيراواني في الفقه المالكي وفي النحو كان يحفظ متن ألفية ابن مالح والأجرومية وفي التوحديد كجوهرة التوحيد وعلوم القوم في التصوف

سلوكه طريق القوم ...دخل سيدي عبدالحفيظ بودخيلي طريق القوم وسلك الطريقة البوتشيشية على يدي عمه الغوث الرباني سيدي بومدين بوتشيش وعمره انذاك 19 عشر سنة وذلك بزاوية عمه باحفير بالمغرب الشقيق كما ذكره لي عن نفسه مشافهة في بيته بتلمسان وقال لي عندما أخدت الورد عن عمي سيدي بومدين بوتشيش وبايعته بالمصافحة طلب مني أن أفتح فمي له ففتحت فمي فبصق على في ثلاث مرات ولله الحمد ثم أذن له في طلب العلم فسافر إلى مدينة تونس بجامع الزيتونة هنام ودرس على فطاحلة العماء هناك لمدة ست سنوات ونال فيها شهادة البكالوريا من الدرجة الاولى في يوم واحد مع الرئيس الجزائري المجاهد الراحل هواري بومدين رحمه الله وذكر لي أنه تلقى العلم على شيخه العلامة الفقيه الجليل الطاهر بن عاشور التونسيس وأجازه بإجازة خطية في العلوم الشرعية كما أجازه شيخه العلامة الفاضل بن عاشور وكان شيخنا عبدالحفيظ يفتخر بهذين الشيخين العالمين الجليلين كثيرا ويترحم عليهم وكانت له في بيته صورتهم معلقة في مكتبته بتلمسان وقال لي هذه الكلمة التاريخية.. لو يحرق بيتي كله ولاتضيع مني صور مشايخي الكرام سيدي الطاهر بن عاشور والفاضل بن عاشور وهذه من شدة محبته لمشايخه رحمهم الله وكان يزور في تونس الشيخ العارف بالله سيدي محمدالمداني القصيبي شيخ الطريقة العلوية المدنية بتونس تلميذ الشيخ ابن عليوة المستغانمي وكانت بينهما محبة قوية جدا

جهاده المستعمر الفرنسي...لقد شارك المجاهد الشيخ سيدي عبدالحفيظ البودخيلي أثناء ثورة التحرير الجزائرية لما دخل الإستعمار الفرسني الجزائر سنة 1954م وقدشارك بنفسه في جهاد المستعمر الفرنسي مع الرئيس المجاهد المعمر السيد أحمد بن بلة وكان صديقاله في الجهاد في سبيل الله وقد أعطب الشيخ عبدالحفيظ في رجلية حيث رماه المستعمر الفرنسي بالرصاص في رجليه ولازال اسمه مكتوبا و موجودا في متحف الشهيد في مقام الشهيد بالعاصمة الجزائر وسجل اسمه هناك مع المجاهدين الأبطال الجزائرين الأحرار

سفره للعراق ...رحل الشيخ عبدالحفيظ بودخيلي للعراق ودرس العلم في بغداد لمدة أربع سنوات حيث تلقى العلم علة فطاحلة علماء العراق منهم العماء الكيلانيين ونال الشهداة الجامعية هناك وتخرج منها ثم سافر من هناك لفريضة الحج ثم عاد لدمشق الشام ونزل ضيف هناك عند الشيخ العارف بالله سيدي محمدالهشمي التلمساني الدمشقي شيخ الطريقة الهاشمية الدرقاوية بالشام وفرح به أشد الفرح والتقى بعلمء الشام هناك أيضا وأحبوه

عودته لوطنه الأم الجزائر ...عاد الشيخ عبالحفيظ بودخيلي للجزائر محملا بمكتبة علمية في حافظته وبشهادة علمية ليسانس من جامعة بغداد وطلب منه الرئيس الجزائري هواري بومدين بأن يكون وزيرا للشؤون الدينية أو وزيرا معه في رئاسته فرفض هذا الطلب وطلب منه أن يجعلة إماما في المسجد الكبير بتلمسان فعينه الرئيس الراحل هواري بومدين إماما خطيبا في المسجد الكبير بتلمسان المحروسة ومن هناك بدأينشر علمه الغزية وقد تتلمذ عليه الكثير من الطلبة ونشر الطريقة البوتشيشية القادرية هناك وكن يزور من حين لاخر شيخنا العارف بالله سيدي محمدصوفي شيخ الطريقة البوتشيشية بالجزائر

فقهه... كان شيخنا الجليل سيدي عبدالحفيظ البودخيلي فقيها مالكيا وكان يفتي على مذب الإمام مالك رحمه الله ويفتي على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان في المذهب الحنفي وكان متضلعا في المذهبين أيما تضلع بيته بتلمسان المحروسة... كان بيت شيخنا عبدالحفيظ بودخيلي رحمه الله محجة للزوار من العلماء والأئمة الخطباء والطلبة والمحبين والمريدين أتباع الطريقة البوتشيشية وغيرهم من الطرق الصوفية

وجهه.. كان وجهه الشريف يتلالاأ نورا عليه النور المحمدي كنت عندما أنظر إلى وجهه الشريف يعتريني حال عظيم لهيبة جماله وجلاله وكان الفقراء إذا نظروا إلى وجهه الشريف وهو يشع نورا يذكرون الله تعالى لأن النظر إلى وجهه الشريف يذكرك بالله كان عبدا صالحا وعاش عبدا صالحا ومات عبدا صالعا ووصفه العماء بالعبد الصالح قال لي قبل موته عندما زرته قبل شهرين تقريبا من وفاته قال لي... لقد اشتقت للقاء الله وأنا فرح بلقائه

إخوته الأشقاء ...كان جميع إخوته يحفظون كتاب الله تعالى غيبا إلا واحدا منهم فكان من أهل الجذب والسلوك وهوسيدي عبدالرحمان الذي سلك الطريقة البوتشيشية على شيخه سيدي محمدالصوفي قدس الله سره

مرضه ووفاته ...دخل شيخنا عبدالحفيظ مستشفى تلمسان وأجريت له عملية جراحية في جسمه الشريف ثم غاب عن وعيه والنس يزورونه في المستشفى وأذيع خبر مرضه في الجرائد الجزائرية وبقي في المستشفى لمدة إحدى عشر يوما إلى أن لقي ربه عزوجل بيوم الإثنين الحزين فقد عاش من العمر 91 عاما عاش من اجل لاإله إلا الله وجاهد عليها ومات من أجله وعليها وختم أنفاسة الزكية بلاإله إلا الله محمدرسول الله

فهذه درة أتحفت بها سيدي الشيخ ومجيزي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش الشريف القادري الحسني قدس الله سره سليل بيت الطريقة البوتشيشية القادرية نسبة ونسبا وهذا من فضل الله علي فقد تربى أستاذنا وشيخنا رضي الله عنه وأمطر الله قبره وروحه بسحائب الرحمات وذلك على مصطلح أهل لاإله إلا الله من الأولياء الكمل فقد أخذ وتلقن من ذروة مجد زمانه ورجل وقته عمه الغوث الأشهر بتلقين الإسم الأعظم العود الأزهر الفيض الأنور صاحب القريحة الوقادة الداعي إلى الله بالله والذي نذر نفسه للا إله إلا الله بالمجددفي زمنه لهذا الدين المحمدي صاحب المواهب والقلم السيال من تفنن في كل لون من ألوان العلوم الكونية والربانية حتى فاضت قريحته ونبعت سريرته بالدرر من العلوم والحكم صاحب الصولة من سميت الطريقة باسمه من جدد طريقة ابائه من أهل السلسلة رضوان الله عليهم هو شريف النسب سيدنا وشيخنا الغوث الرباني سيدي بومدين بوتشيش قدس الله أسراره بأنواره ونفعنا ببركاتههم وأسبغ على الجميع حلة الرضا والقبول والحمد لله رب العامين ورحم الله شيخنا الجليل رحمة واسعة فيا شيخنانقول لك كما قال ربنا عزوجل إنا لله وإنا إليه راجعون إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك ياشيخنا عبدالحفيظ لمحزنون وموعدنا إنشاء الله ربنا العليم يوم اللقاء في مقعد صدق عند مليك مقتدرنعي
قال الله تعالى في كتابه العزيز:

﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (63) ﴿ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ (64) ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (64)
- سورة يونس -




ننعي إليكم بتلمسان المحروسة الجزائر وفاة شيحنا ومجيزنا الولي الصالح والنور الواضح العالم الجليل وبقية السلف ودعامة من دعائم العلم في العالم الإسلامي الفقيه الجليل

فضيلة الشيخ الحسيب النسيب المعمر العلامة سيدي عبدالحفيظ مولاي البودخيلي القادري نسبة ونسبا البوتشيشي الشريف الحسني ابن الطريقة القادرية البوتشيشية بالجزائر والمغرب

رحمه الله تعالى وعوضنا عن مصاب الأمة به خيرا
وهو يروي عن الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور والعلامة الفتضل بن عاشور التونسي والغوث الرباني سيدي عمه سيدي بومدين بوتشيش القادري الحسني شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية بالمغرب ويروي شيخنا أيضا عن الكتانيين بفاس وعن العارف بالله سيدي محمدالمدني القصيبي التونسي وعن علماء الجزائر وبغددباعرق الشقيق وعن الشيخ العارف بالله سيدي محمدالهاشمي التلمساني الدمشقي
توفي شيخنا ومجيزنا سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بتلمسان عن عمر ناهز91عاما قدس الله سره ودفن لمقبرة العارف بالله سيدي السنوسي القريبة من ضريح الغوث الرباني سيدي بومدين التلمساني الشهير
وقد نعته قناة الأخبار الجزائرية وقناة العربية وإداعة تلمسان والجرائد الجزائرية لقد فقدت تلمسان بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة أبرز علمائها الأجلاء الزهاد العباد الولي الصالح والنور الواضح سيدي عبدالحفيظ البودخيلي البوتشيشي ابن الطريقة القادرية البوتشيشيةوجرى ظهر الثلاثاء7ربيع الأول 1433ه موافق ل31جانفي 2012م تشييعه في تلمسان في مأتم حاشد مهيب بحضور حشود كبيرة من مريدي الطريقة البوتشيشية وقد نقل جثمان الراحل الكبير رحمه الله من منزله إلى المسجد الكبيربتلمسان بعد صلاة الظهر حيث تجمعت الحشود في الشارع الرئيسي والشوارع المحيطة بالمسجد ، وامتلأ المسجد بالحشود والوفود التي تقاطرت من جميع المناطق لإلقاء نظرة الوداع على الشيخ واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن جاء وقت صلاة الظهر حيث أمّ المشيعين سماحة الشيخ الغمام الخطيب بوعلام براهيمي التلمساني أم المصلين في صلاة الجنازة على العلامة الشيخ سيدي عبدالحفيظ الوتشيشي القادري الحسني بعد ذلك نقل جثمان الراحل مشيا على الأقدام إلى مقبرة العارف بالله سيدي السنوسي بتلمسان بجوار سيدي بومدين الغوث حيث ووري الثرى على حسب الشريعة الإسلامية.وطلاب الشيخ رحمه الله وأبنه داخل المقبرة الشيخ العلامة الجليل سيدي بشير بوعلام المعسكري الشريف الحسني الناطق الرسمي باسم الطريقة القادرية البوتشيشية الصوفية تلميد الشيخ المربي سيدي محمدالصوفي وبحضور إخوة الراحل الأشقاء العلامة سيدي الحبيب الودخيلي البوتشيش وسيدي الشيخ عبدالغني البوتشيشي وجميع العائلة البوتشيشية وها نحن اليوم قد ابتلينا بفقد شيخنا الحبيب الإمام العلامة الشيخ سيدي عبدالحفيظ البوتشيشي الحسني التلمساني الجزائري الذي كان له علينا ما له من المِنّة إذ يسّر الله تبارك وتعالى لنا بسببه أن نغترف من معين العلم ونكون على حظٍ من المعرفة حيث كان رحمه الله عَلَمًا شامخًا وسراجًا منيرًا، يرشد ويُفقه ويبين للناس المفاهيم الصحيحة والتصوف السليم. ففتح الله تبارك وتعالى بهذا العالم الرباني أعينًا عميًا وءاذانًا صُمًّا، فأحبه الناس الذين ءاثروا التمسك بتعاليم الدين الحنيف والسير على درب الاعتدال بعيدًا عن الغلو والتطرف.

مات شيخنا عبدالحفيظ البوتشيشي رحمه الله وأعلى مقامه، والموت حق، لكن الدعوة مستمرة فالشيخ رجلٌ من أمةٍ إمامها سيد المرسلين محمد بن عبد الله الهاشمي ، أمة خرج منها الأبطال والعلماء والأولياء فهو سليل بيت النبوة الهاشمية وجده القطب الرباني سيدي عبدالقادر الجيلاني قدس الله سره . وسلوانا أن نتذكر ما قاله حسان ابن ثابت رضي الله عنه في رثاء سيد الأولين والآخرين سيدنا وعظيمنا محمد :

إصبر لكـل مصـيبةٍ وتجلّدِ





واعلم بأن المرء غـير مخلّدِ

وإذا أتتك مصيبةٌ تشجى بها





فاذكرْ مُصابك بالنبيّ محمد







نِعْمَ النعمةُ الصبر ونِعْمَ العاقبةُ الثوابُ والأجر، فلقد ءامنا بالله وبما جاء على لسان رسول الله، وقرأنا في كتاب الله تعالى قوله ﴿وبشر الصابرين﴾ وقوله ﴿يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا﴾ وقوله ﴿إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ وقوله ﴿ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور﴾ وءاياتٍ كثيرة كثيرة.

وبلغنا عن رسول الله قوله «الصبر ضياء»، وقوله «مَن يتصبر يُصبّرُهُ الله ما أعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر». وقوله «ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكها إلا كفَّرَ الله بها من خطاياه» وأحاديث كثيرة كثيرة.

وقد جاء في فضائل الصبر وحسن عاقبة الصابرين ما يطول ذكره وبسطه، فطوبى لمن عرف حقيقة الدنيا فلم ينخدع بها وعرف ما يُنجيه فقام به وصبر عليه، فإنما أيام الدنيا قليلة وقصار، ومتاعها إلى خراب فاثبت أيها العاقل على طاعة الله تعالى واذكر قول أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وكرّم وجهه: «ارتحلت الدنيا وهي مُدبرة وارتحلت الآخرة وهي مُقبلة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا اليوم العمل ولا حساب وغدًا الحساب ولا عمل».
وقد قدم التعزية لأهله من دمشق الشيخ عبدالوهاب بوعافية التلمساني الدمشقي أحد خلفاء شيخنا عبدالرحمان الشاغوري وأيضا قدم لهم التعزية من المغرب الشيخ المربي القطب سيدي حمزة بوتشيش شيخ الطريقة البوتشيشية القادرية بالمغرب الأقصى الشقيق ومن دمشق الشيخ العلامة سيدي عبدالهادي خرسة رحمك الله يا أيها الشيخ الطاهر، رحمك الله أيها المربي الفاضل والمرشد الكامل، لقد كنت أهلاً للأمانة وقمت بالمهمة خير قيام، وكنت جبلاً تتكسر تحته الصعااهنأ في قبرك يا معلم التوحيد فنهجك باقٍ مستمر، وصرحك ثابت شامخ، وسيبقى علمك فينا يا سيدي وكذا نصائحك وإرشاداتك سنفتقدك يا شيخ الزمان ويا كوكب العرفان، سنفتقد طلعتك البهية ونظراتك الدافئة التي لطالما غمرتنا بها حبا وعطفا وحنانا، سنفتقدك مربيًا فاضلاً وعالمًا جليلاً وأبًا حنونًا، سيفتقدك تلمسان الذي أرسيت فيه دعائم الخير وصروح المعرفة ستفقدك الطريقة القادرية البوتشيشية بالجزائر والمغرب التي كنت عنها مدافعا وحصنا منيعا ومع هذا الفقد نحن صابرون فالموت حق، ونرجو الله عزّ وجلّ أن يتغمدك بعميم رحمته، وينعم عليك جزيل عطائه وكرمه، وأن يرفع من مراتبك ومقاماتك في أعلى عليين، وأن يدخلك الجنة من باب الريان مع الصائمين، وأن يسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصدقين والشهداء وحسن أولـٰئك رفيقًا ولسان الحال يقول:

نادى الـمـنـادي بصوت هـزّه الألـمُ غـاب الإمامُ الذي ضاءتْ بـه الأمـمُ
فاغرورقت أعينُ العشاق واشتعلتْ أكـبادُهـم في الحشا والـدمـعُ منسجمُ
نبكيك يا شيخَناعبدالحفيظ ما طـلعتْ شمسٌ نهـارًا ونـارُ الـقـلـب تحـتـدمُ على دربك في الممات كما في الحياة

سيدي، لم أكن أحسب نفسي يومًا أقف على مرمى حجر من جسدك الشريف أتلو كلمات صاغها يراع الحب والعشق والهيام

.سيدي، لم أكن أنا المريد بدرجة مبتدئ، أنظر يومًا يخفِق فيه قلبي فيما قلبك المنير ساكن وجسدك تحت التراب.

سيدي، الموت حق وقضاء الله نافذ وقدره لا رادّ له ولكن كم كنت أرجو أن لا أفتح عيني فجر يوم تكون فيه عيناك مغمضتين وجسدك بلا حراك.

سيدي، تمنيتُ كثيرًا أن تكون أنت من يحثو التراب على جسدي ويقرأ على روحي فاتحة الكتاب
سيدي، ما بين اللقاءين مشوار عمر طويل ومسيرة بدأت ببسمة وانتهت بدمعة، قلتُ "انتهت" وقصدي الجسد، أما مسيرة المعاني والتعاليم فمسيرة طويلة أمشي فيها حتى الرمق الأخير.
.سيدي، لو كنتُ شاعرًا لقلتُ فيك ءالاف الأبيات ولكن حسبي اليوم كلمات ودموع وزفراتسيدي، أذكر لقائي الأول بك حين ظهرتَ بقامتك الممشوقة مُرحّبا باسمًا وسأذكر ما حييتُ إن شاء الله لقائي الأخير أمس حين قبلتُ يدك وجبينك فيما قامتك ممدودة على فراش الموت
.سيدي، أنت رجل عظيم رَبَّيْتَ رجالا سيواصلون دربك ومسيرتك كما لو كنت حيًّا بينهم.سيدي، سبحان الله الذي شاء أن يكون قبرك ومقامك مجاورًا للعارف بالله سيدي السنوسي وسيدي بومدين الغوث
سيدي، الشيخ عبد الحفيظ البودخيلي البوتشيش

رحمنا الله بك فرحمة الله عليك.

انعم واهنأ في برزخك والنعيم الموعود.

طبتَ حيًّا وطبتَ ميتًا.

بالأمس كان وَداعُ الجسد ولكنه وداع قصير فأنتم السابقون ونحن اللاحقون.سيدي، أيها العارف بالله الولي الصالح والعالم الربَّاني.

















توقيع : عبدالعزيزبن علال الحسني

بقلم ..خادم أهل الله عبدالعزيز بن علال الإدريسي الحسني الجزائري الدمشقي مقدم الطريقة " البوتشيشية القادرية













توقيع : عبدالعزيزبن علال الحسني

خادم أهل الله عبدالعزيز بن علال الإدريسي الحسني الجزائري الدمشقي مقدم الطريقة " البوتشيشية القادرية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد يحيى
الادارة
الادارة
محمد يحيى


عدد المساهمات : 313
تاريخ التسجيل : 31/01/2009

وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش   وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش Emptyالخميس فبراير 23, 2012 4:21 pm

رحمه الله رحمة واسعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وفاة العلامة القطب الرباني سيدي عبدالحفيظ بودخيلي بوتشيش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القطب الرباني المعمر شيخنا سيدي الجيلالي فقيه الحسني الشاذلي
» الجزائر تلمسان تنعي لكم اليوم وفاة القطب الرباني سيدي عبد الحفيظ بودخيلي بوتشيش القادري
» وفاة الغوث الرباني سيدي بومدين بوتشيش القادري الحسني
» وفاة الغوث الرباني القطب الصمداني مولانا العارف بالله سيدي محمد الصوفي الحسني
» القطب الرباني شيخنا المعمر سيدي بن عاشور الهبري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الساده الكتانيين :: منتدى العلوم الشرعيه :: التاريخ الاسلامى وسير الاعلام-
انتقل الى: