أحمد ذوالفقار المشرف العام
عدد المساهمات : 988 تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: أرَجُ النَّسيمِ قصيدة للعارف بالله سيدي بن الفارض الأحد فبراير 15, 2009 5:53 am | |
| أرَجُ النَّسيمِ
للعارف بالله بن الفارض
1 أرجُ النَّسيمِ سرَى منَ الزَّوراءِ *** سَحَراً فأحْيا مَيِّتَ الأحْيَاءِ
2 أهدى لنا أرواحَ نجدٍ عَرْفهُ *** فالجَومنهُ مُعَنبَرُ الأرْجاءِ
3 ورَوى أحاديثَ الأحبَّةِ مُسنِدا *** عَنْ إذخِرٍ بأذاخِرٍ وسِحَاءِ
4 فسَكِرْتُ مِنْ رَيَّا حَواشي بُردِهِ *** وسَرَتْ حُمَيَّا البُرْءِ في أدوائي
5 يا راكِبَ الوَجْناءِ بُلِّغتَ المنى *** عُجْ بالحِمَى إنْ جُزتَ بالجَرْعَاءِ
6 مُتيَمِّماً تلعاتِ وادي ضارجٍ *** مُتيَامِناً عنْ قاعةِ الوَعْسَاءِ
7 وإذا وَصَلتَ أثيلَ سَلعٍ فالنَّقا *** فالرَّقمتينِ فلعْلعٍِ فشظاءِ
8 وكذا عنْ العلمينِ منْ شرقيِّهِ *** مِلْ عادلاً للحلّةِ الفيْحاءِ
9 واقرِ السَّلامَ عُرَيْبَ ذيَّاكَ الَّلوى *** مِنْ مُغرمٍ دَنِفٍ كئيبٍ ناءِ
10 صبٍّ متى قفلَ الحجيجُ تصاعتْ *** زفراتهُ بتنفُّسِ الصُّعداءِ
11 كَلّمَ السُّهادُ جُفونهُ فتبادرتْ *** عبراتهُ ممزوجةً بدِمَاءِ
12 يا ساكني البطحاءِ هلْ منْ عودةٍ *** أحيا بها يا ساكني البطحاءِ ؟
13 إنْ ينقضي صَبري فليسَ بمنقضٍ *** وَجْدِي القديمُ بكمْ ولا بُرَحائي
14 ولئنْ جفا الوَسميُّ ماحِلَّ تربكم *** فمدامعي تربي على الأنواءِ
15 واحسرتي ضاعَ الزَّمانُ ولمْ *** أفزْمنكمْ أهيلَ مودَّتي بلقاءِ
16 ومتى يؤمِّلُ راحةً منْ عمرهُ *** يومانِ يومُ قلىً ويومُ تناءِ
17 وحياتكمْ يا أهْلَ مكَّةَ وهيَ *** ليقسمٌ لقدْ كلِفتْ بكمْ أحشائي
18 حُبَّيكُمُ في النَّاسِ أضْحى مذهبي *** وهَوَاكُمُ دِيني وعَقدُ وَلائي
19 يا لائمي في حُبِّ مَنْ مِنْ أجلهِ *** قدْ جَدَّ بي وَجْدِي وعَزَّ عَزائي
20 هلاَّ نهاكَ نُهاكَ عنْ لومِ امرئٍ *** لمْ يُلفَ غيرَ مُنعَّمٍ بشقاءِ
21 لوتدرِ فيمَ عذلتني لعذرتني *** خفض عليكَ وخلِّني وبلائي
22 فلنازلي سرحِ المربعِ فالشَّبيكةِ *** فالثَّنيَّةِ منْ شِعابِ كَداءِ
23 ولحاضري البيتِ الحرامِ وعامري *** تلكَ الخيامِ وزائري الحثماءِ
24 ولِفِتيَةِ الحرمِ المريعِ وجيرَةِ *** الْحَيِّ المنيعِ تلفُّتي وعنائي
25 فهمُ همُ صَدُّوا دنوا وَصَلوا جفوا *** غدروا وافوا هجروا رثوا لضنائي
26 وهُمْ عياذي حيثُ لمْ تغنِ الرُّقي *** وهُمْ مَلاذي إنْ غدَتْ أعدائي
27 وهُمْ بقلبي إنْ تناءتْ دَارُها *** مْعنِّي وسُخطي في الهوى ورضائي
28 وعلى محلِّي بينَ ظهرانيهمِ *** بالأخشبينِ أطوفُ حَولَ حِمائي
29 وعلى اعتناقي للرِّفاقِ مُسلِّماً *** عندَ استلامِ الرُّكنِ بالإيماءِ
30 وتذكُّري أجيادَ وِرْدِي في الضُّحى *** وتهجُّدي في الَّليلةِ الَّليلاءِ
31 وعلى مُقامي بالمقامِ أقامَ في *** جسمي السَّقامُ ولاتَ حينَ شِفاءِ
32 عَمْري ولوقلِبَتْ بطاحُ مسيلهِ *** قلُباً لِقلبي الرِّيُّ بالحصباءِ
33 أسْعِدْ أخيَّ وغنِّنى بحديثِ منْحلَّ *** الأباطحَ إنْ رَعَيتَ إخائي
34 وأعِدْهُ عندَ مَسامِعي فالرُّوحُ *** إنْبَعُدَ المَدَى ترتاحُ للأنباءِ
35 وإذا أذى ألمٍ ألمَّ بمهجتي *** فشذا أعيشابِ الحجازِ دوائي
36 أأذادُ عنْ عَذبِ الوُرودِ بأرضهِ *** وأحَادُ عنهُ وفي نقاهُ بقائي
37 ورُبوعهُ أرَبى أجَلْ ورَبيعهُ *** طرَبي وصَارِفُ أزمَةِ اللّأواءِ
38 وجبالهُ ليَ مربعٌ ورِمَالهُ *** ليَ مرتعٌ وظِلالهُ أفيائي
39 وترَابُهُ ندِّى الذَّكيُّ وماؤهُ *** وِرْدى الرَّويُّ وفي ثرَاهُ ثرَائي
40 وشِعابهُ ليَ جَنَّةٌ وقبابهُ *** ليَ جُنَّةٌ وعلى صَفاهُ صَفائي
41 حيَّا الحيا تلكَ المنازلَ والرُّبى *** وسَقى الوَليُّ مواطنَ الآلاءِ
42 وسقى المشاعِرَ والمحصَّبِ مِنْ منىً *** سَحًّا وجَادَ مَواقِفَ الأنضاءِ
43 ورَعَى الإلهُ بها أصحابي الألي *** سَامَرْتهُمْ بمَجامِعِ الأهْواءِ
44 ورَعَى ليالي الخيْفِ ما كانتْ سِوَى *** حُلمٍ مَضَى مَعَ يقظةِ الإغفاءِ
45 واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وما حَوَى *** طِيبُ المَكانِ بغفلةِ الرُّقباءِ
46 أيَّامُ أرْتعُ في مَيادِينِ المُنى *** جَذِلا وأرْفلُ في ذيولِ حِباءِ
47 ما أعجَبَ الأيَّامَ توجبُ للفتى *** مِنحاً وتمْحَنهُ بسَلبِ عَطاءِ
48 يا هلَّ لماضي عَيشِنا مِنْ عَودَةٍ *** يوماً وأسْمَحَ بَعدَهُ ببقائي
49 هيهاتِ خابَ السَّعيُ وانفصمتْ عُرَى *** حَبْلِ المُنى وانحَلَّ عِقدُ رَجائي
50 وكفى غراماً أنْ أبيتَ مُتيَّماً *** شوقي أمَاميَ والقضاءُ وَرَائي | |
|