إن الإسلام رحم واصلة بين أهله ، فمهما تباعدت أقطارهم وأوطانهم، وتباينت شخصياتهم، وإختلفت ثقافاتهم وحضاراتهم، فإن الإسلام يجمعهم تحت لوائه ويضمهم إلى أكنافه فى ظل تعاليمه. وهذه حقيقة لم يدركها الكثيرون ممن يرفعون عقيرتهم بدعوى الإصلاح والتصحيح، فى الوقت الذى يدعون فيه الناس إلى إعتناق فكرهم، والدفاع عن قضاياهم السياسية وأهدافهم الشخصية التى يهدفون الوصول من خلالها إلى منصة الحكم ليسودوا وليسوقوا العالم إلى هذا النفق المظلم الذى يمثل المنهج التكفيرى لسواد الأمة. فلو نظرنا إلى حال الأمة وحال هؤلاء لوجدنا أن الخطر الحقيقى الذى تمزقت به وحدة المسلمين وتفرقت به جماعتهم لم يأت إلا من قبل هذه الزعانف فالذين يقومون بالتفجيرات والإنتهاكات والجرائم الإنسانية لا تراهم إلا من أصحاب هذا الإتجاه التكفيرى، فهم الذين جروا على الأمة الإسلامية تلك الويلات ، وتلك التحديات والمواجهات من كل دول العالم الغربى والأمريكى. فليت شعرى إلى متى يستمر هؤلاء فى جهلهم وغيهم وهم يرون الأمة قد باتت مستهدفة بسبب ما يجرى من هذه الإعتداءات المتكررة بإسم الإسلام على أسباب أمنها وأمانها وسلامتها وإستقرارها فى سياساتها الداخلية والخارجية. والحديث حول أسباب تداعى الأمة وضعفها بل وإنهيارها ذو شجون بل وأشجان يكفى منه أن ننبه إخواننا المسلمين إلى هذا الخطر الداهم الذى يعطى الفرصة تلو الأخرى لأعدائنا فى سبيل إضعاف الأمة وإسقاط مهابتها وسيادتها، والنيل من مكانتها، وفرض السيطرة عليها والإستيلاء على مقدراتها، وإستغلال مواردها، والعبث بمقدساتها والإستهزاء بحرماتها. أسأل الله تعالى أن يمهد لكلمتى هذه قلوب إخواننا الذين هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، من أجل أن نكون نحن وإياهم نميظا عدونا، وسرورا لنبينا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. والله من وراء القصد وهو المستعان. محمد إبراهيم عبد الباعث