قال محمد بن عبدالوهاب في كتاب "مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد" :
(وقد قال تعالى : ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا ..) الآية ، ذكر ابن عباس وغيره من السلف أن هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ، ذكر هذا البخاري في صحيحه وأهل التفسير كابن جرير وغيره )اهـ
وقال في كتابه"كشف الشبهات":
(اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وهو دين الرسل الذي أرسلهمم الله به إلى عباده. فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً)اهـ
ولنر إذا كان محمد بن عبدالوهاب صادقا في قوله هذا :
الحديث كما جاء في البخاري باب { ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق }:
(4636 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج . وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما
: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود كانت لكلب بدومة الجندل وأما سواع كانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا
يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت)اهـ
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره 12-253 :
(حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن موسى عن محمد بن قيس { ويعوق ونسرا } يقال : كانوا قوما صالحين من بني آدم وكان لهم أتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال : إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم)اهـ
ونقله عنه أيضا ابن كثير في تفسيره 4-548
محمد بن عبدالوهاب لبس ودلس على اتباعه بأن قوم نوح عبدوا اولئك الصالحين عندما طال عليهم الأمد، بينما الأمر ليس كذلك، فقد قام اتباع هؤلاء الصالحين بإقامة التماثيل التي تشبههم بوحي الشيطان ولم يعبدوهم إلى أن مات ذاك الجيل وجاء بعدهم أناس فظنوا أن أبائهم عبدوا هذه التماثيل والاصنام فعبدوها.
وكلامه في الفقرة الثانية تلبيس آخر حيث عبر عن عبادة قوم نوح لهذه الأصنام – عبر عنها بالغلو في الصالحين ! بينما هي عبادة
وقد فسر ابن جرير كيفية عبادة قوم نوح لهذه الأصنام كما تقدم.
وهكذا تجد أن محمد بن عبدالوهاب برر موقفه من استحلاله لدماء المسلمين وأعراضهم بأنهم كفار غلوا في الصالحين
نسأل الله أن يعامله بما هو أهل له جزاءا بما فعل بالمسلمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
منقول