مادة ( و ر ث )
في اللغة
" وَرِثَ يَرِثُ وِرْثاً وإرْثاً فهو وارث : ورث فلاناً ماله ، ومنه ، وعنه : صار إليه ماله بعد موته .
الوارث : صفة من صفات الله تعالى ، لأنه الباقي الدائم يرث الأرض ومن عليها " .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم ( 35 ) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ .
في الاصطلاح الصوفي
الإرث المحمدي
الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : " مرتبة الإرث المحمدي : هو السير منه تعالى إلى العالم ، وهو جمع الجمع ، وهو الفرق الثاني ، وهو فوق مرتبة العارف " .
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" الورث على نوعين : معنوي ومحسوس .
فالمحسوس : منه ما يتعلق بالألفاظ والأفعال وما يظهر من الأحوال ...
وأما الورث المعنوي : فما يتعلق بباطن الأحوال ، من تطهير النفس من مذام الأخلاق ، وتحليتها بمكارم الأخلاق ...
ومن الورث المعنوي ما يفتح عليك به من الفهم في الكتاب وفي حركات العالم كله .
وأما الورث الإلهي :
فهو ما يحصل لك في ذاتك من صور التجلي الإلهي عندما يتجلى لك فيها ، فإنك لا تراه إلا به فإن الحق بصرك ... ولا يصح ميراث لأحد إلا بعد انتقال الموروث إلى البرزخ ، وما حصل لك من غير انتقال فليس بورث وإنما ذلك وهب وأعطية " .
ويقول : " الورث ورثان كما أن العالم عالمان .
فالورث الأعلى : في العالم الأجلى ورث أسرار وتجليات الأنوار .
والورث الأسنى : في العالم الأدنى ورث استخلاف على أمصار " .
الشيخ إسماعيل حقي البروسوي
يقول : " جنة الميراث : هي أعلى من الجنة الأولى جنة الأعمال ، بل هي باطنها ، المنزل منها بمنزلة عالم الملكوت من عالم الملك " .
الإمام القشيري
يقول : " الوارث { عز وجل } : الباقي بعد فناء الخلق " .
الإمام أبو حامد الغزالي
يقول : " الوارث { عز وجل } : هو الذي يرجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك ... هو الباقي بعد فناء خلقه ، وإليه مرجع كل شيء ومصيره ، وهو القائل إذ ذاك : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْم ، وهو المجيب : لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الوارث { عز وجل } : لما خلفناه عند انتقالنا إلى البرزخ خاصة " .
الشيخ أحمد سعد العقاد
يقول : " الوارث { عز وجل } : هو الذي تسربل بالصمدانية بلا فناء ، وتفرد بالأحدية بلا انتهاء ، هو الذي لا يرثه أحد ، ولكنه يمنح من يشاء من عباده الولاية والمدد " .
" ثانياً : بمعنى الرسول
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : " الوارث والرشيد : فإنه كان متحققا بهذين الاسمين ، متصفا بهاتين الصفتين " .
" ثالثاً : بالمعنى العام
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الورثة : هم خلفاء من حيث لا يشعر بهم ، ولا يتمكن لهذا الخليفة المشعور به وغير المشعور به أن يقوم في الخلافة إلا بعد أن يحصل معاني حروف أوائل سور القرآن المعجمة " .
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : " الوارث : هو الذي ورث مقام الدعوة إلى الله تعالى ، وهو الذي أورثه الله تعالى الكتاب " .
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " الوارث عند ابن عربي : هو التابع للنبي المتتبع له في أقواله وأفعاله وأحواله ، إلا ما خص به النبي مما لا يجوز مشاركته به " .
مسألة - 1 : في الاسم الوارث { عز وجل } من حيث التعلق والتحقق والتخلق
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" التعلق : افتقارك إليه في أن يوفقك الاقتداء بسنة نبيه .
التحقق : الوارث من ترجع الأملاك إليه بعد انتزاع أيدي الملاك عنها بالموت ...
التخلق : الوارث من العباد من ورث الأنبياء في علومهم وأعمالهم وأحوالهم " .
مسألة - 2 : في خصائص الاسم الوارث { عز وجل }
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" اسمه تعالى الوارث يصلح للعارفين ، يكون جاذباً لهم إلى الفناء المطلق ، وهو مقام الوقفة " .
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : في أنواع الورثة :
" الفقهاء : ورثة أقواله .
والعباد : ورثة أحواله الظاهرة .
والمريدون : ورثة أحواله القلبية الباطنة .
والعارفون : ورثة أخلاقه الروحانية وأوصافه الرحمانية .
والكمل المحققون : ورثة شؤونه الإلهية وأسراره الصمدانية ، قد جمعوا بين وراثة الأقوال والأفعال في إحراز رتبة الكمال " .
من اقوال الصوفية :
يقول الشيخ ممشاد الدينوري :
" الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت والتفكر " .
الشيخ الأكبر ابن عربي : يقول في الوارث الكامل والوارث الناقص :
الوارث الكامل : هو من جمع ميراث الأقوال والأفعال والأحوال .
ويقول : " الوارث الكامل من الأولياء : هو من انقطع إلى الله بشريعة رسولالله ، إلى أن فتح الله له في قلبه في فهم ما أنزل الله ـ عز وجل ـ على نبيه ورسوله محمد بتجل إلهي في باطنه ، فرزقه الفهم في كتابه ـ عز وجل ـ ، وجعله من المحدثين في هذه الأمة ، فقام له هذا مقام الملك الذي جاء إلى رسول الله ، ثم رده الله إلى الخلق ، يرشدهم إلى صلاح قلوبهم مع الله ، ويفرق لهم بين الخواطر المحمودة والمذمومة ، ويبين لهم مقاصد الشرع وما ثبت من الأحكام عن رسول الله وما لم يثبت بأعلام من الله ، آتاه رحمة من عنده ، وعلمه من لدنه علما ، فيرقي هممهم إلى طلب الأنفس بالمقام الأقدس ، ويرغبهم فيما عند الله " .
وأما الوارث الناقص : فهو من يقتصر في ميراثه على بعض المراتب الثلاثة : الأقوال والأفعال والأحوال ، فلا يرثهن جميعاً .
وأما وارث القدم المحمدي : فهو الذي يأتي على رأس كل قرن ، يعلم الناس أمور دينهم ... فهو آدم زمانه " .
وهو مجهول في العموم معلوم في الخصوص ، لأن خرق عادته إنما هو حال وعلم في قلبه ، فهو في كل نفس يزداد علماً بربه علم حال وذوق لا يزال كذلك ، وقد نبه الجنيد على ذلك باختلاف أجوبته عن المسألة الواحدة من التوحيد في المجلس الواحد لاختلاف دقائق الزمان " .
الوارث المحمدي
الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : " الوارث المحمدي : هو خاتم الأولياء في عصره ، كما أن نبينا محمداً خاتم الأنبياء ، فلا نبي من بعده . وفي كل زمان ، لله تعالى أولياء بعدد الأنبياء المتقدمين . وهذا الوارث المحمدي خاتم لولايتهم ، جامع لأسرارهم ، واسع لأنوارهم ، لأنه ذاتي المقام " .
الشيخ محمود أبو الشامات اليشرطي
يقول : " الوارث المحمدي : هو سر الله الجامع لكل الأسرار ، ونوره الواسع لجميع الأنوار " .
الدكتور عبد المنعم الحفني
يقول : " الوراثة : هي المتابعة " .
من اقوال الصوفية :
يقول الإمام علي بن أبى طالب :
" لا ميراث كالأدب " .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " جنة الوراثة : هي جنة الأخلاق الحاصلة لحسن متابعة النبي " .
الشيخ زكريا الأنصاري
يقول : " علم الوراثة : هو الفقه في الدين ، والحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً " .
الدكتور عبد المنعم الحفني
يقول : " علم الوراثة : هو الفقه في الدين ، والصوفية أخذوا حظاً من علم الوراثة فأفادهم العمل بالعلم ، فلما علموا بما عملوا أفادهم العمل علم الوراثة ، فهم مع سائر العلماء في علومهم ، وتميزوا عنهم بعلوم زائدة هي علوم الوراثة " .
الوراثة الكاملة
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الوراثة الكاملة : هي التي تكون من كل الوجوه لا من بعضها ، والعلماء ورثة الأنبياء ، فينبغي للعاقل أن يجتهد ، لأن يكون وارثاً من جميع الوجوه ، ولا يكون ناقص الهمة " .
الشيخ عبد القادر الجزائري
يقول : " الوراثة الكاملة : هي مقام الدعوة إلى الله تعالى " .
منقول