فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
لقد كثر اللغط – في الآونة الأخيرة – حول ثبوت حجية السنة النبوية الشريفة , ممن يحاولون إيهام الدهماء من الناس بأن في القرآن غناء عن السنة , سيما وأن الله _عز وجل- قد كفل حفظ القرآن دون السنة !!
ونحن – بصدد كشف النقاب عن هذه الشبهة – نقول لهؤلاء المتخرصين على الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – إذا كنتم قد عجزتم عن استنباط الدلالة من القرآن الكريم على وجوب العمل بالسنة أو الاحتجاج بها فإننا سنكفيكم مؤنة الأمر فيما عجزتم عنه , بذكر عشرات الآيات التي غبتم عنها مع كونها مما تعبدنا الله به تلاوة وحكما ؛ على أن تكفونا العناء بذكر آية واحدة – ولو من قبيل الظاهر أو المجمل – تمنع من الاحتجاج بالسنة أو الرجوع إليها !!
ووفاء بما تعهدنا به , نقول : لقد دل صنيع القرآن على وجوب الأخذ بدلالة الكتاب والسنة مجتمعين , ونحن نذكر بعض الآيات مما هو محل الحاجة , لضيق المساحة .
قال تعالى : (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون) الأنفال : 20 ولعل القريحة تسعفك بالوقوف على وجه الدلالة من إفراد الضمير في قوله : ولا تولوا عنه 00 وهو عائد على رسول الله لقرب عهده بالذكر , وهذا مما لا إخالك تجهله !!
وفي نفس السورة ( ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم 00) الآية رقم 24 , فتأمل كيف أفرد الضمير في الفعل أي في قوله : إذا دعاكم 00 ولم يقل دعواكم بالتثنية !!
وفي سورة التوبة ( والله ورسوله أحق أن يرضوه 00 ) الآية : 62 , ولم يقل : أحق أن يرضوهما !!
وفي نفس السورة ( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله 00) الآية : 74 , ولم يقل من فضلهما !!
وفي سورة النور ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم 00) الآية : 51 , ولم يقل : ليحكما بالتثنية !!
وهذا دليل على عدم انفكاك الجهة , مما سنفصل أدلته بعد – إن شاء الله – فارتقبوا إنا مرتقبون 0
وكتبه
الداعية الإسلامي
محمد إبراهيم عبد الباعث